صورة مشرفة للمرأة السعودية، و"النيجاتيف" محفوظ

يعتبر التخطيط التربوي فرع قائم بحد ذاته يستحق أن نتوقف أمامه ونوليه الإهتمام المطلوب، فالقائم على التخطيط التربوي والتعليمي يقوم بدور هام في تأسيس المجتمع ووضع لبناته، ويزداد الأمر أهمية عندما نتحدث عن التعليم الجامعي الذي يمثل أعلى مستويات الحضارة للأمم.

الدور الذي تقوم به الجامعات في عملية بناء الإنسان يشبه عملية التشطيبات الأخيرة في مشاريع البناء، ولكن أحدها يسلمنا مفاتيح المنشآت والآخر يسلمنا الكوادر البشرية التي منحها الإجازة العلمية للإنتقال من مرحلة الإعداد والتأسيس إلى التفاعل والبناء من نقطة جديدة، وهنا تكمن الأهمية وتبرز الكفاءة بمنح الكوادر أدوات البناء السليمة.

ومن هذا المفهوم يتضاعف حجم المسؤولية الملقاه على عاتق المخطط التربوي فالجامعة تعتبر نموذجاً تعليمياً حضارياً يعكس ما وصل إليه المجتمع من تقدم ووعي أو تراجع وتردي لأنها المرآة التي نرى فيها الواقع مجسداً في الكوادر البشرية التي يتم تخريجها كنتاج لما تلقته من علوم.

واليوم نستضيف نموذجاً مشرفاً للمرأة العربية السعودية هي الدكتورة رفيدة خاشقجي التي تشغل منصب "عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة"، حيث يتميز مشوارها بمحطات مشرقة وضعت عليها بصمتها في مجال التعليم الجامعي الحكومي والأهلي وساهمت من خلال هذا المشوار بالتخطيط لمستقبل الفتاة السعودية في ظل المعطيات والإمكانيات الكبيرة التي وفرتها البلاد لقطاع التعليم الجامعي.

ولعل تجربة الدكتورة رفيدة هي صورة لهاجس التخطيط التربوي الذي يسكن داخلها وداخل كل من يتقلد هذا المنصب الحساس حيث ينبع تفانيها في العمل من إدراكها لأهمية بناء النصف الآخر من المجتمع وإعدادهن لحمل راية العلم ليخرجن من الجامعة أو من بيوت الخبرة الوطنية إلى ممارسة دور فعال في بناء الأسرة والمجتمع... وهي خير من يمارس هذا الدور في مجالات عديدة، وهي التي اختارت لمسيرتها شعار (عطاء أكاديمي متميز، ومظلة إدارية وارفة)، فجسدت هذا الشعار ليكون ماثلاً أمام كل منسوبة لهذا الصرح، ووقفت بإدارتها الحكيمة كالمظلة الوارفة التي تغطي كل ما يتعلق بمسؤولياتها.

ويتواصل التخطيط لمستقبل تعليمي مشرق من خلال عين ثاقبة وأفق واسع وصورة مشرفة تؤكد أن المرأة السعودية على قدر المسؤوليات المناطة بها، وأجمل مافي هذه الصورة أنها محتفظة (بالنيجاتيف) الذي يسمح للجامعة باستخراج نسخ مشابهة من حيث الأساس والقيمة والثقافة العالية، ومختلفة بالمجالات التي تطرقها.