أفضل وسيلة للريجيم

فكّرْ كالنملة

رانية سليمان سلامة

إذا كان الإنسان حيواناً اجتماعياً فالنملة حشرة اجتماعية تعيش في مستعمرات تضمّ أحياناً ملايين الأفراد التي تعمل سوياً وتتحرك بشكل متناسق.

النملة حشرة صغيرة ذات فعل كبير، هكذا تصفها موسوعة «ويكيبيديا» فتعدادها يمثل 20% من الكائنات الحية على كوكب الأرض... وقد يكون النمل شاهداً على عصر الديناصورات فهو موجود على الأرض منذ 92 مليون سنة، كما أن أغلب النمل وفقاً للموسوعة من صنف «الشغالات» الإناث أما الذكور فدورها محصور على الزواج من الملكة، ولم تذكر الموسوعة إذا كانت الملكة تتزوج زواجاً شرعياً أو مسياراً أو مصيافاً ولكن لايهم لأن الزوج يهلك بمجرد انتهاء مراسم الزواج.

قبل ثلاثة أعوام تقريباً قام عالم مصري بدراسة تشريح لمخ النمل بهدف معرفة سلوك النمل الأبيض ووضع برامج فعالة لمقاومته، فوجد أن للنملة مخاً أساسياً وآخر ثانوياً وثالثاً تتجمع فيه الخلايا بينما يتكون مخ الإنسان من جزءين فقط... وظل السلوك الذي يشغل العلماء هو كيفية معرفة النملة للمسارات الأقصر والأسرع للوصول إلى مصدر الغذاء والأرجح أنه سلوك غريزي حيث تمتلك النملة حواس استشعار خاصة، تلك الدراسات أوحت لخبراء الكمبيوتر ومراكز الأبحاث للبحث عن حل لمعضلة المسار الملائم والأقصر لشبكة الإنترنت عبر نقل المعلومات والبيانات من موقع لآخر إضافة إلى أفضل السبل لتخزين المعلومات المصرفية.

كما أكد العلماء بأن النمل يعد من أرقى المخلوقات الاجتماعية إذ يتمتع بأسلوب راقٍ في تحقيق النظام الداخلي لمملكته، وتقوم كل نملة بدورها بالإضافة إلى أنها تحل محل غيرها من أجل الحفاظ على أمن مملكتها. لقرصة النملة كذلك فوائد عجيبة حيث هناك رأي طبي يشير إلى أنها أفضل وسيلة للريجيم، فعندما تقوم النملة (الأنثى) بتوجيه قرصتها للهدف المقصود تفرز كمية من اللعاب الأيوني الذي يقوم بحرق جميع الدهنيات الموجودة في العضو المقروص.

ومثلاً لو أن العضو المقروص هو الذراع فإن اللعاب الموجود في مكان القرصة سوف ينتشر تدريجياً في كافة أنحاء الذراع وبالتالي يحرق مانسبته 99% من الدهنيات... وبالطبع أتمنى من الطب الذي توصل إلى هذا الاستنتاج أن يجد وسيلة لحقن اللعاب الأيوني بدلاً من الاكتفاء بنشر هذا الخبر فلا أتوقع أن هناك من سيستضيف النمل في نزهة على ذراعه لحرق الدهون. ماورد أعلاه لم يكن مقدمة لفيلم وثائقي عن النمل ولكنه تمهيد لرسالة طريفة من قارئ عن فلسفة النمل التي يمكن للإنسان أن يستفيد منها:

الـفـلـسـفـة الأولـى:
* النمل لا ينسحب أو يستسلم أبداً: إذا احتجز في مكان معين أو حاولت إيقافه سيبحث عن طريق آخر، سيحاول التسلق أو المرور من أسفل أو من الجوانب، وسيستمر في البحث عن طريق آخر. لذلك: لا تستسلم في البحث عن طريق آخر لتصل إلى هدفك.

الـفـلـسـفـة الـثـانـيـة:
* النـمـل يفـكـر في الـشـتاء أثناء فصل الصيف، من الغباء أن تعتقد أن فصل الصيف سيستمر إلى الأبد، النمل يجمع طعام الشتاء في منتصف فصل الصيف، لذلك: كن واقعياً وفكر في المستقبل.

الـفـلـسـفـة الـثـالـثـة:
* النمل يفكر في فصل الصيف أثناء فصل الشـتاء: «خلال فصل الشتاء، النملة تذكر نفسها بأن «فصل الشتاء لن يستمر طويلاً، وقريباً سنخرج من هنا. يخرج النمل في أول يوم دافئ، وعندما يعود البرد مرة أخرى تعود إلى مساكنها ولكنها تعود للخروج مرة أخرى في أول يوم دافئ. لذلك: كن إيجابياً ومتفائلا.
 
الـفـلـسـفـة الـرابـعـة :
* كـل الـذي تـسـتـطـيـع أن تـفـعـلـه: تجمع النملة خلال فصل الصيف كل ماتستطيع أن تجمعه استعداداً لفصل الشتاء. لذلك: أفعل كل الذي تستطيع فعله، وزيادة.

 

رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ