أحلام وتوقعات، ومستقبل قد يكون لصالح الصين أو الهند

كيف سيكون العالم عام 2100م؟

رانية سليمان سلامة

سؤال استنفرت بعض القنوات الفضائية والمراكز البحثية قدراتها للإجابة عليه مع رسم صورتين، إحداهما للعالم بعد حوالى 100 سنة إذا لم نواجه التحديات، والأخرى للعالم إذا بدأ العمل منذ اليوم على المواجهة والتأهب لاقتحام مئوية جديدة.


وللتذكير أدرجت أغلب المواقع الإلكترونية المرتبطة بتلك الأبحاث أهم الاختراعات التي وفرت لنا ما نعيشه اليوم من رفاهية، مثل وسائل نقل كالسيارات والطائرات ووسائل وشبكات الإعلام والكهرباء والهاتف وأجهزة التكييف وتقنيات استخراج النفط والأجهزة والمعدات والتقنيات الطبية وأخيراً ولم ولن يكن آخراً الإنترنت.


هل يمكننا أن نتخيل الحياة دون كل تلك الاختراعات؟ وهل يمكن أن نعيش أو يعيش غيرنا غداً حياة أفضل دون أن نتوقع الاحتياجات المستقبلية ونعمل على تلبيتها منذ اليوم؟.


قناة ABC طلبت من جمهورها أن يتخيل كيف سيكون وضع العالم خلال المئة عام القادمة وقد أنشأت موقعًا إلكترونيًا خاصًا يتضمن ملفات تفاعلية ستساعدها على إعداد فيلم وثائقي خاص خلال شهر سبتمبر القادم.


قد يدخل أحدنا موسوعة جينيس للأرقام القياسية إذا شاء الله له أن يكون من المعمرين حتى يتحقق لاحقاً من صدق بعض النبوءات والتوقعات التي تشغل العالم اليوم، أو قد يقرأ عنها الأحفاد فيسخروا من خيالنا المحدود إذا حفلت المئة عام القادمة بتطورات وأحداث أبعد من الخيال.


أغلب التحديات التي تتحدث عنها التقارير هي زيادة التعداد السكاني والمخاطر المصاحبة للتغير المناخي بالإضافة إلى احتمالات نضوب بعض الموارد الطبيعية والمخاطر البيئية الأخرى، وهذه الاستنتاجات غيرت صيغة السؤال الذي يطرحه العلماء على أنفسهم من (ماذا نخترع؟) إلى (ماذا يحتاج الناس أن نخترع؟).


من (مينيو) الاختراعات المطلوبة اختار الجمهور اختيارات عديدة منها البحث عن توفير وسائل ميسرة لاستخدام الطاقة الشمسية، توفير مصادر للمياه النقية، توفير معلومات صحية، تطوير وسائل العلاج والعقاقير، تفادي المخاطر النووية، حماية الإنترنت، التعليم الشخصي الذي تعتمد برامجه على قدرات الفرد حيث قد يصبح لكل طالب منهج خاص.


والتوقعات المتعلقة بالتعليم ملفتة، فهناك من يعتقد أن الجامعات ستصبح عبارة عن إدارة في كل شركة خاصة أو حكومية حيث يلتحق الطالب بعد المرحلة الثانوية بها ليوقع عقد تعليم مجاني ينتهي بالتوظيف الإلزامي، وبمعنى آخر لن تكون هناك تخصصات عامة ولكن سيصبح هناك تخصص في وظيفة ودرجة علمية في الأداء الوظيفي.


وكما أن هناك تخطيطا لمواجهة الأسوأ هناك تخطيط لاستقبال الأفضل، ففي الغرب هناك من بدأ يفكر إن كان على الأبناء والأحفاد أن يتعلموا لغة الهند؟ أم لغة الصين؟ مستشرفين بالإجابة المستقبل الذي يبدو واعداً لأكبر دولتين ناميتين أدركت كل منهما أن الحل في تنمية الموارد البشرية غير أنهما بحاجة إلى الوقت الكفيل بتضييق الفجوة بين الفقراء والأثرياء الجاهلين والمتعلمين.


وبالرغم من أن هناك من يعتقد أن الكفة تميل إلى تفوق الصين في عام 2100م، غير أن المئة عام تحتمل دخول دول منافسة أخرى نأمل أن يكون لنا موقع على خارطة منافستهم، أو على الأقل علينا أن نتحسب لتفوق الهند التي قد تكون وجهة البعثات المستقبلية وهذا الأمر يعني ضرورة احترام وتقدير العمالة الهندية تلافياً لمرور أبنائنا غداً بدرس عملي قاس عنوانه (الدنيا سلف ودين).

رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ