أمسية فنية يحفها الفن من كل صوب

معهد العالم العربي في باريس يحتفي بمرور 25 عاماً من الإبداع في الرياض

عربيات - الرياض: دينا الشهوان
صور وفيديو

"الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية" هذا ماقاله بابلوو بيكاسو، أما فرانسواز ساجان فقالت بأن "الفن يجب أن يفاجئ الواقع"، وضمن هاتين المقولتين يظهر الفن بلغته العالمية الخالصة.

 أصبح التوق والشغف للفن في العالم العربي أكثر من قبل؛ أو كأنه عاد إلى عصره الذهبي مرة أخرى، لاسيما مع وجود صالات تهتم بجميع أطياف الفن وتعدادته، مع التركيز على الفن في العالم العربي والإسلامي، ومنذ أسبوع استضاف غاليري "نايلا" باقة من أعمال العرب ضمن معرض 25 عاماً من الإبداع العربي، لأول مرة في المملكة العربية السعودية بمدينة الرياض، وبمبادرة من معهد العالم العربي بباريس فرنسا، وقد جاء المعرض كإحتفال باليوبيل الفضي لمعهد العالم العربي بباريس. وقد تم الافتتاح برعاية من معالي الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام، وسعادة السيد جاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس، وبحضور السيدة منى خازندار مديرة المعهد، في 29 ابريل 2013 وسيستمر المعرض حتى 7 يونيو 2013.

جاءت هذه المبادرة لتؤكد بدورها على تعزيز العلاقات الثقافية العريقة بين فرنسا وبين المملكة، إضافة إلى إلقاء الضوء على أهم تطورات الفنون البصرية في العالم العربي على مدار 25 عاما لأعمال أشهر الفنانيين المعاصرين العرب. 

يقول إيهاب اللبان والذي تكفل بمهمة بناء المعرض: "من المؤكد أن هناك ملامح حضارية وسمات ثقافية كثيرة ومتباينة، يتكون عبر تجاورها شكل أي مجتمع، وعن طريق رصد وملاحظة هذه الصفات نستطيع فعلاً رسم صورة شارحة وبناء مشهد شبه متكامل لشخصية وطبائع هذا المجتمع". ويضيف: "يعيد المعرض استكشاف أعمال وممارسات تم عرضها أو عرض أفكارها الأولى في عروض سابقة إقليمية أو دولية من مشاريع تحاور الفكرة المعاصرة، منها الذاتي أو الغامض أو الكامل، ومؤكد التفسيرات".


من الأعمال المشاركة في المعرض

على هامش معرض إبداع الفن العربي، أقيمت أمسية فنية في غاليري نايلا تروي قصة سيرة ومسيرة الفن لدى كل  من الفنانين السعوديين عبد الناصر غارم، والفنانة مها الملوح قدم كل واحد منهما مسيرته الفنية من خلال أعماله الفنية.

تحدثت مها الملوح بكل شفافية عن أعمالها برؤية ثابتة خاصة بها، فالشغف للذاكرة يظهر في أعمالها، وهي دائمة الالتفات لتفاصيل في حياتنا اليومية  نراها ولا نكترث بها، ويبدو أن أعمال مها تعيد الذاكرة لمعاني اختفت من ذاكرتنا، كما يغلب على أعمالها  استرجاع إحياء تراثيات البيئة السعودية، والتركيز على هوية الإنسان ضمن البيئة التي يعيش بها. عرضت الملوح بعض أعمالها مستخدمة تقينة (الفوتوجرام)، وتنوعت أعمال الملوح بين التصوير والأعمال الفنية المركبة. 


الفنانة مها الملوح

أما الفنان عبدالناصر غارم فاستعرض بداية مشواره مع الفن بسلاسة، معتبراً أن بداخل كل إنسان حب للفن. غارم الذي كانت لديه  محاولات عدة في بداية حياتة وصل إلى هويته الفنية بمشوار رسمه لنفسه من بين أعماله التي لاقت الإعجاب، فقدم قبة الرسالة والتي ترقد تحتها حمامة السلام، وتم عرضها في أحد مزادات دار كريستيز العالمية، وعمل آخر عبارة عن  قبة الكونجرس الأمريكي، ومن تحتها البترول مستخدما نفس أيقونة الكونجرس للتعبير عن العمل بشكل أدق. 

اللافت في أعمال غارم واقعيتها من حيث الشكل والمعنى، فهو دائم البحث عن ما يشغل العالم من قضايا إنسانية مؤثرة.

اتخذ غارم كلمة "آمين" أيقونة لأعماله القادمة، وهي الكلمة التي يتفق عليها جميع الشعوب ضمن لغاتهم، حتى كبرت الفكرة لدى غارم لتتحول تلك الأيقونة إلى مؤسسة فنية تعنى بالمواهب السعودية الشابة، وتمد لهم يد العون والدعم وتسهم في صقل تجربتهم الفنية.