الإبداع هو محور حياتي

المخرج الإبداعي ابراهيم عباس

خاص - عربيات
صور وفيديو

فنان ذو طابع خاص جمع بين التمكن في رسم الكلمة وصياغة الحرف وبين الإبداع في اللوحات الفنية التي تحمل توقيعه والتي يستخدم فيها أحدث برامج الكمبيوتر المتخصصة ليجتمع كل ذلك في بوتقة فريدة وتتناغم برؤيته الفنية المبتكرة، فتقرأ كلماته وتشعر أنها لوحة مرسومة، وتشاهد لوحاته فتشعر أنها معبرة وعميقة تبحر بداخلها وتقرأها كانها قطعة أدبية مكتوبة، وكل شيء بين أنامله يأخذ أبعاد جديدة لم تكن تراها من قبل...عندما عرضنا عليه أن يكون ضيفنا اشترط أن ننشر ردوده كما هي بلغته الخاصة التي ربما لا يستوعبها البعض لكنها المفتاح إلى شخصية فناننا الذي يملك أسلوبه الخاص في كل شيء، ولا نعرف هل نقول الفنان (زين) كما ذاع صيته على الإنترنت أو نقول المبدع ابراهيم عباس الذي يعرفة كل من يعمل في مجال الدعاية والتصميم والإعلان.

البطاقة الشخصية
الإسم: الرسمي هو إبراهيم عباس ولكن الأصل كان زين العابدين
العمر: 25 سنه و أسبوعين
الحالة الاجتماعيه: أعزب
المؤهلات والدراسية
هندسة كمبيوتر – جامعة الملك عبد العزيز – تخرجت عام 1997م


لماذا لم تتخصص في دراسة الفن؟
خمس كلمات وعلامة استفهام في سؤالك لكن إجابته معقدة نسبياً، حسنٌ لتوضيح أكثر فأنا هوايتي ليست "الفن" "بالضبط" وإنما هي الإبداع والابتكار، وبما أن الرسم والفن هما أكثر المجالات ارتباطاً بالابداع وجدتني أهواه وبصراحة المجرى التعليمي المتاح لم يتح الكثير من الخيارات في الثانويه كانت الاختيارات (فيزياء ورياضيات، كيمياء وأحياء، دراسات إنسانية، ودراسات إسلامية) وهذا من حظي لأن الأجيال التي قبلي وبعدي لم تجد كل هذا الترف فكانت (الخيارتان) أمامهم هما العلمي أو الأدبي، المهم اخترت الفيزياء والرياضيات لأنهما أقرب الاختيارات إلى هوايتي الأم (الابتكار) ثم اندفع بي المجرى مرة أخرى فوجدتني أمام خيارين (طب أو هندسة) طبعاً الخيارات الأخرى كانت ملغية بسبب البريستيج العلمي (هذا أحد الأسباب الرئيسيه، فتعليم الفن وإن وجد فهو لم يجد وزنة بعد، لذا لا يلجه سوى المنكوبين الذين لم يسعفهم المعدل لولوج إحدى العظميين) المهم مرة أخرى تحكّم عشقي للإبداع والابتكار في اختياري وتوجهت إلى الهندسة، وهناك تفتحت أمامي مجالات عدة، ومرة أخرى سألت نفسي أي منها يسع إبداعاً أكثر؟ فكانت الإجابة هي الهندسة المعمارية أوهندسة الكمبيوتر.. هنا برز عامل آخر إلى السطح وهو حب الفضول وعشقي للإبداع الموجود في أحدث مبتكرات العصر وهو الكمبيوتر. فتخصصته فقط لأسبر أغواره وأفهم كيف يعمل ذلك الساحر، وبعد أن كشفت أكثر حيله السحرية انطفأ معها عشقي للكمبيوتر. وللأسف عندها تخرجت، وبتخرجي فاجأت الشركة التي اقتنصتني أنني أرغب في العمل لديها في قسم الإدارة التسويقية الدعائية بدلاً من قسم الكمبيوتر لأنني أشبعت فضولي "الإبداعي/الكمبيوتري" ونبت معه فضولٌ آخر وهو الفضول الإبداعي الدعائي، وكما نما في داخلي حلم "كشف حيل الكمبيوتر" في أول يوم لي في الجامعه، واستيقظت بعدما تحقق، وجدتني أغرق في سبات آخر في أعماق حلم جديد وهو أن أضيف لمساتي الخاصه إلى عالم الدعايه والإعلان المحلي.ومع كل هذه (المعمعة) كان الرسم والفن إحدى الوسائل المتعدده التي أنفس بها عن حبي للإبداع ولكن في كل الأحوال كانت دراستي أو عملي يحملان نصيب الأسد من هوايتي الإبداعيه ولم تدعا إلا الفتات للفن والرسم. 

 

متى بدأت علاقتك بالفن والرسم؟
أعتقد أنه لو توفر لي الطبشور لكنت شخبطت ورسمت على جدار الرحم قبل حتى مولدي. شغفي بالرسم، الفن، الإبداع، والابتكار بدأ معي مع بداية ذاكرتي، فلا أذكر متى اتهمت بالجنون لأول مره بسببه... بما أنك سألتيني عن الرسم فسأحكي تاريخي معه ولكن باختصار مطوّل قليلاً بالنسبة للرسم بالذات كان بالنسبة لي مثل دب الباندا، أحب أن أراه وأستلطفه لكنني لا أجرؤ على الاقتراب منه إلا إذا أرغمتنا حصص الرسم والتربية الفنية على ذلك، وبما أن المواضيع في حصص التربيه الفنيه كانت مقتصره على عدد محدود من المواضيع (التي لم تتغير إلى الان) فلم أجد صعوبة في حفظها ونسخها بالكربون كل سنه.. بدأت أتمرس الرسم مع بداية دراستي المتوسطة عندما بدأت تنمو داخلي هواية رسم شخصيات الكارتون فبدأت أستأنس أكثر مع الباندا وتعلمت كيف أروضه،وبسرعه انتقلت من مجرد متفرج للعروض إلى مستعرض ولكنني واجهة باندا آخر أكثر شراسة، وهو الرسم بالألوان الزيتية والمائية (التحكم بالفرشاة بشكل عام) ولكن الباندا الآخر تم ترويضه أيضاً. وأذكر أنني أقمت معرضاً على مستوى ضيق (أقصد ضيق جداً لم تكن فيه أكثر من 6 لوحات زيتية) كان ذلك قبل 10 سنوات أي في عام 1990م بيعت كل اللوحات ولكن لأهلي. في نفس تلك الفترة (بين 1986 و 1990) كنت أهوى الرسم على كمبيوترات صخر وفي تلك الفترة كانت تقنية الحفظ على أشرطة الكاسيت متوفرة فكنت أحفظ ما أرسمه عليها (أيام المسلسل الكرتوني جومارو)، بالإضافة إلى أنني كنت أهوى رسم خلفيات ألعاب الكمبيوتر وعرضها، وكنت أتقنها لدرجة أن أصدقائي عندما يرونها يظنون أنها اللعبة ولكنها "مهنقة". وتخرجت من المتوسطة، وفي الثانوية استمريت على المجريين: الرسم اليدوي (تظليل وزيتي)، والرسم بالكمبيوتر. كانت دراستي ثانوية مطورة وأخذت مادة فن1 كمادة اختيارية لذا أتيحت لي فرصة ذهبية لصقل موهبتي في الرسم خاصة في سنة 1991 رسمت لوحة (زينة العروس) على قطيفة سوداء وشاركت بها في مسابقة الخطوط السعودية (ولم تحقق أي مستوى) وفي نهاية العام شاركت في المسابقة الفنية للمدارس الثانوية في جدة والحمدلله حققت المركز الأول بلوحة (ذكريات) وللمعلومية رسمت اللوحتين فيما بعد بالكمبيوتر. 
 
في تلك السنة 1991 اقتنيت أول جهاز بي سي AT 286 وعندها تفتحت عيني على آفاق جديدة عندما بدأت الخربشة على برنامج Deluxe Paint Animation.كانت وضوحيتة 320×200 نقطة × 256 لون بالنسبة لي ضرباً من السحر، والمضحك أننا كنا نعتبر أن الكمبيوتر وصل قمة التطور واقترب وضوحه ليحاكي التفزيون (انقلبت الآيه الآن). بدأت أرسم وأتعلم مباديء الرسوم المتحركة على ذلك البرنامج..إلى أن التقيت به. 
من هو؟ أنظروا إجابة السؤال التالي.


اللقاء الذي غيّر حياتي

كيف تمكنت من صقل موهبتك وهل وجدت الدعم لتصبح مهنة لا هواية؟
أكبر تغير طرأ على منحنى حياتي الرسومية كان بعدما التقيت به.. أقصد بعد أن رأيت برنامج الثريدي ستوديو. كان ذلك في عام 1992م.كنت قبلها بسنين قليله بدأت برؤية بعض أعمال الرسوم ثلاثية الأبعاد في التلفزيون وكانت تسلب لبي حتى إذا تجوفت جمجمتي بدأت تنحت بقايا اللب الملتصق بجدرانها الداخلية وتفتت بعض أجزاء الجمجمة حتى لا تدع من لبي ولا لبه... لازلت أذكر كيف كنت أتابع برنامجاً اسمه (أهلاً بكم.. أهلاً بكم.. أهلاً بكم في برنامجنا يا هلا...) فقط لأن مقدمته تحتوي على رسومات ثلاثية الأبعاد. والتقيت البرنامج وجهاً لوجه لأول مرة في إحدى شركات الدعاية الصاعدة في أواخر عام 1992 وكان صديقي هناك يستعرض أمامي صورة ثلاثية الأبعاد (عبارة عن كرة خضراء بجانب مكعب) وعندما رأيت الصورة بشكل شبكي وبدأت تظهر بألوانه وانعكاسات الضوء والظل أمامي، تخشبّت أمام الشاشه، جفلت، تصلبت، تحنطت، يبست أطرافي، واغرورقت عيناي بالدموع. أدهشتني تلك الكرة (العبيطة) أكثر من أجمل لوحاتي. انتزعوني بعدها بالقوة من مكاني، وجن جنوني عندما استخف بي صاحب الشركة وبدأ يستعرض تعقيد البرنامج وغلاء سعره ونوه أن شخصاً مثلي أولى به أن يواصل اللعب بالبرامج الأخرى التافهة. هذا الإستخفاف إلى جانب عشقي لكل هذا الإبداع ثلاثي الأبعاد فجر داخلي قنبلة، جعلتني أتقشف وأجمع فتات الهللات وأوسوس لأخي بضرورة تطوير الكمبيوتر إلى 486 ليمكنني تحميل برنامج الثريدي ستوديو. وفعلاً فعلتها! وطورت الجهاز، واجهتني بعدها مشكلة البرنامج نفسه فسعره وقتها كان (وما يزال) بضعة آلاف من الدولارات. ولا أعتقد أن لعبة التقشف وقتها كانت ستوفرها وهنا جاءتني المعجزة، أحد أصدقائي أحضر لي النسخة كاملة من برنامج ثريدي ستوديو بربع المبلغ، وهنا كانت الدفعه الكبيييييره المجسمه.انكفأت على البرنامج أتعلمه، وواجهت صعوبة كبيرة في ذلك نظراً لتعقيده من ناحية، ولانعدام الكتب والدورات التعليمية فيه (بالمناسبة أنا في حياتي كلها لم آخذ أي دورة كمبيوتر أو رسم) وفوق كل ذلك كانت لغتي الانجليزية في تلك الفترة لم تتعدى اللغة الانجليزيه لطالب في المرحلة الثانوية (واتز يور نيم.. تعني كيف حالك).
في عام 1993 كان صاحب الشركة الذي يسخر مني بالأمس يسلمني أجري لأول عمل ثريدي قمت بإنجازه له (نظراً لنقص الخبره لدى موظفيه) وكان يساومني أن أعمل في شركته واستمر عشقي للثريدي الذي أحسست أنه أكبر متنفس لي والرابط الأمثل لجميع هواياتي وفي أثناء دراستي الجامعية كنت أكسب الكثير من الأموال نظير الأعمال والرسومات التي أقوم بها في وقت فراغي على الثريدي وكنت استغله في دراستي ومشاريعي الجامعية. 


هل تلقيت دورات خاصة بعد ذلك؟ وهل تفكر بإستثمار بشكل آخر؟
لم أتلق أي دورات خاصه في هذا المجال، وفي الحقيقة أنشأت مؤخراً مدرسة تعليم إبداع، تهتم بـ3أمور الثريدي والفوتوشوب، وقبل ذلك طرق التفكير الإبداعي الدعائي بشهادات موثقه من جهة حكومية. 


بعد التخرج من الجامعة عادةً مايقع الشاب في حالة البحث عن الذات فكيف كانت هذه المرحلة بالنسبة لك إلى أن وجدت نفسك في مجال الدعاية والإعلان؟ 
إلى آخر فصل دراسي لي في الجامعة كنت أظن أنني سأستمر في استسلام للمجرى التعليمي، خاصة عندما أتيحت لي فرصة الإبتعاث لإتمام الدراسات العليا.. ولكن في آخر فصول الدراسة اقتنصتني شركة بروكتر وقامبل للعمل لديها وكما ذكرت آنفاً فقد بهرني قسم إدارة التسويق والدعاية لديهم أكثر بكثير من قسم الكمبيوتر. ومنذ تلك اللحظة بدأ احتكاكي بالدعاية. في تلك المرحلة كنت أتعامل مع شركات الدعاية والإعلان من بعيد (وإحداهن كانت الشركة التي أعمل بها حالياً) كنت فعلاً أحسدهم وأعتبر أن عملهم عبارة عن متعة وتسلية فحسب، وفي نفس الوقت كنت كثيراً ما أعترض طريقهم وأتحداهم، لدرجة أنني كنت أحياناً أقوم بتنفيذ الإعلان وإرساله لهم بالبريد الإلكتروني مع رسالة مهذبة تقول: (أرجو من المبدعين عندكم أن يستخدموا قدراتهم الإبداعية في طباعة الملف المرفق كما هو!) وأصبحت مكروهاً جداً من قبلهم، وأصبحت مصدراً للتوبيخ والإهانة لهم من قبل شركتنا. ولكنهم (يستاهلوا!). في هذه الفترة أصبحت أعامل في الشركة نفسها وكأني شركة دعاية وإعلان داخلية، وكنت أحياناً أكلف بأعمال شركات الدعاية كلها، والكل كان ينصحني بأن أعمل كمبدع.
مبدع؟
مبدع؟؟!!!
هذا فعلاً حلم حياتي.. ولكني كنت أرى المبدعين والكل يعاملهم كمخلوقات من كواكب أخرى، كانوا عادة مجانين (أو متجاننين) غريبي الأطوار وكل ما يقومون به هو التفكير واختلاق الأفكار... ذلك التقدير الخاص الذي يلاقيه المبدعون أسال المزيد من لعابي لبلوغ تلك المهنة، بالإضافة إلى أنهار اللعاب التي سالت بسبب طبيعتها وهي (روووح) الإبداع الذي أحبه منذ أن كنت كياناً. ولكن وبسبب تلك (الهيلمانة) التي تحيط المبدعين، استبعدت أن أصبح أحدهم يوماً وإن كنت أتصادم معهم دائماً إلا أنني كنت أيضاً مقتنعاً بفكرة أنهم أناس غير عاديين جاءوا من كواكب أخرى وتعايشوا بين سكان الأرض واستخدموا غرابة تفكيرهم كوسيلة للعيش. في نفس تلك الأثناء كنت أراقب الشركة التي أعمل بها حالياً من بعيد نظرة إجلال وتقدير للأعمال التي تقوم بها، وللنمو والتطور السريع الذي تمر خلاله. والظاهر أن الإعجاب هذا كان متبادلاً. فما أن أحسست أني تشربت جل الخبرة التسويقية التي قصدتها في بروكتروقامبل، بدأ الطمع يراودني لأن أقترب أكثر مما يعشقه قلبي (الابداع) وحصل وانتقلت لأعمل في الشركة الحالية، ولكن ليس كمبدع، وإنما كإداري تنفيذي أقوم بوظائف لا تختلف كثيراً عن وظائفي في الشركة التي قبلها، ولكن هنا أصبحت أقرب وأقرب من المبدعين، أصبحت أراقبهم صباح مساء وأرى كيف يعملون. وبالتدريج ذاب الجبل الجليدي، وبعد أول ستة أشهر لي في شركتي الحالية تقدمت بطلبي المغامر وهو أن أجرب نفسي كمبدع لمدة ستة أشهر وإن فشلت فسأعود إلى ما كنت أقوم به من تخطيط وإدارة مع الاستمتاع من بعيد بعروض المبدعين.وبدأت أكثر المغامرات إثارة في حياتي بدأت وأرجو ألا تنتهي. 


 ماهي أهم الأعمال التي قمت بها في مجال عملك وكان لها أصداء جيدة عند الآخرين؟
ـ في بداية علاقاتي مع الثريدي وأثناء دراستي الجامعية كان أحب الأعمال التي قمت بها هو مشروع محمود سعيد بلازا (أويسس أو الواحة) كان فلماً متحركاً من 10 دقائق وشاركت في رسمه وإنتاجه. 
ـ أول حملة إعلانية أقوم بها في حياتي هي حملة أرز أبو بنت: منتقاه بعناية، رزاية رزاية. 
ـ أحب حملة ظهرت لي هي حملة الفتيحي: الحياة حلوة مهما تعقدت.
ـ أكثر حملة أنهكتني: حملة مهرجان جدة 99.
ـ أفضل مجسم قمت به: هو بطاقة (مع التحفظ على لفظ بطاقة) دعوه بمناسبة تدشين فرع المكتب في الرياض.  
ـ أكثر حملة أشعرتني بالفخر: هي حملة جارية التنفيذ (لا أستطيع البوح بأي تفاصيل)، ستغطي دول الشرق الأوسط بالإضافة إلى الهند وباكستان، وقد مرت أيضاً بمنافسة شديدة بين شركات الدعاية العالمية في المنطقة والحمدلله كسبناها أيضاً وفكرتي هي التي يجري تنفيذها الآن. 
ـ أفضل مقطوعة أللفتها وسترى النور: مقطوعة جديدة لمنتجات قوودي ستسمعونها إنشاء الله بعد شهرين. 
ـ أحب شعار قمت بتصميمه هو شعار شبكة عربيات

 

أفكاري أدخلتني للثلاجة

موقف لاتنساه في عملك؟ 
المواقف كثيره جداً سأنتقي منها أطرفها، كنت بصدد تقديم فكرة إعلان لمكيفات ناشيونال، وفي الاجتماع كان هناك مجموعة من مدراء التسوق المحليين بالإضافة إلى بعض أعضاء الشركة اليابانيين.الفكرة كانت عبارة عن شخص يجلس داخل ثلاجة مستمتعاً ببرودتها مع كلمة "إما" وصورة أخرى تظهر المكيف مع كلمة "أو"... المشكلة هو أن الفكرة أعجبتهم، والمصيبة هي أنهم لم يقبلوا بأي من الأشخاص الذين اقترحناهم لينالوا شرف البقاء في الثلاجة، والطامة هو أنهم أصروا أن أكون أنا بطل ذلك الإعلان وأن أتصور داخل الثلاجة! والسبب هو أن تمثيلي للموقف وتعابير وجهي أعجبتهم أكثر.. واستسلمت في النهاية ومكثت حبيس الثلاجة لساعات من أجل التصوير وشاهدت الأمة العربية صورتي وأنا داخل الثلاجة وركزوا على ذلك الإعلان فظهر 12 مرة ولم يبق أحد من أصدقائي ومعارفي إلا واحتفظ بنسخة منها ليعذبني بها وصرت معروفاً عند اليابانيين بـ The man in the fridge وصار بعضهم يمازحني قائلاً: لا تنسى التمرين لإعلان المايكروييف (أرجوا أن يكون مجرد مزاح). 

 
لاحظنا أن لك تواجد كبير بمشاركاتك في مواقع الإنترنت فكيف بدأت هذه العلاقة؟ 
بدأت علاقتي بالانترنت سنة 1994 وفي تلك الأيام لم تكن إنترنت بل كانت بتنت BitNet وهي الشبكة التي منها انطلقت الانترنت وكانت تربط بين الجامعات فقط، وفي سنة 1997 اشتركت لأول مرة في شبكة نسيج الداخلية وفي نفس الوقت اشتركت في الانترنت عن طريق البحرين. بالنسبة للتواجد الإنترنتي كان محصوراً في إستفادتي الشخصية وبريدي ومراسلاتي، ولم أكتب أي مقال أو أنزل أي رسمة أو أقدم أي لوحة للعموم إلى في عام 1998م، وكان أول مقال كتبته في نسيج، تذمراً لاذعاً ساخراً يشكو من صعوبة الاتصال. والمضحك أن ذلك المقال لاقى الاستحسان بسبب أسلوبه. ومنذ تلك اللحظة بدأت أكون علاقات وطيدة بين الأصدقاء في منتديات نسيج وبدأت بقراءة أعمالهم الجميلة فأحببت أن أشارك بدوري ولكن برسوماتي لأني وإلى ذلك الحين لم أكن قد كتبت أي مقال بعد. عندما أرسلت أول لوحة (دموع الخريف) خفت ألا يتشرب الناس المغزى الذي أريده منها، فكتبت بضعة أسطر تشرحها، وهكذا أصبحت أعبر عن لوحاتي بالكلمة بالتدريج، إلى أن رسمت (أهكذا أحببتني) فكنت أرسم اللوحة وأكتب المقال في نفس الوقت وانتهيا معاً، وازدادت كتاباتي حتى صرت أحياناً أكتب المقال وبعدها أرسم لوحته أو حتى أكتب مقالاً يعتمد على الكلمة فقط بلا لوحة.  
 
 

ماذا أضافت لك الإنترنت؟ 
أولاً: الأصدقاء.. إذا قمت بإحصائية سريعة فسأجد أن 70% من أعز أصدقائي عرفتهم في الإنترنت. 

ثانياً: صقل المواهب، كثير من لوحاتي ومقالاتي لم تكن لتكون لولا التشجيع الذي ألاقيه هنا. 

ثالثاً: توسيع الآفاق، في الإنترنت تعلمت الكثير، قرأت الكثير، ودرست الكثيروأكثر ما بهرني هو اختلاف أنماط الناس والتوغل داخل نفسياتهم من أبعاد تختلف كثيراً عن الأبعاد التي عرفها الناس منذ الأزل... تكونت علاقات وصداقات كثيرة لم تتجاوز الأحرف التي تظهر في الشاشة، ولكن تلك الأحرف استطاعت أن تجسد الشخصيات وتبرز الانفعالات بشكل قوي جداً جعلني أتساءل هل إذا قابلتهم وجهاً لوجه سأسبر أغوارهم كما فعلت في الانترنت؟ الاحتكاك بهذا الكم الهائل من البشر من مختلف بقاع الأرض علمني الشيء الكثير عنهم وعني. 

رابعاً: الفائدة العامة، وأقصد بها صفحات الويب المنتشرة التي تخدم كافة المجالات، استفدت منها ولكنني للأسف لم أجد إلى الآن الدعم المأمول لبرامج التصميم ثلاثي الأبعاد، فقط بعض المجهودات الشخصية المشكورة هنا وهناك. لا شيء يقف أمام الشاب الطموح والأحلام ليس لها نهاية
 

ماهي العقبات التي تعتقد أنها تقابل الشباب وتقف حائلاً بينهم وبين تحقيق طموحاتهم؟ 
إن سألنا شاباً (يعتقد أنه ذو طموح) نفس هذا السؤال لبدأ بتعداد عشرات العقبات التي فرضتها عليه البيئة والمجتمع، وفي نظرى هذا الشاب ليس طموحاً أبداً وإنما (حالم متخاذل)، العقبات موجوده، ولكنها كلها عقبات داخلية في نفسية الشباب. أنا مؤمن أنه بالتوكل الصادق على الله والإصرار والاجتهاد يمكن الوصول لأي طموح مهما كان عالياً وأكبر مصيبة تواجه شبابنا هي عدم الثقة في النفس! للأسف فإن السواد الأعظم من الشباب استسلم وسلم بأنه مجرد شاب، لا أكثر ولا أقل وأن الأحلام لا تستحق السعي الحثيث لأنها مجرد أحلام ولن تتحقق. لذا فإن حياة ذلك الشاب تتحول إلى روتين سقيم، دراسة، فتخرج، فوظيفة روتينية، فزواج، فأولاد، فمصاريف،فـ فـ فـ فوفاة. ومع كل ذلك الروتين الممل تجده ينظر إلى القلة ذوي الطموح المتحقق بأن الحظ قد ابتسم لهم، ذلك الحظ الذي لا يعرف كيف تكون ملامحه. شبابنا يمتلك جميع القدرات العقلية والجسمية والمادية التي يمكن أن تصنع من كل منهم بطلاً أسطورياً، ولكن هذا البطل الأسطوري مازال رابضاً في سباته في داخل كل شاب ينتظر جردلاً مليئاً بالثلج والجرأة والنشاط والثقة لتوقظة. 
السبب الآخر هو قلة التشجيع من المحيط، التشجيع لا بد وأن يبدأ في مرحلة متقدمة من الشباب أو ربما من الطفولة أيضاً حتى تعزز ثقة الشاب في نفسه. وكما ذكرت لكم أن جل رسوماتي وكتاباتي كان الدافع لها هو التشجيع. 
عامل آخر:وهو استغلال الأوقات، الشاب وإن توفرت لديه القدرة والمهارة والموهبة والطموح، لا بد وأن يتوفر لديه حسن تقدير الوقت واستغلاله. للأسف هناك الكثير من الشباب الذين أسرفوا على أنفسهم بالترفيه والتسكع وشحوا على أنفسهم بالعمل المثمر وبناء المستقبل ولا بد أن تتم الموازنة بين الترفيه والعطاء. 


ماهو الحلم الذي لم يتحقق بعد أو العمل الذي تتمنى القيام به في المرحلة القادمة؟ 
هناك أحلام كثيرة لم تتحقق بعد، سأتفرغ لتحقيقها حالما أفرغ من الأحلام التي في طور التحقيق الآن، بالنسبة للعمل الذي أتمنى القيام به الآن فهما عملان في الواقع، أحدهما أن اقتحم سوق الدعاية والإعلان في الانترنت مع تصميم صفحات الويب عن طريق شركتنا وجعلها الرائدة في هذا المجال هذا المشروع بدأ فعلياً وساري تنفيذه. 
العمل الآخر، وهو ما نوهت عنه سابقاً بأن أقيم مدرسة للإبداع تنتقي كل من في داخله حب للإبداع ليتعلم فنون الثريدي والفوتوشوب وبعدها ليتعلم فنون الإبداع العالمية خاصة في مجال الدعاية وقمت بتحضير الكثير من دورات الثريدي والفوتوشوب الابتدائية والمتقدمة وأنا جاهز للبدء،أما دورة الإبداع فهي في طور التكوين..كل ما أتمناه هو أن تكفي الساعتان الأخيرتان في جدولي اليومي لإلقاء هذه الدروس. 
كلمة أخيرة.... 
شكراً عربيات،، شكراً لجميع مشتركي عربيات.