فكر تصبح غنياً

المغرب - عبدالواحد أستيتو
صور وفيديو

" كيف تتعلم اللغة الإنجليزية في خمسة أيام؟"، " كيف تكسيب مليون دولار في خمسة

 دقائق " ، " كيف تحصل على وظيفة في ستة ثوان؟ " ...إلخ.

كل هذه عنواين ، أو عناوين شبيهة، لعدد كبير من الكتب التي تنتشر بمكتباتنا و التي طالعها أغلبنا إما من باب التشبث بالسراب أو حب الاستطلاع.

لكن المؤكد أن هذه الكتب تثير في الغالبية العظمى من القراء – على اختلاف أهدافهم من قراءة الكتاب – نفورا و اشمئزازا بعد أن ينتهوا منها مدركين أن محتواها غث إلى أقصى درجة.

و مدركين – كذلك – أن هدف الكتاب ليس هو " كيف تصبح كذا " بل كيف نجعلك تشتري الكتاب من عنوانه".

كتاب " فكر ، تصبح غنيا" لمؤلفه ( فيليكس جاكبسون)، و من خلال عنوانه يبدو واحدا من هذه الكتب التي أصبحنا نتجاهلها – الآن – تجاهلا تاما ، لكن الحقيقة غير ذلك فكتاب " فكر تصبح غنيا" هو كتاب غني المحتوى حقا، منطقي،مفيد إلى أقصى درجات الإفادة.

ستلاحظ ، و أنت تقرأ هذا الكتاب، أن الاختلاف كبير بينه و بين الكتب السالفة الذكر، و أن فلسفته لا تخضع لسفسطة سطحية مناورة تصيبك بالإرباك  أكثر مما تفيدك. و دعونا نقرأ هذه الجملة من مقدمة الكتاب ليتضح المعنى أكثر:



"يعلمك الكتاب ماذا تفعل و كيف تفعله و سوف تجد فيه سحر التوجيه الذاتي و التخطيط المنظم و الاقتراحات الذاتية التلقائية و الترابط الذهني ، و نظام مدهش للتحليل الذاتي و خطط تفصيلية لتسويق خدماتك الشخصية و الكثير من النصائح المستمدة من خبرات رجال عظام أثبتوا قيمتها.

و لا تقاس الثروات التي يمكن أن تحصل عليها بالمال ، فهناك ثروة و غنى في الصداقات الدائمة و العلاقات العائلية المتناغمة و المتوافقة و في تبادل المشاعر و التفاهم مع شركاء العمل. و أخيرا هناك تناغمك و استقرارك الداخلي الذي يجلب لك راحة البال التي لا تقاس إلا بالقيم الروحية".

من منا لم يصب بخيبات أمل كثيرة جعلته يضع خده على كفه و يعلن استسلامه للحياة تاركا لأمواجها تأخذه حيث تريد . كتاب " فكر تصبح غنيا" ينبذ هذه الفكرة تماما و يحفز إرادتك من جديد ...

" إذا سبق لك أن أصبت بخيبات أمل كثيرة و صعوبات جمة، و إذا بذلت جهودا كثيرة و مع ذلك فشلت و حتى في حالة إعاقة المرض أو الاعتلال الجسدي لعملك فإن قصص هذا الكتاب مضافا إليها المعادلة السحرية قد تثبت أنها الواحة المرجوة في صحراء الأمل المفقود".

و الكتاب يقدم قصصا واقعية شيقة تستنهض فيك العزيمة و تجعلك تنظر إلى مثبطاتك نظرة احتقار مشمرا عن ساعد الجد ، فيبدو لك اليأس مجرد كلمة فارغة لا معنى لها.

إن " الفكرة" هي بداية كل نجاح. كل النجاحات بدأت بفكرة و للنظر في قصص الناجحين لنتأكد. فقط ، هم كانوا يمتلكون الإرادة و الآخرون يفقدون الأمل عند أول تعثر، يقول المؤلف في ختام مقدمته :

" كلمة أخيرة، قبل أن تبدأ قراءة الفصل الأول و هي عبارة عن اقتراح مختصر قد يوفر لك مفتاحا تدرك به سر المعادلة و هو أن كل الإنجازات الشخصية و الثروات المكتسبة تبدأ بفكرة واحدة. و هكذا إذا كنت جاهزا للسر تكون قد امتلكت نصفه و بذلك تدرك النصف الآخر لحظة اقترابه من ذهنك".

حقا ، إن أغلبنا يتخلى عن حلمه لمجرد حصول ما سماه المؤلف ب " انهزام مؤقت" ، و يضرب لنا مثلا على ذلك :

" إن أحد أكثر أسباب الفشل هو عادة التخلي عن العمل عند حصول " انهزام مؤقت" ، و يمكن لكل شخص أن يرتكب هذا الذنب في وقت ما، و أروي هنا قصة تعكس ذلك: فأنا أعرف أحد الأشخاص الذين جاءتهم حمى البحث عن الذهب في أيام التنقيب عن الذهب فتوجه إلى المنطقة التي تعرف باحتوائها ذهبا في باطنها بهدف أن يصبح غنيا. و لم يكن يعرف أن الذهب الأساسي يكمن أو ينقَب عنه في أفكار الناس و ليس في الأرض، و بعد أسابيع من الحفر توصل إلى اكتشاف وجود المعدن اللامع،الذهب. لكنه كان يفتقر إلى الآلات لرفعه إلى

 السطح ، فأعاد ردم المنجم، و عاد أدراجه  إلى موطنه ليجمع المال المطلوب للآلات. و قد نجح في ذلك ثم عاد للعمل في المنجم. و بعد أول عملية تعدين قام بها، أثبتت العوائد أن صاحبنا يملك أحد أغنى مناجم الذهب في البلاد، لكن شيئا ما حصل خلال متابعة التنقيب، حيث لم يعد بإمكانه العثور على أي شيء من خام الذهب. و رغم متابعة الحفر و التنقيب لم يصل صاحبنا إلى شيء، فقرر التخلي عن العمل و باع الآلات إلى رجل عادي  من المنطقة مقابل عدة مئات من الدولارات ، و عاد أدراحه إلى موطنه للمرة الأخيرة. لكن ذلك الرجل العادي الذي ابتاع الألات استدعى مهندسا للتنقيب و التعدين للنظر في أمر المنجم مع بعض الحسابات  و أبلغه المهندس أن المشروع السابققد فشل لأن أصحابه لم يعرفوا بوجود " بقع خاطئة" في باطن الأرض، و أظهرت تقديراته أنه يمكن الوصول إلى خام الذهب على بعد ثلاثة أقدام نزولا  من المكان الذي أوقف فيه المالك السابق الحفر. و هذا ما حصل حقا و تم العثور على الذهب مجددا، و جنى ذلك الرجل ملايين الدولارات من الذهب لأنه عرف كيف يعمل بنصيحة الخبراء قبل التخلي عن مشروع التنقيب".

إن ما يحويه الكتاب لهوَ خلاصة لكل النصائ العملية التي تجعلك تنسى كلمات : اليأس، الإحباط، الآخرون، الخوف، الفقر، الضعف.

و التي تجعل كلمات" الأمل، المثابرة، الثراء، الشجاعة، الإرادة ..هي شعارك في الحياة.

و سنكون مجحفين حقا لو قلنا أننا قادرون على تلخيص الكتاب في هذا المقال ، لكن أكيد أن كتاب " فكر تصبح غنيا " هو كتاب يستحق القراءة و إعادة القراءة عن جدارة، و التجربة خير برهان.

مقتطفات من الكتاب:

" حيث توجد الإرادة توجد الوسيلة"

"تذكر أن كل الذين نجحوا في الحياة كانت بداياتهم سيئة و مروا عبر صراعات محبطة للآمال قبل أن يصلوا إلى ما رغبوا به، و تأتي نقطة التحول في حياة  أولئك الذين ينجحون عادة لحظة حدوث كارثة أو ازمة ما بحيث يكتشفون جانبا آخر من أنفسهم"

"تكون الأفكار التي تمزج بأي من المشاعر قوة "مغناطيسية" تجذب أفكارا أخرى مشابهة أو قريبة"

"بيت شعري:

إذا ظننت أنك قد هزمت تكون قد هزمت حقا

و إذا طننت أنك لست مقداما لن تكون مقداما

و إذا رغبت في الفوز و لكن ظننت أنه لا يمكنك الفوز

فمن المؤكد أنك لن تفوز

إذا ظننت أنك ستخسر فأنت ستخسر حقا

لأنه في هذا العالم نجد أن

النجاح يبدأ بالإرادة

و الأمر كله حالة ذهنية.

و إذا ظننت أنك منبوذ ستصبح منبوذا

لأنه يجب أن تفكر في الأعالي لتسمو

و يجب أن تكون واثقا من نفسك

قبل أن تفوز في أي مباراة و بأي جائزة.

فمعارك الحياة لا يربحها فقط الشخص الأقوى و الأسرع

فعاجلا أم آجلا يفوز الرجل

الذي يؤمن أن بإمكانه الفوز"

"بإمكاننا مثلا الأخذ بعين الاعتبار التجربة الفذة و المدهشة للنبي محمد صلى الله عليه و سلم و تحليل حياته و مقارنته مع الرجال الذين حققوا الإنجازات في العصر الحديث، عصر الصناعة و المال و ملاحظة كيف أنهم يملكون فضيلة واحدة مماثلة للنبي و هي المثابرة.

و إذا كنت مهتما حقا بدراسة القوة الغريبة التي تعطي الطاقة على المثابرة إقرأ سيرة الرسول".