تغطية خاصة لفعاليات حفل تسليم جائزة المرأة والعلوم في دبي

عرس تكريم سيدة العالمات العرب البروفيسور سميرة إسلام

دبي- عربيات

في صباح يوم الثلاثاء 2مايو وبتشريف الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم بدبي أقامت منظمة اليونسكو بالتعاون مع لوريال وهيلينا روبينشتايل حفل تسليم جائزة المرأة والعلوم للأستاذة الدكتورة سميرة ابراهيم اسلام بحضور عدد من الوزراء والعلماء ومدراء الجامعات وكبار الشخصيات احتفاءً بهذا الحدث الهام الذي يعد مفخرةً لكل عربي ومسلم وكل امرأة وباحثة ترى ثمرة جهود الرواد في مجال البحث العلمي وهم يصلون لهذه المرتبة من التقدير والتكريم.. وقد بدأ الحفل بكلمة ترحيبية تلتها كلمة اللجنة المنظمة للحفل والجائزة وتوضيح لأهدافها التي تسعى لتشجيع العالمات والباحثات وتحفزهم على التنافس من أجل التميز وتحقيق نتائج تخدم المجتمع،كما تم عرض جزء من الحفل الذي أقيم في باريس بهذه المناسبة.


وجاءت اللحظة التي انتظرها الجميع عندما اعتلت المنصة الأستاذه الدكتورة سميرة إسلام لتتسلم جائزتها وسط عاصفة من التصفيق القت بعدها كلمتها التي شكرت فيها الشيخ أحمد على تشريفه للحفل والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على تفضله وحرمة الشيخه هند بالإهتمام بالنساء في المجال العلمي وقالت:أجدني عاجزة عن التعبير عن مدى سعادتي لإتاحة الفرصة لي للمشاركة في هذا اللقاء وأنا أجد نفسي هنا مع هذه النخبة المتميزة في بادرة سوف تقدرها نساء العال لما لها من دعم لمشاركة النساء في العلوم وكذلك لليونسكو ولوريل وهيلينا روبنشتاين،كما أشكر كل من شاركني هذه الفرحة بحضوره دعماً ووفاءً وتكريماً للمرأة وتوثيق مشاركتها التي تكتسب بعداً جديداً.


لقد أدركت منذ مدة طويلة أن التقدم العلمي سيكون محوراً للحياة الإنسانية فجاهدت قدر استطاعتي ليكون للمرأة دور في ذلك، ان التقدم العلمي كلما تعمق يتطلب قدرات اكبر على الإبتكار وهذا بدورة يتطلب مشاركة وتفاعل أكبر لذلك كان لابد من اتاحة فرص تعليمية طيبة للمرأة في كل التخصصات وكان هذا هو محور نشاطي في التعليم والتعليم الجامعي على وجه الخصوص، ولقد حبى الله بلادنا وبحكمة ولاة أمورنا وبقيادة خادم الحرمين حفظه الله الذي أسس أول وزارة للتعليم وشاء الله أن أكون ممن ساهم بإنشاء وتطوير عدد من الوحدات العلمية....أما الجانب البحثي فأدركت أن الأفراد يتفاوتون وتختلف استجابتهم للدواء بسبب الصفات الجينية والوراثية ومن هنا بدأت بدراساتي وأبحاثي على الإنسان السعودي وتوصلت لنتائج تم توثيقها علمياً بحمدالله ثم بدعم الحكومة الرشيدة وزادني تشريف اليوم حضور وزير التعليم السعودي خالد العنقري.


وبعد ذلك تم عرض فيديو لمقابلات تمثل آراء وطموحات الجيل الجديد من الباحثات والطالبات في جامعة الشارقة والذين صرحوا أنه بعد نيل امرأة عربية لهذه الجائزة الثمينة ازداد حبنا لهذا المجال وفخرنا واعتزازنا بإنتمائنا إليه ومثل هذه المسابقات تحفز على مضاعفة العطاء والتنافس لما فيه خير المجتمع.


عن الجائزة
جائزة هيلينا روبنشتاين من أجل النساء والعلم بدعم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)
بدأت هذه الجائزة في العام1998م بهدف تعزيزالدور الذي تقوم به النساء في المجال العلمي في كافة أنحاء العالم واللاتي تمكن بإنجازاتهم الفريدة من توظيف العلم بالشكل الأمثل لخدمة البشرية...فحملت هيلينا روبنشتاين بالتعاون مع اليونسكو على عاتقها التدقيق والبحث في جامعات العالم ومراكز الأبحاث لتصل إلى ترشيح أكثر نساء العالم تميزاً في المجال العلمي،و راعت أن تكون لجنة التحكيم التي تقوم بالإختيار في نخبة أساتذة العالم والذين شارك البعض منهم في لجان التحكيم لجائزة نوبل مما جعل جائزة(النساء والعلم)من أحد أهم الجوائز العالمية المعترف بها والتي تحظى بإهتمام الجانب الإعلامي وتقدير المجتمع الدولي...كما أنها تضع من تحملها على قمة الهرم العلمي وتسجل لإسمها وانجازاتها بصمة يشهد عليها التاريخ على مرالقرون والأزمان.
وأصبحت اليوم هذه الجائزة هي الحلم المشترك لكل باحثة ليس فقط لكونها جائزة عالمية قيِّمة فحسب بل لأهمية الهدف الذي تسعى لتحقيقه من خلال رؤيتها الإنسانية والشمولية للمستقبل.


قالوا عن الدكتورة سميرة إسلام

الدكتورة موضي بنت منصور بن عبد العزيز آل سعود: بين الأمس و اليوم

بعد أن قرأت نبأ تسليم منظمة اليونسكو لجائزته الوحيدة في التميز في العلوم لعام 1999 م لسعادة الأستاذة الدكتورة سميرة ابراهيم إسلام الأستاذة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، سرحت بخاطري إلى الأمس القريب متتبعة خطوات المرأة في ميدان التعليم في بلادي، كانت بدايتها متواضعة واجهت كثيراً من العقبات، كما كانت حديثة عهد بدأت عندما رأس الأمير فهد بن عبد العزيز وزارة التربية و التعليم عام 1368هـ لأول مرة، و أنشأ الرئاسة العامة لتعليم البنات، و كيف تمكن من تذليل العقبات التي واجهته الواحدة وراء الأخرى ،ثم كيف واصلت المسيرة مشوار نجاحها بإفتتاح الجامعات و المعاهد العليا أمام المرأة، و كيف أقبلت المرأة على التعليم تنهل منه بدأب و إصرار حتى حصلت على أعلى المراتب و الدرجات العليا في السلك الأكاديمي، و ظهرت منهن العالمات المتخصصات في كثير من فروع العلوم و الفنون و منهن سعادة الأستاذة الدكتورة الزميلة سميرة إسلام التي تُشرف بها الجامعة التي انتمت اليها، و قالت في ثقة ان تعليم المرأة الذي كان وهماً ، مخاطراً، أضحى الآن حقبقة و ليس خيالاً.بل لقد اجتاز تفوق المرأة السعودية العلمي الآن الحدود و وصل إلى العالمية بإختيار الدكتورة سميرة إسلام من بين 400عالمة تقدمن للفوز بهذا اللقب. 

و لا شك أن المحتفى بها تستحق عن جدارة هذا التكريم الذي جاء بعد جهد شاق, و مشوار علمي كبير، يتمثل في مساهمتها الكبيرة في إرساء البرامج العلمية بكلية الطب و كلية العلوم الطبية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، و أبحاثها المتميزة في مجال تخصصها، و اشتراكها في كثير من المؤتمرات العلمية المحلية و الدولية، و عضويتها لمنظمة الصحة العالمية،و مشاركتها في تأسيس كلية عفت الأهلية للبنات. 

تهنئة حارة لسعادة الأستاذة الدكتورة سميرة إسلام و تهنئة لجامعتي بهذا الفوز الكبير،و للمرأة في بلادي التي أثبتت جدارتها في كل الميادين التي دخلتها،و فوق كل ذلك و بعده فأني أنحني تحية وإكباراً لكل الرجال الذين وقفوا إلى جانب تعليم المرأة و شجعوها بكل الوسائل و على رأسهم سيدي و مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز و سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي عهده الأمين و سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع و المفتش العام أطال الله في عمرهم جميعاً و صحبهم الكرام و أبقاهم ذخراً للبلاد. 
 


 
بقلم الأستاذ الدكتور غازي بن عبيد مدني معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز بجدة 

يحق للدكتورة الأستاذة سميرة اسلام أن تفخر بهذا الإنجاز العلمي العالمي... 

ويحق لجامعة الملك عبدالعزيز أن تفخر بحصول أحد أساتذتها الأجلاء على جائزة عالمية مرموقة.... 

ويحق للمرأة السعودية أن تفخر بنجاح أحد بنات جنسها وهي تقتحم حقلاً علمياً صعباً وتتميز وتتفوق فيه. 

ويحق للوطن الغالي أن يفخر بما يحققه ابناؤه وبناته من انجازات تعدت نطاق الوطن إلى العالمية... إنجاز يثبت المناخ الصحي الذي يعيشه ابناؤه ومايوفره لهم من دعم. 

وقد أصبح الإعتزاز مزدوجاً بإنجاز عالمي آخر حققه الوطن،جامعة الملك عبدالعزيز،وفاء فقيه.. فهنيئاً للمرأة السعودية. 

 


بقلم الدكتورة نورة خالد السعد: جائزة التفوق العلمي 
كلما أنجزت هذه المرأة المتميزة تفوقاً علمياً على مستوى المجتمع،أو على مجتمع العالم، تجسد لي مثال المرأة المواطنة المخلصة لقيمها و مبادئها و لذاتها،امرأة مسلمة و أماً و أستاذة،ثم لمجتمعها مواطنة تستشعر الدور الفاعل الذي على الفرد منا القيام به،كي يحقق التكامل بين عطاء الوطن و عطاء أفراده....دون توقف،أو انعزال،أو تعال،أو قصور أو تهاون. 

إنها الأستاذة الدكتورة سميرة ابراهيم اسلام استاذة علم الأدوية في كلية الطب و العلوم الطبية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة... 

هذا النموذج النادر من القدرة على العمل المخلص و المتواصل،و التي كانت بالنسبة لي نموذجاً و قدوة منذ أن كانت في مرحلة الثانوية.... 

منذ عودتها للوطن بعد حصولها على شهادة الدكتوراة و مشاركتها في التدريس في كلية التربية بجامعة الملك عبد العزيز في عام 1391هـ ثم في كلية الطب و العلوم الطبية ثم رئيسة لأقسام العلوم بقسم الطالبات في الجامعة ووكيلة لكلية العلوم و لكلية الطب و العلوم الطبية، و عميدة التمريض بكلية الطب و العلوم الطبية،ثم رئيسة لجنة الصيدلة و الدواء بالمستشفى الجامعي في جامعة الملك عبد العزيز و رئيسة قسم علم الأدوية في كلية الطب و العلوم الطبية، و رئيسة وحدة قياس الأدوية للمستشفى الجامعي بمركز الملك فهد للبحوث العلمية منذ عام 1402هـ و حتى تاريخه... هذا التدرج في الوظائف كان يرافقه عمل دؤوب و جهد متميز فقد أسهمت في تأسيس الأقسام العلمية بقسم الطالبات في جامعة الملك عبد العزيز... و تحويل الدراسة الجامعية من الفترة المسائية الى فترة الصباح بفرعي الجامعة بجدة و مكة.. و انشاء مكتبتين علميتين للطالبات بكلية التربية في عام 1394هـ/1974م و كلية العلوم الطبية في عام 1398هـ/1977م،ثم تأسيس و اعداد برنامج التمريض بكلية الطب عام 1397هـ1976م.. 

و انشاء برنامج التكنولوجيا الطبية بكلية الطب و العلوم الطبية،و انشاء كلية الطب و العلوم الطبية في عام 1396هـ1975م.. 

و انشاء و تجهيز و ادارة وحدة قياس الأدوية للمستشفى الجامعي عام1982م..أسهمت و تسهم حالياً في تأسيس برامج كلية عفت الأهلية للبنات بجدة...و شاركت في عضوية عدد من الهيئات العلمية في منظمة الصحة العالمية، و الجمعية العالمية لدراسة المواد الداخلية بجسم الانسان بالولايات المتحدة الأمريكية،و الجمعية الصيدلية للثلاسيميا،و عملت مستشارة في منظمة الصحة العالمية،ووزارة الصحة و الدفاع و الطيران من جامعة الملك عبد العزيز،بالاضافة الى عضويتها في عدد من مجالس ادارة كلية الطب و العلوم الطبية،و المجلس العلمي..ناهيك عن مشاركتها في محاضرات الدورات و الندوات العلمية و المؤتمرات العلمية في مجال تخصصها..لديها قائمة طويلة من الأبحاث العلمية و الدراسات المتخصصة في مجال تخصصها.. 

آخر انجازاتها العلمية,ترشيحها في شهر يناير 2000م لنيل جائزة منظمة اليونسكو لعام 2000م فرع المرأة و العلوم من بين (400) مرشحة من مختلف دول العالم..و لقد تم اختيارها ضمن 32 امرأة من قبل اللجنة المختصة بالترشيح لجائزة نوبل.وكانت المرأة الوحيدة المسلمة و العربية التي رشحت للحصول على (جائزة التفوق و التميز في البحث العلمي) 

و هكذا تبقى الأستاذةالدكتورة سميرة ابراهيم اسلام نموذجاً فعالاً للتوقد الذهني و التميز العلمي. 

إن من أجمل ما تحمله هذه(المتميزة) بتواضعها الذي يمنحها مزيداً من الدخول في نفوسنا احتراماًو حباً و تقديراً..انها لا تعرف كلمة (لا) لمن يرغب مشاركتها في محاضرة أو ندوة.. تعيش لعلمها و عملها و تتوقد عطاءً كاما كان الحديث عن انجازات علمية أو اجتماعية للمرأة في مجتمعنا..لديها قدرة مذهلة لاحتواء نجاحات الآخرين..و هذه ميزة أو سمة للأسف لا تتوفر لدى البقية ممن كان لهم دور في المجتمع..من الرجال و النساء. 

منذ أيام شاركت ضمن الفعاليات الثقافية النسائية التي رافقت (معرض جدة الدولي للكتاب) الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية في جدة حالياً...بمحاضرة قيمة عن (المرأة و البحث العلمي)،و رغم قصر المدة بين إبلاغها بالمشاركة و موعد المحاضرة الا أنها قدمت معلومات و احصائيات غزيرة و حديثة و عطاءً مختصراً ووافياً..و كانت موضوعية في اجابتها على الأسئلة،وتجاوبها مع التعليقات و المداخلات،و أعجبتني رؤيتها الشمولية للمواقف و الانجازات،ما نفذ منها و ما سوف ينفذ..لم تستخدم أسلوب المطالبات المتشنج و اعلاء الصوت و الضجيج الشفهي..لقد كانت تدرك و هي التي استوعبت التجربة التنموية للانسان في المجتمع..تدرك أن أي انجاز لا يتولد من بين حروف الصوت العالي،و لكن يزدهر و يثمر بالمثابرة و الجدية، و التواصل العلمي و العملي مع الآخرين و لأجلهم و بينهم و معهم. 

الأستاذة الدكتورة سميرة اسلام في مشوار حياتها المزدهر كانت لا تتوقف عند مواقع أقدامها حيث العقبات و المعوقات الادارية و الاجتماعية..كانت تتابع النجوم في السماء حيث الرقي العلمي....لهذا ارتقت في عطائها و في تميزها..و لم تحرق جهدها ووقتها في متابعة تفاهات الآخرين. 

و تفوقت سميرة إسلام كي تمنح- بتفوقها- المرأة في المجتمع جائزة التفوق العلمي ليس في مجتمعنا فقط....و لكن على مستوى العالم.. 

إليك أيتها الغالية...و أنت اليوم في دبي...و قد وجهت إليك وإلى كل امرأة تقدر التفوق العلمي دعوة تكريم لك يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي بدولة الامارات العربية المتحدة،و ذلك تكريماً لحصولك بصفتك المرشحة الوحيدة العربية و المسلمة لجائزة المرأة و التفوق العلمي لعام 2000م ...اليك تهنئتي و انت اليوم تحظين بتكريم على مستوى الدولة و ترعاه مع ولي العهد هناك،الشيخة هند آل مكتوم فيما يخص الحفل النسائي. 

اليك و قد تعذر علي المشاركة بحضوري..أن تصلك أصدق عباراتي و تقديري و حبي لك نموذجاً لنجاح المرأة في مجتمعنا..الذي تميزت فيه على مستوى العالم. 

و بناءً على ما طرحته من اقتراح في محاضرة د.سميرة إسلام في جدة مساء يوم الثلاثاء 20/محرم/1421هـ حول انشاء (صندوق البحث العلمي) يرصد لكل الأبحاث العلمية و يسهم فيه النساء و الرجال من تبني الغرفة التجارية الصناعية في جدة هذا المشروع...و قوبل بتشجيع من جميع الحاضرات أود أن اعيد تقديم هذا الاقتراح و أرجوا أن يسهم فيه كل مخلص ليرتقي بالبحث العلمي في المجتمع.. و أتمنى أن يطلق عليه اسم (صندوق سميرةاسلام للبحث العلمي) لتبقى سميرة اسلام في ذاكرة كل باحثة علمية..فهذا اقل ما نقدمه لامرأة ارتفعت بانجاز المرأة العلمي إلى العالم.. 

و لكل النساء المتميزات و الواعيات و لكل نساء الوطن هنيئاً لنا بهذا الانجاز،و هنيئاً للوطن بسميرة ابراهيم اسلام... نموذجاً و تميزاً.