المساحة وتنسيق قطع الأثاث

التوازن

حنان شبكشي

المساحة و كيفية تقسيمها هما المحوران الأساسيان في عملية التصميم الداخلي . و بما أن المساحة يصعب التحكم فيها فلا بد من أخذها في الإعتبار في الخطوات الأولى للتصميم . و حتى ينجح التصميم لا بد أن يتوفر فيه سمات عديدة أهمها التوازن .

للتوازن أنواع مختلفة منها :

التوازن السمتري :

و هو التوازن الذي يجعل المساحة (غرفة نوم،مكتب،...الخ) مقسومة الى قسمين متساويين و متماثلين تماماً و كأّن هناك خطاً و همياً يمر فيها ليعطي هذا الإنطباع . و غالباً ما يكون هذا النوع مستخدماً في المستشفيات أو الفنادق الكلاسيكية. يعتبر هذا النوع من التصميم سلاح ذو حدين لأنه إما أن يعطي نتيجة جذابه و مريحة أو نتيجة تكون مكان مريح لفترة زمنية بسيطة جداً و سرعان ما يشعر مستخدم هذا المكان بالملل لعدم وجود ما يكسر روتين ترتيب المفروشات أو اللوحات أو غيرها من الوحدات المستخدمة .

 

 

 

الكرسيان و الشباكان متماثلان تماماً في الحجم و اللون تتوسطهما الطاولة و هي في وسط المساحة بالضبط .

 

 

 

التوازن الاسمتري :

 

و هو التوازن الجذاب لأنه يعمل على خلق توازن في المكان دون رتابة أو ملل . فهذا النوع من التوازن يعتمد إعتماداً أساسياً على الوزن البصري للقطعة . و الوزن البصري للقطعة يعتمد على عوامل عديدة : هي اللون، الملمس ، الحجم، الخامة المصنوعة منها .

و كثيراً ما يكون التوازن في اللون ... فعند استخدام لون قوي دافىء (أحمر، برتقالي، أصفر) بكمية قليلة يوازنه استخدام لون بارد (أزرق، أخضر، بنفسجي) بكمية كبيرة .
 

 

و تؤثر نوعية وملمس القطعة على كيفية وضعها في المكان فالقطع ذات السطح الأملس لها وزن بصري أقل من القطع ذات السطح الخشن....ونوع الخامة المستخدمة يعتبر من العوامل الأساسية فالمواد الشفافة مثل الزجاج وزنها البصري قليل جداً إذا ما قورنت بالخشب مثلاً،والخامات الأخرى كالحرير والساتان وزنها البصري أقل من الصوف والكتان ووضع كرسي كبير من الساتان والخشب يوازنة بصرياً طاولة ملساء من الزجاج .

 

 

التوازن المحوري أو الدائري :

هذا النوع يعتمد على ترتيب القطع حول نقطة واحدة ومن الممكن أن تكون هذه النقطة مجرد مركز وهمي وهذا مانراه كثيراً في المداخل الواسعة ووضع الكراسي حول مائدة الطعام المستديرة .

إن التوازن في التصميم يجعل المكان أكثر جاذبية ولو رجعنا بذاكرتنا للوراء وحاولنا إسترجاع عدد المرات التي دخلنا فيها إلى بيوت أو أماكن عامة لم نشعر فيها بالإرتياح ولم نجد لذلك الشعور إجابة أو تعليل فأغلب الظن أن السبب هو عدم وجود توازن في المكان وكم منّا يرتب القطع في بيته تلقائياً دون اللجوء إلى التخطيط للتصميم من قبل وهذا يدل على أن الميل إلى البحث عن أنواع التوازن هو جزء من الطبيعة الإنسانية لأن الشعور بالراحة يتطلب الشعور بالتوازن البصري