كلينتون يدعو دول الخليج الى توطين التكنولوجيا لمزيد من الازدهار والتطور

صور وفيديو

طالب الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون دول مجلس التعاون برفع معدلات النمو الاقتصادي وتوطين التكنولوجيا والارتقاء بمستوى التعليم حتى يتحقق الازدهار والنمو الشامل لشعوب ودول المنطقة . جاء ذلك  خلال المداخلة الهامة التي قدمها الرئيس الامريكي السابق خلال اليوم الثاني من فعاليات منتدى جدة الاقتصادي الذي انطلقت فعالياته امس السبت في فندق هيلتون جدة . وكان الرئيس كلينتون المتحدث الرئيسي في الجلسة الاولى من فعاليات اليوم الاحد في المنتدى التي رأسها الاستاذ وليد الجفالي , وقدم المتحدث للحاضرين واستعرض تاريخ كلينتون وتجاربة في المجال السياسي والاقتصادي والنجاحات التي حققها الاقتصاد الامريكي في    ظل ولايتين من الحكم تولى خلالها كلينتون رئاسة  الولايات المتحدة .

 

واستهل  الرئيس كلينتون قد مداخلته بمقدمه عن تاريخ العلاقات السعودية الامريكية التي انطقت بافتتاح السفارة الامريكية في مدينة جدة في عام 1944 وتوجت باللقاء التاريخي الذي جمع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن أل سعود ـ طيب الله ثراه ـ بالرئيس الامريكي روزفلت في قناة السويس في عام 1945 م  . منوها بالدور الذي اضطلعت وتضطلع به المملكة في تطوير وتحسين العلاقات الاقتصادية في المنطقة . واشار في هذا الصدد ان شواهد انفتاح المملكة على التجارة والاقتصاد العالمي تعود الى اكثر من ثلاثين عاما .

 

وحول الاحداث التي شهدها العالم في الفترة الاخيرة ، توقف الرئيس كلينتون عند أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة  ، والآثارالعاصفة التي تركتها هذه الاحداث على مختلف مناحي الحياة العالمية .مشيرا انه بقدر مايكون الاقتصاد والاستثمار هو لغة العالم المشتركة لتبادل المصالح والمنافع وحتى ندخل العولمة التي تتحطم فيها الحواجز بين الدول لخلق مناخ افضل للتنمية والتطور الحضاري  , والتي يجسدها منتدى جدة الاقتصادي الذي اصبح بدورة حدثا عالميا هاما . واستدرك كلينتون ان المنتدى يعقد في ظل مستجدات هامة اخرى ابرزها العقبات التي تعترض طريق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين .

 

وحول الاحداث التي شهدتها الولايات المتحدة في الحادي من سبتمبر ، اوضح كلينتون انها خلقت مفاهيم جديدة واشعرت العالم بالضعف والخوف وامكانية التعرض للخطر ، وبقدر ماتظهر الحاجة الى اسئناف العمل المشترك وتبادل المنافع ، اظهرت هذه الاحداث ان العالم بقدر تشابك مصالحه ، بالقدر ذاته ، فأنه ملئ بالمتناقضات في مختلف مناحي الحياة وبقدر ما يضطرد الازدها ر والنمو في العالم سيكون العالم في مواجهة خطر الارهاب من اولئك الفاشلين والمحبطين ، وعلاوة على ذلك فهناك مخاطر اخرى مثل ارتفاع حرارة الارض التي تتهد مناطق مختلفة من العالم بالفيضانات .

 

ونوه الرئيس كلينتون باهمية انتقال التكنولوجيا وتبادل المعارف والمعلومات مشيرا ان التحديات التي تواجه التطور الحضاري والاقتصادي في العالم تتطلب في الوقت ذاته جهودا مشتركة لمواجهة التحديات والمخاطر  التي يقف العالم في مواجهتها ، ومن تبرز ضرورة الانفتاح وحاجة العالم الى فهم بعضه البعض واهمية الحوار والمناقشة . وحتى تزول الاحقاد بين الاديان التي استشرت في الحقبة التي اعقبت تفجيرات 11 سبتمبر في العديد من مناطق العالم .

 

وحول سبل التعاون اشار الرئيس الامريكي السابق ان الدول الغنية في العالم مدعوة الى اعادة النظر في سياساتها ومواقفها لايجاد مناخ افضل للنمو الاقتصادي في العالم ولتحديث العالم لبناء وعي عالمي مشترك يخدم الانسانية ويوفر مناخ التطور والازدهار . وتوقف في المضمار عند حاجة العالم والمنطقة الى السلام العادل والشامل  . واستعرض الجهود التي بذلتها الادارة الامريكية في ظل رئاسته لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين منطلقا من ادراكه بانه لابد  ان ياتي يوم يسود فيه السلام بين الطرفين ، سلام عادل وشامل , وهذا يتضمن حقوق الطرفين حق الفلسطينيين في بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس , وحق الاسرئيليين في العيش بسلام .

 

وفي المجال الاقتصادي اشار كلينتون ان هناك الكثير من التحديات التي يواجها النمو الاقتصادي والحضاري في العالم , ومن ابرزها مواجهة التصحر وخفض حدة الفقر في مختلف دول العالم من خلال اطلاق طاقات المجتمع وتوظيفها في خدمة النمو والتطور المتكامل والشامل .

 

واعتبر كلينتون ان منتدى جدة احد المحاور التي تهدف الى الوصول الى فهم مشترك لحل خلافات الدول والشعوب من خلال نشر التجارة والاقتصاد بين الدول والشعوب .

 

وبعد هدؤ عاصفة التصفيق التي ضجت بها القاعة عندما انهى كلينتون كلمتة  ، طرح رئيس الجلسة الاستاذ وليد الجفالي ملخص الاسئلة التي طرحتها القاعة على كلينتون في اربعة محاور :

 

ـ تركز المحور الاول حول امكانيات وحاجة المؤسسات الاجتماعية لفهم بعضها البعض , حيث اشار كلينتون ان هناك تقصير وقال : " كامريكيين لم نقم بما يجب مشيرا الى ان هناك نظرات خاطئة تسود في المجتمعات الغربية عن المسلمين ولابد ان تتظافر الجهود بين الطرفين لتصحيح ذلك . المحور الثاني تلخص في اثر احداث سبتمبر على العولمة . وهنا اشار كلينتون ان هذه  الاحداث احيت نزعة التطرف في المجتمعات الغربية بشكل عام لافتا الى ضرورة النظر في هذا الجانب الى نقطتين : المتغيرات السياسية  . والمتغيرات الاقتصادية وهل ستتاثر حركة السفر والسياحة بسبب الاحداث . وتناول المحور الثالث عن معارضة قيام الشركات الامريكية بالاستثمار في المنطقة , مشيرا ان الامريكيون ينظرون بارتياح الى طبيعة العلاقات القائمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج عموما , مشيرا ان هناك العديد من الحوافز التي تحكم حركة الاستثمار في العالم . وتناول المحور الرابع ، الطرح الذي تناوله ولى عهد البحرين في جلسات الامس ، السبت , من المنتدى والخاص بماهية الخيار الاقتصادي الافضل والصناعات التي يمكن التوسع فيها في دول المنطقة . وهنا اشار الرئيس كلينتون الى حاجة المنطقة الى تعزيز قواها الاقتصادية من خلال  اعادة النظر في مناهج التعليم وتوطين التكنولوجيا الامر الذي سيؤثر ايجابا في اضطراد النمو والازدهار والتطور الحضاري الشامل .

 

وفي ختام اللقاء ، جدد الاستاذ وليد  الجفالي شكره للرئيس الامريكي بيل كلينتون على مشاركته في فعاليات منتدى جدة الاقتصادي , وقد قدم المنظمون للمنتدى في ختام الجلسة هدية تذكارية لكلينتون عبارة عن لوحة زيتية لاحد المعالم الاثرية في مدينة جدة .