حملة تقودها ريم أسعد لفض اشتباك تنفيذ قرار تأنيث الوظائف في متاجر المستلزمات النسائية

الملابس الداخلية للنساء فقط!

خاص - عربيات
صور وفيديو

عربيات - خاص:- "فلنقاطع"، قول وفعل تشهده الساحة الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية في الاونة الاخيرة لدفع عجلة تنفيذ بعض القرارات المعطلة، وبين الفعل وانتظارا لرده مساحات شاسعة ملأتها ريم أسعد بالعمل وهي تحمل أجندة ممتلئة وموزعة بين وظيفتها كمحاضرة في قسم المالية والاستثمار بكلية دار الحكمة، وبين إقناع المجتمع والتجار بضرورة المسارعة بتطبيق قرار إحلال الباعة الذكور بالإناث في محلات بيع المستلزمات النسائية، بالإضافة لتجهيزها فصول مصغرة للفهم المالي المبكر لدى الاطفال.

"عربيات" اطلعت على اجندة أسعد التي أكدت أن حملتها لاتهدف بالضرورة الى  تحقيق نتائج سريعة ومعكم نستعرض التفاصيل.


أسستِ مجموعة للتوقيع على عريضة موجهة لأصحاب المتاجر التي تبيع المستلزمات النسائية موضحة إن المجموعة ستقوم بمقاطعة المتاجر التي لم تلتزم بقرار مجلس الوزراء 120 في المادة الثامنة والذي يمنع عمل الرجال في بيع المستلزمات النسائية بشكل عام.. ألا تعتقدين أن المقاطعة لن تجدي نفعا خاصة في ظل عدم توفر البديل للسيدات؟ وهل من بدائل ستطرحونها قريبا لدعم الحملة؟
الحملة تهدف أساساً لنشر الوعي، والدعوة للعزوف عن الشراء عندما لا يراعي التاجر مصالح المستهلك. أما بالنسبة للبدائل فاليوم يختلف عن الأمس، حيث أمست القنوات الشرائية متعددة، مثل البائعات من منازلهن والشراء عن طريق الإنترنت والبوتيكات النسائية بالإضافة طبعاً إلى الشراء من خارج المملكة. وأود التذكير بأن الحملة لا تدعو للمقاطعة النهائية ولكنها إجراء حتمي ضد المتاجر التي يعمل بها الرجال في بيع ملابس نسائية خاصة، ولم تلتزم بالقرار الوزاري الصادر في مصلحة السيدات. كما أذكر بأن تطبيق القرار قد تم اعتماده من قبل بعض المحال ولكن بصعوبة حيث يحتم القرار عمل تغييرات هندسية وهيكلية في أماكن البيع وحصرالدخول على النساء فقط، وهو الأمر الذي لا ندعوا إليه في هذه الحملة، بل إننا ندعوا لتأنيث فرق البيع فقط وليس إغلاق المحال "للنساء فقط" وذلك لسببين رئيسيين،الأول هو أن الزوج لا يزال مصدر الإنفاق الأول في العائلة والمجتمع ومن الطبيعي أن يشارك زوجته في قراراتها الشرائية، والثاني هو أن أغلب السيدات غير مستقلات مادياً فتجد السيدة نفسها مجبرة على استئذان من يعولها من الرجال في تمويل مشترواتها. وحيث أن التعامل مع البائع الرجل لا بد أن يتخلله تفاصيل حساسة لا يصح مناقشتها، رأيت ضرورة التحرك لتغيير هذا الوضع الخاطئ.

المقاطعة تتم تدريجياً، ولا نملك عصا سحرية للتغيير

بعد مرور ما يقارب أربعة أشهر على تنفيذ  المقاطعة  لم نلمس تغيير للوضع القائم، فالرجال مازلن يبعن ملابس النساء الخاصة جداً، إلا ينبئ هذا بفشل فكرة المقاطعة؟
غير صحيح، كما ذكرت فالحملة تهدف إلى نشر الوعي أولاً وليس إلغاء الحاجة الشرائية بل تطويعها لما يتفق مع مبادئنا ومع الفطرة والمنطق السليم. كما أن أي حملة تجارية أو توعوية تستغرق عدة شهور إلى عدة سنوات لرفع درجة الوعي ومستوى المشاركة والدعم، أما التوقع بتغيير الوضع بين ليلة وضحاها فهو أمر غير واقعي بتاتاً. النقطة الأخرى أن المقاطعة تتم تدريجياً وهي ليست نشاطاً منظم أو ممولاً بين مجموعات كبيرة من المتظاهرين في آن واحد والهدف منها هو حماية المستهلك بالدرجة الأولى، كما ينبغي أن نتذكر أن الوضع الخاطئ استمر طويلاً فاعتاد المستهلك عليه وليس بيدنا تغييره بعصا سحرية، فالأساس هنا هو المواظبة وعدم اليأس.

 

أكدت بأنك تقومين بلقاء بعض التجار لإقناعهم بتطبيق القرار وتنفيذ مطالبكم في الحملة، عن ماذا أسفرت هذه اللقاءات؟
أخيرا تم الترتيب للقاء أصحاب المحال عن طريق الغرفة التجارية بجدة، وسنقوم بإطلاعهم على ما لدينا من خطة تدريبية واستقبال مقترحاتهم في هذه المسألة، من جهة أخرى سنقوم بمحاولة إقناعهم بتنفيذ التأنيث. علماً بأن نشاط الحملة التوعوي لا يتوقف على لقاء أصحاب الأعمال فقد سبق لنا مخاطبة التجار كتابياً منذ شهر نوفمبر الماضي وإبلاغهم عن قيام الحملة ومطالبتهم بالتنفيذ ولم يصلنا منهم رد حتى الآن.

يرى بعض أصحاب العمل أن المرأة السعودية ليست مؤهلة بتدريب كافي للعمل كبائعة مما يجعل عملية توظيفها مخاطرة بالنسبة لهم، فهل وقفتِ على مخرجات المعاهد التي تقوم بعملية التدريب والتأهيل؟
هذه حجة ليست مقنعة لاستمرار البطالة بين النساء وقد اوضحت ان لدينا خطة تدريبية.

هذه أسباب فشل الحملات النسائية

 

معظم  الحملات التي أقيمت من خلال تضامن سيدات لم تحقق أهدافها ما الأسباب من وجهة نظرك؟
هناك أسباب عديدة، منها عدم التنظيم والتخطيط الكافي، وعدم المثابرة والإستمرار وربما اليأس سريعاً، بالإضافة لعدم وجود دعم إعلامي فاعل يمكن توظيفه لصالح الهدف المنشود، وأخيراً في كثير من الأحيان يوجد تضارب في المصالح واختلاف في الرؤية بين أعضاء الفريق مما يؤدي إلى عدم الوصول إلى الهدف.

هل سعيتِ إلى لقاء المسؤولين بوزارة العمل للتنسيق؟
لا، لأن وزراة العمل جهة تشريعية وقد قامت بإصدار القرار. ولست أدري من المسؤول عن التطبيق والتنفيذ والرقابة، ولكن بحسب القرار الوزاري فعدة جهات كانت منوطة بهذه المسؤولية وبرأيي كان هذا أحد أسباب فشل التطبيق لتداخل المسؤوليات وتعددها بين العديد من الجهات بالإضافة إلى عدم الواقعية في آلية تطبيق القرار.


كأكاديمية مهتمة بالشأن الاقتصادي وضعتِ ضمن أهدافك زيادة وعي الطبقة المتوسطة من حيث الادخار والنقد، لماذا الطبقة المتوسطة تحديدا؟ وكيف ساهمت بزيادة الوعي؟
تشكل الطبقة المتوسطة الدعامة والركيزة الأساسية لأي مجتمع متوازن اقتصادياً فإذا تلاشت أو انكمشت هذه الشريحة اختل الميزان واتسعت الفجوة بين الطبقات الإجتماعية، ويليها خلل ثقافي وفكري ومادي يؤدي إلى الطبقية التي تنخر المجتمع وتهدم بنيته التحتية. وعادة ما تتميز الدول المتقدمة اقتصادياً بتغلب الشريحة المتوسطة الدخل والعكس بالنسبة لطبقة الأثرياء والفقراء، فالأساس هو الإعتدال والوسطية أما الثراء والفقر الشديدين فهو الإستثناء ومن الخطر أن يتغلب أي منهما على مجتمع في حجم مجتمعنا من حيث التعداد والتنوع الفكري والثقافي.

في هونغ كونغ أكثر من 50% من طلاب الثانوية بدأوا بادخار واستثمار أموالهم

طالبتِ بالتقاعد المبكر، فهل يمكنك توضيح هذه الفكرة؟
للتصحيح، أنا لا أطالب بالتقاعد المبكر بل أطالب بالتخطيط المبكر للتقاعد، وهما أمران مختلفان تماماً. فثقافة التقاعد تعتمد أولاً وأخيراً على منهجية التخطيط وفلسفة "التحضير المبكر" وهو أمر يحث عليه ديننا الحنيف ولا تدعمه للأسف السلوكيات التربوية المعاصرة أو التعليم المحلي. أعطيك مثال، كم من طالب يتأخر عن المحاضرة وكم من سيدة تحضر لقاء بعد الموعد بنصف ساعة، وكم من مرة تسمعين كلمة "نبدأ بعد المغرب" وتكون البداية بعد العشاء؟ هذه يا سيدتي ثقافة مجتمعية تنمو معنا وفي وجودها يصعب التحضير مبكرا لإنجاز خططنا مستقبلاً. ومن خلال عملي كمحاضرة جامعية فأنا أقوم بتحضير المشاريع مسبقاً وإعلام الطالبات قبل أسابيع من بدئها، ولا أزال أواجه أعذاراً مثل "كان عندي اختبارين في نفس اليوم" أو "كان المشروع طويلاً ولم أتمكن من إنهائه" فعادة ما أجيب "وأين كنت من البدايةً؟" وكثيراً ما أتلقى إجابة مثل "لا أحد يبدأ مبكراً لهذه الدرجة!"، وعليه يمكن قياس درجة الوعي بأهمية التخطيط المبكر للتقاعد، وهو أمر أدعو إليه مع جميع طالباتي برغم صغر سنهن. فعلى سبيل المثال في هونغ كونغ خلُصَت دراسة أجرتها مجموعة "سيتي غروب" إلى أن أكثر من 50% من طلاب الثانوية قد بدؤوا بادخار واستثمار أموالهم بمختلف الطرق. هذا هو المفتاح، التخطيط والسعي المبكر.

طرحتِ فكرة الفصول المصغرة الخاصة بالأطفال بين 6 و 12 سنة لتعليمهم قيمة العمل والادخار من أجل المستقبل، متى وأين ستقام؟
أتطلع تنفيذها إن شاء الله في أقرب فرصة متاحة، ربما عندما أنتهي من أعمال الفصل الدراسي خلال شهر يونيو وقبل حلول الإجازة الصيفية، وأرجو أن أجد المكان المناسب لإقامة فعالية تستوعب عددا جيدا من الأطفال في مدينة جدة.

الوقت الأمثل للإستثمار هو "دائماً"

ما هي نصيحتك اليوم لمن يملك سيوله مالية، وهل الوقت مناسب للاستثمار؟
الوقت الأمثل للإستثمار هو "دائماً"، فالفرص موجودة باستمرار لمن يبحث عنها والسر يمكن في المواظبة والمرونة في تغيير الإتجاه عندما يتطلب الأمر.

هل ستتجه ريم أسعد مستقبلاً إلى توظيف خبرتها في مشروع تجاري خاص بها؟
لا أفكر بذلك حالياً ولكن لدي خططاً أخرى أسأل الله أن يساعدني على تحقيقها، حيث أطمح لأن أكون أول وزيرة عمل سعودية.

بين العمل المصرفي والأكاديمي والهم الاجتماعي، ما هو أقرب هذه المجالات إلى نفسك؟
اكتسبت خبرة جيدة من العمل المصرفي، أما العمل الأكاديمي فهو واجب على كل فرد يتفاعل بإيجابية مع مجتمعه، وحتى إن لم أمتهن التعليم أعتقد أنه من المهم أن أستمر بالتوعية والتثقيف ونشر العلم وليس الإحتفاظ به لنفسي فقط.