فجوة في مجلس الإدارة بين الأعضاء المنتخبين والمعينين

سيدة الأعمال مضاوي الحسون: إشراك المرأة في اللجان القطاعية أهم إنجازاتي

خاص - عربيات
صور وفيديو

لايمكن أن تقرأ سيرتها الذاتية دون أن تربط بينها وبين مسيرة المرأة السعودية وهي التي التحقت بالتعليم حتى أصبحت مديرة مدرسة، ثم كانت أول مديرة لبنك نسائي في المملكة، وخاضت تجربة العمل الحر، قبل أن تدخل معترك انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة في الدورة الماضية وتكسب مقعدها في المجلس بالتعيين، سيدة الأعمال مضاوي الحسون التي تركت مقعد مجلس الإدارة واستعدت لخوض انتخابات جديدة تجلس على اليوم على مقعد الاستضافة في "عربيات" لتتحدث عن تجربتها في العمل وفي المجلس، وتعترف بالفجوة التي باعدت بين الأعضاء المنتخبين والمعينين، مؤكدة أن إيمانها بالشباب دفعها إلى تشكيل ومساندة لجنة شباب الأعمال، وأن أهم إنجازاتها في الغرفة كان إشراك المرأة السعودية للمرة الأولى في اللجان القطاعية.

مسيرة المرأة في سيرة

تعكس سيرتك الذاتية المراحل التي مرت بها المرأة السعودية في مجالات العمل عبر السنوات الماضية، فهل كان خوضك لكل هذه التجارب مجاراة لما ماهو متاح؟ أم بحثاً عن المجال الأقرب إلى نفسك؟
أنا بطبعي أحب التجديد والتحديات الجديدة ولايستهويني كثيراً العمل السهل الذي لا يختبر إمكانياتي ويحفز طاقاتي، كما أنني أؤمن بأن المرأة تستطيع أن تعمل ولابد من أن تثبت نفسها في كل مجال يتاح لها ومن الطبيعي أن أمارس ما أؤمن به، لذلك كلما لاحت أمامي فرصة جديدة يشتعل النشاط بداخلي لاقتناصها.


في أي من تلك التجارب واجهت الحسون التحدي الأصعب في مشوارها؟ وكيف تغلبت عليه؟
كل تجربة في وقتها كنت أعتقد أنها الأصعب، ففي قطاع التعليم كان صراعي على ضرورة تطوير أساليب التعليم خاصة وأنني قد التحقت بدورات في بريطانيا عن طرق التعليم الحديث، فكنت أحاول تطبيقها وواجهت معارضة من البعض لا لشيء سوى الخوف من التغيير. أما بالنسبة للبنوك فكان التحدي وقتها في تغيير بعض المفاهيم المغلوطة عن المرأة حيث كان الجميع يتوقع أنها لن تنجح في هذا المجال، بل كان هناك من يراهن على أنه في البنوك المرأة لن تثق في المرأة، فكانت البداية بأن طلبت من البنك تقديم دورات تدريب مكثفة للموظفات امتدت إلى حوالي 6 شهور بواسطة خبراء على مستوى عالي لنتمكن من خلال أداءنا وإلمامنا بكل التفاصيل من تقديم رسالة صامتة للعميل تجعله يثق بنا، ولقد كان فريق العمل بالكامل من السعوديات الرائدات والطموحات وأفتخر بأنني تعاملت معهم كونهم النواة الأولى لعمل المرأة في البنوك السعودية.


ماهي أهم الأمور التي ساهمت بنجاح التجربة آنذاك؟
كنت أهتم كثيراً بالتعاملات الشخصية وأوجه الموظفات بتعليمات حتى في الأمورالبسيطة، فمثلاً كنت أطلب منهم أنهم إذا التقوا بعميلة خارج البنك يجب أن لا يبادروا بالسلام عليها إلا إذا هي فعلت لأنها قد لاترغب في أن يعرف الناس أنها تضع أموالها في البنك، وفي حال أنها سألت عن حسابها ترد عليها الموظفة بلباقة وتخبرها بإمكانية الرد على استفساراتها في البنك لتشعر العميلة بحرصنا على خصوصية معاملاتها، أما من أهم الانجازات التي حققتها للفرع فكانت اتفاقية فتح حسابات خاصة برواتب موظفات الجامعة ورواتب الرئاسة العامة لتعليم البنات آنذاك فأصبحت حركة العميلات على الفرع النسائي قوية وعكست نجاح التجربة وتعززت الثقة في الفرع النسائي.

بين الأمس اليوم، هل اختلفت الصعوبات التي تواجه المرأة عندما تبادر باقتحام مجال جديد؟ وهل التحدي الاجتماعي ظل هو الأبرز كما يرى البعض؟
لازالت لدى البعض نظرة خاطئة تقلل من إمكانيات المرأة وقيمة عملها أوتستخف بقدراتها ، وأنا شخصياً تستفزني حتى المبالغة في التعبير عن الإعجاب بنجاح المرأة لأنها تعكس عدم وجود توقع مسبق لإمكانية نجاحها. لكن بعد مرور 4 سنوات على عضويتي في مجلس إدارة الغرفة التجارية ألمس تغيير في النظرة للمرأة بنسبة حوالي  25%، كما أنني من خلال الانتخابات شعرت بأن المجتمع في جدة بشكل عام يحترم قدرات المرأة وإمكانياتها.

تراخيص صوالين التجميل مشكلة استعصى حلها حتى بتغيير المسمى إلى (تجهيز عرائس)

خضت منذ وقت مبكر تجربة افتتاح صالون للتجميل بمدينة جدة، ويرى البعض أنك بادارتك رفعتِ معايير المنافسة بين الصوالين آنذاك لتتحول من تجارب عشوائية إلى مشاريع تدار بشكل مدروس، فكيف تقيمين تلك التجربة؟
حاولت تقديم أفكار جديدة لم تكن موجودة في السوق فقمنا على سبيل المثال بتمثيل شركة فرنسية معروفة في عالم التجميل، وهذا الأمر كان جديداً على صوالين التجميل في المملكة فنجحنا في أن ننهض بالخدمة المقدمة للعميل مع إيجاد طبقة عمالة متطورة ومتمكنة بكفاءة أعلى من العمالة التي لم تتعرض للخبرات العالمية، وأعتقد أننا وصلنا بذلك إلى نقلة في عالم التجميل من المستوى المحلي إلى المقاييس العالمية.

madawi5_793114079.jpg
لكن بعد مرور كل هذه السنوات على التجربة، لازال ملف صوالين التجميل التي تفتتح بترخيص (مشغل) مفتوح، فهل من جديد طرأ على هذا الملف من خلال تواصلكم مع المسؤولين؟
مع الأسف لا أجد مبرر حتى الآن لعدم حل هذه المشكلة، فالجميع يعرف أن صوالين التجميل موجودة وهي مجال عمل نسائي مئة بالمئة ولا يمكن للمرأة الاستغناء عنه، كما أن بقاء الوضع على ماهو عليه يساعد على وجود صوالين غير صحية بينما لو تم ترخيصها ورعايتها ستعم الفائدة على جميع الأطراف، ومن وجهة نظري عملية تقويم الأخطاء وتصحيح الخلل تتطلب أولاً التمكين ثم الرعاية والتوجيه من خلال الأنظمة وأخيراً فرض الرقابة والعقوبات، وهذا هو المطلوب في مجال صوالين التجميل. على كل حال لازلنا نحاول مع الجهات المعنية لإصدار التراخيص حتى أننا حاولنا تغيير مسمى الصوالين إلى (تجهيز العرائس) ولكن لازال الأمر تحت الدراسة، وأعتقد أن مركز السيدة خديجة بنت خويلد قام بدور كبير في هذا المجال مع أمانة مدينة جدة المشرفة على الصوالين والتي تعتبر من أفضل الأجهزة الرقابية التي أبدت تفهمها للمطالب، لكن لم يصدر قرار رسمي حتى الآن لتصحيح أوضاع الصوالين النسائية.


كيف تختلف تجربتك السابقة في هذا المجال عن تجربتك اليوم بافتتاح صالون تجميل؟
بدأت في المرة الماضية بلا خبرة كافية، واستندت فقط على بعض الأفكار الجديدة مع الكثير من الاجتهادات، أما هذه التجربة فبدأتها وأنا متسلحة بخبرة كبيرة ورؤية واضحة لتجهيز بيئة صحية مريحة للعميلة وتوفير أفضل خدمة ومستوى عاملات من خلال خطة شاملة هي خلاصة خبرة 20 سنة أمضيتها في إدارة صوالين التجميل. ولعل العقبة الوحيدة كانت في تشكيل فريق عمل يتحلى بالمهارة بالإضافة إلى قيم وأخلاقيات العمل والنظر للاستمرارية والجدية مع صعوبة السعودة في هذا المجال، أما ما أشعر أنه سيخدمني لتحقيق النجاح هو معرفة الناس بي وبمستوى الخدمة الذي أسعى لتحقيقه مما جعل الإقبال يبدأ قبل الإعلان الرسمي عن الإفتتاح وأعتبر أن ذلك يحملني مسؤولية أكبر ويدفعني إلى بذل المزيد من الجهد والعمل.

علاج الغش التجاري بالوعي الإستهلاكي

تشير الدراسات إلى أن السوق السعودي يعد من أعلى الأسواق استهلاكاً لمستحضرات التجميل، ولكن تكثر شكوى السيدات من الغش التجاري في هذا المجال، فماهو رأيك بذلك؟ وهل من مقترحات للحد من هذه الظاهرة؟
أنا كذلك أعاني من هذا الأمر، لذلك اتجهت إلى الحصول على وكالة منتجات تجميل معروفة، وبإعتقادي لن يحل مشاكل الغش التجاري سوى الوعي الاستهلاكي، فهناك فارق بين مستحضرات تجميل لشركات معروفة متنافسة قد تتفاوت أسعارها بقدر ضئيل، وبين منتجات مقلدة ورخيصة تكون غالباً خطيرة على الصحة وفيها مواد غير مرخص باستخدامها وليس لها شهادات، وفي ظل عدم وجود وعي هناك من يفضل الرخيص دون السؤال عن المكونات والجودة وسبب انخفاض ثمنه مقارنة بغيره. ونصيحتي للسيدة لتتحقق من المستحضرات التي يتم استخدامها في صوالين التجميل أن تطلب مشاهدة العبوات.

فخورة بثقة المجتمع التجاري بعد أن حظيت بثقة الدولة

madawi3_852652726.jpgذكرت أنه في انتخابات الدورة السابقة كان هناك نوع من التشاؤم لدى سيدات الأعمال حيال فرص فوز المرشحات، فهل تلمسين التغيير في انتخابات هذه الدورة خصوصاً بعد نجاح التجربة الأولى؟
في أول انتخابات شاركت بها المرأة لدخول مجلس إدارة غرفة جدة التجارية الصناعية كان  هناك تخوف كبير من حجم المسؤولية التي ستحملها والهجوم التي سينالها من البعض، ولكن ربما لأنني في المعتاد أتجاهل الأمور السلبية كنت أقل خوفاً من غيري ولم أتردد في خوض التجربة، واعتبرت أنني لو نجحت أو فشلت سأكتفي بشرف المحاولة، وأصدقك القول أن الأمل كان ضعيفاً آنذاك بين 20 الف سجل تجاري للرجال، وألف سجل تجاري فقط للنساء ربما نصفهم لرجال متسترين باسماء نساء، بالإضافة إلى أن المرأة دخلت انتخابات مجلس إدارة غرفة جدة بعد 60 سنة من دخول الرجل، وبعد شهر من فتح باب الترشيح للدورة السابقة، غير أنني أعتقد أن ماساعدني لم يكن الترويج لنفسي بقدر ماكان حرصي على أن تكون كل إطلالة إعلامية لي للحديث عن أبرز الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية على المستوى المحلي، كما قامت مجموعة المستقبل التي تضم عدد من كبار رجال الأعمال بدعوتي في المراحل الأخيرة من الانتخابات للانضمام لقائمتهم، وفي النهاية حصلت على 750 صوت من الرجال وتم تعييني من قبل وزارة التجارة كعضو في مجلس إدارة غرفة جدة. أما في هذه الدورة فأشعر بثقة أكبر وأعتقد أنه لم تتبقى سوى أيام قليلة لأعرف إن كانت حقاً في محلها، كما أنني ابتعدت قليلاً على الإعلام واتجهت إلى التواصل الشخصي مع أكبر عدد ممكن من الناخبين، فشعرت من خلالهم بقيمة ماقدمته من عمل في الغرفة خلال الدورة الماضية، وكانت أسعد لحظاتي عندما أتواصل مع شخص لايعرفني وأجد أن عملي قد سبقني إليه، فأنا فخورة بثقة المجتمع التجاري بعد أن حظيت في الدورة السابقة بثقة الدولة التي قامت بتعييني في المجلس.

فجوة في مجلس الإدارة بحاجة للجسير، والمرأة اعتادت على المصاعب

بصراحة، هل كانت هناك فجوة في مجلس إدارة غرفة جدة بين الأعضاء المنتخبين والمعينيين؟
نعم.

هل من المتوقع أن تكون الفجوة أكبر بين الأعضاء في الدورة القادمة مع قرار التصويت لمرشح واحد؟
لا أستطيع أن أطرح حكماً مسبقاً على التجربة في هذا الإطار، لكن أنا شخصياً مع التكتلات الصغيرة وضد التكتلات الكبيرة وضد التصويت لـ 12 مرشح لأن وجود مجموعة بهذا العدد في المجلس تجعل الأشخاص المعينيين أشبه بجهة تنفيذية لخطة وضعها التكتل أثناء الإنتخابات بدلاً من أن يشارك جميع أعضاء المجلس في صياغة خطة موحدة ليكون لكل عضو مساحة للتفكير والعمل والإنجاز.


أبديت كذلك وجهة نظرك في القرار الجديد التي يحصر التصويت على مرشح واحد واعتبرت أنه يقوض فرص فوز السيدات، ألا يعتبر خوضك لتجربة الترشح لعضوية مجلس إدارة غرفة جدة مجدداً مخاطرة؟
كنت أتمنى أن نصل إلى قرار في منتصف الطريق للموازنة بين المنتخبين فأعتقد أن التصويت لمرشحين أو بحد أقصى أربعة يتيح الفرصة لإنجاز الأعمال بتناسق مع تقليص نسبة التنافر، أما التصويت لمرشح واحد سيجعل مهمة المرأة أصعب لتحقيق الفوز، لكن لحسن الحظ المراة اعتادت على الصعوبات ولم تعد تتراجع عن مواجهتها بقدر ما تتعامل معها بجدية لتحولها إلى إيجابيات، كما أنني وجدت دعم حفزني على خوض التجربة خصوصاً من قبل شباب الأعمال الذين لمسوا مساندتي لهم خلال الدورة الماضية ودعمهم لي في هذه الدورة سيكون دافع بالتأكيد للمزيد من العطاء.


سعيت إلى تشكيل لجنة شباب الأعمال لتتحول المشكلة إلى حل

ماهي طبيعة الاسهامات التي قدمتها لشباب الأعمال بالغرفة التجارية؟
بمجرد دخولي إلى مجلس الإدارة في الدورة الماضية توليت لجنة التواصل، وقمت من خلالها بدعوة شباب الأعمال لتعريفهم بالغرفة وبالخدمات التي يجب أن يستفيدوا منها ومن ثم طالبت بتشكيل لجنة شباب الأعمال في الغرفة وتم ذلك بالفعل، فكانوا أول شريحة اخترت أن أتواصل معها من خلال الغرفة لأنني شعرت أنها كانت شريحة مهمشة إلى حد ما ولايوجد لهم تمثيل كافي يعبر عنهم، فمع الأسف المجتمع قد يعتبر أن عمل الشباب وتوظيفه ودعمه مشكلة لكنه لايمنح للشباب أنفسهم فرصة ليكونوا جزء من حل المشكلة، فرأيت أن الغرفة يجب أن تكون البوتقة التي ترعى مبادراتهم وتدعمهم كشريحة منتجة ستقود المستقبل، وبفضل الله لجنة شباب الأعمال كانت لجنة نشيطة جداً وأنجزت عدد من المشاريع المتميزة من أهمها معرض شباب الأعمال الذي قاموا في العام الأول بتجربة إقامته على نطاق ضيق في مركز تجاري وافتتحه أمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه، ثم أقيم في العام التالي بمركز جدة للمعارض والمؤتمرات برعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وبمشاركة 125 مشارك و125 مشاركة من شباب وشابات الأعمال، وقد كانت كلمة الراعي في حفل الافتتاح أجمل تكريم للشباب إذ اعتبر أن مارآه في المعرض عبارة عن إجابة على كل من يتسائل عن مصدر تفاؤل الأمير خالد الفيصل بالمستقبل، فالمستقبل سيكون مشرق بإذن الله بوجود هذه النماذج المشرفة من شباب الأعمال.

madawi2_143279047.jpg

ماهي أهم النتائج التي خرج بها معرض شباب الأعمال؟
أعتقد أن المعرض أسهم في حل أهم مشكلة تواجه شباب الأعمال ألا وهي التعريف بمشاريعهم والتسويق لها، بالإضافة لذلك قمت بدعوة جميع الصناديق والجهات المعنية بتمويل المشاريع وحرصت على حضور صاحب القرار فيها للحصول على نتائج مباشرة خلال جولته على أقسام المعرض، ولقد عقدنا اتفاقية مع البنك الأهلي لدعم المشاريع الصغيرة بالإضافة إلى قيام باب رزق جميل بتقديم 50 ألف ريال لـ 50 مشارك ومشاركة في المعرض، وتعريف الشباب بفرص التمويل والدعم الأخرى وكيفية الحصول عليها، كما سبق المعرض زيارة قمت بتنسيقها للجنة مع معالي الأستاذ عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار للتعرف على الفرص الاستثمارية. ومن جهة أخرى تمت دعوة وزير التجارة والصناعة، ووزير الشؤون الإجتماعية، ونائب وزير العمل لزيارة المعرض ومن ثم فتح حلقات حوار مع الشباب في قاعة المؤتمرات، بالإضافة إلى استضافة كبار رجال الأعمال يومياً لتقييم أفكار مشاريع الشباب وجدواها الاستثمارية وهي التجربة التي انطلقت من معرض شباب الأعمال وتحولت فيما بعد إلى برنامج تنظمه اللجنة بصفة دورية ضمن برامجها الأخرى التي كان من بينها كذلك برنامج القدوة الحسنة لعرض قصص النجاح والاستفادة منها، علماً بأن معرض شباب الأعمال قد حقق بشكل عام معدلات زيارة قياسية تجاوزت 3000 زائر خلال اليوم الواحد.

 

"جدة" أعادت وهج الحضور إلى الغرفة

تحدثت عن لجنة التواصل، فهل انتهى عملها بتشكيل لجنة شباب الأعمال؟
لا، التواصل مع شباب الأعمال كان جزء من مهام لجنة التواصل، أما أصعب ملف تولته اللجنة  فكان تحدي زيادة عدد حضور المنتسبين إلى فعاليات الغرفة التجارية حيث كان الحضور ضعيف للغاية في بداية الدورة السابقة، وبدأت أجذب المنتسبين من خلال فكرة عمل ملف لمدينة جدة حيث أشار رئيس الغرفة آنذاك صالح التركي إلى مركز متخصص بعمل دراسة كاملة عن جدة تتضمن الاحصائيات والمشاكل، ثم قمت بتقسيم الدراسة إلى محاور لوضع الحلول ونسقت لإقامة لقاء شهري مع أصحاب القرار حيث استضفنا المسؤولين عن جميع المرافق التي تخدم مدينة جدة ومن بينهم وزير الكهرباء ووزير العمل ووزير التجارة ومدير الجمارك ومدير الميناء وأمين جدة، وكنت أتكفل بتوجيه الدعوة شخصياً للخبراء في مجال اللقاء والمستهلكين للخدمة، وأعتقد أن آلية الدعوة الشخصية والمتابعة الهاتفية أسهمت في حضورهم مع حرصي على استقطاب الإعلام في كل لقاء وتوجيهه إلى الشخصيات التي يمكن استضافتها، كما كنا نصدر بعد كل لقاء كتيب ونقوم بإرساله لعدد من الحضور مع صورهم  وأهم المحاور التي طرحت والتوصيات التي خرج بها اللقاء، بالإضافة إلى تعريفهم بكيفية تحضيرنا للقاء. فبدأت اللقاءات بحضور ضعيف إلى أن أصبحت القاعة لاتكفي الحضور فنقلنا بعض اللقاءات الى قاعة الشيخ اسماعيل أبو داوود وأصبح هناك أشخاص يطلبوا منا الحضور خلال أقل من عام توليت فيه لجنة التواصل بالغرفة.


إشراك المرأة في اللجان القطاعية أهم إنجازاتي

من وجهة نظرك ماهي أهم المكتسبات التي تحققت للمرأة خلال دورة المجلس السابقة؟
أعتبر أن أهم إنجازاتي في الغرفة كان إلحاق المرأة السعودية باللجان القطاعية  التي شهدت في الدورة السابقة لأول مرة على مستوى المملكة مشاركة المرأة في عضويتها، ولقد كانت المهمة صعبة في بداية الأمر لوجود بعض المعارضة لكن بالإصرار نجحت التجربة وأثبتت أنه لم يكن هناك مبرر لحرمان سيدة الأعمال من الالتحاق باللجان القطاعية والاستفادة من ورش العمل والبرامج التي تقدمها الغرفة شأنها شأن الرجل ودون أن تتنازل على قيمها وأخلاقياتها أو تفرط بالمحافظة على خصوصيها. فاللجان القطاعية لابد وأن تضم سيدات الأعمال لأن التواجد فيها يساعد على المشاركة في طرح المشاكل التي تواجه قطاعات العمل المختلفة  وتبادل الأفكار والمقترحات لحلها. بالإضافة إلى مشاركة المرأة ضمن عدد من الوفود الخارجية لتمثيل بلدها، وإتاحة الفرصة لها للقاء الوفود الأجنبية التي كانت تأتي بفرص استثمارية لعرضها في الغرفة التجارية، وكل هذه الأمور لم تكن متاحة فيما مضى إلا لرجال الأعمال. 

ماذا أضافت لك تجربة الغرفة التجارية؟
كانت الغرفة التجارية بالنسبة لي بمثابة جامعة تعرفت فيها على احتياجات كل قطاع في بلدي وطموحاته وواقعه من خلال 63 لجنة، ومشاركة في 8 منتديات، والإسهام في طرح الحلول وإيصالها للمسؤولين بالشكل الصحيح الذي يتطلب الدراسة الوافية والإلمام بجميع الجوانب، وهذا الأمر كنت قد بدأت بممارسته منذ أن جمعنا أول نواة من سيدات الأعمال في عهد الأمير عبدالمجيد يرحمه الله حيث قمنا قبل زيارته ولمدة شهرين بجمع المشاكل ودراستها مع اقتراح الحلول وتقدمنا إليه آنذاك بطلب إيجاد مقر لسيدات الأعمال في الغرفة وهو ما كان نواة لمركز السيدة خديجة بنت خويلد لاحقاً، ثم شكلنا لجنة سيدات الأعمال وطالبنا بحق الانتخاب والترشيح. فأعتقد أن تجربة سيدات الأعمال دليل على أنه لايضيع حق وراءه مطالب ونموذج حي للعمل المطلوب من المرأة السعودية لتحقق طموحاتها تدريجياً كلما نجحت بإثبات إمكانياتها.


المجتمع السعيد مجتمع منتج

madawi4_100876993.jpgهل تميزك في مجال التواصل مع الآخرين أو (العلاقات العامة) كان من أسرار نجاحك؟
تخصصي الدراسي كان في علم النفس، لذلك أنظر دائماً إلى العامل النفسي في أي عمل أقوم به في الادارة، واليوم نجد أن قياس حضارة المجتمعات يعتمد على مدى سعادة الإنسان الذي يعيش فيها، فالسعادة والراحة النفسية من أهم مقومات المجتمع المنتج، أما الإنسان الغير سعيد فغالباً يكون إنتاجه منخفض وقدرته على الإبداع ضعيفة، ولقد استفدت من توظيفي للعامل النفسي في تعاملي مع الطالبات، وفي عملي في البنوك لكسب ثقة العميلات، وفي عملي الخاص وحتى في حياتي أحرص على أن تكون مليئة بالطاقة الايجابية والتفاؤل، بالرغم من أن البعض يتهمني بالإفراط في التفاؤل إلى حد عدم رؤية الجوانب السلبية.


ذكرت في أحد لقاءاتك أن وجودك قريباً من العمل ومن دائرة صناعة القرار منحك تفاؤل أكبر في المستقبل، فكيف يمكن لمن هم خارج هذه الدائرة أن يشعروا بتفاؤل مماثل؟
هذه النقطة مهمة جداً، ولذلك هناك ضرورة لإشراك المرأة والشباب في مناقشة المشاكل مع أصحاب القرار ووضع الحلول والعمل على تنفيذها حتى يروا الضوء في نهاية الطريق ويتاكدوا بأنه إن لم يكن هناك حل سريع اليوم أو غداً لما يشغلهم من عقبات، فقد يكون الحل قادم بالعمل الدؤوب ومن خلال خطة المستقبلية مدروسة.

زوجي أهم اختيار في حياتي، ومن أجل أبنائي حولت هواياتي إلى مهنة

بين كل هذه المهام والأعمال والطموحات هل حقاً عمل المرأة قد يحرمها من الاستقرار في حياتها الأسرية؟
بالطبع لا، فزوجي هو أهم اختيار في حياتي، وابني وابنتي هما مدراء حملاتي الإنتخابية وأحرص دائماً على استشارة أسرتي والحصول على دعمها قبل أن أقدم على أي خطوة، وكل ما ذكرته من إهتمام بالعامل النفسي ينطبق على حياتي الأسرية، فزوجي  شخص متفائل ومرح وأنا وهو نقدر الساعات التي نعيشها وليس فقط الأيام والسنوات، ونعمل معاً لتحقيق أهدافنا. ولعلي عندما اتجهت من العمل في البنوك إلى العمل الحر كان الدافع تحويل هوايتي في اقتناء التحف والاكسسوارات المنزلية إلى مهنة، بالإضافة إلى حاجتي للتواجد لوقت أطول مع أبنائي في صغرهم فكنت أصحبهم حتى إلى المزادات، ثم افتتحت متجر لملابس الأطفال وحققت  نجاح جيد في هذا المجال لأنني كنت أشعر بالسعادة وأنا أشتري ملابس لأطفالي فحولت متعتي مجدداً إلى مهنة وكنت أقيم سنوياً عرض أزياء للأطفال وأقوم بتدريبهم، فكان نشاط إجتماعي جميل ومفيد ليعتاد الطفل على مواجهة الجمهور بثقة.


هل استمرت هذه المشاريع، بعد دخولك لمجلس إدارة الغرفة التجارية؟
بالنسبة للمشروع الأول  استمر لكني في طريقي إلى تغيير المقر للتوسع، أما ملابس الأطفال فانتهى المشروع مع مغادرة أبنائي لسن الطفولة.


في انتخابات الدورة الحالية، هل ستمنح الحسون صوتها لامرأة، أو لرجل أعمال مخضرم، أو لأحد شباب الأعمال (دون الحاجة لذكر أسماء)؟
صوتي بين شباب وسيدات الأعمال.

مجلس شباب الأعمال مشروعي القادم لإكمال المسيرة

وفي حال فوزك ماهو أول مشروع تطلعين إلى تنفيذه؟
على المدى القصير سأعمل على تأسيس مركز لرعاية شباب الأعمال، يكون له مجلس إدارة وتشرف عليه لجنة شباب الأعمال ليبدأ بمباشرة البرامج الموجودة وتضاف لها برامج أخرى جديدة، أما على المدى البعيد فأتمنى أن تنشيء الغرفة مركز كبير للمؤتمرات والمعارض ليحقق رؤية الأمير خالد الفيصل في أن تكون مدينة جدة مركزاً للسياحة، لأن مركز المعارض الحالي قد يؤدي الغرض مؤقتاً لكن مستقبلاً موقعه في وسط المدينة سيحد من إمكانية استخدامه لإقامة فعاليات ضخمة تتطلب وجود مكان أكبر يتسع على الأقل لـ 5000 شخص ويكون ملحق بفندق لاستضافة المتحدثين.


كلمة أخيرة
أشكر عربيات التي أعتبر أنها ساندت منذ إنطلاقتها الأولى المجتمع السعودي بمختلف مراحله وتابعت الأعمال المتميزة لإبرازها للعالم، فلم نعد نشعر معكم أن الإنجازات مهملة، وأتمنى لكم كل التوفيق لمواصلة عملكم بنفس المهنية المعهودة بعد أن أقدمتم منذ وقت مبكر على العمل في مجال الإعلام الإلكتروني فأضفتم قيمة له وحصلتم على التكريم العالمي، وبدوري أتمنى لكم المزيد من النجاح والتطور دائماً.