"وساطة خير" همزة الوصل بين المتعففين وفاعلين الخير

المسؤولية الاجتماعية في السعودية لا تنحصر على الشركات

خاص - عربيات
صور وفيديو

كما وراء السؤال أو التعفف حاجة، وراء المنح والمنع فكرة تشبه تماما الرؤية التي يتفاوت عمقها في الترشيد والهدر، الاختلاف بين هذه المتناقضات خلق وساطة خير التي أُنشئت كمجموعة عائلية كان همها إيصال الصدقة بعد التعرف على احتياجات الأسر المحتاجة وتقييم أوضاعها، حيث يؤكد القائمين عليها بأن الوقوف على بعض حالات الأسر المتعففة عن السؤال رغم حاجتها والإطلاع على حال بعض المتسولين الذين يعيشون حياة كريمة جعلهم يفكروا في نشر فكرة توجيه الصدقة وبذل الجهد لتسليمها لمستحقيها لتعم المجتمع الفائدة .
يقول السيد مازن مجلد - أحد مؤسسين مجموعة وساطة خير- عن الفكرة " بدأت الفكرة بيننا كأفراد أسرة إضافة إلى بعض الأصدقاء المقربين وذلك حينما لمسنا الهدر الواضح للصدقات والذي يتمثل في تسليمها لغير مستحقيها، ومن الوقوف على حال بعض الأسر التي تعيش على الكفاف وتتعفف عن السؤال في مقابل الإطلاع على حال بعض المتسولين الذين يرتادون نفس الأماكن يوميا وجدنا أننا نقدم الصدقة لغير مستحقيها، فآثرنا أن نبذل المزيد من الجهد في البحث عن المتعففين والمحتاجين لمساعدتهم، وبعد ذلك فكرنا في نشر الفكرة على نطاق المجتمع من خلال إحدى الشبكات الاجتماعية حيث ينحصر دورنا في دراسة حالات الأسر المحتاجة والتحري عن حقيقة حالاتهم ومعرفة احتياجاتهم وتوفير فاعل خير يتولى شئونهم ويكون اتصاله بهم مباشرة مع المتابعة المستمرة من قبلنا إلى أن تصل الأسرة لحد الكفاية"

المساعدات مؤطرة ودورنا دراسة حال الأسر


ويشير السيد محمد المكوار - أحد مؤسسين المجموعة- إلى أن المساعدات المقدمة تكون مؤطرة ببعض الأولويات موضحا" نهتم في المقام الأول بالأسر المكونة من أرامل وأيتام ومعاقين، ونشترط عدم وجود عائل لهم ولا مصدر دخل يوفر لهم اقل مستوى من مستويات الحياة الكريمة، ونقوم بمساعدة الحالات الأكثر حاجة، كما نقوم بتسجيل ملاحظاتنا عن طبيعة هذه الأسرة من حيث كونها أسرة متعففة أم متصنعه للفقر، وبفضل الله وحده ظهرت لنا حقائق مخفيه عن بعض الأسر المتسولة التي تدعي التعفف ويتم استبعادها من وساطة خير "
وعن أنواع المساعدات المقدمة يقول المكوار " في البدء أؤكد على أننا مجموعة ينحصر دورها في أن نكون وسيطا بين فاعل الخير والأسر المحتاجة ولا نقوم باستلام المساعدات العينية أو المادية، ومساعداتنا تشمل الكفالة الشهرية و يكون دورنا دراسة حالة الأسرة والبحث عن متبرع وإتاحة طريقة للتواصل بينهما بحيث يكون التواصل بين المتبرع والأسرة مباشرة و متابعة المتبرع في حال تأخره عن إيصال تبرعه للأسرة، كما نقوم بتجهيز سلال غذائية وبمشاركة فاعلين الخير نقوم بتوصيلها للأسر التي تحتضنها وساطة خير والتي تحتوي على أكثر من 30 (ثلاثين) صنف غذائي رئيسي من أفضل النوعيات، إضافة إلى كفالة إيجار السكن والتي تعنى توفير متكفل لإيجار منزل الأسرة المحتاجة و يكون التعامل عن طريق المتبرع مع مالك العمارة مباشرة و دور وساطة خير هو توفير الكفيل و متابعة السداد، كما نقوم بعد دراسة احتياجات منازل الأسر بالتعاون مع بعض المتعاونين في مجال التصميم إعادة تصميم منازل الأسر التي تحتاج منازلهم لإعادة تأهيل والتعاقد مع مقاولين لمتابعة التنفيذ وإعادة تجهيز المنزل، وأخيرا نتوسط لتسديد ديون الأسر المديونة في حال وجود مستندات تثبت ذلك على أن يكون التسديد من المتبرع إلى صاحب الدين مباشرة"

المجموعات التطوعية تكمل دور الجمعيات الخيرية

وردا على سؤال عربيات حول اعتقادهم بوجود أزمة ثقة بين الجمعيات الخيرية والمجتمع يقول مجلد " ظهور المجموعات التطوعية الخيرية يدل على شعور الإنسان بمسؤوليته الاجتماعية ونمو فكرة التكافل بين أفراد المجتمع وإحساسهم بواجبهم تجاه الفقراء والمحتاجين، ووجود الجمعيات الخيرية لا يلغي دورنا كأفراد في بذل الجهد حين نقوم بتقديم المساعدة، وظهور المجموعات التطوعية التي تقدم المعونات والمساعدات لا يعني بالضرورة وجود أزمة ثقة بينها وبين المواطنين كونها تقوم بواجبها في المجتمع وهناك من يفضل التعاون معها عن التعامل مع المجموعات التطوعية ، لكن مجتمع كبير كمجتمعنا إن لم يقوم أفراده بدعم بعضهم البعض من خلال إيصال الصدقات بأنفسهم للأسر المستفيدة ستنحصر الصدقات على مواسم معينة كشهر رمضان الكريم أو وقت الأزمات كحادثة جدة الأخيرة، الأمر الذي سيتسبب في عدم قدرة الجمعيات الخيرية على أداء عملها بالصورة التي ترجوها، كما نسعى لان نقدم للمحتاج خدمة من خلالها يستطيع أن يرفع من مستوى دخله دون أن يظل محتاجا أو عبئا على الجمعيات الخيرية أو أحد فاعلين الخير طيلة حياته، ولن اغفل عن الإشارة إلى الدور التوعوي للمجموعات التطوعية والذي يدعم الفكرة التي تنشدها الجمعيات الخيرية وذلك بأهمية توجيه الصدقة لمستحقيها، فعملنا لا يتعارض مع الجمعيات الخيرية بل يتكامل معها، بمعنى أننا جميعا كمتطوعين أو جمعيات خيرية نهدف إلى عمل الخير لوجه الله عز وجل بالإضافة إلى مكافحة الفقر ومساعدة المحتاجين والارتقاء بالمجتمع الذي نعيش فيه، وبما أن الهدف واحد سيكون هناك تعاون على البر والتقوى و تنافس في ابتكار وسائل تساهم على فعالية الأداء والإنتاج ومسابقه على الخيرات"
ويختم حديثه بأن المجموعة استطاعت أن تحظى بثقة وتأييد أفراد المجتمع، كما أن المتكفلين بمساعدة الأسر التزموا بتقديم المساعدات، مؤكدا حرص المجموعة على أداء الأمانة الإنسانية والوطنية التي تكفلت بها من حيث التأكد من وضع الأسر ومدى حاجاتها.