متطلعة إلى عروض أزياء عالمية للعباءات

مصممة الأزياء البحرينية ابتسام بوشهري: الحاجة "أُم التصميم" وسر الإبداع

عربيات - البحرين: رباب أحمد
صور وفيديو

العباءة بالنسبة للمرأة الخليجية كانت من الأزياء الشعبية التقليدية التي تطورت اليوم لتواكب العصر وتلائم مختلف الفئات العمرية والمناسبات الإجتماعية، إلى جانب محافظتها على طابع الإحتشام. ونظراً لرواجها فإن عدد مصممات العباءات في الخليج تزايد بشكل ملحوظ، وبرزت المنافسة بين الأسماء التي نجحت في اكتساب ثقة السيدات، ومن بين هذه الأسماء المصممة البحرينية ابتسام بوشهري، والتي تملك محلات "تيارا"، حيث افتتحت أولى فروعها في عام 2002م بالشراكة مع ابنة عمها فرح بوشهري التي تولت الجانب الإداري، فيما تخصصت ابتسام في التصميم، ومالبث المشروع أن توسع بافتتاح 3 فروع خارج البحرين في "قطر، دبي، الشارقة" لعرض نماذج من تصاميم العباءات التي يتم تنفيذها في المعمل الرئيسي في البحرين.

 

الحاجة "أم التصميم"

تقول ابتسام بوشهري في حوارها مع "عربيات" أن التصميم بعيد عن مجال دراستها وعملها وهي مهندسة الحاسب الآلي، غير أن الرسم عموما كان هواية مارستها منذ المرحلة الإعدادية، وبدأت في الإتجاه نحو التصميم مع تقاعدها عن العمل، وأثناء مشوار بحثها عن عباءة مميزة وفاخرة وبسيطة في آن واحد قررت الإتجاه لعالم التصميم، بعدما لمست افتقاد السوق لهذا النوع من العباءات، فكان طابع تصاميمها المزج بين الفخامة والبساطة.

جلبت ابتسام المواد الخام والمكملات وعرضت أعمالها على أهلها ومعارفها، فلاقت الاستحسان والإقبال، ومن هذه الخطوة بدأ مشوار الألف ميل، فهي اليوم تطرح تصاميم فريدة ولا تكرر انتاجها.

والسبب وراء ذلك تصفه بوشهري بقولها: "حتى تشعر الزبونة بتميزها، فكل قطعة فريدة لا تكرر، كما أن كل عباءة تقتنيها من محلاتنا تخضع لاختبار من ثلاث أشخاص أنا أحدهم، للتأكد من شكل العباءة عند إرتداءها، وأن التنفيذ مطابق للتصميم المرسوم والشكل الذي تتوقعه الزبونه، وبالرغم من عدم تكرارنا للتصماميم، إلا أننا نتعرض في أحيان كثيرة إلى سرقة التصاميم".

عباءات ابتسام بوشهري
 

الأسود "مَلِك" العباءات

إلى جانب العباءات تصمم ابتسام بوشهري الأثواب والجلابيات، إذ تقوم بتطوير شكلها التقليدي وإدخال لمسات عصرية عليها فقد تعكس القطعة الواحدة ثقافات مختلفة، حيث تجد لديها عباءات باللون الأسود وتصميم مطور مقتبس من زي آسيوي أو غيره، حيث تستقي بتسام تصاميمها من متابعتها لأحدث المصممين العالميين، غير أنها لا تقلد هذه التصاميم، بل توظفها بصورة مبتكرة في تصاميمها. أما عن ما يميزها فتقول: "أهتم كثيراً بالتفاصيل الدقيقة في العباءة، وبما يتلائم مع الاستخدام اليومي، والمناسبات الرسمية والسهرات، فبعض الخليجيات يرتدين العباءات في حفلات الزواج على سبيل المثال، لذا يفضلن عباءة فخمة راقية وزاهية تتلائم مع المناسبة". 

وتؤكد بوشهري بأن ما يسمى بـ عباءة "أسود في أسود" لازالت المتربعة على عرش موضة العباءات للموسم القادم، باستثناء بعض التغيرات المتعلقة بالأكسسورات المكملة. وتوضح بأن سبب الإقبال على العباءة السوداء في القماش والمكملات هو أنها تسمح لصاحبتها بارتداء أي لون للحذاء والحقيبة، وتستوعب إرتداء الكثير من أكسسورات اليد، وهي الموضة الرائجة هذه الأيام دون الخوف من عدم ملائمة  ألوانها للعباءة، أو من أن تبدو إكسسورات اليد مبالغ فيها، ومن جهة أخرى اللون الأسود يعطي مساحة للإبداع في التصاميم والقصات والمكملات دون أن يؤثر ذلك على بساطة وأناقة المظهر. 

    
اضغط على الصور للتكبير
 

وعن العباءات الملونة تقول: "بعض النساء يفضلن إرتداء ما هو خارج المألوف، لذا قمت بتصميم عباءات بقماش ومكملات رمادية على سبيل المثال". 

وحول كيفية اختيار تصميم العباءة للزبونة، تقول بوشهري أنها تتعرف قبل كل شيء على ذوق الزبونة ثم تصمم لها ما يناسب قوامها ولا يتعارض مع ذوقها. وتتراوح أسعار القطعة الواحدة بين 100 إلى 300 دينار.

 شاركت ابتسام بوشهري في عدد من عروض الأزياء داخل وخارج البحرين في السنوات الأخيرة، غير أنها تتطلع إلى عروض أزياء بمستوى عالي متخصصة بالعباءات كما في مواسم عروض الأزياء الأخرى، لتنطلق على مستوى الخليج في البدء، ومن ثم تتوسع على مستوى العالم، لتختم تطلعاتها بقولها: "ليس ثمة ما يمنع من نشر زي العباءة المطورة على مستوى العالم، فهي فاخرة وبسيطة وعملية وأنيقة الأمر الذي يجعل مجال الإبداع فيها لإرضاء ذوق المرأة كبيراً للمصممين".