ليس للعباءة سوى موطنها، وعبائتي تعبر عن شخصية من ترتديها

المصممة منار الراوي تسعى إلى تأسيس اسمها التجاري من بوابة الخليج العربي

حنين موصلي - جدة
صور وفيديو

عربيات - خاص: تعتبر المصممة السعودية منار الراوي أن الفشل كان دافعاً لها نحو البحث عن التدريب العملي لاكتشاف الأخطاء والبداية من جديد، الراوي بالرغم من حصولها على بكالوريوس الأدب الإنجليزي من جامعة الملك عبد العزيز بجدة إلا أنها سعت لدراسة التصميم بالمراسلة لنقل موهبتها إلى عالم الاحتراف، فتعلمت خطوط التصميم ولم تتوقف عند التعلم، إنما سعت لمواكبة النموذج العالمي لأشهر خطوط الأزياء العالمية من خلال افتتاحها بوتيك خاص لتصميم العباءات.

لمشاهدة التصاميم اضغط هنا

لا تتقلص الصعوبات بالتعلم، ففي مجال الأعمال هناك دروس لا يقدمها معلم، وهناك صعوبات لا يقف وراء تذليلها رأس المال فحسب، إنما تحتاج لمزيد من الإصرار والخبرة والصبر.

البداية التي استغرقت سنتان من التخبط في حياة منار الراوي كان لها دور في البدء من جديد بخطة وأهداف واضحة وعنها تقول: 
"كانت تجربة صعبة، فلم أكن أملك في البداية الخبرة الكافية لدخول عالم الأعمال، ولا أعني التصميم كوني حصلت على شهادة منحتني المعلومات الكافية لنقل الموهبة إلى عالم الاحتراف، حيث قمت باستئجار موقع باهظ الثمن ولم أستطيع التوفيق في البداية بين المصروفات والدخل كوني اسم لم  يكن معروفا في هذا المجال، فالإقبال والأسعار لا تغطي المصروفات، لذا قررت أن افتتح نشاط آخر لأتمكن من توفير العائد اللازم للاستمرار، فافتتحت مركزا للعناية بالأظافر، وكانت تجربة أو غلطة أخرى كوني لم أستطيع التوفيق بين إدارة مركز  التجميل وإدارة الأزياء، لكن بعد كل هذه الأخطاء استطعت أن أحدد المجال لأبدأ من جديد وعثرت على موقع يتناسب مع دخل العباءات".


ليس للعباءة سوى موطن واحد

تعترف منار بصعوبة تصميم الأزياء النسائية وخصوصاً (الفساتين) في ظل الانفتاح على العالم من جهة، واختلاف متطلبات السيدات من جهة أخرى، فتقول:" كثيراً ما تصر السيدة على تصميم لا يلائمها وكان الأمر يستغرق ساعات لأصل مع البعض إلى نقطة التقاء بين إرضاء رغبتها ورؤيتي خاصة وأن التصميم سيحمل اسمي وأحرص على أن تبدو فيه السيدة بمظهر مناسب".

وتشير إلى أن التعامل مع المرأة السعودية بحكم إطلاعها على الموضة العالمية ليس بالأمر اليسير بسبب رغبة البعض في أن تقوم بتنفيذ التصاميم العالمية بينما ترفض ذلك كونها لا تدير مشغلا ينفذ التصاميم الجاهزة، وتضيف: "يفتقر سوق العباءات لوجود عدد كافي من المصممات السعوديات للزي الذي لا غنى لنا عنه، فالسيدات ربما يفضلن ارتداء الفساتين أو البناطيل أو التنانير، لكن جميعهن لن يستغنين عن العباءة، ولا أنكر أنني حينما اخترت هذا الاتجاه أردت أن أؤكد أن المرأة السعودية أنيقة حتى بالزي الرسمي أو الزي الذي يراه البعض مقيداً لها، فالمرأة السعودية في الوضع الطبيعي لا بد أن تخلع العباءة لتظهر شخصيتها، أما هدفي فكان أن تعبر العباءة عن شخصية المرأة، كذلك أعتقد أن أفكار تصميم الملابس يمكن استيرادها من مواطنها الأصلية كباريس وإيطاليا بخلاف العباءة التي ليس لها موطن سوى الخليج العربي".

لا يوجد اسم تجاري معروف في مجال تصميم العباءات

وبين الاجتهادات الشخصية والأسماء التجارية ترى منار عدم وجود اسم تجاري (Brand Name) في مجال تصميم العباءات النسائية وهو ما تسعى إلى تأسيسه بقولها:
"اطلعت على تجارب المصممين العالمين لأتبع خطواتهم في صناعة الاسم التجاري، واخترت اسم عربي لا أعتقد أنه سيحد من الانتشار، فلو نظرنا إلى مصممين الأزياء المعروفين سنجد أنهم يعملون بأسمائهم، لكني ترددت في استخدام اسمي كاسم تجاري لأنني شعرت أن فشل اسمي في المحاولة الأولى سيجعلني أفقد ثقة زبوناتي وليس من السهل تغيير الاسم، فبدأت باستخدام اسم عائلتي، والآن بعد أن أصبحت أملك الخبرة الكافية والتجربة أصبح لدي ثقة أكبر بنفسي وعدت إلى السوق بقوة".


تبادل الخبرات والتنافس الشريف ينتج المزيد من الإبداع

وترى أن مجال تصميم العباءات مجال خصب للمنافسة فالمصممات في هذا المجال قلة كما تؤكد أنها على أتم الاستعداد لاستضافة المصممات الواعدات لتدريبهم، فتقول:
"أعتقد أن الأخطاء التي وقعت بها كان سببها عدم وجود فرص للتدريب واكتساب الخبرة، وأرى أن تبادل الخبرات لا يتنافى أبدا مع المنافسة الشريفة، فعلى سبيل المثال المصممة نهاد باخريبه قدمت لي التوجيه والدعم عندما ألتقيت بها ومازلت أستمع إلى نصائحها وهذه هي المنافسة الشريفة التي أعنيها، فلقد نصحتني بتوريد عباءاتي لأحد المراكز التجارية المعروفة في مدينة جدة لحرصها على خلق منافسين لها في هذا المجال وحتى تحفزها المنافسة على المزيد من الإبداع، وبالنسبة لي أعتقد أن هذه الخطوة كانت هامة جداً في مشواري".

لن أخاطر باسمي بالتنازل عن الجودة

45_494555142.jpg

وتؤكد الراوي على أنها لا تعطي لنفسها أولوية إرتداء التصاميم الجديدة قبل عرضها، فتقول:" تصاميمي تخرج للجميع ثم إذا وجدت أحدها مناسباً لي أقوم بارتداءه".

وفي الوقت نفسه لا تنفي لجوء بعض المصممات إلى شراء الأقمشة و(الكلف) الرخيصة والاستعانة بأيدي عاملة غير محترفة ومن ثم بيع العباءة بسعر باهظ، وتعلق على ذلك بقولها:
"هذه الظاهرة موجودة مع الأسف، لكن من تبحث عن بناء اسمها في عالم صناعة الأزياء يجب أن تهتم بالجودة لتكسب الثقة وتبني علاقة مع الزبونات، وأنا شخصياً لايمكنني أخاطر باسمي وأنتهج هذا النهج لذلك أنفذ تصاميمي في معامل معينة بوسعها أن تنتج عباءاتي بالمستوى الذي أنشده".


وتسعى الراوي إلى الوصول للعالمية من خلال التوسع في منطقة الخليج العربي، وتتحدث عن فرعها الذي تستعد لافتتاحه بالرياض، قائلة: "لدي عدد من العميلات في الرياض يكفي لافتتاح فرع آخر، ولكنني بحاجة إلى دراسة الأمر بجدية والتنويع فيما سأقدمه من خلال كل فرع ليناسب مختلف الأذواق، وهذا لا يعني أنني سأخصص للرياض مجموعة تصاميم مختلفة تماماً عن ما أقوم بتصميمه في جدة، ولكن ستتميز كل مجموعة بإضافات معينة".


وتؤكد الراوي أنها لا تقدم تصاميمها للنخبة بل تحرص على إيجاد تصاميم مختلفة بأسعار متفاوتة، كما تقوم في الوقت الراهن بتجهيز معملها الخاص لإنتاج العباءة حتى تحتفظ بسرية تصاميمها وتصبح قادرة على إنتاج الجديد في كل موسم بصورة أسرع.


وتعيش المصممة منار الراوي التصميم بصفة يومية فهي  تقتبس من كل شيء ومن  الممكن أن تخرج من ما تراه حولها بتصميم جديد كليا ومختلف.


أما عن أسرتها، فتقول: "من خلال مجلة عربيات أتوجه بالشكر لأسرتي على دعمها لي، فوالدتي ساندتني لأبدأ من جديد بعد الاخفاق، وزوجي ذلل لي العقبات وحال بيني وبين الإحباط، بالإضافة إلى شقيقتي الدكتورة مآثر الراوي التي قدمت لي النصيحة بأن أتجه بالموهبة إلى مجال الإعمال".

  منار الراوي 2  منار الراوي 3  منار الراوي 4

للمزيد من أعمال المصممة منار الراوي اضغط هنا