السمنة تتسبب في 20% من حالات الوفاة سنوياً

خاص - عربيات

نسبة الإصابة بالسرطان لدى النساء البدينات ترتفع إلى 5 أضعاف

إذا كانت للسمنة لدى النساء في المجتمعات القديمة دلالة على المكانة الإجتماعية والغنى والترف فإنها في المجتمع المعاصر أصبحت رمزاً للعجز عن العطاء والإنتاجية لما أثبتته الدراسات الحديثة لما للسمنة من إنعكاسات سلبية كبيرة على الناحية الصحية، حتى صارت من أهم أسباب ألإصابة بالأمراض الخطيرة، ففي دراسة أجريت العام الماضي قدرت نسبة الوفاة الناجمة عن الوزن الزائد بنحو 14 % إلى 20 % من الحالات البالغة 90.000 في العام الواحد.

والسمنة هي زيادة وزن الشخص عن المعدل الطبيعي المحدد له، ويكون الشخص موصوفاً بالسمنة أو البدانة إذا زاد وزنه بحوالي 20 %، وحسب التعريفات العالمية للصحة فإن السمنة تعني أيضاً زيادة الوزن حوالي 30 كجم عن الوزن الطبيعي المحدد له، وتتوقف معرفة الوزن المثالي لجسم الإنسان حسب الطول والجنس والسن وحجم الجسم أيضاً.

وتعود أسباب السمنة إلى التاريخ الوراثي وعادات التغذية السيئة التي يتبعها بعض الأشخاص.

وتتجلى خطورة السمنة في قول ( يوجنيا كالي ) عالمة الأوبئة لدى جمعية السرطان الأمريكية : " إن خلايا السمنة ليست فقط أماكن تخزين ساكنة " . وأسوأ ما في الأمر كونها الأكثر نشاطاً في التمثيل الغذائي، والسبب وراء إرتباط السمنة بالسرطان هو أن الخلايا الدهنية تلعب أدواراً مختلفة من شأنها أن تسهم في نمو أنواع مختلفة من السرطان.

ويرتبط الوزن بشكل وثيق بسرطان جدار الرحم، فالمرأة البدينة معرضة لهذا النوع من السرطان بنسبة مضاعفة عن المرأة النحيفة، وعندما تزداد نسبة البدانة لدى المرأة ترتفع نسبة التعرض لخطر الأصابة إلى خمسة أضعاف.

أما سرطان الكلى والمريء فيتضاعف الإصابة به ثلاث مرات لدى المرأة البدينة عنه لدى الطبيعية كما ترتبط البدانة بشكل وثيق بسرطان الثدي لدى النساء بعد إنقطاع الطمث، وتصل نسبة مخاطر المرض من 30 % إلى 50 % لدى البدينات بحسب نسبة زيادة الوزن.

وتكمن خطورة الخلايا الدهنية في إفرازها لهرمون الاستروجين مما يزيد من أمكانية الوفاة لدى المرأة البدينة المصابة بسرطان الثدي تفوق 50 ضعفاً عن المرأة النخيفة المصابة بسرطان الثدي حسب  الدراسات الحديثة.

كما تساعد السمنة على حدوث تصلب الشرايين وماقد ينجم عنه من إمكانية حدوث أزمات قلبية ومضاعفات خطيرة مثل الشلل وفقدان الوعي، كما تؤدي إلى قصور القلب وإرتفاع ضغط الدم.

وتلعب السمنة أيضاً دوراً أساسياً في تجلط الدم في أوردة الأطراف السفلية، وهذا بالإضافة إلى ما قد تسببه من تأثيرات على الجهاز التنفسي والعظام والمفاصل.

ومع تحول السمنة إلى وباء قاتل يقول المتخصصون أنه لابد من الفهم العميق للكيفية التي تساعد بها السمنة على نمو السرطان حتى نتمكن من محاربته، ومن الواضح أن الإفراط في السمنة يحول دون تحديد الأورام في مراحلها الاولى والتحكم في تكاثرها وتحديد الجرعة الكيميائية المناسبة، وقد يصل الأمر بالمرأة البدينة إلى أن تصبح غير مؤهلة للعلاج الإشعاعي، وبالتالي فإن ذلك يؤثر بشكل جدي في بقائها على قيد الحياة.

ولعلاج مرض السمنة ومكافحته تتبع النساء عنصرين مهمين هما الحمية كأن يحددن كمية الطعام المتناول يومياً، ويتجنبن الشحوم الحيوانية ويقللن من السكريات السريعة الإمتصاص، والعنصر الثاني هو التمارين الرياضية التدريجية سواءً عن طريق المشي أو التردد على المراكز الرياضية النسائية والمجهزة لهذا الغرض.

إلا أن معظم النساء يجدن صعوبة في الإستمرار على العنصرين السابقين إما لعدم القدرة على إتباع الرجيم بشكل حازم وخاصةً في الزيارات والمناسبات، أو عمل الرجيم بطريقة خاطئة تتسبب في أمراض أخرى، وكذلك عناء الرياضة والذهاب إلى المراكز الرياضية، مما أدى إلى فشل أغلب المحاولات لإنقاص الوزن، لذلك أصبح من الضروري بالإضافة إلى الحمية والرياضة أن يستعملن العقاقير العلاجية المقره طبياً والتي يوصي بها الأطباء مثل عقار زينيكال (xenical) والتي أثبتت فاعليتها في علاج السمنة التي أصبحت سبباً رئيسياً للإصابة بأمراض العصر.