الطب لم يكسب حربه مع مرض السرطان، والعلاج البديل لم ينل حظه من البحث العلمي

في مواجهة السرطان: 5 مؤشرات على ضعف جهازك المناعي، و 7 نصائح للوقاية

عربيات - بحث وترجمة: ريم محمد
صور وفيديو

الطب الشمولي هو علم العلاج برعاية متكاملة للإنسان تأخذ بعين الاعتبار (الجسد، العقل، الروح)، فيندمج مع العلاج التقليدي بالعقاقير الطبية، وكذلك مع العلاج البديل بالمواد الطبيعية، لتعزيز الصحة والوقاية مع الأمراض المزمنة بالتركيز على معرفة مسبباتها ومحفزاتها لتجنبها. ويظل مثيراً للجدل عندما يتعلق الأمر بمعالجة مرض السرطان، بين من يعتبره الحل البديل ومن يراه الحل الخطير الذي قد يعطل التدخل السريع باللجوء للعقاقير لمواجهة هذا المرض، ولقد أصدرت الجمعية الأمريكية لمرض السرطان دليل إرشادي للتعامل مع الطب البديل، معتبرة أن الطبيب المعالج قد لايعرف عنه بالضرورة ولكن لا مانع من أن يبحث المريض عن النصائح البديلة ويناقشها مع طبيبه قبل اللجوء إليها. وفيما يعتبر البعض ومن بينهم الدكتور ديفيد برانستن أن المدارس الطبية تحاول التقليل من أهمية الطب الشمولي والعلاج بالغذاء الصحي والطبيعي بسبب ارتباطها بقطاع الدواء، فهو يؤكد كذلك أن الطبيب لا يتحمل وزر هذا الخطأ لأن الكليات الطبية لا تتطرق مناهجها وأبحاثها العلمية إلى أهمية هذه البدائل وجدواها، وتقفز مباشرة إلى العقاقير ذات المركبات الكيميائية. وقد أصدرت كذلك الكلية الطبية الشهيرة في ولاية مينوسوتا "مايو كلينيك" دليلاً إرشادياً للتعريف بالعلاج المكمل والبديل معتبرة أن 40% من البالغين اليوم أصبحوا يعتمدون عليه، ومشيرة إلى أن الخطر الوحيد في هذه البدائل هو أنها لم تنل حظها من البحث العلمي والتجارب في مراكز مرموقة لإثبات نتائجها وجدواها، في الوقت الذي أثبتت فيه العلاجات الكيميائية نتائجها بدراسات بحثية معتمدة.

الطب الشمولي يرفع راية الوقاية خير من العلاج 

طرح الدكتور ديفيد برانستن أحد الأسماء البارزة في الطب الشمولي عدد من نتائج الأبحاث العلمية التي ترفع شعار "الوقاية خير من العلاج"، وكان أبرزها ما يتعلق بالوقاية من مرض السرطان، معتبراً العلاجات الطبية المتعارف عليها والميزانيات الضخمة المرصودة لمراكز أبحاث السرطان حول العالم تهدف إلى توفير العلاج للمريض بعد اكتشاف مرض السرطان، وليس إلى إيجاد فرص للشفاء التام أو سبل للوقاية. مؤكداً أن في جسد كل إنسان في وقت ما خلايا سرطانية غير أن الصحة العامة وجهاز المناعة يقوما بتدمير هذه الخلايا قبل أن تصبح مهددة لحياة الإنسان، ومشيراً إلى أن الدعاية الإعلامية عن إحراز تقدم طبي في مواجهة مرض السرطان ليست حقيقية بقوله "لابد أن نعترف أننا لم نكسب حربنا مع هذا المرض، فالعلاجات أغلبها لايحقق النتائج المرجوة ولم تتغير معدلات الوفاة بسبب الإصابة بمرض السرطان منذ 80 سنة، بل منذ عام 1930م كان التقدم الوحيد الذي تم احرازه في مواجهة خطر الموت بسبب سرطان المعدة، بينما لم تتغير معدلات الإصابة بسرطان القولون والبروستاتا، أما سرطان الرئة فتضاعف ووقف العلاج عاجزاً أمامه إلى حد كبير".

ويبرر برانستن هذه الدعاية الطبية والإعلامية بربحية الشركات المنتجة للعقاقير، حيث يكلف العلاج الكيميائي 10 إلى 30 ألف دولار شهرياً، ويبلغ إجمالي تكاليف علاج السرطان سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية 110 بليون دولار، ووسط هذه الأرقام يصعب الإعتراف بالفشل، بينما – وفقاً لبرانستن - أظهرت دراسة بحثية مؤخراً في مركز أبحاث السرطان "هاتشينسون" في سياتل أن العلاج الكيميائي يلحق الضرر بالخلايا السليمة ويجعلها تفرز بروتينات تؤدي إلى استدامة نمو الورم ومقاومة العلاج، وهذا يوضح السبب في أن العلاج الكيميائي قد ينجح في البداية، ثم ما يلبث المرض أن يعود بقدرة أكبر على الانتشار ومقاومة أقوى للعلاج الكيميائي. من جهة أخرى يشير إلى أن العلاج الكيميائي يقتل العديد من الخلايا السرطانية بفعالية لكنه لا يستطيع أن يقتلها كلها، فتظل هناك بعض الخلايا المتفرقة التي تتكاثر وتنتشر.

ماهي الخلايا السرطانية؟

يوضح برانستن أن السرطان ينشأ بسبب مجموعة من الخلايا التي تفشل في اكمال دورتها الطبيعية، فالخلايا السليمة لها دورة حياة افتراضية، تنقسم خلالها عدة مرات قبل أن تموت وتستبدل بخلايا جديدة سليمة، بينما الخلايا السرطانية تواصل الإنقسام دون أن تموت في توقيت دورتها المبرمج، وأثناء انقسامها ينشأ الورم وجزء منها قد يخترق الأنسجة المجاورة ويدمرها. ومريض السرطان يموت عادة لأن زيادة عدد الخلايا السرطانية يستهلك الطاقة في الجسد.

ويؤكد الدكتور ديفيد برنستن أن الخلايا السرطانية تنشأ في أجسادنا في أوقات مختلفة، بسبب اختلال توازن الهرمونات، ونظام التغذية، والعقاقير الطبية، لكن الفارق الوحيد هو أن هناك جسد صحي وجهاز مناعي ينجح في المقاومة وآخر ضعيف ومتهالك.

كيف تتعرف على حالة جهازك المناعي وفعالية أداءه؟

جواب الدكتور ديفيد برانستن على هذا السؤال يتمثل في 5 مؤشرات:

أولاً: لديك نقص أو خلل غذائي أو هرموني

ثانياً: تعاني من زيادة في الوزن أو سمنة

ثالثاً: تتعاطى التبغ تدخيناً أو مدغاً

رابعاً: تكثر من تناول السكر والحبوب المكررة

خامساً: تتناول طعام أو شراب أو دواء تعرض للسموم والملوثات

الخطوات المقترحة للوقاية من مرض السرطان

أولاً: اقلع عن التدخين
فالتدخين هو السبب الأول للإصابة بسرطان الرئة الذي يؤدي إلى الوفاة، حيث تعد احتمالات النجاة من الموت عند الإصابة بسرطان الرئة ضعيفة، وتحتوي السجائر على مواد مسرطنة وأخرى كيميائية خطيرة.

ثانياً: حافظ على المستوى المطلوب من اليود في جسدك

نقص اليود يعد أحد العوامل المساعدة على الإصابة بسرطان الغدة الدرقية والثدي والمبيض والرحم والبروستاتا، فاليود مكون أساسي لكل خلية في جسم الإنسان، ولكن الجسد لا ينتج اليود، لذلك لابد أن يتواجد في النظام الغذائي لنقوم بتزويد الخلايا به. وهو مهم لجميع خلايا الجسد لكن له أهمية خاصة بالنسبة للغدة الدرقية التي تنتج الهرمون الذي ينظم عملية التمثيل الغذائي في الجسد. ويشير برانستن إلى أن المخابز الأمريكية استبدلت منذ السبعينات الميلادية اليود المستخدم في الخبز ببديل كيميائي زهيد الثمن، واليوم أغلب أنواع الخبز والمعجنات والمكرونة يتم انتاجها بدقيق يحتوي على "البروم"، الذي يتوفر كذلك في بعض العقاقير الطبية ويستخدم لتطهير حمامات السباحة وفي عدد كبير من المنتجات الاستهلاكية. ويؤكد الدكتور ديفيد أن 95% من الأشخاص الذين قام بفحصهم اتضح أن معدل اليود لديهم منخفض، مشيراً إلى أهمية قيام طبيب الأورام بفحص نسبة اليود في الجسم بدلاً من تقديم الوسائل العلاجية الجراحية والإشعاعية والكيميائية على إمكانية اللجوء إلى اليود الطبيعي غير المشع لمساعدة الخلايا على أن تموت في وقتها المحدد قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية. ومن الأغذية التي يتوفر بها اليود الأسماك والأعشاب البحرية مثل الـ "سي ويد" الذي يستخدم في المأكولات اليابانية، بالإضافة للبيض والحليب وبعض أنواع الملح.

ثالثاً: تجنب المواد الكيميائية الصناعية والمعدلة وراثياً في طعامك
أغلب الحيوانات التي نأكل لحومها تتناول أغذية تحتوي على هرمونات صناعية لتسريع نموها، أو تتعرض لتعديل وراثي، وهذا الخطر يصل إلى منتجات الألبان والأسماك التي تعيش في المزارع السمكية. بينما في المقابل الحيوانات التي تنمو وتتغذى بشكل طبيعي دون تدخل لا توجد مخاطر من تناول لحومها ومنتجاتها، بما فيها الأبقار ومختلف أنواع المواشي التي ترعى غذائها بشكل طبيعي على العشب.

أما الخضروات والفواكه فأغلبها يتعرض للرش بالمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية، وبينما يتيح ذلك الحصول على كمية أكبر المحاصيل الزراعية، غير أنه يعني في ذات الوقت يعد فرصة أكبر للإصابة بالسرطان. والحل – وفقاً للدكتور ديفيد برانستن - البحث عن الخضروات والفواكه المنتجة في مزارع لا تستخدم المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية.

وتعتبر "المحليات الاصطناعية" واسعة الاستهلاك نظراً لانخفاض سعراتها الحرارية، فيلجأ لها البعض كبديل للسكر دون النظر إلى كونها تحتوي على مواد كيميائية مسرطنة، ومنها ما يحتوي على ذرات الكلور التي تضعف القدرة على امتصاص اليود. ويضرب الدكتور برانستن مثالاً على المواد التي يجب الحذر منها بمادة "أسبارتيم" التي تتسبب تحديداً في سرطان الدماغ وهي موجودة في المشروبات الغازية المخصصة للحمية، والمثلجات التي لا تحتوي على سكر، وعدد كبير من منتجات الحمية الغذائية بزعم انخفاض سعراتها الحرارية. والواقع أن هذا النوع من الطعام لا يفعل إلا القليل لتخفيض الوزن، ورهان من يتناوله خاسراً إذا قارن انخفاض الوزن بمخاطر الإصابة بالسرطان. أما البديل فهو استخدام محليات الـ"ستيفيا" وهي عشبة طبيعية لانتاج سكر قليل السعرات، أو بلورات جوز الهند الطبيعية، أو العسل الطبيعي.

رابعاً: تجنب (السكر، الملح، الدقيق، الزيت) المكرر

عملية التكرير في المصانع تسحب من الأغذية  المواد الطبيعية الجيدة وتترك الضار أو تضيفه صناعياً، ويحدث ذلك ليمنح هذه المنتجات صلاحية أطول للبيع في المتاجر وبتكاليف أقل، مثل السكر الأبيض المكرر الذي يؤكد الدكتور ديفيد برانستن أنه من مغذيات الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى أن السكر المكرر يكبح زمام النظام المناعي في الجسد لمدة 5 ساعات تقريباً عند تناوله، فإذا كنت تتناول وجبات خفيفة من الحلويات والمشروبات الغازية، ثم تختم وجباتك الرئيسية بحلويات أخرى فإنك على الأغلب تعطل عمل جهازك المناعي باستمرار وهي بمثابة دعوة مفتوحة تقدمها لمرض السرطان وغيره من الأمراض المزمنة التي يعمل جهازك المناعي على مقاومتها. أما البديل فهو السكر المستخرج من الفواكه الطبيعية والعسل الطبيعي، أما السكر الموجود في عبوات العصائر المحفوظة فهو خطير، وبالمثل الزبادي الذي يباع بنكهة الفواكه، حيث بوسعك بدلاً عنه تناول زبادي طبيعي وإضافة فواكه طبيعية له، وإذا أردت تحليته استخدم العسل الطبيعي.

الحبوب المكررة والكربوهايدرات الموجودة في الخبز الأبيض والمكرونة البيضاء والرز الأبيض والبطاطس البيضاء وكافة الأغذية المعالجة والمحفوظة في معلبات وأكياس، كلها تتحول في جسدك إلى سكر وتؤثر تأثير السكرعلى تعطيل أداء الجهاز المناعي. والبديل الصحي وفقاً للدكتور برانستن هو في تناول الشوفان والجوز والحبوب الكاملة الطبيعية التي لم تتعرض للتكرير أو لمواد كيميائية مؤكسدة مثل برومات البوتاسيوم وغيرها. وينصح كذلك بتناول البطاطا الحلوة بدلاً من البطاطس البيضاء.

تجنب كل الدهون والزيوت المعالجة أو المكررة، وأي منتج تحتوي معلوماته كلمة "partially hydrogenated" أو مهدرج جزئياً، فهي تقوم كذلك بتعطيل النظام المناعي مع الوقت بانتاجها للأحماض الدهنية السامة. والبديل الزبدة الطبيعية، زين جوز الهند، وزيت الزيتون البكر.

تجنب الملح الأبيض كذلك أو "ملح المائدة" لأنه تعرض للتكرير والتبيض والتخلية من جميع مكوناته الغذائية المفيدة، واستخدم الملح الطبيعي الذي يحتوي على نسبة جيدة من المعادن المفيدة. وعلى عكس الملح المكرر ستجد ملح البحر الطبيعي "الذي تم تبخيره من ماء البحر ولم يتعرض للتكرير" له مذاق طيب، عوضاً عن كونه صحي حتى للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

الأطعمة التي تحتوي فول الصويا ليس من الصحيح أبداً أنها صحية – وفقا للدكتور برانستن-، فالنوع الوحيد الجيد منها هو فول الصويا المخمر، وسبب سوء الفهم لطبيعة فول الصويا وكثرة الترويج له هو أنه أكثر المحاصيل ربحية في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن السهل زراعته، وصناع الأغذية يستخدمونه بكثرة في الأغذية المحفوظة أو المعالجة، ويقدر الدكتور برانستن أن حوالي 50% من الأغذية المعبئة في السوق تحتوي فول الصويا الضار.

خامساً: تجنب دخول المعادن السامة إلى جسدك

هي كذلك تؤثر على الجهاز المناعي وقدرته على المقاومة، ويقول الدكتور ديفيد برانستن أن 70% من المرضى الذين قام بفحصهم اتضح وجود نسبة عالية من الزئبق في جسدهم، وهو – أي الزئبق - أحد أكثر المواد سمية بالنسبة للإنسان.
كما تصل المعادن السامة لجسد الإنسان من خلال بعض المواد المستخدمة في طب الأسنان مثل حشوات الأسنان المعدنية ذات اللون الفضي، والعقاقير الطبية، والمياه، والمحاصيل الزراعية التي تعرضت لمواد كيميائية. والزئبق بالتحديد موجود في التونة البكر، وبعض التطعيمات. ويشير برانستن إلى أن المعادن الضارة لا تؤدي إلى السرطان فحسب بل كذلك الزهايمر وأمراض الكبد.

سادساً: تجنب التعرض للإشعاعات
جميع الأشعات الطبية تستخدم أيونات مشعة وهي مادة مسرطنة، بوسعها – وفقاً للدكتور ديفيد برانستن - أن تتلف الحمض النووي للخلايا وتحولها إلى خلايا سرطانية، بما فيها أشعة الـ "ماموجرام" التي تستخدم للكشف على سرطان الثدي، ويشير برانستن إلى أن دراسة حديثة في بريطانية أثبتت أنه خلال 10 سنوات من قيام المرأة بإجراء هذا الفحص يحمل جسدها كم من الإشعاعات يساوي تلك التي تعرضت لها امرأة يابانية على بعد ميل واحد من قنبلة هيروشيما. أما الأسوأ على الإطلاق - وفقاً للدكتور برانستن - فهو التصوير المقطعي بالإصدار "البوزيتوني" وهي تقنية تصوير نووية تظهر صورة ثلاثية الأبعاد لبعض أجزاء الجسم. وكذلك الأشعة السينية. لكن الضرر من هذه الاشعاعات تراكمياً ويظهر مع الوقت.
الجدير بالذكر أن الكلية الأمريكية للطب الإشعاعي أصدرت بياناً ينتقد هذه الاتهامات في أوقات سابقة واعتبرتها "مضللة".

سابعاً: افحص معدلات الفيتامين والمعادن في جسدك
اطلب ذلك من طبيبك دورياً للاطمئنان على أن معدلاتها طبيعية، حيث يؤكد الدكتور ديفيد برانستن أن التدرج الطبيعي للفحوصات الطبية يجب أن يبدأ بفحص الفيتامينات، والمعادن، والهرمونات.