تسع من أصل كل عشر نساء سعوديات غير سعيدات بمظهرهن الخارجي

ياسمين عبدالباقي
صور وفيديو

اجتمع اليوم في كلية عفت للبنات حشد من الطالبات والهيئة التدريسية والصحافة للمشاركة في حلقة نقاش وحوار حول مفهوم الجمال الحقيقي. وتأتي هذه الحلقة في جدة في سياق سلسلة من حلقات الحوار و النقاش حول مفهوم الجمال التي تتبع اطلاق حملة دوف من أجل الجمال الحقيقي في البلاد العربية. 

ترأست قائمة المتحدثين في الحلقة السيدة مضاوي الحسون من غرفة التجارة في جدة، والسيدة وئام الأشقر خبيرة التغذية في مشفى أرامكو السعودي، إضافة إلى مشاركة السيدة ندى المرهون من شركة يونيليفر العربية. وحضرت الحوار أيضا مروة عبد الجواد - الفتاة السعودية المشاركة في الحملة الاقليمية – والتي تمثل نموذج للفتيات الجذابات اللواتي يميل المجتمع الى وصفهن بالعاديات. كما أدارت الحوار السيدة سكينة الحسين، مديرة العملاء في شركة بروباغاندا للإعلان.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحملة من أجل الجمال الحقيقي هي مبادرة عالمية تهدف إلى توسيع مفهوم الجمال بعيدا عن الأنماط التي يطرحها الإعلام ويفرضها المجتمع والتي لا تعبر بالضرورة عن الجمال الحقيقي. والمحفز الأساسي لإطلاق الحملة في المنطقة العربية كانت الحقائق التي وصلت إليها الدراسات المتخصصة التي شملت نساء الشرق الأوسط، حيث أظهرت الدراسة الخاصة بالسعودية أن 9 من كل 10 نساء غير سعيدات بمظهرهن الخارجي أو بشكل أجسادهن.

وأظهرت الدراسات أيضا أن النساء السعوديات غير راضيات عن صفاتهن الجسدية والجمالية الخاصة، بما في ذلك المظهر الخارجي ولون البشرة وطبيعة الشعر، وذلك بسبب ضغط المجتمع الذي يفضل الصورة التقليدية للجمال العربي الأصيل التي تتمثل في كون الفتاة شابة، فارعة الطول، ينسدل على جسدها الرقيق شعرها الأسود الكثيف والطويل.

وقد أطلقت الحملة بداية في الولايات المتحدة الأميريكة أواخر العام 2004، بعد أن أظهرت نتائج الدراسة العالمية الشاملة أن 2 بالمئة فقط من النساء حول العالم يشعرن بالثقة والراحة لوصف أنفسهن بالجميلات.

والنجاح الباهر والشعبية التي لاقتها الحملة في أوساط النساء، شجعت دوڤ لتوسيع نطاق المبادرة وتأثيرها في مختلف دول العالم، فتبعها إطلاق الحملة في كندا وأوروبا وآسيا والآن في المنطقة العربية.

وعلّقت السيدة رولا تسابحجي، المديرة الاقليمية للعلامة التجارية دوڤ، على فكرة الحملة بقولها: "الانزعاج من تنميط الجمال واضح، والنساء راغبات وحاضرات لتقبل القيم الحقيقية للجمال.
فنتائج الدراسات تؤكد أن نسبة 63 بالمئة من النساء يشعرن بأن الأنماط التي يعتمدها الإعلام والإعلانات كمثل حصري للجمال تهدد ثقتهن بأنفهسن."

وتظهر الدراسة الخاصة بالسعودية أيضاً أن 37 بالمئة من الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 15-17 سنة يأخذن في الاعتبار احتمال الخضوع لعمليات تجميلية في المستقبل القريب، بينما لم تتجاوز النسبة في أوساط النساء الأكبر سناً 27 بالمئة.

وشكلت نتائج الدراسات محور جلسة الحوار المفتوح حول موضوع الجمال اليوم، التي حضرها ممثلي الصحافة والإعلام في السعودية بالإضافة إلى سيدات المجتمع السعودي والطالبات وهيئة التدريس في كلية عفت للبنات.

وخلال حلقة النقاش، عبرت السيدة مضاوي الحسون عن رأيها في هذا الموضوع قائلة: "الجمال أوسع وأعمق من مجرد انجاز جمالي خارجي يجب على المرأة السعي لتحقيقه. إن مجرد الاهتمام بالعناية الشخصية قد تساعد في اظهار الجمال الحقيقي الخارجي التي تمتمع به المرأة عادة، والذي يظهرها بمظهر صحي وحقيقي أكثر ويتيح لها فرصة التعبيرعن ذاتها المنفردة والمتميزة."

وتقدم حملة دوف من أجل الجمال الحقيقي أربع سيدات عربيات، إحداهن سعودية وأخرى فلسطينية وسيدتين من لبنان، يختلفن بمظهرهن عن الصورة النمطية المعهودة للجمال التي نراها في وسائل الإعلام كل يوم.

وتهدف الحملة بطرح هذه النماذج في إعلاناتها إلى تحدي مفهوم الجمال النمطي الذي تروج من خلاله الاعلانات عادة تقييما سطحيا للجمال، بما في ذلك من مظاهر نحافة وشعر منسدل أو تكلف في التبرج أو محاولة لإظهار العارضة بعمر أصغر.

وأضافت السيدة رولا تسابحجي: "نتمنى أن تساهم هذه الحملة في تعزيز قيم النساء اللواتي يشعرن بارتياح أكثر باتباع فكرتهن الخاصة عن الجمال ومساعدتهن على تجاوز تأثير الأنماط الرائجة ودعمهن لتقبل أنفسهن بشكل كامل."

كما عبرت السيدة وئام الأشقر خلال حلقة الحوار عن رأيها من خلال تجربتها الخاصة كأخصائية تغذية فقالت: "القيم الاجتماعية التي تربينا عليها منذ الصغر ومجلات الأزياء وقنوات الترفيه تؤثر على الطريقة التي نعرف بها الجمال. كل هذه العوامل ساهمت بطريقة أو بأخرى في تشجيع الفتيات والسيدات على المعاناة لخسارة الوزن. أقابل يوميا في عملي عددا من النساء والفتيات اللواتي يلجأن لمختلف الطرق لخسارة الوزن حتى لو كن صحيات أو نحيلات وذلك بسبب عدم رضاهن عن شكل أجسادهن أو رغبتهن في التقليد أو اخفاء ما هن عليه."

وأضافت السيدة أشقر: "يسعدني أن دوڤ بادرت بتقديم الدعم من خلال اطلاق الحملة من أجل الجمال الحقيقي التي تعرض للعالم العربي ولأول مرة أنماطا جمالية تثبت أن الجمال متمثل في قياسات وأشكال وأعمار مختلفة."

هذا وأثير النقاش مطولا في حلقة الحوار حول نتائج الدراسة التي تبين أن 46 بالمئة من الفتيات العربيات يعبرن عن رغبتهن في رؤية فتيات يشبهنهن في الإعلام والإعلانات.

هذا ويمكن السيدات الإدلاء بآرائهن عبر موقع www.campaignforrealbeauty.ae .