أول جمعية نسائية كانت في عهد النبوة

المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة: تحرير المرأة يجب أن يكون بالإسلام وليس منه

نهى الدعيس
صور وفيديو

ضمن فعاليات الملتقى الثقافي النسائي بجدة أقيمت محاضرة للمفكر الإسلامي الدكتور/ محمد عمارة تناول فيها مفهوم تحرير المرأة في الإسلام معتبراً أن للمحاضرة معنى كونها أول محاضرة يلقيها في منتدى ثقافي نسائي سعودي ومشيراً إلى أن هذا الملتقى يعكس الخطوات الإيجابية التي تخطوها المرأة السعودية لإدارة مشاكلها.

تحرير المرأة بالإسلام أم من الإسلام؟

تطرق المفكر الإسلامي محمد عمارة في محاضرته إلى مفهوم المساواة قائلا:"من يعتقد أن أفراد المجتمع سواسية بالمعنى الكمي و الكيفي بشكل مطلق فهو مخطئ لأن العلاقة تكاملية شقيَة وليست متماثلة ندية متوازية، وعندما نستخدم لفظ المساواة يجب أن نضبط المصطلح بأنها مساواة تكامل الشقين المتكاملين وليست مساواة الندين المتماثلين".


كما دعا المرأة المسلمة إلى العودة للإسلام الذي حررها بالشكل الصحيح وقدم النموذج المثالي الذي يحتاج إلى فهم صحيح، فقال:"لسنا بحاجة إلى منظومة فكرية لتحرير المرأة, فلدينا المبدأ النظري و لكننا نحتاج إلى أن نفهمه حقيقة بالعودة إلى تجربة الرسول عليه الصلاة والسلام و صحابته في كيفية تطبيق هذه النظريات".


واعتبر المفكر الإسلامي أن تحرير المرأة من الدين قد جاز في الغرب لأن المسيحية واليهودية قد شابتها مفاهيم خاطئة تحقر من شأن المرأة بينما الإسلام أنصفها، وأوضح أن العقل الغربي الذي احتقرها لعقود طويلة من الزمان أحدث ردة فعل عنيفة دفعة المرأة الغربية إلى الرغبة بالتحرر من الدين، قائلاً:" النظام الغربي سلك سلوكاً مجنوناً في الماضي بتحقير المرأة وسلب حقوقها، وسلك نفس السلوك اليوم بإطلاق الحرية"... ولخص عمارة قضية المرأة قائلا:" الخلاصة هي ضرورة تحرير المرأة بالإسلام ومن خلاله، وليس تحريرها من الإسلام".

أول جمعية نسائية كانت في عهد النبوة

وكشف المفكر الإسلامي محمد عمارة لضيفات الملتقى أن أول جمعية نسائية كانت قد تأسست في عهد النبوة ومندوبتها هي (أسماء بنت السكن) الملقبة بخطيبة النساء، فقال:" كن النسوة يجتمعن ويتفقن ومن ثم يوفدنها للرسول الذي كان يسر بحسن أدبها في الخطاب، وكانت تعرف بنفسها قائلة (أنا وافدة النساء إليك)".

التعدد أمر مباح قابل للتقييد

اختتم الدكتور محمد عمارة محاضرته بالرد على الشبهات التي تزعم أن الإسلام ينتقص من المرأة ومن بينها التعدد فقال:"هو أمر مباح وضروري حتى لا تشيع الفحشاء, ولكن إذا كان فيه مضرة جاز لولي الأمر تقييده, لذا أنصح بإجراء دراسة اجتماعية لترجيح كفة الإباحة أو التقييد".


وعن حق المرأة في الميراث الشرعي أكد على أن المرأة ترث أكثر أو مثل الرجل في 30 حالة بينما ترث أقل منه في 4 حالات فقط، وأوضح أن الحكمة في توزيع الميراث في الإسلام تراعي موقع الجيل الوارث فتمنح من يستقبل الحياة نصيب أكبر كما تراعي درجة القرابة.


وأشار إلى أن المقصود بالقوامة هي المسؤولية لا الديكتاتورية... وعرج على شبهة ضرب الزوجات مفيداً أن الوعظ في القرآن بالهجر والضرب لم يأتي بالترتيب مما يعني أن النساء لسن صنفاً واحداً وأن لكل حالة أسلوب يعالجها، مؤكداً أنه لم يرد عن أحد من الصحابة أنه قد ضرب زوجته.

من أسئلة الحضور

ماهي الوصفة التي يمكننا اتخاذها كنساء لإصلاح واقعنا؟
د.محمد عمارة: المرأة إن ظلت بعيدة عن العمل العام لن تحل مشكلة، فيجب التعاون مع الرجال الذين يريدون إصلاح المجتمع ولابد من زيادة عدد المنتديات النسائية التي تناقش قضايا المرأة وتعمل على وضع حلول لها.

كيف يمكننا تحسين الإجراءات في المحاكم و اتخاذ قوانين تمكن المرأة من الحصول على حقوقها؟
د. محمد عمارة: نحتاج لتقنين الفقه الإسلامي ولا نترك للقاضي وحده الإصلاح القضائي، وواجب علينا إعادة صياغة الأجهزة القضائية و الكف عن البيروقراطية و التعقيدات، فمجتمعاتنا بحاجة للكثير من الإصلاح وذلك بالتمسك بالإسلام و العودة له حتى يتحول لخلق و منهج تعامل.