ملابسنا تحاك خصيصاً لنا

أين تحاك ملابس مشائخ وقساوسة مصر؟

جيهان محروس - القاهرة
صور وفيديو

"العباية دي جميلة، انت جايبها منين" سؤال كان السبب في تعجب رجل دين، فعوضا عن سؤاله بشأن أمر ديني سأله أحد الأشخاص عن ملابسه التي يرتديها، وعن ما إذا كانت جاهزة أو تفصيل .
السؤال الذي أحرج رجل الدين ولم يستطيع الإجابة عليه، (عربيات) أعادت توجيهه لعدد من رجال الدين، ووقفت على أهمية ذلك، فكانت البداية مع الشيوخ حيث أجاب الشيخ جمال قطب - أستاذ الفقه المقارن، بقوله: "لم يشترط الإسلام أن يكون الزى جاهزاً أو تفصيلاً، ففضيلة الإمام محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر يرتدي العمة، في حين أن رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب وطلبة الأزهر يرتدون قميص وبنطلون، و لا نستطيع أن نجزم كيف صنعوا ملابسهم".

ويقول الدكتور أحمد عمر هاشم ـ رئيس جامعة الأزهر سابقاً: "ليس مهما أن تكون الملابس جاهزة أو تفصيل،  فالرسول صلى الله عليه وسلم لبس كل الأثواب سواء العربي أو المغربي أو حتى الشامي، فالله لا ينظر إلى صوركم ولكن إلى قلوبكم، أما عن كونه جاهزا أو تفصيل فهذا موجود وهذا موجود وذلك حسب تقدير ورغبة كل شخص من رجال الدين "

وعن أصل الزى يقول الشيخ محمد الطيب – الداعية الإسلامي: "الجبة و القفطان زيّ تركي قديم حدثهما الإسلام، ولم يشترط الإسلام زى معين سواء للرجل أو للمرأة بل نص على أن يرتدي الرجل ما يسترعورته، وأن لا ترتدي المرأة ثيابا شفافة"... ويضيف عن ما إذا كانت جاهزة أو تتم حياكتها: "الزى الإسلامي الجُبة والقفطان والكولا التي نرتديها في الشتاء والتى تشبه جاكت البدلة إلا إنها طويلة بعض الشيء تفصيل،  لكن الطربوش هو الشيء الوحيد الجاهز، وسعرها يماثل سعر البدلة الجاهزة بالضبط" .

yosif_982164434.jpgويرى الشيخ يوسف البدري - الداعية الإسلامي أن الجبة والقفطان زى مصري قديم موضحاً: "كلمة قفطان كلمة مصرية قديمة أصلها قبطان، أما عن كلمة جبة فقد جاءت من الجزيرة العربية وهى نفسها كلمة قباء وهى العباءة الآن، وقد طور المسلمين الجبة والقفطان مع مرور الوقت، و يطلق عليهما البعض قميص، أما الطربوش الأحمر و هو القلنسوة والعمامة فهو زى مشترك فيه العالم أجمع, وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نلبسهما معا، أما عن كونه أحمر فيعود ذلك للخلافة التركية".

ويؤكد البدرى أنه لا زي معين للإسلام سواء للرجل أو المرأة، فكلاً منهما له مواصفاته التى من خلالها يتحدد شكل الزى، وعن إذا ما كان الزي تفصيل أو محاك، يقول: "بالطبع تفصيل وهناك متخصصين فى حياكتها وأشهرهم الترزي البلدي، لأنه لابد من أخذ قياسها ويكلف الزي ما يتجاوز 500 جنيه، لذلك فأنا أفضل شراء العباءة السعودية والتي تكلفني 50 ريال -ما يعادل  90 جنيه-، عوضا من أن أشترى قماش (أمبريال) بتكلفة 700 جنيه، وأذهب للريف بحثا عن خياط بلدي لكي يفصل لي ملابسي".

 

almasih3_451781345.jpgوللقساوسة رأي في هذا الموضوع حيث يقول القمص عبد المسيح بسيط ـ أستاذ اللاهوت: "الزي يميز الكاهن عن بقية أفراد الشعب، ويتم تفصيله عن طريق الترزي (الخياط)، ودائما ما يكون الترزي متخصص في الزي الكهنوتي، وله مشاغل خاصة في الكنيسة ولا يتوفر جاهزاً، ولو افترضنا وجود الجاهز فهو أيضا قام بتفصيله حائك ما، وثمن التفصيل يدفعه الكاهن أو الكنيسة، وتختلف نوعية القماش في الصيف عن الشتاء".

ويقول القس منيس عبدالنور - راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة: "فى العهد القديم كان هناك زى محدد للكهنة ورئيس الكهنة، ولم تصنع المسيحية زياً لها، بل أخذت هذا الزي وسارت عليه، وبعد فترة تغير الزى إلى الزى الأسود، لكن مع دخول الإنجليز مصر عام 1854 قرروا عدم تخصيص زى خاص بالكهنة (القساوسة) لأنهم مواطنون عاديون".
وعن طبيعة الزي يقول عبد النور: "مثلنا مثل العلماء يوجد منه التفصيل و يوجد منه الجاهز، وهناك من يحب التفصيل بينما يفضل البعض الآخر ارتداء الغالي، وعني ارتدي  روب عليه شريط توضع عليه جميع الدرجات العلمية التي حصلت عليها"... ويضيف: "منذ فترة قريبة كان هناك حياك متخصص في زي القساوسة فقط، لكن ما أن اتجه الكثير إلى ارتداء البدلة أصبح لا يصنع سوى الأرواب فقط"، ويستدرك قائلاً: "الزى بالنسبة لطائفة البروتستانت أصبح فى حالة فوضى لأن من يحافظ على ارتدائه بات قليلا، على النقيض من الكنيسة الأرثوذكسية التى تحافظ حتى الآن على زيها، فالقس له زيه الخاص به والبطريرك  له زيه ايضا ".