المراهقة المتأخرة، مرحلة يمر بها الرجل وتعاني خلالها المرأة

أزمة منتصف العمر

عربيات: القاهرة - ممدوح الصغير، جدة - ريم محمد
صور وفيديو

(زوجي يمر بحالة مراهقة متأخرة) شكوى متكررة من الزوجات، وهزة عنيفة قد تصيب الحياة الزوجية بمقتل. المراهقة المتأخرة عند الرجل يعتبرها البعض مجرد ممارسات شاذة لحالات فردية قليلة، إلا أن هذه الرؤية أدت إلى تجاهل ظاهرة خطيرة تمر بها الأسر في العالم العربي، ومع غياب ثقافة اللجوء إلى المستشار الزوجي والمختصين بعلم النفس والاجتماع عانت العديد من الأسر من هذه الظاهرة دونما قدرة على استيعابها أو امتلاك لأدوات كفيلة بتفاديها أو مواجهتها واحتواءها... "عربيات" أرادت أن تخترق حاجز الصمت في محاولة للتعرف على هذه الظاهرة عن قرب والبحث عن حقيقتها و أسبابها وعلاجها.

تفسير الظاهرة
يمر الإنسان بمراحل مختلفة خلال دورة الحياة تبدأ بالطفولة ثم المراهقة ثم الشباب والنضج وأخيراً الشيخوخة، وبينما ينتقل البعض من مرحلة لأخرى بسلاسة يكون هذا الانتقال لدى البعض الآخر مصحوباً بأزمات تتفاوت في شدتها وأعراضها بحسب قدرة الإنسان على استقبال مرحلة جديدة من حياته والتكيف مع طبيعتها ومظاهرها، وتكمن الصعوبة في أن التغييرات تكون داخلية كإحساس الإنسان بنفسه وخارجية حيث قد تتغير نظرة الآخرين له.


مرحلة منتصف العمر عند الرجال
يرجح أنها تبدأ غالباً بعد بلوغ الرجل 40 سنة إذا شعر هو ومن حوله بالتغيرات الفيزيائية التي تطرأ عليه، فقد ينجح بالمحافظة على لياقته لكن من الصعب أن يتحكم في أعراض التقدم في العمر مثل الشعر الأبيض أو سقوط الشعر أو ضعف البصر أو آلام المفاصل أو زيادة الوزن أو التجاعيد، ومن الحالات الطبيعية التي تمر بها حياة الرجل في هذه المرحلة:
ـ انخفاض هرمون الذكورة بعد الأربعين مما يؤدي إلى اعتلال المزاج.
ـ زيادة المسؤوليات في العمل والمنزل والحياة الاجتماعية.
ـ تأجج العواطف والإحساس المرهف وصعوبة السيطرة على المشاعر.
ـ الحاجة إلى تبادل المشاعر مع الآخرين والحديث عنها.
ـ الرغبة بلقاء أصدقاء الدراسة.
ـ قمة العطاء الوظيفي والنجاح يقابله إحساس بالفشل في الحياة الخاصة وعدم الإحساس بالأمان أو الإحساس بأنه لا قيمة له وأن قطار الحياة قد فاته.
ـ يراهم الآخرين في قمة مراحل الجاذبية والعطاء والحظ والخبرة والصحة بينما ينتابهم الخوف من المستقبل.
ـ تمر الحياة الزوجية في هذه المرحلة بأدنى معدلات الرضا إذا لم تكن العلاقة صحية.
ـ الانتقال من مرحلة الغرق في الذات إلى مرحلة الرغبة في العطاء والانخراط في العمل الاجتماعي والتطوعي لإسعاد الآخرين.

مرحلة منتصف العمر في الدين
أشار القرآن الكريم إلى مرحلة منتصف العمر بقوله تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
وفد اعتبر العلماء أن الآية تشير إلى أن هذه المرحلة من عمر الإنسان تحكم على ما تبقى من حياته فإذا لم يستقم في هذا العمر فصلاحه في ماتبقى من عمره احتمال ضعيف.

العوامل المؤدية إلى تفاقم الأزمة
تؤكد الدراسات أن 25% من الرجال يعانون من أزمة منتصف العمر خاصة إذا تزامنت مع العوامل التالية:
ـ وجود خلل في العلاقة الزوجية أو مع الأبناء.
ـ إحساس الرجل بأنه لم يحقق كل ما كان يحلم به.
ـ تقييم الرجل لنفسه يرتبط بنجاحه في عمله ومواجهته للفشل في هذه المرحلة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.
ـ عدم الاعتياد على التعامل مع الضغوطات وتجاوز العقبات.
ـ عدم التوافق الثقافي والاجتماعي والفكري مع الزوجة، في مقابل احتكاكه بالأخريات في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية.
ـ الزواج وتحمل المسؤولية في سن مبكر مع استمرار الزواج لسنوات دون وجود لغة حوار بين الزوجين أو اهتمامات مشتركة فيشعر الرجل بعد أن وصل لمرحلة النضج بالرغبة في أن يعيش حياته من جديد وقد يساعده على ذلك استقراره المادي فيبدأ بالبحث عن فتاة صغيرة وسرعان مايتوهم الحب.

أعراضها
ـ سخط وملل من نمط الحياة و/أو الأشخاص الذين كانوا يشعرونك بالرضا فيما مضى.
ـ التذمر والرغبة بالقيام بشيء مختلف تماماً.
ـ الشك في القرارات التي اتخذها في السنوات الماضية ومدى صحتها.
ـ الإنهاك وكثرة الشرود مع أحلام اليقظة.
ـ الحدة والغضب المفاجئ.
ـ زيادة مفرطة أو تراجع حاد في الرغبة الجنسية.
ـ الانجذاب للفتيات الصغيرات.
ـ زيادة كبيرة أو تراجع حاد في الطموحات.

الممارسات الأكثر شيوعاً
ـ محاولة تجديد الشباب: التمرد على الشعر الأبيض، والتمسك بالطابع الشبابي في المظهر والملابس، اقتناء سيارة شبابية.
ـ محاولة تجديد المشاعر: البحث عن امرأة أخرى أو زوجة ثانية صغيره يشعر معها بأنه مرغوب وتشعر هي أنها منبهرة بحديثه ونجاحه وخبرته في الحياة.
ـ ارتكاب أخطاء لاتتناسب مع ملامح الوقار كتصفح المواقع الجنسية.
ـ في الغرب قد يتجه الرجل إلى مقاعد الدراسة من جديد لينال درجة علمية فيجمع بين رغبته باستعادة إحساس الشباب والقدرة على العطاء وبين الارتقاء بمكانته في العمل.
ـ طلاق سريع يكتشف بعده أن المشاكل لم تكن تستدعي مثل ذلك القرار.

كم تستغرق من الوقت؟
من الصعب تحديد توقيت زمني لانتهاء الأزمة بالرغم من أن أغلب الدراسات تشير إلى أنها تمتد من 3 إلى 5 سنوات.

العلاج الشخصي
ـ الاعتراف والقبول بالتغيرات الطبيعية التي طرأت عليك، لابأس من التعبير عن مشاعرك والإفصاح عن مخاوفك لأسرتك وأصدقائك.
ـ تخلص من الارتباطات الغير هامة والتي تثقل كاهلك بواسطة ترتيب الأولويات لتفادي الضغوطات والتوتر.
ـ توظيف نضج شخصيتك وتوسيع آفاقك بمحاولة التعرف على آراء جديدة واستيعاب وجهات نظر مختلفة وثقافات متعددة.
ـ استعادة أصدقاء الدراسة فهم غالباً يمرون بنفس الحالة والحاجة.

دور الزوجة في إنعاش العلاقة الزوجية
الزوجة الصديقة هي المنقذ لزوجها من أزمة منتصف العمر، وحتى يتحقق لها ذلك عليها:
ـ الارتباط بعلاقة صداقة وثيقة مع الزوج وعدم الانشغال منذ وقت مبكر بالأطفال حتى لايتراكم التباعد فيعتاد الزوج انشغالها عنه وانشغاله عنها بأمور أخرى أو اهتمامات لاتكون هي طرف فيها.
ـ أن لاتنتقده ولاتسخر منه بل تكثر من الإطراء على مظهره وتعبر عن حبها وإعجابها به كما تمنحه ما يحتاجه المراهق من حب ورومانسية ومغامرة.
ـ أن تشعره بأهميته وتبحث عن التغيير والتجديد ومشاركته في هواياته.
ـ أن تدرك أن آخر ما يود أن يستمع إليه هو الحكم والمواعظ.
ـ إضافة بهارات جديدة للحياة وكسر الروتين بدعوته للعشاء في مطعم جديد، القيام برحلة، تغيير أثاث المنزل.
ـ أن تدرك أن الإنسان يحق له أن يبحث عن السعادة مهما تقدم به العمر.

متطلبات مشتركة
ـ استيعاب كل طرف للآخر: كل من الزوج والزوجة يمران بمرحلة جديدة وأصبح لديهم متطلبات وحاجات جديدة، فالرجل خلافاً للمعتاد بدأ يشعر بعدم الأمان، لايعرف متى وكيف سيغادر وظيفته، حزين لأنه لم يحقق كل ماكان يتمناه من نجاح، يحتاج إلى من يفهمه ويصغي إليه وهو يعبر عن مخاوفه.
الزوجة بدورها تواجه مخاوف سن اليأس وقد أثبتت الدراسات أن المخاوف والأعراض تزداد إذا تزامنت مع مرور الزوج بأزمة منتصف العمر مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على المرأة لتعجز عن ضبط انفعالاتها أو تتجه وسط حالة من التوتر إلى أسهل وأسرع الحلول كعمليات التجميل في محاولة لإرضاء زوجها.
ـ الإصغاء لبعضكما البعض: التركيز على استيعاب المشاعر التي تتدفق مع الأفكار والآراء والمعاني بين السطور والكلمات لتفهم شريكك.
مثال: في كتاب Women in midlife crisis تشاجر زوجين في طريقهما للمنزل بعد مغادرتهما لحفل زواج ابنتهم الصغرى.
فقالت له: "بالطبع أنت سعيد اليوم؟ لقد زوجنا كل أبناءنا".
قال: "بالطبع لقد كنتِ أم جيدة ولكني كنت على ذيل قائمة أولوياتك".
واستمر الشجار حتى قال لها:"أريد أن نعود كما كنا قبل أن ننجب أطفالنا، أمامنا ماتبقى من الحياة لنعيشها معاً ويجب أن نجعلها حياة سعيدة وإلا..".
هذا التهديد كان مخيفاً وجعلها متوترة حتى لحظة مغادرته في صباح اليوم التالي للعمل فتحركت تقاوم يأسها لإعداد كوب من القهوة وبمجرد فتح العلبة وجدت رسالة من زوجها يقول فيها: "زوجتي العزيزة فلنتقدم في العمر معاً، القادم من حياتنا أجمل وكل ما فعلناه منذ ارتباطنا حتى الآن كان هدفه الوصول إلى اللحظة التي سنعاود فيها الاستمتاع معاً بحياتنا الخاصة".

من الحياة

أنا وهاتفه

ـ (م.س) طبيبة أطفال سعودية "46" سنة كانت تطلق على هذا العام عام الأفراح حيث احتفلت فيه بزواج ابنتها وابنها وشعرت أنها قد أدت دورها في الحياة واطمأنت إلى مستقبل أبناءها وآن لها أن تركن إلى هذا الاطمئنان هي و زوجها "52 سنة مدير إدارة هامة في شركة معروفة" ليتحولا من القيام بأدوار البطولة في الحياة إلى مقاعد المتفرجين باسترخاء... أرادت أن تستمتع بهذه المرحلة فحصلت على إجازة طويلة من عملها ولكن المفاجأة هي أنها لم تجد زوجها، وتقول:"آخر عهدي بزوجي الذي أعرفه كان ليلة زفاف ابنتنا"... وتوضيحاً لما تقصده (بزوجي الذي أعرفه)، تقول:" زوجي الناضج الوقور والودود الذي كان يعشق المنزل ولايغادره إلا للعمل ويبادلني الحوار، تبدل 180 درجة، فبدأت ألاحظ التغيير الذي طرأ على شخصيته واهتمامه المفرط بمظهره وغيابه الطويل عن المنزل، وإذا عاد ينشغل بمتابعة التلفزيون تفادياً لأي حوار أحاول أن أتبادل أطرافه معه، أو ينأى بنفسه مع هاتفه الجوال الذي لايتوقف عن استقبال وإرسال الرسائل القصيرة بشكل غير معهود حيث لم يكن يتواصل مع أصدقاءه فيما مضى عبر الهاتف أثناء وجوده معنا في المنزل بل كان يكثر من توجيه أبناءه إلى أن لاجتماع الأسرة في المنزل قدسية لابد من احترامها فالأسرة أولاً ويكفي أن نمنح للأصدقاء بعض الوقت خارج المنزل... كل ذلك قد تبدل ليسكنني مع هذا التغيير إحساس مؤلم بوجود سر ما في حياة زوجي يبعده أكثر فأكثر عني... الحقيقة التي كان من الصعب أن أعترف بها هو أنه كان يخونني، مع إنسانة أخرى أو يخون أولوياته ومبادئه ليصبح في حياته ماهو أهم من منزله... أين يغيب عن المنزل خارج ساعات الدوام لا أعرف؟، ومع من يتبادل الرسائل؟ حاولت أن أعرف... ففاجئني بثورته محذراً إياي من التلصص على هاتفه الجوال لأنه على حد قوله يحتوي على أسرار عمل ومشاكل يتابعها مع الموظفين... ولكن وحدها الزوجة التي تعرف زوجها تستطيع أن تفسر ثورته عندما يدافع عن خداعه ويكون كاذباً".
وتستطرد قصتها قائلة:" تحذيره هو الذي أهداني الحل الوحيد (التلصص)، وما أن تأكدت أنه خلد إلى النوم حتى أمسكت بهاتفه ليصدق إحساسي وأجد رسائل أشواق وغرام من مرسل مسجل في هاتفه باسم رجل فاحتفظت بالرقم وفي اليوم التالي اتصلت من هاتفي لاستمع إلى صوت غريمتي"... وعن ردة فعلها تقول:" عشت الألم وذرفت الدموع وتمنيت لو أنني لم أكتشف ذلك، فلم يكن بوسعي أن أخبر أو استشير أحد، كما أن مواجهتي له أعلم أنها ستؤدي إلى الطلاق فآثرت الصمت وعدت إلى عملي وأنا أتوقع أسوأ الاحتمالات فحيناً أقول سيتزوج بأخرى ويخبرني وحيناً أقول زوجي المراهق سيكبر ويستعيد توازنه ويفيق دون جدوى ولازال الحال على ماهو عليه فيبدو أن مراهقته ستطول وسط عذابي وحيرتي".


وجوه أسيرة لمشرط طبيب التجميل

منيرة "58" عاماً سيدة مجتمع من الطراز الأول، اشتهرت بأن وجهها حقل تجارب لأطباء التجميل، فبين عمليات الشد المتكررة تجري عمليات للأنف وحقن الشفاه ورفع الحاجبين... وهي امرأة متجددة بوسعها أن تنافس الشابات بجمالها وحيويتها ورشاقتها... ولاهتمامها بمظهرها سر تكشفه صديقتها قائلة:" زوجها يصغرها بعامين ومغامراته العاطفية بدأت تفوح رائحتها منذ 10 سنوات تقريباً بينما ظلت هي تصارع علامات التقدم في العمر بعمليات التجميل وتبالغ في الاهتمام بمظهرها دون جدوى".

يبحث عن الحياة قبل أن تودعه

الوجه الآخر من صور المراهقة المتأخرة بحثت عنه عربيات في عالم الرجال، حيث يقول أحد الموظفين في شركة كبرى واصفاً مديره:" كنت أنظر دائماً إلى هذا الرجل كقدوة لنا في التزامه بعمله وسلوكه المثالي وحرصه على الاقتراب منا حتى أنه يصحبنا يومياً في ساعة الغداء لنتناوله معاً في أحد المطاعم القريبة من مقر العمل، وبالرغم من تواضعه وتبسطه معنا إلا أنه كان يفرض احترامه على الجميع فلا يجرؤ أحدنا أمامه على الإسفاف أو تجاوز حدود الأدب... ولكن مؤخراً لاحظنا أنه قد تغير وأخيراً ونحن على طاولة الغداء في المطعم استقبل هاتفه اتصالاً وكنت على مقربة منه فتسلل إلي صوت أنثى بينما هو يخاطبها بصيغة ذكر!! لم تكن زوجته بالتأكيد فهو ليس من الرجال الذين يتحرجون من الحديث مع زوجاتهم أمام زملائهم أو يحرصون على إخفاء اسمها... وقد كانت صدمة بالنسبة لي جعلتني أرتبك ويبدو أنه لاحظ هذا الارتباك فسارع بإنهاء المكالمة"... ويستطرد:" كنا وحدنا في المصعد عندما عدنا إلى العمل فقال لي مبتسماً: "استر ماواجهت، أنت مدعو على العشاء معي الليلة في نفس المكان ولايمكنك أن تعتذر"، وفي ذلك المساء كنت أجلس مع مراهق يكبرني بأكثر من 20 عاماً ويتحدث عن علاقات متشابكة مع شابات في العشرين ويطلب مني أن أساعده بالتنسيق للقاءات كل منها يجمعني أنا وإياه وإحداهن وصديقتها مبرراً ذلك بأنه يريد أن يختار بين من تعرف عليهم ليتزوج الإنسانة المناسبة!!... تحت وقع الصدمة أردت أن أغادر المكان إلا أنني خشيت عليه حقاً ودون أن أشعر تبادلنا الأدوار ليصبح هو الشاب الطائش وأنا الناضج الناصح دون جدوى حتى استسلمت وسألته لماذا؟ فاستعاد جديته قائلاً: "أنت مازلت في مقتبل العمر لاتعرف ماذا يعني أن تعود إليك الحياة بعد أن تشعر أنها تكاد أن تودعك، لقد تزوجت مبكراً وانغمست في مشاغل الحياة وكرست حياتي لأسرتي ولكن بعد زواج أبنائي شعرت بفراغ ورغبة بأن أعيش لنفسي".

أنا حر!

تروي "فاديه" 43 سنه عن مأساتها قائله:" لقد تعرفت علي زوجي من خلال شقيقي الأكبر حيث كان صديقه المقرب وتقدم لخطبتي وباركت أسرتي زواجنا بالرغم من ظروفه المادية السيئة التي اضطرت والدي إلى مساعدته بشراء شقة الزوجية وتأثيثها... وقد أثمر زواجنا الذي استمر 20 عاما عن ثلاث أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 19 سنة وأصغرهم لم يتم عامه الثامن بعد... وقد عزز وجود الأبناء من علاقة الحب التي جمعت بيننا وظلت سفينة الحياة تمر بنا هادئه وتواجه الرياح بصمود مهما كانت عاتية... حتى كانت الصاعقة، فمنذ عام لاحظت بعض الأمور الغريبة تطرأ علي زوجي مثل غيابه الطويل عن المنزل وسهراته و إقباله على التدخين... كانت كلها أمور أثارت قلقي عليه بالرغم من أنني اعتقدت في بادئ الامر أنها مجرد فتره عابرة في حياة زوجي بسبب كثرة المشاكل في عمله بعد أن أصبح مقاولا كبيرا ولديه عدد من الشركات الخاصة فحاولت الوقوف بجانبه وسؤاله عما التغيير الذي طرأ على أحواله، ولكنه نهرني وأخذ يردد (أنا حر أفعل ما أريد وقتما أشاء) وأبدى سأمه من الحياة الزوجية معي!! حاولت أن أقدم له النصح من أجل أبنائنا دون جدوى حتى فوجئت به يخبرني بأنه سوف يرحل من حياتنا بعد أن تزوج من فتاه تصغره في السن و عمرها لم يتجاوز 22 عاما... وقتها شعرت بأن الأرض تهتز من تحت أقدامي وعشت في حيرة أتساءل ماذا يمكنني أن أفعل؟!... فقد تركني وغادر المنزل إلا أن أبنائي تدخلوا حتى لا أقيم دعوى الطلاق أو الخلع على والدهم... ومرت خمسة أشهر تقريباً أفاق بعدها زوجي من نزوته وعاد يطلب السماح مني، ولازلت لاأعرف إن كنت سأعود إليه من أجل أبنائي أو أرفض العودة حفاظاً على كرامتي".

الطبيب المحترم!

تجربة أخرى ترويها "عبير" 40 سنه قائلة:" نسيان زوجي الطبيب الكبير لعيد زواجنا العشرين كان بداية الخيط الذي كشف خيانته لي بعد كل هذه السنوات، فعندما قمت بالاتصال بزوجي في عيادته طالبة منه الحضور إلى الحفل الصغير الذي أعددته من أجله رفض الحضور معللا ذلك بحجج واهية لكن شعور قوي بالقلق امتلكني بسبب اعتذاره الغير مبرر، فبدأت أراقب تصرفاته دون أن يشعر لألاحظ بعض الأمور المريبة مثل كثرة غيابه خارج المنزل وانفعاله الدائم بدون أسباب أو جلوسه في المنزل صامتا لا يتحدث ولو بكلمه واحده وشكواه المتكررة من شعوره بالملل في حياتنا الزوجية... حتى اكتشفت الكارثة الكبرى فزوجي متزوج منذ 3 سنوات من ممرضته على الرغم من أنها اقل مني جمالا وعلما وعندما واجهته اعترف بالحقيقة دون أن يجد ما يبرر به خطأه الكبير في حقي وحق ابنتيه فسارعت إلى طلب الطلاق وقد حكمت المحكمة لصالحي لأنه تزوج من أخرى دون علمي.

جارتي!

أما "منال" 53 سنه فتقول:" قبل أكثر من 10 سنوات انتقلت وزوجي إلى منزل جديد في أحد الأحياء الراقية... وهناك تعرفنا علي جيراننا وهم أصحاب العقار الذي تقع فيه شقتنا و توطدت العلاقة بيننا كثيراً... في ذلك الوقت كان زوجي يتقرب من ابنه جيراننا وزاد اهتمامه بها على الرغم من أنه كان على مشارف عامه الخمسين بينما كانت هي في السنه الأولى من الجامعة!!... لم أكشف عن ملاحظتي لهذا الأمر ولا عن غيرتي حتى لا أضع زوجي في موقف ضعف أمامي، فقررت ألا أخبره وعللت نفسي بأنها فتره عابره في حياتنا... ولكن مرت السنوات والعلاقه تتوطد بينهما وزوجي يختلق الحجج حتى يستطيع رؤيتها إلى أن وصل به الأمر إلى حد مقابلتها في الأماكن العامة... بعد مرور ما يقرب من السبع سنوات تقدم شاب لخطبة الفتاة ووافقت أسرتها عليه فكانت صدمة كبيرة لزوجي الذي تبدلت أحواله وأصبح منطوياً ومنعزلاً عنا، يبكي حزناً علي فراقها وانتحب في يوم زفافها... في تلك الليلة لم أشعر بنفسي إلا وأنا اسأله "هل احببتها حقا؟!"، وجاءت إجابته بصراحة لم أكن أتوقعها "نعم... أحببتها من كل قلبي حب حتى أنني تمنيتها زوجة لي بالرغم من أنني أكبرها بنحو 25 عاما إلا أنني احببتها ووجدت معها الحب الذي حلمت به!"... كانت كلماته مثل النيران التي اشتعلت في جسدي واحرقت قلبي فابتعدت عنه لفترة طويلة جاءني بعدها طالبا السماح والمساعدة لكي يستعيد توازنه فتفهمت حالته ووقفت بجانبه ليس من اجله ولكن من اجل ابننا الوحيد فضلت وجوده بجانبه عن غيابه عنه حتي لا يتحمل ابني نتيجة نزوة والده".