الناقد الفني إيهاب التركي يدعو لفيلم ملحمي يليق بالشهداء

قائمة بأبرز المواضيع التي ستعالجها السينما المصرية بعد ثورة 25 يناير

السباعي عبد الرؤوف
صور وفيديو

مع تتابع الأحداث السياسية تتغير اتجاهات السينما والدراما، فعندما وقعت حرب أكتوبر إتجه الإنتاج السينمائي إلى الأفلام التي تتناول الحرب، بل إنهم قاموا بـ"ليّ" عنق الدراما في أحيان كثيرة من أجل إدخال حرب أكتوبر ضمن أحداثها كما حدث في فيلم "بدور"، ونفس الأمر حدث بعد ثورة 1952 عندما تم إنتاج العديد من الأفلام التي تحدثت عن الثورة وهاجمت العهد البائد، ومن المتوقع أن تشهد الدراما المصرية تغييرات جذرية في الآونة القادمة، عربيات تطرح قائمة ببعض المواضيع المتوقع طرحها:

أبطال الثورة
من المتوقع أن يقوم عدد من كتاب الدراما بمعالجة قصص لأبطال الثورة الذين إستشهدوا من أجلها، وسرد لحياتهم قبل أن يتخذوا قرارهم بالخروج إلى الشارع من أجل إسقاط النظام، كما سترصد الأعمال القادمة كم المعاناة التي وجدها هؤلاء الشباب والتي دفعتهم للتضحية بحياتهم .

ميدان التحرير
التلاحم الذي حدث في ميدان التحرير سيكون مسرحاً خصباً لخيال الكتاب، كما أن هناك الكثير من القصص التي وقعت بالفعل  بين المتظاهرين في الميدان كقصص الحب وقصص الزواج، بالإضافة لقصص الترابط بين المسيحيين والمسلمين، كما أن الصراعات التي حدثت في الميدان بين مؤيدي الرئيس السابق مبارك ومعارضيه ومعركة الجمل الشهيرة ستكون من الأمور التي سيتم التعرض إليها في الأعمال السينمائية والتليفزيونية القادمة.

اللجان الشعبية
عاشت مصر أياماً بدون أجهزة أمنية، وهذا الوضع مادة خصبة للدراما حيث من الممكن أن يقوم الكتاب والمخرجين بعرض الأحداث التي وقعت في مصر أيام الإنفلات الأمني، وكيف قامت اللجان الشعبية بدور الشرطة البديلة وحكايات الرعب التي عاشها المصريون وعمليات النهب والتخريب التي وقعت في أنحاء البلاد.

الجحيم الذي عاشه أفراد الشرطة
من الممكن أن يكون ما عاشه بعض أفراد الشرطة من هجوم مكثف في كل المراكز والهيئات، ومحاولة الكثير من المواطنين الانتقام من رجال الشرطة والإعتداء عليهم وعمليات خروج المساجين، ومن المتوقع أن تكون اللحظات العصيبة التي واجهها رجال الشرطة مادة خصبة لأعمال درامية شديدة الجاذبية والتشويق.

حرية المساجين المفاجئة
فتحت فجأة أبواب السجون، ووجد المساجون أنفسهم في مهب عمليات إطلاق النيران المتبادلة بين حرس السجون والقادمين لتخليص بعض المسجونين، هذا المشهد الدرامي يمكن إستغلاله في عمل الكثير من الأعمال السينمائية التي تكشف حيرة المساجين الهاربين ومحاولتهم الفرار بعيداً عن جحيم القتل، ثم إضطرار الكثير منهم للعودة بعد إكتشافهم أنه لا فائدة من الهروب بعد أن عادت الأمور للإستقرار.

الوريث
حياة جمال مبارك ستكون مجالاً خصباً للعاملين في السينما والدراما، فشخصيته وأماله في الرئاسة والخطوات التي قام بها في هذا الطريق يمكن رصدها ومعالجتها لتصنع مجموعة من الأعمال الدرامية الشيقة التي ستجذب المشاهدين، وتجعلهم يلتفون حول الشاشات، وخاصة المفارقات التي سيعيشها بعد سقوط سلطان والده، وانهيار أحلامه في الرئاسة.

سوزان مبارك
يتحدث الكثيرعن قوة شخصية سوزان مبارك وعن دورها في الحكم خلال السنوات الأخيرة، كما أن البعض يشير بأنها قامت بتعيين الكثير من أعضاء حكومة نظيف ودورها الفعال في التخطيط للتوريث، بالإضافة إلى أنها كانت أحد الأسباب الرئيسية في تداعي النظام السابق وانهياره بهذا الشكل المزري .

فساد رجال الأعمال
بالرغم من ظهور العديد من الأفلام عن فساد رجال الأعمال في السنوات الماضية إلا أنه من المتوقع أن يكون الطرح هذه المرة أكثر جرأة وصراحة، كما أنه من الطبيعي أن يتم سرد الأمور المسكوت عنها وهي تزاوج السلطة برأس المال، والذي كان من أهم أقطابه أنجال الرئيس المصري السابق نفسه.

القضاء
الصراع المرير الذي خاضه القضاء المصري مع السلطة في السنوات الأخيرة يمكن أن يكون مجالاً لإبداع الكثير من الأعمال الدرامية خاصة موقف القضاة حينما نزلوا الشارع وتعرضوا لاعتداءات من رجال الشرطة، هذا الموقف الرائع يحتاج لعرضه بشكل يليق به في الأعمال الدرامية التي سيتم انتاجها فيما بعد 25 يناير.

الرئيس السابق مبارك
قصة حياة الرئيس السابق محمد حسني مبارك نفسها مليئة بالدراما من بداياته العسكرية الصارمة لصعوده السريع ووصوله الغير متوقع لمنصب رئيس الجمهورية، كما يمكن أن تتم معالجة بدايات رئاسته والأشخاص الذين أفسدوه وجعلوا منه دكتاتوراً، بالإضافة إلى الموقف الدرامي العصيب الذي عايشه مبارك بدءاً من يوم 25 يناير إلى يوم تنحيه.

عربيات  استطلعت رؤية الناقد الفني "إيهاب التركي" حول الدراما بعد 25 يناير والذي توقع أن تحصل السينما على مساحة كافية من الحرية الكبيرة فى التعبير والنقد السياسي بما يليق بالثورة وقيمتها،  فيجب- وفقا للتركي-  إلغاء الرقابة واستبدالها بالتصنيف العمري، والأهم بالنسبة للسينما فى المرحلة القادمة الاهتمام بالموضوعات التى تؤسس الوعي الشخصي للمواطن فعلى سبيل المثال توعيته بحقوقه في العيش بكرامة وبأنه القيمة الأهم في هذا الوطن، مضيفاً: "كما يجب طرح الموضوعات التي تنتقد بحرية أي مؤسسة أو شخصية بلا خطوط حمراء، وأتوقع أن نرى أفلام جيدة وجريئة تحقق جماهيرية كبيرة، وأتطلع للابتعاد عن الأفلام التي تبحث عن الإثارة السطحية فى نقد رموز النظام السابق، وأتطلع أن لا تتحول الدراما إلى تصوير فضائح وتشفى فى أفراد النظام السابق، كما أتمنى أن لا نتسرع بأفلام تتناول أحداث الثورة، ففيلم واحد ملحمي عالمي وإنتاج ضخم يليق بالثورة أهم كثيراً، وأعتقد أن علينا في الوقت الحالي التركيز على تخليد الشهداء من خلال تناول سيرة بعضهم، فإنتاج فيلم عن خالد سعيد وبعض شهداء الثورة ممن ضحوا بحياتهم من أجل حريتنا جميعاً هو ما أتمناه في الوقت الحالي، فنحن بحاجة إلى دراما تليق بتضحيتهم بعيدة عن النمطية".