عندما انحنى يوسف وهبي، وأسلمت ليلى مراد

لقطات نادرة للزمن الجميل بعدسة المصور المصري محمد بكر

عربيات - القاهرة: سمر الحلو
صور وفيديو

يعد أرشيفه المصور شاهداً على أهم الذكريات فى حياة نجوم الزمن القديم... فقد نجح في تسجيل لقطات سنيمائية وفوتوغرافية تاريخية نادرة. المصور محمد بكر هو ابن المصور الراحل حسين بكر، التقت به عربيات ليكشف عن ما وراء بعض اللقطات الهامة في أرشيفه، وتتحدث الصور خلال هذا اللقاء عن لحظة امتنان الفنان القدير يوسف وهبي للملك فاروق بعد منحه البكوية، وتؤكد إسلام ليلى مراد قبل وفاتها، وتكشف ما لا يعرفه الجمهور عن الفنانة أمينة رزق، بالإضافة لمعاهدات الصلح التي عقدها عبدالحليم حافظ مع كل من فريد الأطرش ونجاة الصغيرة.

البداية واللقطة الأولى
محمد بكر: علاقتي بالتصوير بدأت منذ الصغر، كنت أعشق هذه المهنة فاخترت احترافها بمحض إرادتي وليس بسبب الوراثة. وبدأت العمل في فترة الخمسينيات حيث ساعدني والدي المصور المعروف حسين بكر، وساندني فى بداية مشواري من خلال علاقاته الوطيدة مع كبار المخرجين والفنانيين القدامى. أما أول لقطة تصويرية لي فى عالم السينما كانت فى فيلم "سمارة" بطولة محسن سرحان وتحية كاريوكا وسامية جمال، كما أنني نفذت أعمالاً سينمائية عديدة منها "خلي بالك من زوزو"، وأفلام أخرى لعادل إمام وعمر الشريف.

أرشيف يضم 2000 صورة وفيلم لشخصيات فنية وسياسية
محمد بكر: ورثت عن والدي أرشيف يتجاوز 2000 صورة وفيلم يوثق تاريخ السينما المصرية وكذلك تضم شخصيات فنية وتاريخية وسياسية مثل الرئيس جمال عبدالناصر ومحمد نجيب ومصطفى كامل وطلعت حرب، وقد تلقيت عرضاً مغريا ببيع أرشيف والدي لباريس ورفضت، فأنا مازلت أتمنى أن تكون هذه المبادرة من وزارة الثقافة المصرية كونها المسؤولة عن المحافظة على هذا التاريخ الطويل.

جولة في أرشيف محمد بكر

عندما انحنى يوسف بك وهبي
محمد بكر: هذه الصورة التقطها والدي أثناء الإحتفال بمنح الفنان يوسف وهبى البكوية من الملك فاروق عقب حضور أول عرض لفيلم "غرام وإنتقام" في سينما ريفولي، وأعتبرها صورة تاريخية لأن يوسف بك وهبي بشموخه وكبريائه المتعارف عليه في الوسط انحنى للملك يقبل يده باحترام وتقدير.

يوسف وهبي والملك فاروق

أمينة رزق وهواية كرة القدم
محمد بكر: هذه صور التي انتشرت كانت للفنانة القديرة أمينة رزق وهي تلعب الكرة في الملعب الخاص باستديو التصوير وقت الاستراحة بين المشاهد، وأثارت الصورة التعجب لأن الفنانة أمينة رزق اشتهرت بالجدية والإلتزام في فنها وحياتها، ولم يعرف أحد الجانب الآخر من شخصيتها وهو أنها تهوى لعب كرة القدم وتنتهز الفرصة في أوقات الفراغ لممارسة هوايتها، وقد اقتنص والدي اللقطة التي فاجأتها وأسعدتها حتى أنها احتفظت بنسخة منها فى ألبومها الخاص. 

أمينة رزق

شاهداً على إسلام ليلى مراد 
محمد بكر: صورة الفنانة ليلى مراد وهي تقرأ القرأن على سجادة الصلاة كانت أثناء تصوير مشاهد فيلم "ليلى بنت الاكابر" في حجرتها الخاصة باستوديو مصر، وقد انتهزت الفرصة لإلتقاط هذه الصورة لتكون دليلاً على إسلامها قبل وفاتها، ولأننى كنت شاهداً على تلك المرحلة وما صاحبها من شائعات كانت تطاردها ومنها أنها يهودية وأوصت بدفنها في إسرائيل، بينما كانت في الواقع تقوم بتوزيع الذبائح على الفقراء والمحتاجين، وأذكر أنها طلبت أن تؤدي فريضة الحج من إدارة استديو مصر أثناء تصويرها لفيلم "ليلى بنت الأكابر" من إخراج زوجها أنور وجدي، لكنهم رفضوا لحين الإنتهاء من تصوير الفيلم لذا بقيت في القاهرة وطلبت من المؤلف أبو السعود الإبيارى أن يكتب لها أغنية تودع فيها المسافرين لأداء فريضة الحج، وطلبت من رياض السنباطي شخصياً أن يلحنها لها فغنتها ولازال يرددها حتى اليوم ملايين المسلمين. 

إسلام ليلى مراد

معاهدة الصلح بين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش
محمد بكر: أثناء معاهدة الصلح التى تمت  بين عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، رغم تشبث كل منهما بموقفه بعد شائعات انتشرت وقتها واستغلال أهل النميمة والمصالح للخلاف الذي وقع بين المطربين في حفل شم النسيم عندما أقام كل منهما حفلته الخاصة في ذلك اليوم تحديداً، والمتعارف عليه أن علاقتهما كانت تتسم بالتحدى والمنافسة الشرسة، بالإضافة إلى تناقل الأقاويل المستفزة لكل منهما تجاه الآخر، وفي اللحظة الحاسمة عندما اتفقا على الصلح انتهزت هذة الفرصة لالتقاط الصورة التى تجمعهما في جلسة ود متبادل.

عبدالحليم حافظ و فريد الأطرش

"لاتكذبي" قصة خلاف وصلح بين نجاة الصغيرة وعبدالحليم حافظ
محمد بكر: كان هناك خلاف بينهما بسبب غناء عبد الحليم حافظ لقصيدة "لا تكذبي" فى إحدى حفلاته عقب غناء نجاة الصغيرة لها في "فيلم الشموع السوداء" ونتيجة لذلك توترت العلاقة بينهما ووصلت إلى حد الهجوم على عبد الحليم حافظ في الصحف والمجلات، لكن نجاة الصغيرة فوجئت بحضور حليم في حفل لتهنئتها بنجاح أحد أفلامها وأهداها باقة ورد عربوناً للصلح، وكانت لفتة جميلة من عبدالحليم حافظ.

عبدالحليم حافظ و نجاة الصغيرة

عندما خطفت هند رستم "بايب" أحمد مظهر
محمد بكر: اشتهرت هند رستم بشقاوتها وخفة دمها، فكانت تضفى البهجة والسعادة على أي عمل تشارك فيه، وهذة الصورة بمثابة دعابة فنية -ليست مشهد من فيلم- ففي موقع العمل تعمدت هند أن تخطف "البايب" الخاص بأحمد مظهر في وقت الاستراحة، وتقلده لتخرجه من جديته المعروفة عنه، فانتهزت الفرصة والتقطت الصورة بسرعة البرق.

هند رستم و أحمد مظهر

سعاد حسني أصعب الوجوه في التصوير "بشقاوتها"
وعن أصعب الوجوه التي قام محمد بكر بتصويرها، يقول "المصور المحترف لا يجد صعوبة في التقاط أي وجه بشكل عام، ولكن الامر يختلف نوعا ما مع النجوم، لأن كل منهم لديه زاوية خاصة للتصوير، وبالنسبة لي واجهت صعوبة في التقاط بعض الوجوه في بداية مشواري، ومنهم الفنانة شادية وفاتن حمامة وليلى مراد وسعاد حسني، بسبب ملامحهن البريئة التي تعطي أكثر من لقطة وإنفعال مختلف، وكل صورة تبرز وتعكس شخصية مختلفة تماماً عن الأخرى. ولعل سعاد حسني على وجه التحديد أصعب وجه وشخصية تعاملت معها كمصور لأنها كانت تقفز كثيراً وتتحرك ولا تثبت أمام الكاميرا حتى التقط لها الصور، ونجحت فى تصويرها لأننى أدركت أن الكاميرا يجب أن تكون في خدمة الفنان وليس العكس تبعاً لما تعلمته من والدي وعمالقة التصوير في ذلك الوقت، وكانت تطلبنى بالاسم لتصويرها، لذا أملك ألبوم كامل لها في أرشيفي.