يولي منتدى جدة الاقتصادي اهتمام كبير بالإعلام كونه وسيط إيصال رسالة المنتدى للجمهور، ووسيلة مساعدة على الخروج من العباءة المحلية للعالمية، بالإضافة إلى كون أحد أهداف المنتدى التسويق لمدينة جدة وهو الأمر الذي يتطلب تغطية إعلامية فاعلة من وسائل النشر والبث المختلفة
والملاحظ أن العلاقة بين المنتدى ووسائل الإعلام قد تأثرت وتطورت في محطات عديدة، فبدأت ضعيفة، ثم ارتبكت عندما تركزت التغطيات الإعلامية على الأخطاء التنظيمية بالإضافة لآلية المشاركة النسائية التي وضعت المنتدى في مواجهة الرفض والتأييد من المجتمع، غير أن العلاقة هذا العام يبدو أنها قد نضجت لأسباب قد يكون منها عدم وجود أخطاء تنظيمية تذكر بالإضافة إلى استحداث الجوائز الإعلامية التي تقدم للعام الثاني على التوالي، كما أن المجتمع يبدو أنه قد تجاوز القضايا المثيرة للجدل كمشاركة المرأة وغيرها، وربما الأهم هو ارتفاع سقف المنافسة حيث تضاعف عدد وسائل الإعلام المشاركة بتغطية الحدث وأضيفت إليها الشراكة الإعلامي مع قناة CNN.
تلك العوامل مجتمعة أفرزت تغطية استثنائية وفرص انتشار أكبر لمنتدى جدة الاقتصادي التاسع، ترصدها معكم "عربيات" بعيون الإعلاميين.

  جون ديفتريوس مقدم برنامج سوق الأعمال في الشرق الأوسط بقناة CNN الشريك الإعلامي لمنتدى جدة الاقتصادي التاسع يقول عن التغطية التي أعدتها القناة للمنتدى:" نعتمد في تغطيتنا الأرضية على التقارير واللقاءات مع بعض المتحدثين والشخصيات الهامة، كما قمنا بإنشاء مدونة إلكترونية على موقع شبكتنا الإخبارية لنضع فيها جميع أخبار المنتدى بما في ذلك اللقاءات والصور لما لهذا المنتدى من أهمية، وأعتبرها فرصة جيدة بالنسبة لي أن أكون مدير حوار لإحدى الجلسات بالإضافة لتصوير إحدى حلقات برنامجي في مقر المنتدى"... ويضيف:" إن السعودية بهذا المنتدى تبث أخبارها إلى بقية أرجاء العالم وهي بذلك تؤسس علاقات إعلامية جديدة".
وفي الوقت الذي أردنا فيه تعريف ضيفنا بمجلة عربيات الإلكترونية فاجأنا بمعرفته لها، قائلاً:" نتابع الإعلام الإلكتروني العربي باستمرار وألاحظ أنه قد أخذ منحى جديد باستخدامه للتقنيات الحديثة التي ساعدته على دخول السباق مع أقرانه لنشر كل ماهو جديد بمصداقية وأسلوب متميز، بل وأعتقد أن الإعلام الإلكتروني العربي يكاد يتفوق على الإعلام الإلكتروني الغربي ربما لأنه سد فجوة هامة كان يعاني منها الإعلام العربي المطبوع، وإجمالاً فإن الإعلام قد تطور خلال 15 عاماً الأخيرة تطوراً مدهشاً ازدادت معه مساحات الحرية وتطور أداء الإعلاميين ومصداقيتهم بالإضافة إلى أن عدد القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى ساهم بتضييق الفجوة بين الإعلام الغربي و العربي خلال الخمس سنوات الأخيرة"... وأضاف:" في الوقت الراهن أرى أن دول الخليج والسعودية تحديداً عليها تركيز كبير من قبل الإعلام نظرا لارتفاع أسعار النفط ولذلك أصبح على وسائل الإعلام أن تعمل بكفاءة وكثافة على تغطية الأحداث الاقتصادية بشكل أكبر نظرا لتأثير النفط على الاقتصاد العالمي".

الإعلامية بسمة البسام مراسلة قناة LBC قالت:" لم أكن أتوقع أن يتم تلافي الأخطاء التي وقعت في المنتدى العام الماضي كتأخر تسليم بطاقات الدخول وعدم توفر مقاعد للإعلاميين وافتقاد التسهيلات الكافية غير أننا على الأقل وجدنا مساحات مخصصة لوضع مستلزماتنا"... وعن تقييمها لمستوى التغطية الإعلامية للمنتدى، تقول:" أعتقد أنها جريئة وجيدة و لكن أهم ما نطلبه هو وجود الاحترام للإعلامي حتى يتمكن من أداء مهمته بالشكل المطلوب"... أما عن مشاركة قناة CNN كشريك إعلامي، فتقول:" أعتبرها دليل على وصول المنتدى إلى العالمية, كما أنها ستحفز القنوات العربية ووسائل الإعلام الأخرى على تطوير أدائها للمنافسة على تغطية الحدث بمستوى عالي وقدرات غير محدودة".

أما المذيعة هالة حكيم من قناة الاقتصادية فتصف تغطية قناتها قائلة:" انفردنا بتغطية الحدث حتى قبل ساعات من الافتتاح, ويومياً كنا نغطي ما مدته 4 ساعات ونصف من مقر الحدث, أما القنوات الفضائية الأخرى فحسبما سمعت لم يسمح لهم بالتغطية بسبب الحقوق الحصرية التي يحتفظ بها الرعاة"... كما دعت إلى ضرورة التخصص الاقتصادي بالنسبة للإعلامي، قائلة:" نحتاج إلى التخصص حتى نعطي لكل شيء حقه، فمن الصعب أن يناقش الإعلامي موضوع عن الاقتصاد وهو ليس متخصص به"... وأضافت:" تفتقد الكوادر الصحفية السعودية غالباً لعناصر هامة كالتدريب والخبرة واللغة حتى تصل إلى مصاف العالمية والمنافسة على مستوى التغطية, لذلك لابد من التأهيل والتدريب والتخصص"... وعن مقارنة المنتدى هذا العام بدوراته السابقة، تقول:" هذا العام لم نصادف أي نوع من المشاكل كالدورات السابقة، بل وجدنا تعاون كبير من منظمي المنتدى".

نادين هاني مذيعة الاقتصاد وأسواق المال بقناة العربية بدت واثقة من تغطية قناتها، وقالت مداعبة:" تغطيتنا الأفضل"… واستدركت:" لدينا حظوظ أوفر من غيرنا للمنافسة على مستوى التغطية لأننا نشعر أننا هنا على أرضنا كوننا نملك علاقات جيدة مع أغلب المتواجدين في المنتدى من رجال أعمال وشخصيات اقتصادية بارزة نتواصل معها باستمرار في برامجنا"… وأضافت:" نحن كفريق عمل أتينا من دبي لننضم إلى فريق القناة في جدة وبالتالي أصبح عددنا كافياً لتغطية الحدث من جميع جوانبه بأفضل صورة ممكنة".
وعن رأيها الخاص في جلسات المنتدى، تقول:" لاحظت أن الحديث يميل إلى تناول عموم القضايا الاقتصادية، ولفت انتباهي الحديث عن التطوير العقاري حيث أن هناك خطوات عقارية بالمنطقة تستهدف التنمية الحضارية عبر تنمية مناطق سكنية تراعي الجوانب البيئية والاجتماعية" . وعن مايشاع عن مجاراتها للون مؤشر السوق السعودي من خلال زيها، تقول:" الموضوع أعطي اكبر من حجمه بسبب مصادفات بحتة ارتديت خلالها اللون الأخضر أو الأحمر وتطابق اللون مع لون المؤشر"… وأضافت:" أعترف بأنني في الفترة التي تعرض خلالها السوق للانهيار حرصت على مراعاة شعور المشاهدين بتجنب اللون الأحمر الذي يذكرهم بالأزمة، ولكن الأحمر بشكل عام لون شائع وهو كذلك أحد ألوان الزي التقليدي السعودي (الشماغ)".

الإعلامية منى أبو سليمان عقدت مقارنة بين تغطية الإعلام لمنتدى جدة وبين التغطيات للفعاليات المماثلة في الخارج، فقالت:" هناك فارق كبير، فمن توكل إليه مهمة تغطية المنتديات الاقتصادية في الخارج يجب أن يكون متخصصاً في المجال الاقتصادي حتى يتفاعل مع الحدث والمهمة بالشكل الصحيح، أيضاً بالنسبة لنا تنتهي التغطية مع نهاية جلسات المنتدى، بعكس الإعلام الغربي الذي يحاسب ويتابع القرارات، أي أننا نفتقد المتابعة في الإعلام المحلي".

أما الإعلامية ريم شمس الدين، فتقول:" حضرت مؤتمرات عديدة ولكن لم يسبق لي أن مشاهدة حضور إعلامي بالكثافة التي شاهدتها في منتدى جدة الاقتصادي 2008، فلقد تواجدت وكالات الأنباء ورؤساء تحرير من مختلف الدول العربية بما فيها لبنان، بالإضافة إلى شبكة CNN العالمية، لكن هناك غياب للصحافة الخليجية بالرغم من حضور شخصيات عالمية كان من الواجب استغلال وجودها بشكل أفضل".