الفن سرقني من الدراسة

الفنان وليد توفيق: اتركوا هذا الجانب من حياتي لي

بيروت- رامي محمود
صور وفيديو

كيف بدأت رحلة الألف ميل في مشوارك الفني؟
سأتلو عليك مشواري بإختصار لأنه طويل جداً، مشواري كأي إنسان شعر بأن صوته جميل وهنالك شيئاً بداخله يرغب بإيصاله للآخرين فبدأت ببرنامج "هواة" لكن إنطلاقتي كانت قوية جداً فخطفوني بسرعة من حياتي إلى النجومية،ومن أول سنة غنيت فيها مثلت فيلماً مع حسن الإمام "وكرت المسبحة" في عدة أفلام تالية. كنت أهوى الغناء والعود منذ البداية وسعدت بالنجومية لكنها تؤثر كثيراً على حياتي وكانت مسؤوليةكبيرة تقع على كاهلي في سن مبكرة.

 

كثيراً ما يواجه الفنان في بداياته أشخاص يحاربونه وفئة أخرى تقف بجانبه وتدعمه فمن هم هؤلاء في مسيرتك الفنية؟

الدعم في البداية كان من أصدقائي،أما أبي كان معارضاً وهذا أمر طبيعي أي أب يخاف على ابنه ويريده أن يكون مهندساً أو طبيباً أو ما شابه فالمهم أن يؤمن مستقبله والفن لم يكن يؤمن لقمة العيش وكان يعتبر "عيب".أيضاً ساعدني كل من كان يؤمن بموهبتي مثل أخوتي الذين أحبوا غنائي وعزفي على العود وأصدقائي في المدرسة كما ذكرت سابقاً..بعدها بدأت بتقديم الحفلات وكنت عندما أمسك عودي وأغني أجد الناس تتقبل صوتي وتُعجب بأدائي مما دفعني للإستمرار في مشواري الفني.

 

هل لك أن تحدثنا عن مكان نشأتك؟ وما هي الذكريات التي لا تنساها أبداً؟
في طفولتي كنت ولداً محبوباً جداً في الحي الذي تربيت فيه والله سبحانه وتعالى إذا خلق 10 اخوة تجد دائماً تميز في أحدهم وأنا كان لدي هذا الشئ ولكني كنت مشاغب جداً في المدرسة ولم أهتم كثيرا بدروسي بقدر اهتمامي بالفن وانشغالي بالتفكير في الغناء والتمثيل ومتابعة المسرح والأفلام السينيمائية... وأعترف أن عدم اجتهادي في الدراسة خطأ وقعت فيه بسبب ولعي بالفن.

 

اذن(وليد توفيق)كان طفلاً مزعجاً؟
يجيب ضاحكاً...لا، لم أزعج أحد في حياتي ولكن فيما بيننا كمجموعة من الأطفال كنا نلهو وشكلنا(عصابة)في المدرسة نشاكس فيها بعضنا البعض...لقد كنت مشاغب...نعم...ولكن مهذب.

 

هل تذكر اسم مدرستك؟ وهل اكملت الدراسة فيها؟
درست بمدرسة"النموذج"في طرابلس حتى الصف الخامس ولم أكمل تعليمي بعدها.

 

ماذا عن العمل، هل مارست أي عمل آخر قبل دخولك إلى عالم الفن؟
عملت في عدة مجالات لكي أؤمن مصروفي فوالدي كما ذكرت لك كان يعارض عملي في الفن  لذلك عملت في تصليح الراديو والتلفزيون وتركيب الهوائي والمقاولات الكهربائية حيث أن معظم أقاربي كانوا يعملون في هذا المجال .وكنت أول من تعلم تركيب لمبة "الفلرسون" و "الإنترفون"في طرابلس حيث كانوا يستقدمون من يعرف تركيبهم من بيروت،كان عمري وقتها 15 سنة عندما أنجزت أول مبنى وكان في شارع "الثقافة" في طرابلس...ولقد تعلمت هذا العمل خلال عام واحد،كل هذا كان  لكي أتمكن من تعلم الفن وعزف  العود والذهاب إلى الحفلات. وأنا أفتخر بكل ذلك لأنني اعتمدت على ساعدي لأبني نفسي وأقف إلى جانب والدي وعائلتي .

 

سطع نجمك في العالم العربي وخصيصاً في القاهرة (عاصمة الفن العربي) فكيف كان إستقبال الفنانين لك في مصر؟
كان إستقبال جميل جداً وشجعوني كثيراً خاصة(بليغ حمدي)و(مأمون الشناوي)و(محمد عبد الوهاب) و(محمد الموجي)،و(حلمي بكر)الذي كان له أثر كبير في حياتي.في بدايتي تعرفت على هذه الأسماء ولم أشعر إلا وكأنني بين أهلي وشعبي وأحبائي وهذا يعطي ميزة للبنان، فلبنان يحبه العالم أجمع وأينما تذهب يرحبون بك أولاً لأنك لبناني وثانياً أعتقد أن الإنسان المهذب يفرض وجوده وفنه أينما وجد في مصر أو غيرها والحمد لله أنا بطبيعتي مهذب ولا أتعدى على أحد وأحترم الناس جميعاً.وإلى الآن  أي طوال25  عام من العطاء لم أواجه أية مشكلة مع فناني مصر إطلاقاً وعلاقتي بهم ممتازة. 

 

ماذا تعني لك القاهرة؟
هي هوليوود الشرق شئنا أم أبينا وخاصة بالسينما فنحن لا يوجد لدينا صناعة السينما إلا بمصر وأنا من الذين دخلوا السينما من أوسع أبوابها عن طريق القاهرة.ولا يمكننا أن ننسى أن مصر تضم من النخبة من الموسيقيين، صحيح أن طريق الشهرة الآن أصبح أسهل بكثير في ظل وجود الفضائيات لكن تبقى القاهرة محطة مهمة في حياة كل فنان.

 

برعت في أداء اللون الخليجي واللبناني والمصري فأي لون هو الأحب لقلبك؟
أنا أرى نفسي في كل أغنية جميلة وأنا ضد تسمية الأغنية العربية فأنا أسميها أغنية عربية ولكنها مميزة بالإيقاعات الخليجية أو الإيقاعات اللبنانية أو المصرية،اللهجات تختلف ولكنها في النهاية عربية.أحب لون إلىقلبي في الحقيقة هو المصري، ربما لأني صورت عشرة أفلام في مصر وترعرعت على صوت عبد الحليم وعبد الوهاب.وأحب أيضاً اللون اللبناني الذي يغنيه وديع الصافي بما فيه من قيمة غنائية و كالذي تغنيه فيروز والرحابنة، فلا يمكنك ألا تحب أغاني وديع الصافي للعمق والثراء التي تحتويها،وللأسف بعض المطربين أعطوا صورة للأغنية اللبنانية بأنها بلون معين ليس له قيمة كبيرة.

 

لدينا الآن زحمة مطربين في الساحة الغنائية ويوجد الجيد بجانب الرديء، فما رأيك بهذه الزحمة؟ وهل تظن أن من حق الرديء أن يقدم نفسه؟
لا يوجد شك أنه وضع صعب وأنا أقول أنها مسؤولية الإعلام وشركات الإنتاج.اليوم لم يعد بإستطاعتك أن تمنع أحداً من الغناء، قديماً كان هناك إذاعة واحدة وتلفزيون واحد وشركات فنية أصحابها فنانين، أما اليوم فقد غابت المحطة الأساسية التي كان عليها رقابة مؤلفة من أناس يعرفون أصول الفن واحتل مكانها إذاعات خاصة وتلفزيونات خاصة، ومنتجين بعضهم لا علاق له بالفن بل يملكون المال ويريدون استثماره. للأسف نحن نريد هؤلاء ولكن يجب أن يكون لديهم مستشارين يقولون لهم من يستحق أن يسجل له وأن يغني...هناك فوضى كبيرةً وخاصة في لبنان، فبإمكانك أن تسجل أغنيتك اذا كنت تملك المال حتى ولو كنت تقول:"يا جمل يا بوبع".فهذه كارثة و علينا الرجوع إلى أنفسنا وضميرنا فبرأيي كل منا عليه البدء بنفسه كفنان وصاحب مجلة أو إذاعة أو غيره  وطبعاً الرديء لا يحق له أن يقدم نفسه ولكن طالما سمحنا له فلا مشكلة لديه وكما يقول المثل : "يا فرعون مين فرعنك، جاوبه: ما لقيت حدا يردني ".لقد تحولت الى تجارة اليوم ولكن يبقى هناك أناس تتذوق الفن الأصيل وإلا لما وجدت هاني شاكر ووليد توفيق وكاظم الساهر وأصاله وجورج وسوف وهناك العديد من الأصوات الممتازة.

 

هل لنا برأيك حول بعض المطربين والمطربات؟
ضع الأسماء التي تريد فجوابي واحد على جميع المطربين والمطربات سأقول لك أن لكل واحد منهم لونه وشخصيته وشعبيته وأنا إن كنت أحب سماع هذه الأصوات أو لا فأنا أحترمها لأن لها جمهور أو على الأقل أحترم جمهورها وأفضل أن تحكم الناس من هو جيد ومن هو رديء.

 
 

كيف ترى ألحان الفنان (كاظم الساهر) التي يلحنها لغيره؟ ماذا تقول في تجربتك الشخصية معه؟
لا شك بأن (كاظم الساهر) فنان أصيل قد درس الموسيقى وتجربتي الشخصية معه هي من خلال صداقتي به واللحن الذي أهداني إياه هو من محبته لوليد ومن علاقتي معه منذ بدايته، وإني أرى أن ألحان كاظم بصوته من أجمل ما يكون ، فكاظم لديه روح معينة ويذكرني بملحنين كبار من دون ذكر أسمائهم فأي عمل يقوم به نجد روح كاظم موجودة وهو أبدع من غنى ألحانه.

 

لو حكمت العالم لمدة 48  ساعة فماذا تغيّر فيه؟

أولاً أعيد جميع الأراضي المحتلة وأعني الأراضي السورية واللبنانية وحتى أراضي العالم أجمع فجنوبنا الحمد لله قد تحرر ويجب أن تتحرر بقية الأراضي المحتلة...وسأعيد الشعب الفلسطيني إلى أراضيه ودولته وحقه...وأمحوالظلم من كل العالم وأوقف المجاعات فأصعب شيء أن يكون الإنسان مقهوراً وأنا لا أقوى أن أرى شخصً ينام على قارعة الطريق.أما في مجالي كفنان سوف أقوم بحرمان  كل صوت  رديء من الغناء أو الظهور على الشاشة أو الراديو وأقول له : "روح غني ببيتك أو بالحمام"

 

 وليد من الواضح أنك رب أسرة رائع فهل لك أن تخبرنا عن وليد الأب وعلاقته بأولاده؟
 إنشاء لله أن أكون أب رائع فأنا كل ما شعرت أن أهلي لم يعطوني إياه أو القدر أوالأيام، فالوقت الذي كنا فيه نحن صعب أحاول تعويضه مع أولادي، وأعلمهم قيمنا وتقاليدنا وأحكامنا وقرآننا العظيم  لأن الدين الإسلامي عظيم جداً ،إنني لا أتكلم من الناحية التعصبية بل من ناحية العظمة والعمق الذي فيه ،والباقي على الله من يضمن أن يعيش بعد ثانية واحدة؟ فأنا أعطيهم وقت فراغي لأن معظم وقتي في عملي الذي أحبه جداً وأمنحه مساحة كبيرة من وقتي فالفن ليس فقط صوت أو لحن بل هو مؤسسة كاملة إن لم تكن ورائها لن تنجح. حقيقةً أتمنى أن أكون أب رائع أفتخر بهم ويفتخرون بوالدهم.

 

هل يوجد قصة حب في حياتك قبل زواجك من ملكة جمال الكون السيدة جورجينا رزق؟ وإن كان لديك فماذا تقول في حبك القديم؟
طبيعي كان لدي قصة حب وخاصة أنني تزوجت في سن متأخر حوالي 35 سنةً، هناك أكثر من قصة حب واحدة ممكن أن تكون في حياة المرء وقصص ممكن أن تكون قوية جداً وأستغرب حين يقولون هنالك قصة حب واحدة في حياة الإنسان.بالنسبة لي كان هناك شيء"آخذ عقلي" وهو الفن وهذا ساعدني على أن لا أكون أنا من يتعذب بالحب.ولكن توجد علاقة واحدة قبل زواجي هزتني فعلاً... وهناك حب الطفولة البريئة... هذه أهم ثلاث محطات لي في عالم الحب. 

 

كيف وأين انطلقت شرارة الحب التي أدت الى الزواج بينك وبين الملكة جورجينا؟
دائماً اُسأل هذا السؤال وأجاوب :"اتركوا هذا الشيء الوحيد في حياتي لي".

 

تعتبر من أوائل الفنانين في العالم العربي الذين أسسوا موقع على شبكة الإنترنت وموقعك من دون مجاملة مميّز ومنظم فما هو الشيء الذي دفعك للإهتمام بالإنترنت وما هي أهمية الإنترنت في حياتك؟
أنا أعتبر أن الفنان عليه أن يكون مع الشباب دائماً لكي يستمر وعندما يكون لديك مشوار حوالي 25 سنة يتغير مسار فنك وجمهورك الى جيل جديد،الجيل السابق لم يكن يهتم لهذه الأمور ولكن كي تستمر عليك خوض هذه الخطوات العلمية المهمة لتواكب الشباب، واني أؤمن كثيراً بالشباب وأحب مَن حولي أن يكونوا من عنصر الشباب ولو لدي موظفين منذ زمن طويل أحاول ادخال روح الشباب فيهم وكما ترى ،هؤلاء الشباب الذين فتحوا الصفحة على الانترنت وأنا أشجعهم وأساعدهم ويهتمون بأخباري فأتلقى انتقادات ومعلومات وحب وعندما أنزل عمل وطني أرى مدى تأثيره على الأرض،فالانترنت مهمة جداً اليوم.

 

كيف وجدت فكرة مجلة "عربيات" التي هي أول مجلة عربية مستقلة بشخصيتها تصدر على الإنترنت؟
عربيات تعتبر أيضاً من عنصر الشباب وتمس نبض الشباب والحياة مهمة جداً "لله يوفقكم".

 

هل من كلمة توجهها لجمهورك على الإنترنت؟

أقول لجمهوري أحبكم كثيراً وكلما شعرت بتشجيعكم وحبكم أكون بحال أفضل وأعطي أكثر أتمنى أن يكون الألبوم الأخير "أكبر جرح...العيون السود" قد نال اعجابكم.