النجومية وأمجاد الفن صورة على التراب

الفنانة ماجدة الرومي: لاتحكموا على الفن اللبناني بما تشاهدونه على بعض الفضائيات

بيروت- مي كتبي
صور وفيديو

عرفناها بصوتها العذب الذي يقدم الفن الراقي.... نشعر ونحن نستمع لها أنها تجلس فوق سحابة وتدعونا معها لنحلق في أجواء الرومانسية والشفافية التي بتنا نفتقدها في الحياة، هذه هي ماجدة الرومي سفيرة الفن اللبناني اليوم نفتح قلبها لعربيات لنتعرف معاً على الوجه الإنساني لفنانتنا.

الفنانة ( ماجدة الرومي) لاشك أن النشأة ومرحلة الطفولة تؤثران بشكل كبير على تكوين شخصية الفنان فهل لك أن تصفين لنا مكان نشأتك الأولى؟
نشأت في ضيعة لبنانية نموذجية بطرقاتها الجبلية الضيقة وعين المياه  وشجر الزيتون وكروم العنب والبيوت المتلاصقة فكنت أشعر أن كل المكان بيتي...ونشأت بيني وبين جميع تفاصيل هذه البيئة علاقة حميمة وترسخت بداخلي وبقيت في قلبي كنموذج للبنان البكر قبل أن تخدشه الحروب.

وكيف اتجهت للغناء؟
كنت محاطة بأسباب كثيرة تدفعني إلى هذا الإتجاه فوالدي فنان يحب الفن والموسيقى والغناء كذلك العزف على الآلات الموسيقية يتميز به عدد من أفراد عائلتي ومن هنا كانت البيئة المحيطة خصبة لإتجاهي نحو الفن.

ألاحظ في أغانيك نوع من الشفافية؟
الإحتكاك بالطبيعة التي نشأت فيها ساهم في خلق هذه الشفافية فأنا عشت بين زقزقة العصافير وأصوات الشجر والنفوس البسيطة الطيبة التي لا تعرف سوى صدق المشاعر.

النجومية سلاح ذو حدين، فماذا تعني بالنسبة لك؟
النجومية شيء جميل يدل على أن هذا الإنسان لدية شيء متميز وبصمة خاصة استطاع عن طريقها أن يصل إلى الناس...لكن في نهاية الأمر لا يوجد نجم يظل ساطعاً فالحياة بتبدلها تطوينا حتى تصبح هذه الأمجاد صورة على التراب وتبقى فقط البصمات الإنسانية والعلاقات الطيبة التي لابد أن نوليها إهتمام أكثر من أي شيء آخر قد يزول في وقت ما.

يتهم البعض الفن اللبناني بأنه أصبح سطحياً ويعتمد على الإثارة والرقص أكثر من غيره ولعل هذا ما نراه في بعض البرامج التي يتم بثها فضائياً فما رأيك في هذا؟
من الظلم أن نحكم على الشعوب بما نراه في برنامج فضائي يعكس حال شريحة محدودة.... لكن لابد أن نعترف أن لبنان بعد مرورها بمرحلة الحروب والحزن والألم الذي امتد لسنوات عديدة أصبحت تبحث عن الفرح والبهجة التي بالغ البعض فيها بأساليب غير مقبولة ولا تعكس الفن أو صورة الشعب والفن اللبناني بشكل عام.

نلمس في الفترة الأخيرة سعي الفنانين للإنتشار بكثافة والمشاركة في الحفلات اليومية بشكل كبير فمن وجهة نظرك هل هناك عوامل مادية تدفع الفنان للقيام بذلك ؟
أنا لست مع السهر والصخب والإنتشار بلاهدف فهذا يؤدي إلى إهدار الصحة ومعاكسة الطبيعة البشرية ولا أعتقد أبداً أن كثرة التواجد والمشاركات يخدمان الفنان، فهاهم عظماء الغناء الذين رحلوا تعتلي أعمالهم القمة اليوم بالرغم من غيابهم.... من الأجدى تكثيف المجهود لإخراج عمل واحد متقن أفضل بكثير من مئات الأعمال التي لا تأخذ حقها من الإعداد... إلى جانب أن الفنان إذا سعى للإنتشار بهذا الشكل الغير مدروس يبدأ نجمه بالأفول ويفقد التوازن في حياته ومسؤولياته الأخرى.... من جهة أخرى لابد أن يمارس الفنان حياة الإنسان الطبيعي ولا ينسى أسرته وعلاقاته الإجتماعية البعيدة عن عالم الفن... أما العوامل المادية فهذا يعتمد على قناعة الفنان وبالطبع لا أحد يكره المادة لكن أن نصبح دولارات تمشي على الأرض فهذا أمر مؤلم... بالنسبة لي أعتقد أن وجود قلوب عامرة بالحب الحقيقي مزروعة من حولي أثمن بكثير من جميع الأموال ولابد في سعينا للكسب أن نضع خط نتوقف عنده وأولويات حتى لا ننساق في الطريق الخاطيء.

تردد في الفترة الأخيرة خبر اشتراكك في فيلم سينيمائي مع الفنان أحمد زكي فمتى يرى هذا المشروع النور؟
لقد وافقت مبدئياً على الفكرة للإشتراك في فيلم غنائي رومانسي خاصة وأنه أمام النجم (أحمد زكي) الذي يسعدني التعامل معه... ولكن مازلنا في مرحلة تحضير السيناريو وأتمنى أن نصل إلى أفضل ما يمكن لتقديم عمل متميز.

ماذا عن تعاونك مع الفنان كاظم الساهر؟
لقد تم التعاون بالفعل فقد لحن لي الفنان ( كاظم الساهر) قصيدة لنزار قباني ستكون بإذن الله من ضمن ألبومي الجديد ولم أحدد بعد وقت ظهوره نظرا لإنشغالي بالإعداد للفيلم السينيمائي.

هل لك أن تخبرينا عن أسماء شعراء هذا الألبوم؟
الواقع أنني في هذه المرة تعاونت مع عدد من الشاعرات من بينهن الشاعرة العراقية(لميعة عمار) والشاعرة اللبنانية (باسمة بطون) ولكن لم أنتهي من الألبوم بعد وليكن لكل حادث حديث.

الفنانة (ماجدة الرومي) سمعنا عن ترشيحك لمنصب سفيرة فماهي حقيقة هذا الترشيح؟
الترشيح جاء من حهة أجنبية لا أعرفها ووصلني عن طريق الفاكس بتاريخ 21 آذار وأبلغوني أن حفل التعيين سيكون في السادس عشر من شهر أكتوبر في روما...سأكون سعيدة فقط لو علمت أن اختيارهم وقع عن إلمام بحقيقة عملي وشخصيتي لأنني إلى الآن لا أعلم كيف استعلموا عني...وعلى كل حال أنا أحب الأدوار الإيجابية في الحياة وأكره الحوائط الثابتة فإن وجدت أن في هذا العمل ما يخدم الآخرين لن أتوانى بالمشاركة فيه وتوظيف طاقاتي لتعمير حياتهم بالسعادة وقلوبهم بالحب.

تعرضتِ لحادث سرقة مجوهراتك في مصر وتفاجأ الجميع بتقديمك إلتماس لوزير الداخلية للعفو عن السارق فمالذي دفعك إلى ذلك؟
لقد كان السارق شاب صغير خطفه إغراء المادة وضعف وارتكب عملية السرقة وبالفعل شعرت بتعاطف معه وطلبت من السلطات المصرية رحمته حتى لا أكون السبب بتدمير مستقبله...والواقع أن هذا الحادث بالرغم من أنه آلمني لأن القطع المسروقة لها مكانة خاصة بداخلي فمن بينها خاتم زواجي وإسوارة خاصة بجدتي إلا أنني سعدت جداً وانبهرت بتحركات السلطات المصرية واهتمامهم بي بشكل يفوق كل ما كنت اتوقعه...وهذا الحب والاهتمام كفيل بمواساتي.

وهل تم الإفراج عن السارق؟
إلى الآن لا أعرف فآخر ما فعلت هو تواجدي مع الرائد الذي يستجوبه إلى ماقبل موعد رحيلي من القاهرة بنصف ساعة ولقد سألني آنذاك هل تتهمين أحد؟....وكانت إجابتي: نعم أتهم نفسي بالإهمال...لكن علمت مؤخرا أنهم وجدوا المجوهرات وبالطبع سأتابع الموضوع إلى أن أسترجعها.

ماذا عن ( ماجدة الرومي) الزوجة والأم؟
أنا في حياتي الخاصة عفوية وبسيطة ومهما انشغلت بالفن فمكاني الأساسي الذي أعشقه هو منزلي...أحب دورالأم وأعيش جميع تفاصيله... وأحب دور الزوجة وأسعى دائما إلى مساندة زوجي..فلايوجد ماهو أغلى لدى المرأة من مملكتها.

أخيراً، ماهي الأمنية التي تعتقدين أنها لو تحققت ستكون حياتك أفضل مما هي عليه؟
بالرغم من بساطتي إلا أنني شديدة التدقيق وأضع كل شيء تحت المجهر ولا أستطيع أن أتغاضى عنه...أتمنى أن أتمكن من التعامل مع الأمور بشكل أكثر بساطة سواءًا في حياتي الخاصة أو الفنية