في الخامسة عشر من عمري كان لي عمود خاص في مجلة

الشاعرة والإعلامية مي كتبي

عربيات - خاص

في أول أعداد مجلة عربيات راسلتنا بأحد قصائدها تحكي فيها فلسطين،وبهرنا أسلوبها في التعبير وكنا متأكدين أنها قد عايشت أحداث الانتفاضة وعاشت في فلسطين قبل الاحتلال....هذا ما تستطيع أن تلمسه من صدق كتاباتها....ولكن الواقع الذي جعل إعجابنا بهذا القلم يتضاعف أننا اكتشفنا أنها شاعرة سعودية شابة لم يسبق لها زيارة فلسطين ومع ذلك نقلتنا إلى قلب الانتفاضة وجسدتها بصورة فريدة يصعب تصويرها دون أن تعايشها...انه خيال الشاعر الخصب الذي يحرك مشاعرها وقلمها ليكتب بلا توقف ويبدع بلا حدود...وأنها الصحفية(مي كتبي)التي استطاعت في فترة زمنية قصيرة أن تسير مشوار طويل بدأته في الخامسة عشر من عمرها فوضعت لنفسها بصمة خاصة وتواجد فعال يؤكد أن الشباب يملكون قدرة كبيرة على إكمال مسيرة الكبار وتحمل مسئوليتها بجدارة.... وكان لنا مع شاعرتنا هذا اللقاء.

س1:ما تخصصكِ الدراسي؟
ج1:تخصصت في مجال فن العلاقات العامة في إدارة الأعمال وكان هذا في الجامعة الأوروبية في مدينة مونترو السويسرية.

س2:ما هواياتكِ ؟
ج2:المطالعة تأتي في المرتبة الأولى من هواياتي،و الرياضة و أعشق السفر لأنه يتيح لي فرصة التعرف إلى شعوب و ثقافات أخرى.

س3:ما مهنتكِ الحالية ؟
ج3:حالياً أعمل كمحررة صحفية لمجلة "زهرة الخليج" التي تصدر عن دار الإمارات للإعلام ، ولي في هذه المجلة زاوية أسبوعية خاصة بي.

س4:كيف بدأت علاقتكِ بالقلم و الشعر على وجه الخصوص ؟
ج4:عشقت القلم و الورقة منذ تعرفت عليهما ، و نشأت بيني و بينهما صداقة من نوع خاص ،بدأت في طفولتي في صياغة الجمل القصيرة وكان هذا منذ بدأت تعلم اللغة العربية في السعودية ، ثم في سن المراهقة بدأت أميل لكتابة الشعر الحر.

س5:من الملاحظ تنقلكِ من بلد لآخر فكان الجزء الأكبر من حياتكِ في غربة عن الوطن هل كان لذلك انعكاسات سلبية أو ايجابية على موهبتكِ ؟
ج5:التأثير كان إيجابي فغربتي عززت بداخلي حبي للغتي العربية ، ربما هذا يعود لعودتي للوطن و أنا طفلة فأنا تعلمت اللغة العربية في مراحل دراستي الابتدائية، ثم عدت للغربة مرة أخرى لإكمال دراستي فعدت وأنا أحتضن عشقي للغتي العربية و دأبت على المطالعة وكنت دوماً أحمل حنيناً خاصاً للوطن فالغربة حفزتني لمعرفة الأكثر عن لغتي و وطني لسبب بعدي عنهما. 

 
س6:بالرغم من صغر سنكِ إلا أن تجربتكِ في عالم الشعر طويلة كيف تحكين عنها و ما المطبوعات التي احتنضت قلم مي كتبي ؟
ج6:تجربتي الحقيقية مع الشعر بدأت و أنا في الخامسة عشر من عمري أي بعد عودتي لسويسرا بهدف إكمال دراستي هناك ، بدأت بإرسال كتاباتي إلى مجلة "الحوادث"التي تصدر من لندن وبدأت تحديداً من صفحة "رسائل إلى المحرر" والتي كان يشرف عليها مدير التحرير بنفسه و كان لي اسم مستعار أُوقع به كتاباتي ، و مع تكرار النشر لي تشجعت و شرعت بالاتصال بالمجلة و تحدثت مع مدير التحرير الذي فاجئني و أسعدني بحماسه لأسلوبي في الكتابة و منذ ذلك اليوم و أنا أعتبر الحوادث بيتي الأول فهي احتضنت قلمي لمدة ثلاث سنوات و هي أول مطبوعة عربية قامت بتعريفي للقراء.

س7: هل وجدتِ التشجيع من الأهل و من القائمين على دور النشر ؟
ج7:أمي و أبي هما منارة تشجيعي و كانا و لا يزالا من يحفزني على الكتابة و المطالعة فأمي قارئة و ناقدة من الدرجة الأولى و أبي أيضاً مبحر في دنيا الأدب و الشعر وهما بالنسبة لي القناة التي أمرر بها كتاباتي لتحديد مدى جودتها وما لا يحظى على استحسانهم يكون نصيبه سلة المهملات ،و دوماً أطلب منهما التوجيه و النصح،و الحمد لله وجدت أيضاً التشجيع من القائمين على دور النشر.

س8:هناك شكوى من المواهب الصحفية الشابة تتذمر من تهميش دور الصغار و الاهتمام بالأقلام المعروفة فقط فهل عانيت من هذه المشكلة ؟
ج8: المشكلة التي تواجه الأقلام الصحفية الشابة من تهميش نابعة عن عدم الإيمان بجيل الشباب ، فالجيل السابق من الصحافة ينظر بعدم الثقة لقدرات جيل الشباب لأنه ينظر إليه على أنه جيل دلوع و يريد الحصول على كل شيء بسرعة.الواجب على جيل الشباب إثبات نفسه ففي نظري في بعض أبناء هذا الجيل من يملكون الأفكار الجديدة المفيدة التي قد تساهم من تطوير الصحافة ، وأتمنى من الجيل السابق أن يدعم الشباب و يمنحهم الفرصة للتعبير عن قدراتهم فالشباب سيكونون الامتداد لهم. أما بالنسبة لي فأنا كنت محظوظة لأنني و لله الحمد و جدت الدعم و لم تواجهني أي صعوبات.

س9:من الشخصيات المؤثرة في حياة الشاعرة مي كتبي سواءً في مجال الصحافة أو الشعر أو الأدب ؟
ج9: الشخصيات التي أثرت في حياتي في مجال الصحافة من الذين عرفتهم على المستوى الشخصي هم السيد (حافظ محفوظ) مدير تحرير مجلة الحوادث فهو أول من اعترف بقلمي و شجعني على مواصلة الكتابة ،و لحافظ محفوظ فضل كبير علي لأنه علمني الكثير. و هناك أيضاً الصحفي و الكاتب العربي المعروف الأستاذ (عرفان نظام الدين)و الذي أيضاً حظيت منه بالاهتمام و التوجيه،و لقد ضمني الأستاذ عرفان نظام الدين لناديه الوجداني الذي يضم أبرز الشخصيات الأدبية و الصحفية ، و أنا أعتز بانضمامي لهذا النادي الوجداني الذي أسسه من أجل التواصل الفكري و الأدبي. أيضاً هناك الدكتور (أيمن نور) و هو عضو في مجلس الشعب المصري و صحفي في جريدة الوفد ، فالدكتور أيمن نور علمني كيف يجب أن يثابر المرء ليصل إلى مبتغاه طالما هناك إيمان بالهدف المنشود و أن لا يستسلم لليأس إذا واجه أي صعوبات و عراقيل في رحلة الوصول إلى الهدف. من الشعراء تأثرت بلغة (نزار قباني) المميزة و عشقت شعر (فاروق جويدة) و (محمود درويش) و (إليا أبو ماضي) و (أدونيس) و (نازك الملائكة) و (عبد الوهاب البياتي)،و من الشعراء العرب القدماء أعجبتني أشعار (ذي الرّمة) بالرغم من صعوبة فهمها و عشقت الصور الشعرية الرائعة( لإمرئ القيس )وأحببت شعر المتنبي المليء بالحكم ، و أيضاً هناك ابن زيدون و محبوبته ولاّدة بنت المستكفي و كثيرين آخرين أحببت أشعارهم.أما من دنيا الأدب فهناك جبران خليل جبران الذي كان يملك شفافية روحانية تفوق الوصف في التعبير و كان لديه سمو فكري رائع ، ولقد نُقشت كلماته في روحي و عقلي كما ينقش على الحجر . و تأثرت أيضاً بإحسان عبد القدوس و يوسف السباعي.

س10:ما تعريف الكتاب بالنسبة لكِ ؟ و لمن تقرأين في الوقت الحالي ؟
ج10: الكتاب بالنسبة لي عالم يعطي و لا يأخذ،و مضمون الكتاب إن كان جيداً يفيد كثيراً بتنمية القدرة على التفكير و التعمق بأمور كثيرة في الحياة.و أقرأ الآن كتاب "قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة و الوافدة" للشيخ محمد الغزالي-رحمه الله- أيضاً بين يدي كتاب " الأدب الأندلسي" للدكتور مصطفى الشكعة .

س11:مارستِ الكتابة المقالية في مرحلة من مراحل حياتكِ ثم ابتعدتِ عنها . لماذا ؟و هل تفكرين بالعودة لها ؟
ج11:توقفت لأنني أردت أن أعطي نفسي الفرصة للدراسة و التفكير لتقديم الأفضل و إن شاء الله سأعود لكتابة المقالات الصحفية.

س12:لكل كاتب أسلوب خاص و أجواء يفضل الكتابة فيها أو حالة معينة تدفعه للإبداع فهل يخلق الشاعر هذه الأجواء أم يترقب تهيؤها له ليعايش اللحظة بلحظة بصدق أكبر ؟
ج12: الشاعر إن لم تهاجمه الرغبة في الكتابة فلن يستطيع بأن يحرر حرفاً و الأجواء الكتابية تفرض نفسها عليه عندما تتملكه الرغبة في التعبير . 

 
س13:هل تعتقدين ارتباط الشاعر بوظيفة صحفية روتينية أو مواعيد محددة لتسليم قصائده يتسبب بنوع من الضغط و يجعله في بعض الأحيان يقدم أعمال و هو غير راضٍ عنها ؟
ج13:الشاعر طبيعته لا تحب التقيد أو الروتين لكن إذا كان مرتبط بوظيفة صحفية روتينية أو مواعيد محددة لتسليم قصائده في موعد معين فهذا سيؤثر على جودة إنتاجه الشعري أو ربما العكس و هذا الأمر أعتقد أنه يرجع إلى موهبة الشاعر و أظن من ينظر إلى الشعر كمهنة فقط فلن يكون إنتاجه بجودة من يكتب الشعر للشعر.

س14:ما خطواتك القادمة ؟
ج14:الآن أحضر لأصدار ثاني ديوان لي بعنوان"ترانيم الثريا" و إن شاء الله سيرى النور في الشهر التاسع من هذا العام.

س15:هل من نصيحة توجهينها للشباب الذين يخطون خطواتهم الأولى في عالم الصحافة ؟
ج15:أنا لم أصل بعد لدرجة توجيه النصائح فأنا نفسي لا أزال أخطو خطواتي الأولى في عالم الصحافة ، لكن أود أن أوجه كلمة للجيل الشاب في الصحافة بأن يواصلوا الاستمرار إذا كان لديهم الإيمان في رسالتهم ، و الله ولي التوفيق.