الإحتلال الإسرائيلي مبرمج لضرب البنية التحتية (للإنسان) الفلسطيني

الدكتور إياد السراج لـ عربيات: لانريد رصاصاً يوحد صفوف العدو بالخوف

عربيات: خاص - لندن
صور وفيديو

يكثر الحديث عن المعاناة الجسدية وإنتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني لكن قلما نتطرق إلى الإنعكاسات النفسية التي يركز عليها الإحتلال الإسرائيلي لتترك آثارها على المدى البعيد وتضرب البنية التحتية ( للإنسان ) الفلسطيني .... هذا هو أبلغ وصف جاء على لسان ضيفنا اليوم الدكتور / إياد السراج ، المتخصص في الطب النفسي لأمراض الحروب...
 

الدكتور ( إياد السراج ) في البداية نود أن تعرفنا على أهم المحطات التي توقفت بها وساهمت في إثراء مشوارك العلمي والعملي.
ولدت في ( بير السبع ) وفي عام 48م هاجرنا إلى غزة وكان عمري آنذاك 4 سنوات ... و في عام 61م ذهبت إلى مصر لإتمام تعليمي حيث قررت أن أتعلم الإنجليزية أثناء حرب 67م بسبب اكتشافي لكذب الإذاعات العربية في ذلك الوقت .... ثم في عام 73م سافرت إلى بريطانيا لدراسة الطب النفسي وعدت بعدها إلى غزة لممارسة عملي حيث انشأت أول مستشفى للطب النفسي واستمر عملي فيه إلى أن فُصِلت من قبل الحكومة الإسرائيلية.

لماذا؟
بسبب دعوتي لمجموعة من الأطباء الإسرائيليين لمشاهدة ما يحدث في غزة من تكسير عظام الأطفال وغيره من الممارسات فعندما شاهدوا ذلك كتبوا بيان للرأي العام ضد الإحتلال الإسرائيلي مما أدى إلى محاصرتي وفصلي عن العمل بصفتي المحرض ... فأنشأت بعدها برنامج غزة للصحة النفسية حيث كان في الأساس لمعالجة الأطفال ثم تطور لمعالجة الأسرى الفلسطينيين ضحايا التعذيب في السجون الإسرائيلية ثم المرأة.

 

الإنسان الفلسطيني يتوارث الخوف

 

ماهي الدراسات التي يقوم بها ( برنامج غزة للصحة النفسية )؟
في الحقيقة الشعب الفلسطيني يعتبر مادة خصبة للدراسات لكثرة ماعانى من مآسي منذ الإقتلاع عام 48م عندما فقد الإنسان الفلسطيني الإحساس بالطمأنينة حتى وهو يجلس بداخل منزله لأن كل منزل أصبح معرض لأن يُسلَب منك في أي لحظة .... فأصبحنا نتوارث الخوف .... وأيضاً لعوامل أخرى لها تأثير على الإستقرار النفسي مثل معاناة اللجوء وحياة المهاجر وقبل كل شيء مأساة الإحتلال المبرمج لضرب البنية الأساسية للإنسان ... وعن طريق هذه الدراسات استطعنا الكشف عن العديد من الأمور الخطيرة فعلى سبيل المثال في زمن الإنتفاضة الأولى كنا نجري دراسات فلاحظنا أن الغالبية العظمى من الأطفال عندما نسألهم عما يعلق بذاكرتهم من مشاهد أليمة كانوا يذكرون لنا مشاهد ضرب عساكر الإحتلال لآبائهم ومن بين 3000 طفل وجدنا أن 45% منهم قد شاهدوا آبائهم يضربون أمام أعينهم وهذا يوضح أنها ليست حالة فردية بل هي ظاهرة وورائها تخطيط خطير فالأب عند الطفل هو رمز القوة وعندما يُضرب يسقط رمز القوة و يحل محله رمز جديد هو الجندي الإسرائيلي ... وتبقى رسالة غير واضحة في العقل الباطن للطفل تأخذ أشكال مختلفة توقع الطفل في حيرة حينما يصبح رمز القوة هو العدو أو عندما يختزل الحقد ضد هذا العدو ... ولذلك نلاحظ أن الإنتفاضة الثانية تحمل مقدار أكبر من الغضب والثورة قياساً بالإنتفاضة الأولى لأن الجيل الذي اختزل تلك المشاعر في الإنتفاضة الأولى هو من يُظهرها في هذه الإنتفاضة.

 

هذا ما يتعرض له المعتقل الفلسطيني!!

 

هل لديكم معلومات عن وسائل التعذيب التي يتعرض لها المعتقل الفلسطيني على يد قوات الإحتلال؟
اسرائيل اعتقلت آلاف الفلسطينيين من أعضاء المنظمات المسلحة وقامت بتعذيبهم بسياسات مبرمجة وهي كثيرة ، فغالباً ما يسبق التحقيق أن يلبسونك كيس يحتوي على رائحة بول كريهة ... ثم تبدأ عمليات أخرى منها: الحرمان من النوم والأكل ، الضوضاء ، العزل ، الضرب بوحشية في مناطق حساسة ، الهز شديد ، الخنق .... إلى جانب الإحتجاز في أماكن شديدة البرودة أو الحرارة .... هذه بعض وسائل التعذيب التي تعرفنا عليها عن طريق استجواب أشخاص سبق اعتقالهم أثناء دراساتنا.

 
 

خرجنا عام ( 48م) من بيتنا القديم ونحن نعتقد أن الجيوش العربية ستعيدنا إليه بعد أسابيع

 
 

تحدثت عن مأساة "الإقتلاع" في عام 48م فهل تعتقد أن بيع بعض الإقطاعيين من أهالي فلسطين لأراضيهم ساهم في تعبيد الطريق أمام قوات الإحتلال لتنفيذ عملية الإقتلاع؟
لا أستطيع أن أنكر أن بعض الفلسطينيين قد باعوا أراضيهم قبل الإقتلاع ولكن الإحصائيات عن الأراضي من حكومة الإنتداب البريطاني في سنة 45م كانت تشير إلى أن اليهود يملكون 7% من الأراضي الفلسطينية و معنى ذلك أن الحركة الصهيونية كان تخطيطها قد بدأ منذ أكثر من مئة عام .... وكانت لديهم منظمات متخصصة لتنفيذ هذا التخطيط منها الوكالة اليهودية لشراء الأراضي ... ثم بعد 48م وضعوا كثير من الأراضي الفلسطينية تحت الحراسة باسم " أملاك الغائبين " وصادروا غيرها لأسباب أمنية .... و لعل أحد المشاكل الرئيسية هي أن الكثير من الفلسطينيين خرجوا من أراضيهم دون إثباتات لملكيتها .... فنحن على سبيل المثال خرجنا من ( بير السبع ) إلى غزة بإعتبار أننا سنغيب في رحلة أسبوعين ونعود بعدها على اعتبار أن الجيوش العربية ستدخل وتحرر أراضينا .... فتركنا كل شيء وراءنا مثل غيرنا بسبب الخوف خاصة بعد انتشار أخبار مجزرة ( دير ياسين ) وغيرها .... المشكلة الأخرى هي أن معظم الفلسطينيين كانوا يعملون في فلاحة الأراضي دون أن يكون لديهم أوراق ملكية ... وهناك أيضاً أراضي ملك للدولة يزرعها الفلاح ويتوارثها الأبناء لأجيال باعتبار أنها ملكهم بينما رسمياً هي مسجلة للدولة .... فعندما قامت دولة إسرائيل اعتبرت جميع هذه الأراضي ملك لها ... وبذلك نرى أن عوامل عديدة اجتمعت وكانت وراء ضياع حقوق وأملاك المواطن الفلسطيني.

تعرضت للإعتقال أكثر من مرة فما هو السبب وراء ذلك؟
أنا في الحقيقة لم أشارك أبداً في أي عمل عسكري أو مسلح و مع ذلك تعرضت لملاحقات كثيرة ومنع من السفر واعتقالات ، أما أول اصطدام لي مع جنود الإحتلال كان لدى عودتي من مصر عندما وجهوا لي دعوات للتجنيد معهم كعميل مخابرات وهذا الأمر كان روتيني فما أن يعود فلسطيني إلى الوطن حتى تبدأ ملاحقته على أمل أن يرضخ لمحاولاتهم ... واستمرت طلبات الإستدعاء تصل إلى مكتبي بشكل أسبوعي على مدى 6 أشهر وكنت أرفض إلى أن وصلني قرار بالفصل من العمل لأسباب أمنية ... وحصلت بعدها ضجة كبيرة قدم على اثرها عدد من الأطباء استقالاتهم وأرسلت رسائل لرئيس الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ، إلى أن اضطرت الحكومة الإسرائيلية بعد فترة أن تعيدني للعمل ... الصدام الثاني بدأ عندما شاركت في المطالبة برفض دفع الضريبة للحكومة الإسرائيلية ودعيت الأطباء جميعاً للإمتناع عن دفعها فاعتقلوني لهذا السبب.

 

هذا هو سر الدولة الإسرائيلية

على ضوء تجربتكم ماهي حقيقة حرية الرأي والديمقراطية في اسرائيل؟
هناك حرية للرأي في إسرائيل وهناك إحتكام إلى القانون لانستطيع أن ننكره ... لكن تطبيق هذا هذا القانون يختلف عندما يكون المحكوم عليه فلسطيني وأبسط مثال على ذلك ما يتعرض له اليوم العضو العربي في الكنيسيت ( عزمي بشارة ) بسبب تصريحات لو أن من أطلقها يهودي غير عربي لما تعرض لمثل هذه المحاكمات .... ومع ذلك الحدود التي تسمح بها اسرائيل للعرب للتعبير عن آرائهم أكثر إتساعاً من الحدود التي يسمح بها للمواطن العربي في بلده ... ونستطيع أن نقول أن قوة إسرائيل الأولى في انتصارها علينا هو أنها استطاعت أن تجعل من المواطن الإسرائيلي مواطناً على درجة من المساواة مع أي وزير أو مسؤول في هذه الدولة وبالتالي انتمى الجميع إلى هذا الوطن المزعوم ...

وكيف يقر هذا القانون أو الديمقراطية عمليات التعذيب الجسدي والنفسي؟
إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي كان قانونها يبرر التعذيب إلى أن صدر قانون آخر في عام 99م يقرر وقف كل أنواع التعذيب بما فيها الضغط النفسي ، وكان هذا القرار بمثابة إعتراف بما كان يحدث قبل ذلك .... ومع هذا لايزال التعذيب موجوداَ بل حتى المؤسسة الطبية في إسرائيل كانت مشتركة في عمليات التعذيب فالأطباء على سبيل المثال كانوا يقومون بالإمضاء على نماذج تفيد بأن هذا الشخص أو ذاك لديه القدرة على احتمال التعذيب إلى أن افتضح أمرهم ...

كيف يمكن تفسير ارتكاب الأطباء لمثل هذا الخطأ بشكل جماعي ؟
لابد أن ندرك أن المؤسسة العسكرية في اسرائيل هي مؤسسة عنصرية صهيونية قائمة على فكرة واحدة هي أن فلسطين أرض اليهود والقيام بأي عمل من أجل هذا الهدف يبرر الوسائل ... وهذه المؤسسة ليست فقط الجيش ولكنها تجمع ضمن نسيجها الأساتذة والخبراء والعلماء والأطباء وغيرهم وبالنسبة لهم الخيانة هي أن لايخدموا أهداف الدولة الإسرائيلية.

كيف بدأ مشوارك مع منظمات حقوق الإنسان ؟
في الحقيقة أنا عضو منذ أكثر من ( 15 ) عاماً في منظمات حقوق الإنسان ، حيث قمنا أنا والدكتورة (حنان عشراوي  و (محمود درويش) وعدد من الناشطين في هذا المجال بتشكيل "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن" وكانت الدكتورة (حنان عشراوي) أول مفوض عام للهيئة ثم تقلدت هذا المنصب .... ولازلت أمين سر الهيئة.

كيف يتم تمويل ودعم هذه المنظمة ؟
تدعم المنظمة دول عديدة منها دول اسكندنافيا ، السويد ، النرويج ، هولندا .... وغيرها.

 

نحتاج إلى استراتيجية عربية واضحة للإستغناء عن دعم الغرب

 

هناك إتهامات موجهة إلى منظمات حقوق الإنسان العربية بإعتبارها ( مُسيَّسة ) ونلاحظ هنا أن هذه الدول الداعمة ( للهيئة الفلسطينية لحقوق الإنسان ) هي نفس الدول الداعمة لاسرائيل ، ألا تعتقد أن هناك نوع من الإزدواجية في مواقفها يضع علامات تعجب عديدة أمام الدور الذي من الممكن أن تقوم به ؟
الدول لا تعمل إلا لمصالحها وأهدافها فالدول الأوروبية ترتبط بمصالح استراتيجية مع اسرائيل ولها خلفية تاريخية نتيجة الشعور بالذنب تجاه اليهود والمحرقة النازية وفي نفس الوقت هي تؤيد الدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان دون تضارب في المواقف .... وهناك مواقف تذكر لها في الثمانينات عندما قامت أوروبا بمقاطعة اسرائيل اقتصادياً من أجل السماح للصادرات الفلسطينية بالتصدير ... لكن لدينا خيار آخر إذا كنا نبحث عن دعم كامل لاتشوبه شائبة وهو أن تتضامن الدول العربية وتضع استراتيجية واضحة لمقاطعة اسرائيل ودعم حقوق الشعب الفلسطيني ونحن نرحب بأي مبادرة عربية من هذا النوع ....

يكثر الحديث عن المحرقة وتعاطف الغرب مع اليهود بسببها فكيف نفسر إنعدام هذا الإحساس والتعاطف مع المجازر التي ترتكب في فلسطين؟
المشكلة الكبرى هي أن الغالبية العظمى من الغرب لم يعرفوا بشيء يسمى فلسطين حتى يعرفوا بما يحدث فيها إلا مؤخراً فأنا أذكر في عام 73م عندما سافرت إلى بريطانيا كنت إذا أخبرت أحدهم بأنني فلسطيني ينظر إلي باستغراب مستفسراً عن هذا البلد الذي أنتمي له ... وان كان يعرف ماهي فلسطين فأجده يهرب مني باعتباري مجرماً .... هذا ما نجحت إسرائيل بترويجه وفشلنا نحن بتغييره .... فاسرائيل فتحت إلى جانب الإعلام حركة سياحية موجهة للشباب الغربي منذ 50 سنة وسهلت لهم زيارتها والبقاء فيها أشهر عديدة في أجواء تظهر أفضل ماعندهم فيعود الشاب بفكرة عظيمة عن هذه الدولة الناشئة .... وهؤلاء الشباب اليوم هم الصحفيين والمسؤولين وربما رؤساء الوزراء في بلادهم ... ونحن ماذا فعلنا مع الرأي العام الغربي؟ .... وأين رجال الأعمال العرب الذين يجندون وسائل إعلامية ضخمة موجهة للعالم لخدمة قضايانا مثلما فعل رجال الأعمال اليهود؟!!..

ذكرت في أحد مقالاتك أن سقوط ( شارون ) هو هدف استراتيجي فهل المقصود هو شارون بشخصه أو مايمثله ؟
أقصد بالطبع مايمثله من فكر صهيوني عنصري يدعي أن هذه الأرض هي لليهود فقط وأنهم شعب الله المختار.

وما هو البديل إذن ؟
لكي يتحقق السلام في المنطقة لابد وأن تخرج أولاً قيادة إسرائيلية تستطيع أن تقول لشعبها الحقيقة وتعترف بأن هذه الأرض ليست لليهود ولابد أن يشتركوا في العيش مع شعب فلسطين وهم يدركون أن دولتهم قامت على أنقاض دولة فلسطين وأن هذا المعنى يترتب عليه مسؤولية وإعتراف بالذنب وموافقة على إقامة دولة فلسطين مجدداً وتعويض شعبها .

في ظل الظروف والمعطيات الحالية ماهي الخيارات التي من الممكن أن تحقق العدالة والأمن للشعب الفلسطيني من وجهة نظرك؟
الظروف الحالية لا تترك المجال لخيارات كثيرة ... لكن برأيي ما يجب أن يكون هو دولة واحدة يتساوى فيها الجميع أمام القانون بمختلف أديانهم الإسلامية والمسيحية واليهودية ... وهناك أيضاً حل آخر وهو وجود دولتين وهذه المسألة من وجهة نظري صعبة جداً لأن الفلسطيني الذي عانى الأمرين على مدى 50 سنة ماضية يريد أرضه وفي نظره كل فلسطين أرضه ولكن هذا شيء مستحيل اليوم إلا في ظل إبادة إسرائيل ونحن لانملك القيام بذلك وليس أمامنا سوى القبول بما نستطيع أن نحققه في الوقت الحالي وهو الحد الأدنى بإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين وإذا قررنا ذلك نستطيع أن نفتح مجالاً للحديث عن المستقبل.

وكيف ترى الإنتفاضة الفلسطينية الثانية؟
هي في الأساس تعبير عن رفض ( أوسلو ) ورفض ما يسمى بعملية السلام ورفض للإحتلال والإذلال الإسرائيلي ... لكنها خسرت تعاطف العالم معها بسبب أنها مسلحة على عكس الإنتفاضة الأولى ... وفي الواقع نحن بحاجة إلى تأييد شعوب العالم العربي والغربي لأن قضيتنا من أعدل القضايا .... ولانريد رصاصاً يوحد صفوف العدو بالخوف ويوصم شعبنا بالعنف فنحن لن نستطيع تدمير إسرائيل بأسلحتنا ولا بالعمليات الإنتحارية التي يمكن لإسرائيل أن تصمد 100 عام أمامها لكنها لن تصمد أكثر من سنة في مواجهة حقيقية مع السلام لأن النسيج الذي يتكون منه المجتمع الإسرائيلي متنافر وستظهر المشاكل حتماً عندما نرفع أيدينا عن توحيد صفوفهم بأسلحتنا التي تضر بأوضاعنا وتزيدها سوءًا.

إذن هل تؤيد إيقاف الإنتفاضة ؟
المقاومة لايجب أن تتوقف وكذلك الثبات على المطالبة بحقوقنا كاملة .... لكننا منحنا الوقت الكافي لتجربة المقاومة المسلحة ولم نخرج بنتيجة ... وعلينا أن نحاول مخاطبة العالم بلغة السلام لنتمكن من التعريف بحقيقة قضيتنا ... من جهة أخرى السلاح أصبح مصدر خطورة على المجتمع الفلسطيني فعندما يجتمع السلاح مع الجهل والثورة والعاطفية تأتي نتائج لا تحمد عقباها .... السلاح يحتاج إلى عقل وحكمة وما نخشاه هو أن تتحول الصراعات المسلحة إلى عنف داخلي يتفشى في الشارع الفلسطيني ويؤذي أفراده ويحرمهم مجدداً من الحياة الآمنة ...

رسالة أخيرة ...
رسالتي هي دعوة للسلام والتضامن من أجل هدف واحد هو حصول الإنسان الفلسطيني على حقوقه كاملة .... ورسالتي إلى كل عربي أن يدرك أهمية إبراز الحقائق للرأي العام الغربي الذي يغيب عنه الصوت العربي تماماً حتى لم يصبح له ولا لقضاياه وجود فهذا الدور الذي لايمكن أن نتوقع أن يقوم به غيرنا .... ولو سلمنا بأن رجال الأعمال والجهات الرسمية عازفة عن الإستثمار في مجال الإعلام على نطاقات واسعة فيبقى لدى كل انسان عربي القدرة على إثبات وجودة ... وعلى سبيل المثال نلاحظ أنه لو قام صحفي في الغرب بكتابة مقال أو تحرير تحقيق صحفي يسيء إلى اسرائيل تصله مئات وآلاف الرسائل من الشعب الإسرائيلي تستنكر وترد مما يجعل الصحيفة تفكر أكثر من مرة قبل أن تنشر مثل هذه المواضيع بينما القاريء العربي لا يكلف نفسه بعناء الرد مما يجعله وقضاياه فريسة سهلة يقلبها الإعلام الغربي كيفما