اتهموني بأنني مرشح النساء والنتائج أثبتت عكس ذلك

النائب اللبناني / مصباح الأحدب لعربيات:

مي كتبي
صور وفيديو
السيد / مصباح الأحدب نائب مدينة طرابلس في لبنان،و التي تعد العاصمة الثانية للبنان و ثاني أكبر مدينة فيه...النائب الشاب إنسان يتقد بالحيوية و النشاط ... يحلم بوطن متطور و شباب يشارك في صنع مجده ... يحمل في قلبه حبٌ عنيد لوطنه و لا يتردد في التفاني من أجل خدمته...و هو أيضاً ينتمي إلى عائلة عريقة تعد من أعرق العائلات اللبنانية فهو إبن السيد/ عوني الأحدب(رحمه الله)رجل الأعمال الناجح الذي ترك بعد رحيله إسماً لا يزال صداه الطيب يتردد في أروقة الحاضر ..و إلى جانب الأصل الطيب و النسب الصالح فهو أيضاً إنسان لمسنا فيه الرقي و الوضوح و بعد النظر....

 
إلتقينا السيد / مصباح الأحدب و حكى "لعربيات" حكايته مع السياسية و الحياة و كان صريحاً لم يتكلف الكلام بل كان يتحدث بصدق شديد...

 

- علمنا أنك درست إدارة الأعمال فما الذي دفعك للعمل السياسي بالرغم أنها لا تدخل في صميم دراستك؟

لا أظن أن هناك دراسة معينة للسياسة ،و الذي يعمل في السياسة ليس من الضروري أن يدرسها، فالسياسي الناجح هو من يستطيع نقل أفكار الأخصائيين للناس...لكن من ناحية أخرى المحاماة تفيدني في معرفة المسائل القانونية و لهذه النقطة أستعين بمشورة المحاميين...

و يضيف: لقد تخصصت في الإقتصاد و أفادني تخصصي هذا عندما دخلت في لجنة المال و الموازنة و استطعت خلال تلك المرحلة تكوين فكرة حول الوضع الاقتصادي في لبنان.

 

 

- الأستاذ(مصباح الأحدب)أخذتك سفن الغربة إلى خارج  لبنان...فمتى بدأت رحلتك للخارج؟و ماهي البلاد التي أقمت فيها؟

 

لقد تركت لبنان في عام 1975 م أي في عام نشوب الحرب اللبنانية و بدأت الرحلة من مصر حيث تابعت خلالها دراستي لمدة عام و من ثم ذهبت إلى باريس و بقيت هناك إلى عام 1987م ثم عدت إلى لبنان بسبب وفاة والدي وأكملت دراستي الجامعية و تابعت تخصصي في الاقتصاد بين باريس و ألمانيا و لندن، ثم ذهبت إلى نيويورك و روما للتدريب المهني و عدت إلى لبنان عام 1992م حيث  قررت الاستقرار في بلدي و أصبحت القنصل الفخري لفرنسا في مدينة طرابلس.

 

- ألا ترى أن غربتك الطويلة واللإبتعاد عن لبنان في فترة الحرب وعدم معايشتك للأوضاع السياسية المتأزمة آنذاك قد تعتبر نقطة سلبية في سجّلك السياسي؟

بالعكس وجودي خارج لبنان أثناء الحرب أعطاني الفرصة للتفكير في الوضع السياسي المتأزم بصورة أدق بعيدا عن التوتر و الضغط العصبي الذي تسببه الحروب...

ويسترسل قائلاً: لكنني عدت إلى لبنان في الخامسة و العشرين و كان ذلك في عام 1987م أي في خضم الأحداث في لبنان و كانت العودة بسبب وفاة والدي (رحمه الله)،عدت من أجل تصفية الأمور العالقة في الإرث و عدت وحدي بينما كانت أسرتي لا تزال في الخارج...ووجودي في ظل الظروف التي كانت تعصف بلبنان سبب لي إزعاجا كبيراً لأنني مرتبط عاطفياً بهذا البلد و تألمت كثيراً لرؤيته يمر بهذه المحنة العصيبة..و بصراحة كنت أنوي فور انتهائي من تصفية الأمور أن أعود إلى الخارج للعمل هناك خاصة وأن الأمر سهل بالنسبة لي لأنني أحمل الجنسية الفرنسية و كان قد عرض علي وظيفة في الأمم المتحدة.

 

- كيف إذن أتى قرار العودة؟

لقد فكرت كيف يمكنني أن أساعد بلدي،و في البداية لم أكن أفكر في العمل السياسي لكنني فكرت كيف يمكنني أن أخدم البلد اقتصادياً و بدأت بالتحرك والإتصال بجهات عديدة بحكم علاقاتي القوية التي بنيتها في غربتي...لكنني اصطدمت بحاجز هو أن السياسيين في لبنان بدئوا يتذمرون من تواجدي و باتوا يقولون أنني أتدخل في الشؤون العامة....و بدأت أيضاً أتعرض لكثير من التهديدات و التهكمات و قالوا لي بالحرف(إذا أردت أن تعيش في لبنان فلتكن حياتك ضمن حدود اجتماعية و لا علاقة لك بالشؤون العامة)....و من هنا بدأ مشواري السياسي و كان لابد أن أفكر بمواجهة التيارات المحاربة بصوت عال..و بدأت فعلياً أحضر نفسي لتعاطي السياسة و الشؤون العامة...و في عام 1992م توطدت علاقاتي في بيروت و أعدت بناء علاقات الوالد(رحمه الله)...و واجهت تياراً آخر من الانتقادات و التهكمات لكنني صبرت لأنزل في انتخابات عام 1996م...و بالفعل عام 1996م كان عام النجاح ، فلقد رشحت نفسي و فزت.

 

- هذا يعني أنك بنيت قاعدتك السياسية بنفسك؟

الحمد لله...و أقولها لك أن نتيجة العلاقات التي دأبت على بنائها طوال هذه الفترة أتت بنتائجها، و لقد اتخذت العديد من المواقف السياسية التي عززت فوزي في انتخابات عام 2000م...و استطعت أن أكسب ثقة الناس و مساندتهم...

 

- أريد أن تحدثنا عن انتخابات عام 2000م و كيف خرجت من اللائحة التي كنت متواجداً عليها لتستقل بلائحة منفردة؟

إذا أردنا أن ندخل في التفاصيل فهناك فقط خمسة أماكن ((للسُّنة)) في دائرة طرابلس،و كان أحد الرؤساء متواجد على اللائحة الثانية و أنا كنت متواجد على اللائحة الأولى...و كان( مطلوب )من  هذا الرئيس أن ينجح و كان مدعوماً دعماً قوياً من قِبل الدولة والأجهزة الأمنية بكافة أنواعها...و من جهة أخرى اللائحة التي كنت متواجداً عليها كان معي  من هم مدعومين دعماً قوياً من قِبل جهات عديدة ، وأحد هؤلاء الأشخاص قالها بكل صراحة أنه رصد مبلغ 25 مليون دولار من أجل الحملة الانتخابية...و بقيت أنا بلا أي دعم من أي جهة مالية كانت أو أمنية....فأراد ( الرئيس) أن يأخذ مكاني....و عندما علمت أن العمل على إقصائي يصب في إطار المفاتيح الانتخابية ،أدركت أنه لو بقيت مكاني دون أن أتحرك حركة إيجابية سأخسر بلا أدنى شك لذا اتخذت قراراً صعباً للغاية و وُجهت إليّ العديد من الاتهامات التي لا مجال لحصرها لكن في نهاية المطاف فزت و الفضل يعود لرب العالمين و لثقة العديد من الناس الذين يدركون جيداً المواقف السياسية التي اتخذتها،و هكذا تم انتخابي للمرة الثانية ...عن طريق الناس و ليس عن طريق(فلان و فلان).

 

- وهل تنوي خوض الانتخابات للمرة الثالثة ؟

إن شاء الله... و أنا أستعد من الآن من أجل الدورة القادمة.... وبصراحة الانتخابات هذا العام أرهقتني مادياً،و لهذا السبب أركز على بناء نفسي مادياً من جديد لأكون مستعداً، والحمد لله الوالد و بحكم أنه كان رجل أعمال ناجح ترك لنا بعض المصالح التي أعمل عليها والتي بوسعها مساعدتي إن شاء الله... لأنني بعدما شهدت شراسة انتخابات عام الألفين... و بعد الذي رأيته من سوء نوايا هدفها إبعادي بأي طريقة... قررت أن أبني قاعدة أقوى لأواجه التيار بقوة و صلابة

 

 

 
 

 

اقتصاد الحرب يبنى على الأموال الغير مشروع

 

 

- لماذا برأيك يمر الوضع الاقتصادي اللبناني الآن بمرحلة متأزمة؟

لبنان شهد حرب طاحنة،و الحرب تدمر ما يسمى اقتصاد السلام و هو يشمل (البنية التحتية) و المؤسسات و كل المقومات الاقتصادية الأخرى..

و يبرز اقتصاد الحرب الذي يُبنى عن طريق الأموال الغير شرعية و التي تأتي عن طريق تجارة المخدرات و الأسلحة...و عندما انتهت الحرب

ظهرت الفاتورة التي يجب أن تدفع لبناء ما دمرته الحرب،و لبنان موارده قليلة جداً و لا يعتمد على واردات أولية فهو فقط يملك مناخ اقتصادي يستقطب رؤوس الأموال المتواجدة في الخارج.

 

- وما هو المطلوب لمعالجة الوضع؟

المطلوب إعادة الاستثمار في لبنان،و معالجة الوضع على المستوى الاقتصادي و الدولة الآن اتخذت خطوات إيجابية بهذا الشأن أتمنى أن تكون فعلية لا شكلية فقط....و في نفس الوقت يجب اتخاذ خطوات إدارية و سياسية...فيجب أن يكون هناك سلم سياسي و سلم أمني و الكل و بدون استثناء يجب أن يجلس على ((الطاولة المستديرة)) لوضع أسس متينة من أجل انطلاقة جديدة و قوية...و يضيف:لكن الكل يتبع سياسة "أنا و من بعدي الطوفان" و هذا الحال إذا استمر سوف يخلق مناخ سلبي كفيل بأن يُبعد المستثمر الأجنبي ،فهناك مثل شعبي يقول "رأس المال جبان".

 

- اتهموك بالنساء،و قالوا أن أغلب الأصوات التي انتخبتك كانت بسبب وسامتك...فما هو ردك حيال هذا الاتهام؟!

 (يرد مبتسماً): نعم...هذا صحيح ! و أعادوا الكَّرة مرة أخرى في انتخابات عام 2000م لكن بصورة أقل بسبب التحديات القوية التي كانت تجري على الساحة الانتخابية ، لكن في الواقع تبين بعد إجراء بعض الإحصائيات أنه يوجد من حاز على نسبة أعلى مني  من الأصوات النسائية...لكنهم يحاولون أن يجدوا ثغرة لتكون لهم مدخل غير سوي..وإذا نظرنا الى مجلس النواب لوجدنا أشخاصاً لا يتمتعون بشكل مقبول و لا حتى بأداء سياسي مقبول

لذا الشكل ليس معيار لأداء سياسي مميز...و يضيف:و لقد اتهمت أيضاً بعلاقاتي الحميمة مع الحكومتين الفرنسية والأمريكية... ومن بين هذه التهم أتبنى تهمة النساء! لأن المرأة إما أن تعطي ثقتها أو لا تعطيها ولا  تنتخب أحد لمجرد أن الشخص شكله مقبول لأنها حريصة على المناخ الذي يتربى فيه أولادها فهي تريد أن تعطي ثقتها لمن هو أهل لها و لحماية مجتمعها .

 

- هل تؤيد وجود المرأة سياسياً؟

طبعا،فالمرأة جزء من شريحة ليست ضمن الطبقة السياسية التقليدية ووجودها ضروري لأنها تساهم في بناء المجتمع و لأنها تملك حس تربوي و صحي و لديها طاقة كبيرة على العطاء و قدرة على خدمة المجتمع..و أتمنى أن أرى المرأة(وزيرة)في يوم من الأيام.

 

- و هل تتوقع أن تصل امرأة عربية لأن تصبح(وزيرة)؟

إذا وضعي السياسي تطور أكثر سأناضل علناً من أجل هذا الموضوع.

 

الديمقراطية أهم ثروات لبنان

- هل أنت ديمقراطي؟

أنا ديمقراطي جداً...و أنا مع سياسة الحوار و ضد سياسة إملاء الرأي، فالحوار مع حرية الرأي يشكلان الخميرة الأساسية لأي عمل ناجح..و أعتقد أن أهم ثروة يملكها لبنان هو الديمقراطية الذي يتحلى بها...

 

- ماهي هواياتك؟

أحب أن أستمع إلى الموسيقى بكافة أنواعها،لكنني أفضل الموسيقى الغربية كالإيطالية...و بالنسبة للموسيقى العربية أحب الأغاني القديمة و أستمع فقط مع(لأم كلثوم) و(محمد عبد الوهاب)...و أيضاً أهوى ممارسة الرياضة.

 

- هل تربطك علاقة بالإنترنت؟

أنا من الأشخاص المتابعين للإنترنت و أركز كثيراً على التحليلات السياسية و معرفة أخبار العالم بصورة أشمل و أدق... كما تساعدني الإنترنت كثيراً في عملية البحث عن أي موضوع كان.

    

- و ما رأيك بفكرة مجلة عربيات التي هي أول مجلة عربية على الإنترنت؟

أنا أقدّر أصحاب المبادرة الأولى ،خصوصاً إذا كانت مبادرة جميلة و جديدة و سبَّاقة... و لهذا أقدم لك كل احترامي و تقديري... و أتمنى لكم النجاح الدائم بإذن الله....