الإنجازات الطبية والإجتماعية تتحقق في مشروع الرعاية الصحية المنزلية

لقاء مع صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز

خاص - عربيات
صور وفيديو

الرعاية الطبية أحد أهم الأساسيات التي لابد وأن تتوفر في كل مكان. ومن منطلق الوعي بأهمية الأدوار المكملة لهذه الرعاية تم إنشاء أول مؤسسة خيرية تعنى بشؤون المرضى في منازلهم وتعتبر الأولى من نوعها في المملكة... ضيفتنا الكريمة ورمزنا الذي نفخر به اليوم صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رئيسة المؤسسة بفرع الغربية، تحدثنا عن هذه التجربة وأهدافها النبيلة في خدمة المرضى والمجتمع... ومع هذه النماذج الرائعة للمرأة العربية نترككم للتعرف عن قرب على عمل صاحبة السمو الأميرة عادلة بنت عبدالله حفظها الله.

في البداية، كيف ومتى ولدت فكرة انشاء مؤسسة الرعاية الصحية المنزلية؟
بدأت فكرة إنشاء المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية عام 1997م، بعد أن اطلعت سمو الأميرة حصة الشعلان حرم سمو سيدي الأمير عبدالله بن عبد العزيز، على جدوى هذه الرعاية التي تؤمن الإستقرار للمريض بين أهله، والإستعمال الأمثل لأسرة المستشفيات.

ماهي الخدمات التي توفرها المؤسسة للمرضى؟
الخدمات التي تقدمها المؤسسة تمريضية، اجتماعية، توعوية، تسهم في نقل المريض المستقر صحياً إلى منزله وتأمين الرعاية الصحية له والمعدات الطبية اللازمة لإفساح المجال لمن هم أشد حاجة للإقامة في المستشفى. وإلى الآن ساهمنا في مساعدة ما يقارب سبعمائة مريض.. بالإضافة إلى برنامج التوعية الصحية في الأحياء الشعبية التي يقطن فيها المرضى، وبرامج ترفيهية للأطفال المرضى وذويهم من خلال رحلات إلى منتزهات مثل (درة العروس) وغيرها تسهم في اسعادهم والترويح عنهم كما أننا تبنينا برنامج لتشجيع الطالبات على العمل الإجتماعي التطوعي بالتعاون مع مدارس دار الفكر.

ماهي الطريقة التي تتبعها المؤسسة لإختيار المرضى الذين ترعاهم؟
ترعى المؤسسة الحالات المحولة لها والتي تندرج تحت الأمراض الحادة، المزمنة، المتأخرة بالإضافة إلى أمراض تخصصية تنفسية والفشل الكلوي.

هل هناك شروط محددة يجب ان تتوفر في المريض؟
بالتأكيد تدرس حالة المريض من قبل الإخصائية الإجتماعية للتأكد من استحقاق المريض للإعانة من معدات طبية والتي ستسهم بخروجه من المستشفى.

قد تكون فكرة الرعاية الصحية المنزلية جديدة إلى حد ما في العالم العربي فهل شعرتم ان المجتمع استوعبها سريعاً؟
لم تكن هذه الخدمة سهلة الإستيعاب فقد كان لبعض المرضى تحفظات حول مدى فعاليتها، غير أنه بعد تعريف المريض وذويه بإيجابية وفعالية هذه الخدمة وبعد كسب ثقتهم بالإلتزام برعايتهم في المنزل تحسنت حالة المرضى نفسياً في الجو الأسري الذي هو المكان الطبيعي للفرد وبالتالي تحسنت حالتهم الصحية. فالمريض يعاني من وحدة واكتئاب داخل المستشفى بالإضافة إلى ان المستشفى تعتبر من أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الفرد للأمراض المعدية، ناهيك عن ما يتكبده الأهل من عناء في التناوب على مريضهم في المستشفى.

من المعروف أن الآلات الطبية المستخدمة في مثل هذه البرامج باهظة التكاليف و بما أنكم مؤسسة خيرية لا تسعى لمردود مادي فهل يغطي الدعم التطوعي تكاليف المؤسسة؟ وهل تفكرون بإقامة مشاريع تمويلية؟
مبدئياً مايردنا من دعم تطوعي يغطي ميزانيتنا، ولكن لابد من التوسع في الخدمات ورفع الطاقة الإستيعابية للمرضى، وعليه لابد من استحداث مشاريع تمويلية تغطي التوسع في الخدمات.

لا شك أن للإعلام دور في التوعية وكذلك الترويج فكيف وجدتم دور الإعلام في مساندة هذا العمل الخيري؟
وجدنا دعم كبير من وسائل الإعلام، الذي ساهم في تعريف المجتمع بالخدمات المقدمة من المؤسسة، وساعدنا للوصول إلى شريحة كبيرة من المجتمع.

 

من الملاحظ تواجد العناصر النسائية بفعالية من مختلف شرائح المجتمع والتخصصات للتطوع في هذا العمل ودعمه مادياً ومعنوياً، وقد لايكون هذا الدعم جديد على المرأة السعودية المعروفة بالعطاء لكن الجديد هو طريقة التواصل الإنساني التي تتبعها المؤسسة والمتمثلة بزيارة العضوات للمرضى ومواساتهم ومتابعة الحالات عن قرب لتلبية حاجاتها المادية والطبية والنفسية… فما هو تقييمكم لعمل المرأة في هذا المجال من ضوء تجربتكم؟
برزت المرأة السعودية في مجال العمل التطوعي وأثبتت التزامها وجدارتها بتحمل المسؤولية تجاه مساعدة الفئات المحتاجة، فهي عنصر فاعل يساهم في قيام المؤسسات الخيرية ويقف وراء نجاحها.

هل يتكون فريق العمل من النساء فقط؟
فريق العمل في المؤسسة مقتصر على السيدات، غير أننا نتعاون مع ذوي الإختصاص من الرجال في حالة الحاجة لذلك.

إلى جانب العضوات العاملات هل هناك فريق طبي متفرغ للعمل الرسمي في المؤسسة؟
تؤمن مستشفى الملك خالد للحرس الوطني فريق تمريضي كفؤ يقوم بمتابعة المرضى في منازلهم.

ماهي أهم العقبات التي تواجهكم؟
لا تواجهنا عقبات محددة ولكن تحديات نعمل على تخطيها.

هل تذكرين يا صاحبة السمو حالة محددة تركت بداخلكم أثر خاص؟
إجمالاً أتعاطف مع كل حالات المرضى، ولاسيما الأطفال منهم.

تقوم المؤسسة بنشاطات اجتماعية متعددة فما هي أبرزها لعام 2000؟
أبرز النشاطات الإجتماعية لعام 2000م كان مهرجان"بساط الريح" الذي مثَّل سوق شرقي شاركت فيه عدة شركات من المملكة وخارجها.

وهل هناك تحضيرات لنشاطات جديدة هذا العام؟
هناك عدة أفكار طرحت من قبل العضوات ونحن في طور دراستها.

بشكل عام ماهو رأي سموكم في عمل المرأة السعودية وما وصلت له في مختلف المجالات اليوم؟
أثبتت المرأة السعودية جدارتها بعملها الدؤوب المخلص وتبوأت مراكز مرموقه قيادية في عدة قطاعات محلياً وعالمياً.

هل يمكننا أن نتعرف على دراسة سموكم وهل لكم اهتمامات أخرى في الوقت الحالي؟
تخرجت في المرحلة الثانوية القسم العلمي من مدارس الرياض والتحقت بجامعة الملك سعود لمرحلة البكالوريوس كلية الآداب قسم الأدب الإنجليزي.. وأعمل في الوقت الحالي مع لجنة صديقات الصحة بالطائف والتي تعنى بمساعدة الأسر محدودي الدخل واليتامى عينياً، وكذلك من خلال برنامج الأسر المنتجة التي نساعدهم على تطوير إمكانياتهم من خلال دورات كمبيوتر،خياطة وتجميل للإعتماد على النفس بالعمل ليأخذوا دوراً فاعلاً في المجتمع بدل من أن يكونوا عالة عليه.. وكذلك أعمل في اللجنة الإستشارية للمتحف الوطني بالرياض.

تعيش المملكة اليوم نقلة حضارية كبيرة وهناك اهتمام بوسائل التكنولوجيا والإتصالات ومنها الإنترنت فهل لكم أي اهتمامات خاصة بعالم الإنترنت؟
اهتماماتي محدودة بعالم الإنترنت وتقتصر على حاجتي للبحث عن معلومات معينة.

ماهي مرئياتكم للإستفادة منها بشكل أكبر لخدمة المجتمع السعودي والهوية العربية بشكل عام؟
الإنترنت سلاح ذو حدين ولابد من أن يكون أداة نستغلها لتعريف المجتمعات بخصوصية مجتمعنا السعودي وعرض تراثنا وقيمنا الإسلامية السمحة من خلال مواقع تنفذ بطريقة شيقة تجذب الزائر لها.

بعد تشريفكم لمجلتنا المتواضعة بالزيارة كيف تقيمونها كتجربة أولى من نوعها يديرها فريق عمل من الشابات؟
تجربتكم رائدة خصوصاً وأن إدارتكم وفريق عملكم من الشابات السعوديات،وتجسد هذه التجربة طموحكم وسعيكم بكل جد وإخلاص لتقديم ماهو قيم ومفيد للمجتمع.. أهنئكم وأتمنى لكم التوفيق بكل ماتسمعون إليه لخدمة هذا الوطن الغالي.

أخيراً، العمل الإنساني له بالغ التأثير على من يمارسه فهل يمكننا ان نتعرف على التأثير الذي تركه اقترابكم من معاناة المرضى والحالات التي تتابعونها؟
ماتركه العمل الإنساني في نفسي هو السعادة والتحفيز على العمل من أجل الآخرين.