في يوم المرأة العالمي وجهت رسائلها للمرأة السعودية والمصرية

الدكتورة عصمت الميرغني أول رئيسة حزب مصرية لـ "عربيات": لن أخوض الانتخابات الرئاسية

عربيات - القاهرة: محسن حسن
صور وفيديو

صاحبة سجل حافل بالمشاركات السياسية والقانونية، خاضت العديد من المعارك الخاصة على المستوى الاجتماعي والإنساني والنسوي حتى تصل إلى تحقيق ما تصبوا إليه من إثبات الجدارة والاستحقاق للمرأة المصرية والعربية، ومن خلال سيرتها الذاتية الحافلة يستطيع المتأمل إدراك ما بداخل هذه السيدة من عنفوان الإنجاز، ونشوة التحدي والاستمرار؛ فقد قاومت محاولات أسرتها لإثنائها عن إكمال تعليمها حتى حصلت على ليسانس الحقوق وانطلقت من مهنة المحاماة لتحتل مكانتها المتميزة في الدفاع عن حقوق الإنسان، ولكي تكلل جهودها عبر سلسلة من النجاحات بتأسيس ورئاسة اتحاد المحامين الآفروأسيوي، ولتصبح واحدة من المحكمات الدوليات المشهود لهن بالكفاءة والخبرة في المجال الحقوقي والإنساني من خلال مكتبيها في باريس وروما وأيضاً من خلال رئاستها لمركز التحكيم الدولي بالدوحة وعضويتها باتحاد المحامين الدوليين بـ لندن. ورغم تميزها ونجاحها لم تغفل يوماً عملها الخيري والإنساني؛ حيث أسست وترأست جمعية "بنت مصر" للأيتام والتي حظيت مؤخراً بلقب أفضل جمعية لرعاية الأيتام في العالم، ومؤخراً نجحت في تحقيق حلمها بتأسيس أول حزب مصري برئاسة نسائية "الحزب الاجتماعي الحر" وهو الحلم الذي ظلت تعمل على تحقيقه منذ العام 2007 إلى الآن حيث تم اعتماده من لجنة شئون الأحزاب في مصر، لتصبح أول رئيسة حزب  مصرية.

إنها الدكتورة عصمت الميرغني التي خصّت عربيات بهذا الحوار الذي لا يخلو من صراحة وجرأة.


منذ أيام احتفى العالم بالمرأة في يومها العالمي فكيف استقبلت هذا اليوم؟ وماهي رسالتك فيه للمرأة العربية؟
أستقبلته بأمنية دائمة ورغبة حقيقية في أن تظل المرأة كائناً خلاقاً مبدعاً قادراً على تحقيق ذاته وحياته جنباً إلى جنب مع الرجل، وألا تكون مجرد تابع تحت عباءته. أما رسالتي فهي تتعلق بحقوق المرأة الواجبة، وهي رسالة أكررها دائماً وأهمس بها في أذن كل امرأة عربية تبحث عن ذاتها، فأقول "ما ضاع حق وراءه مطالب".

ما طبيعة علاقتك مع المرأة السعودية؟
علاقة طيبة للغاية خاصة مع سيدات الأعمال، فالحقيقة أبهرتني سيدة الأعمال السعودية بحضور عقلي متميز ومهارات إدارية عالية، مما رسخ قناعتي بأن المرأة السعودية حريصة على تطوير عالمها بشكل مدروس ومتدرج، وبأنها قادرة على تجاوز أية معوقات تقف في طريق نهضتها وتميزها.

بصراحتك المعهودة، ما الذي ينقص المرأة السعودية بشكل عام؟
أن تكون أكثر ثقة بنفسها، وأن تعتمد على نفسها أكثر من اعتمادها على الرجل، فهي جديرة بان تحقق المزيد من العطاء والإنجاز في ظل تلك الثقة المطلوبة، وليس في ظل تواكلها إلى جانب الرجل. 

 

إهمال الأبناء ليس ثمناً لتحقيق المرأة ذاتها

يردد البعض أن المرأة العربية انشغلت بمنافسة الرجل على حساب مسؤوليتها تجاه بيتها وأبناءها، فهل تتفقين مع هذا الرأي؟
لا أتفق بالطبع، لأن من يردد ذلك هدفه تحجيم المرأة وتحجيم دورها ككائن مبدع قادر على الإنجاز والعطاء مثله مثل الرجل، وليس بالضرورة أن يكون إهمال التربية هو النتيجة المترتبة على تحقيق المرأة ذاتها، والدليل أن كثيرات جمعن بين الإبداع في التربية والإبداع في غيرها من مجالات التنافس العلمي والتقني وغيره.

ولكن كيف تقيّمين الصراع القائم الآن بين المرأة والرجل في مختلف المجالات؟
هو ليس صراعاً بقدر ماهو منافسة شريفة ولكن غير متكافئة في مجملها، لأنها تفتقد الكثير من مفردات إنصاف المرأة، ولعل هذا هو ما يثمّن جهودها ويدعو لاحترامها، باعتبار أنها غالباً في الموقف الأضعف قياساً بالرجل، ومع ذلك تتفوق عليه أحياناً كثيرة.

 

السيطرة الذكورية تضر بالرجل و المرأة

ما الذي تتحفظين عليه بشأن معاملة المجتمع الشرقي للمرأة؟
ميل المجتمع الشرقي إلى السيطرة الذكورية وتقليص دور الأنثى في الحضور والعطاء مقارنة بدور الرجل، وكأن التفكير والإبداع والابتكار كلها مجالات رجولية لا نسوية، وهذا فيه ظلم كبير للمرأة بالطبع، ويقف حائلاً دون تحقيق المرأة لطموحاتها وأحلامها المشروعة، كما أن فيه إضرار بالرجل نفسه.

 

سياسياً، أقول للمرأة الإصرار على النجاح هو النجاح بعينه

في رأيك هل حققت المرأة العربية ذاتها على المستوى السياسي؟
إلى حد ما، فهي شاركت في كل الثورات العربية بجدية وفاعلية، وكانت لها نكهتها الثورية الخاصة. لكني أقول إن فاعليتها السياسية لا زالت نسبية وتحتاج منها إلى الإصرار حتى تصبح ذات تأثير قوي بين الأحزاب والقوى اللاعبة في مسرح السياسة قانونياً وتشريعياً، وعموماً الإصرار على النجاح هو النجاح بعينه.

بأى رسالة تتوجهين إلى مثقفات مصر من جهة، وإلى فتيات الثورة المصرية من جهة أخرى؟
على مثقفات مصر أن يقدّمن مصلحة مصر على مصلحتهن الخاصة، وعلى فتيات الثورة المصرية أن يكنّ أكثر نضجاً وأكثر عقلانية، وأن يبتعدن عن الزج بأنفسهن فيما لا يجدي ولا يفيد.

لماذا في رأيك تزداد حدة ظاهرة التحرش الجنسي في مصر؟
لأننا ولسنوات طويلة تخلينا عن تطبيق العقد الاجتماعي الذي أمر به الإسلام، عندما تركت الدولة أجيالاً متعاقبة بلا سكن ولا عمل ولا أمل، فنحن الآن نجني ما زرعناه بأنفسنا من تقصير في حق هؤلاء جميعاً.

كيف ترين نسبة تمثيل المرأة المصرية في الدستور الجديد؟
حتى الآن أنا لا أرى شيئاً واضحاً، والانتخابات البرلمانية القادمة ستكشف عملياً عما إذا كانت المرأة المصرية سيتم تمثيلها بالشكل المطلوب، وإن كنت أخشى أن تتمخض الانتخابات عن مجرد "كوتة" للمرأة، من وجهة نظري عدمها أفضل من وجودها. وعموماً أنا متحفظة جداً على موقف المرأة المصرية من المشاركة السياسية، فقد حدث نوع من الانكماش لدورها السياسي بفعل تقوقعها على نفسها بعد الثورة، وهو ما ينذر بتراجع كبير لمكانتها وموقعها.  

 

المملكة ومصر، شراكة في الجوار والمصير

هل سبق لك زيارة المملكة العربية السعودية؟
نعم زرتها بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وكان ذلك في مؤتمر "حقوق الإنسان في السلم والحرب"، بخلاف زيارات خاصة لأداء مناسك الحج والعمرة.

ما رأيك في  العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة العربية السعودية، حالياً ومستقبلاً؟
بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك تعرضت العلاقات لنوع من الانكماش النسبي، لكن بمرور الوقت أخذت في التعافي، وعموماً تبقى أبداً السعودية لمصر، وتبقى مصر للسعودية، فهما شريكان في الجوار والمصير معاً، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب أو البعيد.

وأنت متميزة في العمل الخيري، كيف ترين الدعم السعودي للمشروعات الخيرية في مصر؟
الحقيقة هو دعم متميز على مستوى المستثمرين السعوديين في مصر، لكن على المستوى الحكومي تبقى المملكة متميزة أكثر في دعم المشروع الإسلامي في الدول الغربية؛ حيث نجد لها حضوراً واسعاً في الإعلام، وهذا ما لمسته خلال زياراتي المتعددة لأمريكا وأوروبا.

 

تعميق الدور السعودي لمواجهة التمدد الإيراني

بأية عين تنظرين إلى التقارب المصري ـ الإيراني في عهد الرئيس الحالي؟
بعين الخوف والحذر والقلق، فعلاقاتنا بإيران ظلت لسنوات طويلة علاقات مجمدة وكان لدينا ما يبرر تجميد تلك العلاقات، أما الآن فقد اختلف الوضع وأصبح الإخوان على رأس السلطة، وأصبحت اليد الإيرانية بالضرورة متواجدة في مصر، وهو ما يتوجس الجميع خيفة منه. وأنا شخصياً أخشى أن يكون فتح العلاقات مع إيران كارثي بالنسبة لمصر والمصريين.

وكيف تقارنين بين الدور السعودي والدور الإيراني على المستوى السياسي في المنطقة حالياً؟
الحقيقة يبقى الدور الإيراني مشوباً بالعديد من المحاذير بالنسبة لدول المنطقة، وهو دور يتمدد وينتشر بشكل حثيث وخفي، ومن ثم يتوجب على الدور السعودي أن يكون أكثر عمقاً وأكثر اشتباكاً مع من حوله، سواء في مصر أو في دول الخليج العربي. لذا فأنا أثمّن بشدة جهود المملكة في مسار اندماجها الخليجي وأرى ذلك خطوة على الطريق الصحيح في مواجهة الخطر الإيراني. 

 

لم أخطط للريادة، وتعرضت لاستفزازات أمنية

أنت أول امرأة عربية تبادر بتأسيس حزب عام 2007 لتترأسه في العام 2013، لماذا تم رفض تأسيس هذا الحزب قبل الثورة؟  
بداية أنا لم أخطط لأكون الأولى عربياً في هذا الإطار، وكوني حققت هذا فهو يحسب للمرأة العربية في كل مكان من وطننا العربي الكبير، وقد تم رفض الحزب قبل الثورة؛ لأن مواده وبنوده الأولى التي تقدمت بها لتأسيسه عام 2007 كانت تؤصل لنظام برلماني يتيح خضوع رئيس الجمهورية للمحاكمة عند ارتكاب أخطاء، وهو مالم تتحمس له لجنة شئون الأحزاب وقتئذ. هذا بالإضافة لتربص زوجة الرئيس السابق وأعوانها بشخصي المتواضع.

وكيف تربصت بك زوجة الرئيس السابق؟
يبدو أن نجاحي الإداري في النهوض بأطفال جمعية "بنت مصر" للأيتام، وتميزي في الترويج لها عبر وسائل الإعلام المصرية قد أثار حفيظتها، ربما لأنها كانت تريد أن تبقى الوحيدة في أعين المصريين التي تهتم بالأطفال، حتى أنها أجبرتني على نزع أحد إعلاناتي المصورة مع الأطفال في الصحف لا لشيء سوى لحاجة في نفسها، وبعدها تعرضت أنا والجمعية لسلسلة من الاستفزازت الأمنية والإدارية، رغبة منهم في تحويل تبعية الجمعية إلى حرم الرئيس لكني قاومت وبشدة، وكانت النتيجة إقصائي بفعل فاعل من النجاح في انتخابات مجلس الشعب المصري عام 2004 وهكذا سارت الأمور.

 

مرجعية الحزب اجتماعية، ولن أخوض الانتخابات الرئاسية

الآن وبعد اعتماد الحزب، ما توجهاته في مصر؟
توجهات "الحزب الاجتماعي الحر" تلخصها مبادرة قمت بإطلاقها مؤخراً تهدف إلى التنافس لا التناحر، وإلى وضع أيدينا في يد الآخر، دون أن يفقدنا ذلك تميزنا وتنوعنا، فليس بالضرورة أن نتطابق، بقدر ما يجب أن نتشارك ونتعاون. وبصفة عامة حزبنا ذو مرجعية اجتماعية خدمية إلى جانب مرجعيته السياسية.

معنى هذا أنك ستنافسين أنت وحزبك في الانتخابات البرلمانية القادمة؟
نعم هذا أمر مؤكد، ونحن في هذا نختلف جملة وتفصيلاً مع ما تدعو إليه جبهة الإنقاذ في مصر من مقاطعة الانتخابات واعتبارها غير دستورية أو قانونية، لأننا ندرك أن الرئيس الحالي يملك الشرعية باعتباره جاء باختيار الصندوق الانتخابي، وهو ما يجب احترامه والتعامل معه رغم وجود خلافات في بعض وجهات النظر.

وهل يمكن أن تفكري في خوض الانتخابات الرئاسية حال إتاحة الفرصة لذلك؟
لا، لست ممن يفكرون في خوض الانتخابات الرئاسية حتى لو أتيحت لى الفرصة، لقناعتي الشخصية بأن هذا العمل لا يروق لي، ولأنني أحب أن تكون لي حياة اجتماعية بينما رئيس الجمهورية المخلص في عمله في الغالب لا تكون له حياة اجتماعية بالمعنى المتعارف عليه، لكن من الممكن أن أقبل برئاسة الوزراء مثلاً أو برئاسة البرلمان، لأن هذا مما يمكن تحمله والإنجاز ضمن إطاره. 

الرئيس المنتخب.. لا لإسقاطه، ونعم للمطالبة بالحياد والموضوعية

وأنت حقوية مراقبة لأوضاع المصريين، كيف ترين حق المواطن المصري الآن؟
المواطن المصري ليس موجوداً على خارطة اهتمام المشهد السياسي ككل، ولازالت أيدي النظام السابق تعبث بأمن وبحقوق المواطن الذي أصبح محروماً من أبسط قواعد العدل الاجتماعي والمجتمعي، ولكن الأمل قائم في تحسن الأوضاع، وأنا متفائلة دوماً.

كحزبية ومواطنة، ماذا تطلبين من الرئيس؟
أطلب منه الحياد والموضوعية في اتخاذ كافة قراراته التي تخص المصريين، وأن يعمل على إرساء مبدأ المساواة بين الجميع دون تمييز، وأن يدرك جيداً أنه رئيس لكل المصريين وليس لفصيل واحد.

في ظنك، هل ينجح الرئيس في نظام حكمه؟ أم تتوقعين إسقاطه قريباً؟
كل المؤشرات تؤكد استمرار حكم الإخوان بقيادة الرئيس محمد مرسي، ليس لقوة الحزب السياسية، وإنما لخبرتهم التنظيمية التي يفتقدها معارضوهم، خاصة لدى رجل الشارع المصري الذي استحوذ عليه الإخوان وأغفلته قوى المعارضة.

 

المعارضة أسرفت في الكلام أكثر من تركيزها على العمل

وهل لديك رؤية خاصة بشأن إعادة تنظيم قوى المعارضة والتمكين لها لدى رجل الشارع المصري؟
نعم، فهناك آليات موجودة يمكن لقوى المعارضة استغلالها لإحداث توازن في المنافسة السياسية مع الحزب الحاكم الآن، ومن ضمن هذه الآليات ما اقترحته من إحكام القبضة على التكتلات الشعبية في مصر عن طريق تطبيق فكرة "التكايا" في قرى مصر ونجوعها لإطعام واستضافة العوام لتبصيرهم بالرؤى السياسية والحزبية، ومواجهة التغلغل الإخواني داخل عقولهم، كما أن هناك آليات أخرى تتمثل في تكاتف بعض الشرائح المصرية من الأقباط والأشراف والصوفية وغيرهم ممن يمثلون أكثر من 20 مليون ناخب، وبمثل تلك التكتلات في رأيي يمكن منافسة الإخوان.

بعض القوى الليبرالية تركز على النقد الجارح لشخص الرئيس، هل تؤيدين ذلك؟
بداية لا أحد فوق النقد، إذا كان النقد بناءاً وهادفاً وبعيداً عن التجريح الأخلاقي، وإن كنت أرى أن النقد الحالي لا يعدو عن كونه مباريات كلامية لا تحرك فعلاً ولا تبني هرماً، بل تثير البلبلة في الشارع المصري وتؤدي إلى مزيد من الضحايا، وإذا كانت هذه هي الليبرالية فلنقل على الليبرالية السلام.

كيف تنظرين لعلاقة قوى المعارضة بالإعلام في مصر؟
بعد الثورة أصبح الإعلام في مصر يعاني من التناقض الشديد والعشوائية في كثير من الأحيان، حتى أصبح المواطن المصري يعاني مما يمكن تسميته بـ "ثرثرة إعلامية فارغة" نتيجة التركيز على الإثارة وإشعال المواقف التافهة بغض النظر عن النتائج. وبالنسبة للمعارضة أرى أنها أسرفت في الكلام أكثر من تركيزها على الفعل والتطبيق العملي على أرض الواقع. وعلاقتها بالإعلام وعلاقة الإعلام بها هو استغلال متبادل.

متى في رأيك تنتهي حالة الكر والفر بين السياسيين في مصر؟
أي ثورة تحدث أو حدثت في العالم لابد لها من تضحيات، وهو ما يحدث الآن في المشهد السياسي المصري، ولكي تستقر الديمقراطية في مصر فلابد لها من سنوات وسنوات، خاصة مع تواجد الأمية العلمية والسياسية والحزبية لدى شرائح وعوام المصريين. وفي بعض الدول المتقدمة مثل فرنسا وغيرها لم تستقر الديمقراطية إلا بعد ثماني سنوات أو أكثر.  

 

الإنتخابات القادمة ستكشف ملامح تيارات الإسلام السياسي في مصر

في رأيك هل تلعب الجماعة السلفية دوراً ما للمنافسة على الحكم في مصر مستقبلاً؟
مصر أصبحت ساحة تنافس سياسي كبير بعد الثورة، وحالياً يوجد توافق نسبي بين التيارات الإسلامية في مقابل التيارات الأخرى، لكني أتوقع اشتعال المنافسة بين السلفيين والإخوان ابتداءً من الانتخابات البرلمانية القادمة، ومن ثم الانتخابات الرئاسية بعد ذلك، وهو ما سيكشف المزيد من ملامح أيديولوجيات تيارات الإسلام السياسي في مصر.  

 

من معاناتي ولدت "بنت مصر"

جمعية " بنت مصر" حصلت على أفضل دار لرعاية الأيتام في العالم، ما سر نجاح هذه الجمعية؟
السر هو مقدار ما عانيته من صعاب ومحن وشدائد مزلزلة في حياة الطفولة والحياة الأسرية والزوجية مع بناتي؛ فقد وقفت أسرتي حائلاً دون إكمال تعليمي لكنّي صممت على استكماله حتى حصلت على الليسانس من كلية الحقوق، وعندما انفصلت عن زوجي ـ رحمه الله ـ بعد عشرين سنة زواج، تخليت له عن كل الحقوق مقابل الاحتفاظ بتربية بناتي كنت مصرة على الاحتفاظ بهن. فقد عرفت معنى معاناة الصغار وأردت أن أساهم في تخفيفها، وأن أسعى بكل طاقتي لإسعاد هؤلاء الأيتام وجعل حياتهم أفضل.

ما طبيعة نشاط اتحاد المحامين الآفرو-آسيوي لحقوق الإنسان وأنت رئيسة له؟
هذا الاتحاد يضم أقطاب المحامين في قارتى إفريقيا وآسيا، ويعمل وفق بنود تتيح له مقاومة أى انتهاك للإنسان والإنسانية في هاتين القارتين، وهي بنود مشابهة لما ورد من بنود في مؤتمر "باندونج" 1955م، ومن خلال هذا الاتحاد استطعنا تقديم العديد من الخدمات الماسة والملحة للعديد من المهمشين ولعل مكافحة ظاهرة تجارة الرقيق والأعضاء من أبرز ما قدمه هذا الاتحاد من أعمال.

في الختام هل من كلمة أخيرة لمجلة "عربيات"؟
أشكر كل القائمين على المجلة، وأعتز بحوارها، كما أعتبر اهتمامها بالتواصل مع المرأة العربية نوعاً من الدعم والتحضر والرقي، وهو أولاً وأخيراً يدل على ما تتمتع به المملكة من آفاق إعلامية رحبة ومستقبلية لكل العقول السعودية الواعدة.