حقوق المرأة العربية لن تكتمل دون القضاء على الأمية

لقاء مع الدكتورة ماجي حلواني عميدة إعلام القاهرة

خاص: القاهرة - ممدوح الصغير
صور وفيديو

د . ماجي الحلواني ، عميدة اعلام القاهرة اسم معـلوم ومعـروف للصغار قبل الكبار في مصر والوطن العربي ، فهي أستاذة في مجال الإعلام لها العـديد من الأبحاث والدراسات .... وهي كذلك زوجة نجم مصر والزمالك / حمادة إمام ، وأحد أشهر لاعبي كرة القدم العربية ووالدة / حازم إمام - نجم مصر والزمالك ، احد أفضل الموهوبين في سماء الكرة العربية و النجم الكروي دمث الأخلاق .

د . ماجي الحلواني وضعتها الظروف فى بيت الشهرة تحيط به من كل صوب ، وتم اختيارها كي تكون عميدة إعلام القاهرة وهي ثاني سيدة في تاريخ الكلية تتولى منصب العمادة .... ولم يكن اختيار د. ماجي عميدة لإعلام القاهرة مفاجأة لأن لها أبحاث عديدة في هذا المجال كما أنها أشرفت على العديد من الرسائل العلمية فى مصر وخارجها .

حاورنا الدكتورة السيدة المسئولة عن إعداد خريجي الإعلام في السنوات القادمة وطرحنا الأسئلة التي تسبب مشاكل للأسرة العربية وكانت إجابات د. ماجي بكل وضوح دون دبلوماسية .



هل حصلت المرأة العربية على شئ من حقوقها ؟ وهل أنت راضية عن إنجازات المرأة العربية ؟
المرأة العربية والمصرية تعيش أزهى عصورها فى الوقت الحالي ، فالمرأة وصلت إلى أرقى المناصب – قاضية – وزيرة – وعميدة ، ولكن حتى تكتمل سعادة المرأة العربية لابد أن نقضى على الأمية - كيف أكون أنا في قمة العلم وأختي أو والدتي تجهل القراءة والكتابة . عندما نقضى على الأمية نستطيع أن نؤكد ان المرأة العربية حصلت على حقوقها وحققت إنجازات .... وإذا كانت السنوات الأخيرة شهدت نهضة كبيرة فى احتلال المرأة العربية مراكز القمة فى وظائف عديدة وأنا من خلال وجودي فى السعودية اكتشفت ان المرأة السعودية بالعلم وصلت الى أعلى الدرجات . وليست المرأة السعودية فقط وصلت للمراكز متقدمة ، فالمرأة فى الإمارات والكويت استغلت فرصة التعليم ودعم الحكومة لها فتفوقت على نفسها وأثبتت للجميع أن عقلها لا يقل عن الرجل فى شئ .... في الوطن العربي المرأة أفضل من دول عديدة متقدمة رغم أن هذه الدول الأوربية تنادى بالحرية من زمن طويل ، ومع ذلك إنجازات المرأة العربية افضل .

بعض كتاب الغرب يصفون المرأة العربية بأنها لم تحصل على حقوقها وحريتها ؟
هذا اتهام خاطئ لأن المرأة المسلمة حصلت على العـديد من حقوقها ، بل المرأة العربية وما وصلت إليه حتى الآن افضل من المرأة الغربية التي تعتبر الحرية مطلقة دون حدود وقيم ومباديء وهذا هو الفرق فيما بيننا .

المرأة المسلمة في بعض الدول الأوربية تعاني في الوقت الحالي من قرارات مجحفة مثل رفض ارتداء الحجاب ، فماهي نصيحتك للأخوات اللاتي يواجهن هذه المشكلة ؟
المرأة في أى دولة كانت عليها أن تنفذ مافرضه الله أياً كانت الدولة التي تعيش فيها ... والله سبحانه تعالى فرض الحجاب على المرأة المسلمة فعليها تنفيذ فرض الله بغض النظر عن أي قوانين أخرى تحول بينها وبين ذلك .


هل التطور التكنولوجي فى وسائل الاعلام أعطى فرصة جيدة لحواء لإثبات كفاءتها في المجال الإعلامي خاصة مع تنوع مجالات العمل ووجود الاعلام الكتروني والفضائيات والمنابر الاعلامية المختلفة ؟
أولا من قال أن المرأة لم تثبت كفاءتها في مجال الإعلام ؟! ... التطور التكنولوجي متاح أمام الرجل والمرأة ، وليس هناك عوائق أمام حواء حتى تعـمل في الإعلام .... في الوطن العربي نسبة كبيرة من السيدات يعملن فى الأعلام ، إضافة إلى أن المجالات الإلكترونية معظم القائمين عليها من السيدات .... حتى في الدراسات العليا في الإعلام النسبة الأكبرمن الدارسين فيها لدينا من الفتيات ، و لدينا في كلية الإعلام نسبة كبيرة من الفتيات لديهن موضوعات ورسائل علمية فى مجال الدراسة - منهم رسالة لفتاة سورية عن علاقة المرأة بالانترنيت ، وأعتقد أنها سوف تكون رسالة جيدة ... وأعتقد أن فرصة المرأة للعمل في المجالات الإلكترونية افضل من الرجل لأن المرأة بطبيعتها شخصية منظمة عكس بعض الرجال الذين تحكم الفوضى سلوكهم .

الأسرة العربية تواجه أخطار بالجملة - ثقافات واردة - نوافذ المعرفة من كل الاتجاهات فكيف نحمي الأسرة العربية من أخطار العولمة ؟
لا ننكر أن هناك نوافذعديدة وجديدة للمعرفة مثل الفضائيات والانترنت و الثقافات والقيم الوافدة علينا من المجتمع الغربي .... ولكن علينا أن نتابع مع أبنائنا ماذا يشاهدون وبماذا يتأثرون ، و تتحول الأم إلى صديقة تناقش وترشد ابنائها إلى الصواب والخطأ ، وإذا حددنا معايير للقيم والمبادئ داخل نفس الشاب والفتاه فإننا لا نخشى عليهم فيما بعد .... الفضائيات أصبحت تشكل خطر كبير ، فبعضها وخاصة الأوربي منها أصبح يعرض أغاني وأفلام لا تتناسب مع عاداتنا وقيمنا ، وبعضها تحول إلى " كباريهات " على الأسرة أن تراقب وترصد ما يشاهده أبنائها وتحذر من الخطر فى اللحظة المناسبة .... وأنا في الكلية دائما أعلم الطلاب أن الشاب إذا عود نفسه على رؤية أشياء نظيفة فإن عيونه ترفض وتأبى بعد ذلك مشاهدة أي شئ سيئ .

من وجهة نظرك هل برامج الفضائيات اليوم بها مواد هادفة للحفاظ على أخلاقيات لابد أن تسود أفراد الأسرة العربية ؟
حتى لا نظلم الفضائيات لابد أن نعترف أن هناك فضائيات عربية هادفة وتقدم برامج تناقش مشاكل حقيقية ، وتقدم برامج تناقش مشاكل حقيقية تعانى منها الأسرة العربية وهناك أيضا قنوات متخصصة في الأسرة والطفل ، ولا ننسى دور الإذاعة التي تقدم برامج صادقة معظم برامج الإذاعة هادفة وتحث على القيم التي تقوى الصلة بين إفراد الأسرة الواحدة .

ماهي رؤيتك للأسرة الناجحة ؟
إذا أردنا أن نخلق أسرة سعيدة وناجحة علينا من البداية ان نحسن الاختيار ، فالشاب إذا أحسن الاختيار وهذا توفيق من الله سبحانه وتعالى كان زواجه ناجحاً وكذلك الفتاة عليها ألا توافق على آي زوج إلا إذا شعرت بالرضا عن شريك حياتها ، ولابد أن تكون هناك فترة خطوبة تحت رعاية الأسرة لا تقل عن 6 أشهر .... من مميزات فترة الخطوبة أن يتعرف كلا الطرفين على الآخر دون قناع لأن بعض الأزواج يكتشفون الحقيقة بعد الزواج ، الأمر الذي يؤدى إلى حدوث مشاكل تهدد عرش الحياة الزوجية .

كيف تتعامل الأم العربية مع أبنائها ؟
حتى تنجح الأم في مهمتها لابد أن تصل علاقتها بابنها وابنتها إلى مستوى الصداقة .... عندما تكون الأم صديقة لأبنائها سوف تعرف كل شيء ، وسوف تبوح لها الفتاة بأسرارها ولن يكون هناك قرار خاطئ للشاب أو الفتاة .... أنا مع أبنائي صديقة ولست أما ، وأحفادي الصغار أصبحوا كذلك أصدقاء لي .

د . ماجى الحلواني هل تدخلت فى زواج أبنائها أشرف وحازم إمام ؟
أنا وزوجي كلٌ منا اختار الآخر عن اقتناع بالتالي نحن لم نتدخل فى اختيارات أبنائنا ... فأشرف مثلاً عندما اختار زوجته " غادة " لم نعارض ذلك وباركنا الزواج ، والمهم أن تكون الزوجة صالحة تطيع زوجها وتحافظ على بيته .... وحازم كذلك اختار " قدرية " زوجة له و كان قراري أنا ووالده بالموافقة لأننا أسرة عودت أبنائها على حسن الاختيار والحرية في القرار .

هناك خطر كبير على الأسرة العربية بسبب ارتفاع حالات الطلاق في الوطن العربي - في مصر مثلا 70 آلف حالة طلاق سنويا ، والسعودية النسبة وصلت إلى 27 آلف حالة طلاق - كيف نعالج هذه الظاهرة ؟
أعود وأكرر أن حسن الاختيار يحمى الأسرة من شبح الطلاق ، لأن اللفتاة إذا أحسنت اختيار شريك الحياة كان التفاهم والمحبة هو دستور الحياة الزوجية ، ومع الأسف أن ارتفاع نسبة العنوسة جعلت بعض الفتيات يقبلن الارتباط بأي زوج هرباً من شبح العنوسة فتصتدم بعدم التكافؤ أو عدم التوافق الثقافي .... و بعض الفتيات يتم زواجهن ويسافرن مباشرة إلى دولة عربية أو أوربية مع الزوج دون حدوث تفاهم .... أنا أرى أن فترة الخطوبة مهمة جدا لأن تكشف شخصية كل من الخطيبين لأنه لو ارتدى أحدهما قناع فتجارب الأيام سوف تكشفه .

كيف تجعل الزوجة منزلها سعيداً لاتغزوه المشاكل ؟
عليها باستمرار أن توفر الجو النفسي الذي يجعل الرجل سعيد بحياته معها ، وعليها ان تحل أي خلاف يطرأ لأن هناك مقولة ( إذا ولد يوم جديد وكان هناك خلاف بين الزوجين زادت فجوة الخلاف ) والكلام ليس للزوجة فقط بل أيضا موجه إلى الزوج .... شئ آخر مطلوب المحافظة عليه في الأسرة العربية ، وهو رابط الحب والمودة فلابد أن تكون هناك أوقات تتجمع فيها الأسرة … كل فرد لابد أن يوفر بعض الوقت من أجل أن يكون هناك نوع من الترابط بين أفراد الأسرة وهذا ما يخلق أسرة قوية ومتماسكة .

كيف يكون تعامل الأزواج فيما بينهم وهل هناك صورة مثالية للحياة الزوجية ؟
لابد أن تعيش الأسرة حياة تحكمها ثقافة العرفان لأن ذلك سوف يكون له أثر إيجابي في نفس الطفل الذي يرى أن والده يعامل والدته باحترام ، و بمرور الأيام الطفل عندما يكبر سوف يعامل زوجته باحترام مثلما كان والده يعامل والدته .

نصيحتك لكل شاب وفتاة حتى ينجح فى المجال الاعلامى ؟
الإعلام اليوم يعتمد على عاملين هما الثقافة والتكنولوجيا وآي فرد يود أن يعمل في هذا المجال لابد وأن يتحلى بالثقافة والتكنولوجيا ويجيد اللغة ، وأن يكون قارئ جيد ويتحول إلى طائر في فضاء الدنيا يتعرف على كل شئ فيها .... ونحن مؤخرا فى كلية الإعلام لم نجعل القبول في الكلية قائماً على المجموع فحسب ، بل وضعنا اختبار للقدرات التي لابد ان يكون المشتغل بالإعلام متقن لها كاللغة والكمبيوتر و الثقافة والقدرة على الإقناع والجرأة ... فنجري اختبار لهذه القدرات بهدف الاختيار الصحيح و مع الدراسة واكتساب الخبرة يصبح الخريج اعلامي ناجح .