يتحدث عنها الأستاذ جار الله الجار الله

تسجيل أسماء النطاق باللغة العربية

خاص- عربيات

في ظل التقدم الكبير الذي تشهده التكنولوجيا العربية كان المستخدم العربي يفتقد دائماً للتعامل مع شبكةالإنترنت بلغته الأم وبالرغم من جميع محاولات التعريب تبقى مشكلة الحاجة الملحة لوجود برمجيات عربية متوافقة تماما مع لغتنا ومع الشبكة،ذلك أن عمليات التعريب المتعارف عليها لم تكن تؤدي بالغرض المطلوب... ومن هنا ظهرت الفكرة الرائدة بتسجيل أسماء النطاق باللغة العربية لتنتهي معاناة المستخدم في الوصول إلى المواقع بالأحرف اللاتينية التي كثيراً ما تؤدي بك إلى الموقع الغير صحيح بسبب عدم احتواء أحرفها على بعض الأحرف التي ننطقها بالعربية.

نلتقي اليوم مع الأستاذ جارالله الجارالله، الرئيس التنفيذي لشركة (نيتيف نيمز) التي تقدم للمرة الأولى على الإنترنت خدمة تسجيل أسماء النطاق باللغة العربية بتقنية معتمدة دولياً ومتوافقة مع جميع أنظمة التشغيل دون الحاجة لإجراء أي تغييرات في متصفح المستخدم فكل ما نحتاج له اليوم هو تسجيل اسم الموقع باللغة العربية في المتصفح كما يتم نطقه تماما... ولعلها الخطوة الأولى لتصبح اللغة العربية من لغات الإنترنت المعتمدة رسمياً.

ونترككم مع أحد النماذج السعودية التي تقف وراء هذا الإنجاز.

التخصص الدراسي: بكالوريوس هندسة الكترونيات، بكالوريوس اقتصاد ،ماجستير ادارة مالية.

المسمى الوظيفي: الرئيس التنفيذي لشركة Native Names المزودة لخدمة تسجيل أسماء النطاق باللغة العربية.
 


تعتبر الخدمة الجديدة لتسجيل أسماء المواقع العربية على الإنترنت ثورة في عالم التكنولوجيا وخطوة بارزة نحو إنترنت عربية فمتى انطلقت هذه الخدمة؟وكيف تعمل؟ و هل تسجيل المواقع العربية معتمد دوليا؟

بداية التفكير بإمكانية كتابة أسماء مواقع الإنترنت بغير الإنجليزية كانت مجرد أفكار كان يتم تداولها ، وتساؤلات عن سبب الإصرار على كون أسماء الإنترنت بالإنجليزية. و في الحقيقة أن الفكرة بدأت في شرق آسيا عندما قامت بعض الدول الشرق آسيوية بتقديم الانترنت لمواطني بلادهم سواء كانوا صينيين ام يابانيين بلغات تلك البلاد وكانت هذه الحلول حلول على مستوى الشبكة المحلية (انترانت) تعمل داخل حدود تلك البلاد فقط. ولكنهم أدركوا سريعا أن اللغة الصينية على سبيل المثال لا تقف عند الحد الجغرافي للصين. وحينها بدأت قلة من الشركات الإنترنت من محاولة تطوير حل لهذه المشكلة. وحيث أن شركاتنا هي من أوائل الشركات التي قامت بتطوير تقنية ل"عولمة الانترنت" كانت الشركة من الشركات القليلة جدا التي استطاعت بفضل من الله أن تحصل على اعتراف من شركة VeriSign الأمريكية والتي تملك شركة Network Solution Inc. المعروفة عالميا بإدارة الإنترنت.

وحينها أصبحت شركة NativeNames.net قادرة على أن تقدم حلا عمليا يعتمد على بنية الانترنت التحتية في نهاية عام 1999 لأسماء الانترنت بعدة لغات. وبالطبع فقد حاولت شركات كثيرة من تقديم حلول مماثلة لهذه المشكلة ولكن كانت جميع هذه الحلول تعتمد على تغيير في إعدادات مزودي الخدمة أو على تغيير في جهاز المستخدم.

فالتحدي هنا هو في تقديم حل يمكن متصفح الانترنت من كتابة أسماء المواقع بلغات متعددة و بدون أي تغيير على جهازه وبدون أي تغيير في شبكة مزود خدمات الانترنت حيث ان أي تغيير ولو كان بسيطا سوف يكون من الصعوبة بمكان تطبيقه لوجود بنية حالية قائمة من المستحيل تغييرها.

وأضاف الجار الله أنه قبل عام تقريبا ألقى محاضرة في اجتماع (ICANN) منظمة أسماء الإنترنت العالمية والتي تدعمها الحكومة الأمريكية في اليابان قال فيها للحضور : تخيلوا أنفسكم وأنتم تشاهدون موضوعا ( وليكن موضوعا هاما ) مكتوبا باللغة التايلاندية التي لا تعرفون حرفا واحدا من حروفها ، ما هو موقفكم ؟ وهل ستستطيعون الاستفادة منه ؟ إنكم سترمون الموضوع . إن هذا ما يقوم به الملايين من سكان العالم غير الناطقين بالإنجليزية عندما يقرؤون عناوين الإنترنت أو محتوياتها. وقد قامت CNN بتغطية المحاضرة و التي توجد في مقرها على الانترنت:

http://www.cnn.com/2000/TECH/computing/09/07/web.language.idg/

وبعد مداولات عديدة تم في عام 1999 تأسيس منظمة أسماء الإنترنت متعددة اللغات (MINC)، وحيث أن شركة NativeNames.net أحد مؤسسي هذه المنظمة فقد شارك الجارلله حينها في تأسيس مجموعة عربية لنفس الغرض. وقد عقدت اجتماعات عديدة في الولايات المتحدة وغيرها مع عدد من المهتمين ، حتى تمكنا من تأسيس (الإئتلاف العربي لاسماء الانترنت) AINC . وقد فتحنا باب المشاركة في هذه المنظمة للقطاعين الخاص والعام في العالم العربي . وقد ترأس الجار الله المؤتمر الأخير الذي عقد في عمان ( المؤتمر الأول للإئتلاف العربي لاسماء الانترنت ) والذي قام برعاية العاهل الأردني الملك عبدالله ملك الأردن .

· هل لنا بنبذة عن الشركة؟

شركة ( Corporation Native Names ) هي شركة أميركية تأسست في لوس أنجلوس عام 1999 م ، وقد انضممت لها بداية كمدير تسويق لمنطقة الشرق الأوسط وأشغل فيها حاليا منصب الرئيس التنفيذي . ولدينا عدة مكاتب في العالم منها مكاتب في لوس أنجلوس ، الرياض ، دبي ، والقاهرة.

 

· متى أصبح بالإمكان استخدام الأسماء غير الإنجليزية في الإنترنت ؟ وإلى أي حد نجحتم في إقناع الناس باستخدامها ؟

أصبح بالإمكان ذلك في الخامس عشر من فبراير الماضي ، واستطعنا التعاقد مع أكثر من 2000 مقدم خدمة في العالم ، قاموا بتوزيع أكثر من 140 ألف إسم خلال الأشهر القليلة الماضية من بداية طرحنا للخدمة . ورغم الجهد التأسيسي المبذول فإن سعر شراء اسم نطاق مثلا هو نفس السعر المعروف عالميا ( 35 دولار لسنة واحدة ) . ونقوم حاليا بتوزيع أسماء خاصة بعدة لغات منها الروسية ، الصينية ، الأسبانية ، الفرنسية ، الفارسية والأوردو . وقد حظيت الخدمة بتقبل الشارع العربي و عبر لي عن ذلك الكثير وكان ذلك جليا عندما حظيت باستقبال وترحيب جيدين في كل من الأردن ومصر الذي استقبلني فيها وزيري الاتصالات المصري والأردني وقدما لي كل التشجيع في مجال تعريب أسماء الإنترنت .

 

· هل لك أن تعطينا أمثلة على أسماء نطاقات باللغة العربية ؟

بداية أود أن أؤكد أن هذه الخدمة ليست خدمة تعريب فكلمة تعريب توحي بمعنى الترجمة و إنما نحن بصدد "عوربة الانترنت" بمعنى جعل اللغة العربية إحدى اللغات العالمية التي تتعامل بدون أي ترجمة مع البنية التحتية للإنترنت . حيث أن البنية التحتية تتعامل بلغة الأرقام وبالتحديد تتعامل برقمي 0/1.

هل تعتبر الخدمة بديلاً عن التسجيل بالأحرف اللاتينية أو مكملاً لها؟

هذه الخدمة تعتبر مكملا للتسجيل بالأحرف اللاتينيية بالنسبة للشركات التي تستهدف مستخدمين عالميين وبالأخص غير ناطقين باللغة العربية فيمكن أن يكون لموقعهم اسم انجليزي يستهدف المستخدمين العالميين واسم عربي يستهدف المستخدم العربي كما هو الحال في بطاقة عمل حيث تحمل وجها انجليزيا ووجها آخر عربيا.

كما أن هذه التقنية تعتبر بديلا عن التسجيل بالحرف اللاتينيية للاشخاص والهواة و المنظمات والاسواق المحلية التي تستهدف الشارع العربي فقط.

 

· ما هي الطريقة الفنية التي استخدمتموها لتمكين الإنترنت العالمية من التعرف على الحروف العربية ؟ ( مثلا دور نظام يونيكود في ذلك ) أو رووت سيرفر ؟

يعتمد نظام الدي إن إس DNS عند نيتف نيمز net.NativeNames على حل تكنولوجي بسيط يعمل بكل شفافية مع نظام الدي إن إس الحالي المعتمد عبر الانترنت. وهو قادر على معالجة أسماء النطاقات بكل اللغات وفي كل البروتوكولات الشائعة الاستعمال مثل (HTTP) و (FTP) و (EMAIL) و (TELNET ) و(GOPHER) رغم أنه يتعايش بسلم مع نظام الدي إن إس الحالي الذي لا يعالج إلا الحروف الانجليزية لا غير. وتستعمل تكنولوجيا نيتف نيمز تشفيرات متوائمة مع نظام ( ASCII) الذي هو المعيار المعتمد دوليا تمكنها من معالجة تشفيرات (UTF-5) و (UTF-8) و (CIDNUC) و (SACE) و (RACE) وغيرها من التشفيرات المحلية التي تعتمدها أنظمة الحروف في مختلف اللغات.وعلاوة على هذا فإن نظام الدي إن إس عند نيتف نيمز يتواصل بكل فعالية مع أنظمة الدي إن إس الأخرى بشكل يمكنه من الإجابة عن أي سؤالية دي إن إس بأي لغة بما في ذلك الإنجليزية.ولهذا فنظام نيتف نيمز متوافق مع باقي الإنترنت. ومن أكبر مزايا هذا النظام أنه يعتمد على قدرات المزود فقط دون أن يتطلب من الحاسوب الزبون شيئا يذكر ودون أن يضيف أية هموم أمنية إلى نظام الدي إن إس عموما.

· وهل هناك إمكانية لكتابة عناوين البريد الإلكتروني كذلك بالعربية ؟وهل تقبله البرامج الموجودة مثل أوتلوك أو مواقع مثل ياهو أو هوت ميل ؟

تتلخص استراتيجية نيتف نيمز في تقديم أكثر التقنيات تطورا وأكثرها قابلية للانسجام مع باقي الانترنت ولاستيعاب أكبر عدد من اللغات وعلى رأسها اللغة العربية. حيث أن اهداف هذا المشروع هي تقديم حلول عملية وبدون أي تغيير لجهاز المستخدم تمكن المستخدم العادي والشارع العام من استخدام الانترنت باللغة العربية حيث بدأنا بتقديم اسم الموقع باللغة العربية ونحن بصدد تقديم عنوان البريد الالكتروني (E-MAIL) يعمل مع OUTLOOK EXPRESS و MICROSOFT OUTLOOK و سوف نوفر لشركات استضافة المواقع تطبيقات تساعدهم في استضافة المواقع العربية باللغة العربية وأخيرا قمنا بتقديم الوسائل والتقنيات التي تمكن محركات البحث العربية من نشر اسماء المواقع العربية على صفحاتهم علما بان هذه الخدمة متوفره الآن بنجاح.

· ماهي ضرورة تسجيل الشركات العربية لمواقعها بلغتها الأم؟

نحن نوجه هذه الخدمة للشارع العربي وللمستخدم العربي سواءًا كان كبيرا في السن او صغيرا. حيث انه لو ذهبت لاحد الاسواق التى يذهب اليها العامة وقلت لاي زبون في ذلك السوق انه يستطيع تصفح الانترنت والذهاب الى موقع (القرضاوي.شبكة) فمن السهل جدا ان يتذكر اسم الموقع وان يكون لاسم الموقع معنى ذهني. وفي المقابل يصعب جدا على شخص لا يتحدث اللغة الانجليزية ان يتذكر مثلا www.google.com ويصعب ايضا على من لا يجيد الانجليزية الاستفادة من الانترنت بالشكل الكامل. طبعا نحن لا نقول بان اللغة الانجليزية ستنتهي مع تقديم خدماتنا للمستخدم العادي وانما ستوضع في اطارها وهو إطار التبادل التجاري العالمي ولكننا نوفر الوسيلة لمن لا يتقن اللغة الانجليزية والخيار لمن يتقن اللغة الانجليزية لاستخدام اللغة العربية على الانترنت.

وأود ان أختم بقول إن هذه الخدمة أعني خدمة تقديم الانترنت بجميع اللغات العالمية هذه الخدمة لها بعد حضاري وعالمي حيث ان اللغات هي احدى صور تمثيل الحضارات . وان معجزة الرسول علية الصلاة والسلام هي القرآن أعظم رمز للحضارة العربية. ولذلك فإن وجود اللغة العربية على الانترنت أمر مهم جدا لكي نمثل مجتمعنا و حضارتنا على الانترنت وأيضا كي لا نفرض على اطفالنا ومجتمعاتنا استخدام اللغة الانجليزية فقط على الانترنت و وبذلك نحن نسقط اخر حاجز يمنع كثير من شعوب العالم من الاستفادة من الانترنت وثورتها المعلوماتية التي ليس لها حدود بشكل كامل.