رد الشعب السعودي على نداءات الثورة

الوعي يسقط المظاهرات

الطائف: سلطان المنصوري
صور وفيديو

كيف فعلها السعوديين؟، كيف تجاهلوا نداءات الثورة ولم يجذبهم الطعم؟، لعل هذه الأسئلة مطروحة الآن على طاولات المخابرات الخارجية ورؤساء بعض الدول للتشاور حول "الضربة" التي وجهها لهم الشارع السعودي عندما تجاهل رغباتهم في إثارة القلاقل داخل دولته بذريعة الإصلاح.


والحقيقة أن ما قام به المواطنين السعوديين هذا اليوم – الجمعة – من عدم الالتفات إلى الدعوة بالمظاهرات من قبل بعض المرتزقة في الخارج يعتبر درساً لكل من يسعى إلى تخوين الشعب أو الحكومة في نظر الآخر. وأيضاً إن هذا يعتبر أنموذجاً لتحكيم الوعي والمنطق في التعامل مع نداءات التخريب والتدمير التي يسعى إليها البعض. إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عندما يتحدث عن ثورة 25 يناير بمصر وأنه يرى بوجوب تدريسها للطلاب البريطانيين، فإن الأجدر أن يقوم بتعليمهم معها مبادئ الولاء ونماذج الوفاء وتحكيم الوعي والعقل الذي قام به الشعب السعودي هذا اليوم لأنه درس حقيقي يحمل دلالات متعددة تبدأ من احترام البيعة والمعاهدة، وتسير بحب المليك المفدى، ولا تنتهي بمعرفة مخاطر التحركات الخارجية على بلاد الحرمين الشريفين. عندما يحتكم الإنسان لوعيه الصحيح، فسينتج عن ذلك إيمانه التام بأن أبواب المطالبات الخاصة والعامة مفتوحة لها أبواب حكومتنا الرسمية دون الحاجة إلى إثارة الفوضى وإتباع الغوغائية. إننا اليوم ننظر حولنا إلى مايجري في الدول الأخرى فنفرح لفرحهم تارة ونتألم لألامهم تارة أخرى، ونؤمن بحقهم في أن يمارسوا الأساليب التي تناسبهم لتحقيق مطالبهم، وهو ذات الحق الذي منحناه لأنفسنا اليوم.

حق الاختيار للآلية وتجديد الثقة بين الشعب وحكومته وقطع الصلة مع النداءات الخارجية وماتستعين به من أساليب التحريض وإثارة الحماس للتحرك بعيداً عن العقل، فالعقل هو غربال هذه الحياة للتفريق بين ماهو سلبي وإيجابي بأصله وتبعاته، والشعب السعودي بكافة أطيافه غلب العقل وأكد على تمسكه بالحكمة في معالجة التحديات التي يواجهها وطنه، رافضاً أن يحول أرضه إلى حقل تجارب غير مأمونة العواقب.
 

في النهاية، خابت ظنون من كان يعتقد بقيام هذه الثورة، فكيف بمن كان يؤمن ويراهن على نجاحها؟.