بين ضغوط التغيير الخارجية والمطالب الداخلية

مخاوف من خطط تعديل المناهج الدراسية في العراق

عربيات : ممدوح الصغير

بدأت مخططات ما بعد الإحتلال الأمريكي للعراق ترى النور وتحمل في طياتها كتابة تاريخ جديد للشعب العراقي ... فنشرت مؤخراً الصحف الأمريكية ما يؤكد  وجود نوايا  لتغيير  وتعديل المناهج  التعليمية بالعراق حيث ترغب  الإدارة الأمريكية بحذف مقررات عديدة من منهاج التعليم .

 

جريدة " واشنطن بوست " الأمريكية  نشرت تقريرا يتحدث عن سعي الحكومة الأمريكية   بالتعاون مع بعض العراقيين المغتربين إلى تغيير المناهج التعليمية في العراق على غرار ما قامت به الحكومة الأمريكية في أفغانستان ، و أكد التقرير أن وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية رصدت 65 مليون دولار أمريكي لتقدمها كعقود للمؤسسات  التى سوف يسند مهمة تغيير هذه المناهج ومن بينها منظمات أمريكية أشرفت على صياغة مناهج تعليمية جديدة للمدارس في أفغانستان ، وقال التقرير أن الإدارة الأمريكية تأمل في أن تجري هذه التعديلات فى زمن وجيز لايتجاوز  الشهور الخمسة القادمة وقبل عودة الطلاب العراقيون إلى مدارسهم في بداية العام الجديد.

 

ويتطرق  التقرير إلى  أن الحكومة الأمريكية تهدف من خلال مجهود التعديل إلى طرد  أفكار تسيطر على عقول العراقيين مثل النزعة العسكرية المتطرفة والولاء المطلق لصدام حسين والتي ترى أنها منتشرة في المقررات الدراسية العراقية التي اعتمدها النظام الحاكم السابق .

 

وقد أشار التقرير إلى أن نظام التعليم في العراق كان يعد من أفضل نظم التعليم في العالم العربي قبل حرب الخليج الأولى في عام 1991م وقبل الحصار الذي فرض على العراق بعد الحرب، وذلك وفقا لتقارير أصدرتها الأمم المتحدة.

 

وقد أبدى مسئولون في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية تخوفهم من أن تفتقد التغييرات التي تنوي الحكومة الأمريكية إدخالها على المقررات التعليمية بالعراق للتوازن المطلوب للحفاظ على انتماء الطالب العراقي لأرضه ولقيمه ولحضارته ، وكما أبدوا تخوفهم من الا تعطي المقررات الجديدة للطلاب العراقيين نفس الحقوق التي يحصل عليها الطالب الأمريكي والذي يتعلم تاريخه ويتعلم الاعتزاز بوطنه منذ نعومة أظافره.

 

وقال " نهاد عوض " المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ، أن نزع الأفكار المتطرفة من المناهج التعليمية في أي دولة من دول العالم هو أمر مرحب به، ويجب أن يتم ذلك في حالة العراق على أيدي التربويين العراقيين أنفسهم ، والذين يجب أن تعطى لهم الفرصة لصياغة مناهج دراسيةعراقية تعكس ثقافة أهل العراق وقيمهم الدينية ورؤيتهم لمستقبل بلادهم ، كما يجب أن يتم ذلك بدون أية ضغوط خارجية حتى لا تتأكد مخاوف العراقيين من وجود محاولات أجنبية للهيمنة الثقافية عليهم .