حضور نسائي يفوق حضور الرجال في الاحتجاجات المطلبية

بحرينيات يؤجلن مطالبهن ويتضامنّ مع أمهات الشهداء في يوم المرأة العالمي

رباب أحمد - البحرين
صور وفيديو

الإحتفاء بالثامن من مارس/آذار هذا العام كان له طابع خاص في البحرين، إذ تركت جانباً -دون نسيان- مطالب مساواة المرأة في الحقوق والواجبات، ليتصدر التضامن مع أم، وزوجة، وابنة، وأخت الشهيد، في برنامج إحتفالي بدأ بمسيرة نسائية حاشدة من المرفأ المالي إلى دوار اللؤلؤة وسط العاصمة المنامة. شاركت مكاتب ولجان المرأة بجمعيات سياسية بحرينية في المسيرة التي نظمتها نساء ما يسمى بـثورة 14 من فبراير في البحرين، والتي أسفرت عن سقوط سبعة قتلى، ومئات الجرحى. المميز تنوع أعمار وفئات وانتماءات المشاركات الدينية والإيدلوجية في مسيرة يوم المرأة .


حين تضيء الحرية فإن المرأة شرارتها


ووجهت المشاركات في المسيرة تضامنهن وتحياتهن لعوائل الشهداء، ورددت المشاركات عبارات تمجد الشهداء، وتؤكد على عدم إطفاء صبغة طائفة محددة للمتظاهرين في دوار اللؤلؤة -المعروف بميدان الشهداء- ، وتخللت المسيرة عبارات ‘‘بالروح بالدم نفديج يا بحرين‘‘.
ورفعت إحدى المشاركات (يافطة) تحية لأم الشهيد: "يا أم الشهيد لك ألف تحية من المرأة البحرينية"، فيما أكدت أخرى "نحن أهل سلم". بينما توضح ثالثة بأن "المرأة أيقونة الحرية ومرآتها العاكسة لظلال الاستبداد"، وأخرى تشير: "حين تضيئ الحرية  فأن المرأة شرارتها".

وحين وصول المتظاهرات في مسيرة يوم المرأة لدوار اللؤلؤة، أخلى الرجال المتواجدين هناك منصة الدوار وباحته الأمامية للنساء، لتقيم النساء البحرينيات إحتفاءهن بهذه المناسبة بيومهن. بدورها قالت زينب الدارزي -رئيس مكتب قضايا المرأة في جمعية وعد- إن التاريخ النضالي للمرأة البحرينية عريق ومتجذر، وفي هذا العام تتفق مطالب القوى السياسية المعارضة وشباب ميدان اللؤلؤة.

و أضافت الدارزي في كلمتها التي ألقتها بمنصة الدوار: "جميع الشعب نساءاً ورجالاً يسعى لدولة مدنية، تضع على عاتقها تكافؤ الفرص بين أبناءها.
بينما أكدت أم آيات - ممثلة عن اللجنة النسائية في ما يسمى بـ "ثورة 14 فبراير"- على رفضها لانتهاكات حقوق الإنسان ، ومقابلة السلم بالعنف، وأشارت إلى أن حقوق النساء لا تنفصل عن حقوق الوطن.

أما فاطمة المؤمن شقيقة الشهيد علي المؤمن نيابة عن عوائل الشهداء فأوضحت في كلمتها بأن العطاء الذي قدمه الشهداء كان للوطن ولله وللإنسانية. وشكرت فاطمة أمها وأمهات الشهداء على تقديم أبناءهن لتنعم هذه الأرض بالحرية، وفقاً لها.

وقالت غنية عليوي- الناشطة النسائية التاريخ النضالي للمرأة البحرينية -: "كان وجود البحرينية حاضراً في ثورة الغواصين، وفي أيام نضالات شعب البحرين في خمسينات القرن العشرين أثناء هيئة الاتحاد الوطني، وفي انتفاضة مارس 1965 المجيدة شاركت المرأة في مسيرات الاحتجاج على المستعمر، ووقفت في مواجهة الرصاص، ودخلتِ زنزنات المغتصب".

وتابعت عليوي لجماهير الاحتفاء بيوم المرأة في الدوار: "صوركِ في نضال الثمانينيات والتسعينيات ليست خافية على أحد" كما عرجت عليوي على مشاركة المرأة في الاحتاجات البحرينية الأخيرة وعلى دورها في تطبيب الجرحى وأسعافهم. 

شهيدات بحرينيات في الذاكرة 


وقبل تكريم عوائل الشهداء، ذكرت عريفة الحفل بشهيدات بحرينات مشاركات في الحركات المطلبية في الفترة المعروفة في البحرين بـ ‘‘أزمة التسعينيات‘‘، وهن :زهراء آل طوق ‘‘1997‘‘، وفضيلة المتغوي ‘‘1996‘‘ و سكينة الغانمي ‘‘1995‘‘.
تقول أم وليد -إحدى المشاركات في مسيرة المرأة- بأنها المرة الأولى التي تشارك فيها بمسيرة بهذا الحجم، ووجهت أم وليد في حديثها مع عربيات تحية لأمهات الشهداء، وباركت لهن تقديم أبنائهن قرباناً لهذه الأرض، وعن تطلعات أم وليد كامرأة بحرينية تقول: "أطمح بتوفير سكن ملائم، وتعليم مناسب، ووظائف لائقة لجميع أبناء الشعب، وأن يعيش الجميع في أمن وكرامة".

وتؤكد الناشطة الشبابية نور حسين - التي تواظب على حضور فعاليات دوار اللؤلؤة منذ بدء الاعتصام - على أنها حين وجدت ‘‘ثورة 14 فبراير‘‘ تتخذ منحى السلمية، وبعد توجه العديد من القوى السياسية والاجتماعية والثقافية في البحرين للمشاركة، قررت حضور فعاليات الاعتصام في الدوار،  وتابعت حسين: "مطالبنا لا تنحصر على  مرأة أو رجل، بل هي لكل فئات الشعب، فنحن نتطلع لحياة حرة وكريمة".

أمهات الشهداء يحملن الوجع، الحب، الأمل الأكبر للبلد


من جانبها تشير نجاة الموسوي -الناشطة النسائية - بأن المرأة تدب القوة والحماس الباعث للحضارة والرقي في كل الأمم، والبحرينية وضعت على عاتقها هذا الأمر منذ الثلاثينيات وقد أعطى عطائها ثماره مستقبلاً. وأفادت الموسوي لـ عربيات بأن أمهات الشهداء يحملون الوجع، الحب، الأمل الأكبر لهذا البلد.

وبعيداً عن الاحتفاء بيوم المرأة العالمي في دوار اللؤلؤة، فأن الملاحظ لاحتجاجات البحرين الأخيرة يجد تفوق حضور المرأة على الرجل، رغم تجانس المجتمع البحريني (102 ذكر لكل 100 أنثى)، وفق التعداد العام لسكان البحرين 2010، الصادر على الجهاز المركزي للمعلومات -هيئة حكومية-. ويرجع جعفر العالي - من المقر الإعلامي‘‘ لثورة 14 فبراير‘‘ - ارتفاع مشاركة المرأة على الرجل لزيادة وعي المرأة وشعورها بأهمية رفع الظلم.
 وبشأن وجود أماكن مختلطة في باحة الدوار وأماكن مخصصة للنساء يؤكد العالي أن مرجعية ذلك احترام لجانب الخصوصية، ونفى أن يكون الدافع ديني وراء تخصيص بعض الأماكن للنساء فقط.

وأوضح العالي بأنه من المزمع خروج مسيرة بعنوان ‘‘ورد وسلام‘‘ مكونة من النساء والأطفال إلى السفارة الأمريكية، كما أنه قبل أيام خرجت مسيرة ضمن فعاليات الدوار للعاملات في رياض الأطفال، للمطالبة بتحسين ظروف عملهن.

هذا وقد كان المعتصمون في دوار اللؤلؤة قد شكلوا لجان للإعلام والنظافة وخدمات الأمن والسلامة والتطبيب، منذ بدء اعتصامهم في الدوار في 14 من فبراير/شباط الماضي، وعادت بصورة أكثر تنظيماً مع عودتهم بعد يومين من فجر 17 من ذات الشهر والمسى بـ ‘‘خميس البحرين الدامي‘‘.