برنامج يومي للشباب

محاضرة (الشباب بناء وتربية) للداعية عمرو خالد

عربيات - جدة

في احتفالية من نوع خاص تمثلت بعدد الحضور الغير مسبوق والأجواء الإيمانية العالية .... استقبلت مدينة جدة الداعية الإسلامي / عمرو خالد في محاضرتين تفاعل معها أكثر من ( 2000 ) شخص من النساء والرجال فيما انصرف عدد آخر منهم بسبب امتلاء القاعة ونفاذ التذاكر ....  وقد خصص  الداعية المحاضرة الأولى للحديث عن أحوال الشباب تحت عنوان ( الشباب بناء وتربية ) .... فكانت موجهة للشريحة المستهدفة حيث أن الملفت هو أن الغالبية العظمى تتراوح أعمراهم بين 16 – 30 سنة مع وجود فئات أخرى من شرائح عمرية واجتماعية مختلفة حرصت على الإصغاء  لهذه المحاضرة .... التي حاول من خلالها الداعية أن يلمس مشاكل الشباب ويفند أسبابها ويضع حلولاً عملية ومبسطة لها .... فكما بدأ محاضرته بالدعوة لأن تكون محاضرة عملية لانظرية اختتم بوضع برنامج يومي نموذجي للشباب والشابات ولاحظنا أن البعض كان قد وصل للرغبة الحقيقية في التطبيق  فما أن بدأ الداعية بذكر النقاط الهامة حتى وجدنا الحاضرات في قاعة النساء يبحثن عن قصاصات الأوراق للتسجيل عليها .... ولن نطيل التقديم فسنترككم في هذا العدد مع المحاضرة الأولى للداعية ( عمرو خالد ) في مدينة جدة ...وسيتم باذن الله نشر أجزاء من المحاضرة الثانية قريباً

 

مقتطفات من المحاضرة

مجالس الذكر

 

في البداية أشكر لكم حضوركم وأحب أن أوضح مغزى هذه المحاضرة فأنا لا أريد أن أقول كلاماً يستثير العاطفة للحظات صم يزول مفعوله و لكني أريد أن ننتقل بأنفسنا ولو خطوة إلى الأمام فأرجو أن تكون هذه المحاضرة وكل محاضرة تهدف إلى الخير للتنفيذ وليس للإستماع حتى نحصد ثمارها .... فالمحاضرة عملية جداً وليست نظرية وسأذكر لكم برنامج يومي للشباب في نهاية المحاضرة  نتمنى أن يكون هناك  محاولة لتطبيقه ولو بشكل تدريجي لنصل إلى الإستفادة باذن الله .

 

إن  الملائكة تتنزل  في مجالس الذكر وتحفنا بالسكينة .... يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ( فيحفونهم بأجنحتهم من الأرض إلى السماء .... فيسألهم ربهم وهو أعلم به " كيف وجدتم عبادي؟ " فيقولون : وجدناهم يذكرونك .... فيقول " وهل رأوني؟ " .... فيقولون : لا ياربي لم يروك ..... فيقول " كيف لو أنهم رأوني؟ " فيقولون : لو رأوك لازدادوا لك حباً ورغبة وخشية .... فيقول الله تبارك وتعالى " فماذا يقولون؟ " .... فيقولون : يطلبون الجنة ..... فيقول " وهل رأوها؟ " .... فيقولون : لا ياربي لم يروها .... فيقول " فكيف لو أنهم رأوها؟ " ... فيقولون : لو رأوها لازدادوا لها حباً واقبالاً وشوقاً .... فيقول الله سبحانه وتعالى " فمما يتعوذون؟" .... فيقولون : يتعوذون من النار ..... فيقول " وهل رأوها؟ " .... فيقولون : لاياربي لم يروها .... فيقول " كيف لو أنهم رأوها؟ " فيقولون لو رأوها لازدادوا منها جزعاً وخوفاً ورعباً .... فيقول الله سبحانه وتعالى " أشهدكم يا ملائكتي أني غفرت لهم ".

 

هذه أهمية مجالس الذكر التي تجعلكم تذكرون عند الله في الملأ الأعلى ... لذلك احرص على نية التماس المغفرة وطلب الجنة بحضورك لهذه المجالس.

 

  موضوعنا اليوم ( الشباب بناء وتربية ) وليس المقصود بذلك أن الدرس  للشباب  فقط  فهو أيضاً لمن تجاوز هذه مرحلة وبدأ بتربية الأبناء ، من آباء وأمهات ....

 

وسيكون الجزء الأول للحديث عن قيمة الشباب ... والجزء الثاني عن مشاكل الشباب ... والجزء الثالث كيف نتخلص من هذه المشاكل ونبحث عن عوامل بناء الشباب ...

 

 

قيمة الشباب

 

سنتحدث عن كل كلمة من الكلمات التي يتضمنها موضوع المحاضرة ( الشباب بناء وتربية ) ونبدأ ( بالشباب ) وهو أجمل ماتملك في حياتك ، فالطفولة صحة لا عقل لها ... والشيخوخة حكمة لا قوة لها ... أما الوحيد الذي يمتلك الصحة والقوة والنضج والفهم فهو الشاب ... ولتوضيح أهمية هذه المرحلة من حياتك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لاتزولا قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ) .... أربع اسئلة بالرغم من أنها تبدو بسيطة إلا أنها تمثل كل لحظة عشتها من حياتك ... ولاحظ السؤالين الأولين ( عن عمره فيما أفناه ) .. ( وعن شبابه فيما أبلاه ) .... فقد يعتقد أحدكم أن الشباب هو جزء من العمر فلماذا تم فصله؟ .... والجواب ، لأن هذه المرحلة من حياتك لها خصوصية وستسأل عنها مرتين ... وسيسأل كل شاب وفتاة عن الطاقات العقلية والجسدية التي تمتع بها في هذه المرحلة كيف استثمرها وكيف أهدرها .... وعن الوقت والمال الذي يضيع في المكالمات الهاتفية التي تطول لساعات ... وعن السهر والإنشغال بتوافه الأمور وغيرها من الأخطاء التي يقع بها الشباب كل يوم.

 

 

 

أنت أيها الشاب تحدد عمر ومكانة أمتك

 

 

ولقد أدرك علماء الإجتماع في العالم الغربي قيمة الشباب فعكفوا على  دراسات عجيبة جداً لتحديد العمر الإفتراضي لأمة أو بلد حتى تسقط أو تستعيد قوتها ... وتكاد  نسبة نجاحها أن تصل إلى 99% ... هذه الدراسات تتلخص في أنهم ببساطة يدرسون اهتمامات شباب الأمة فيدخلون إلى مدارسهم وجامعاتهم ويراقبون سلوكياتهم في الشارع .... ثم يبدأ التحليل وعمل الإحصائيات وتظهر النتائج بأن هذه الأمة لو كان شبابها ضائعاً مبهوراً بحضارات أخرى  ستبقى ضعيفة 50 سنة قادمة وستبقى تابعة لغيرها ... فإذا خرجت الدراسات بنتيجة تقول أن فتيات ونساء الأمة فارغات لا تشغلهم إلا توافه الأمور ،  فيدركون أن هذه الأمة أمامها 100 عام لكي تستعيد قوتها ، لأن هؤلاء هن اللاتي سيقمن بالإنجاب والتربية فان سائت أحوالهن تضمن أن الجيل القادم ضائع ولايعتد به في ميزان العالم.

 

ومن هنا تعلم أنك أنت أيها الشاب وأنتِ أيتها الشابه تحددان عمر ومكانة أمتكما ...

 

 

هكذا سقطت الأندلس

 

 

ولدينا مثال آخر من التاريخ على ذلك ...  فالأندلس حكمها المسلمين 800 سنة حاول البرتغاليون استرجاعها خلال الـ 500 سنة الأولى دون جدوى ، إلى أن بدأوا بتطبيق الفكرة التي يعتمدها علماء الإجتماع اليوم ولكن بشكل مبسط  يتمثل في ارسال جواسيسهم للتوغل بداخل الأندلس وقياس أحوال الشباب .... فتحكي الكتب أن هؤلاء الجواسيس كانوا يراقبوا مجموعة من الشباب وجدوهم يتجادلوا  ويتنافسوا على رواية  الأحاديث وحفظ نصوصها الصحيحة .... فعادوا أدراجهم وهم يقولوا لايزال الوقت مبكراً لسقوط هذه الأمة ... وعاودوا الكرة بعد فترة طويلة من الزمان فوجدوا الشباب يتنافس على ركوب الخيل ويبحثوا عن أعبدهم وأكثرهم ثقافة .... فعاد الجواسيس ليقولوا لقادتهم : لو دخلتكم الآن فهزيمتكم مؤكدة .

 

إلى أن يحكي أحد الجواسيس قائلاً : دخلت إلى الأندلس فوجدت اثنين من الشباب يبكيان ، فسألتهما مابالكما؟ ... أجاب أحدهما ( حبيبتي هجرتني وأبكي لفراقها ) ... يقول فعدت إلى البرتغاليين أقول آن الأوان لاسترجاع الأندلس .... وخرج المسلمون منها عندما ضاع الشباب وأصبحت اهتماماتهم تافهة لاقيمة لها ولاهدف لهم في الحياة.

 

 

 

قيمة الشباب من قصص القرآن

 

ولماذا نستشهد بعلم الإجتماع ونحن لدينا القرآن الذي يجسد قيمة الشباب العظيمة .... فانظر إلى كتاب الله عندما يتحدث عن سيدنا يحيى ويقول ( يا يحيى خذ الكتاب بقوة ) ( وآتيناه الحكم صبياً ) فهو صبي صغير لكن لاحظ لفظ القرآن في مخاطبته بكلمة ( بقوة ) هكذا يفترض أن يكون الشاب قوياً جاداً في الأمور التي يسعى فيها غير متخاذل ولا متهاون ولاضعيف ... وسيدنا ابراهيم عليه السلام الذي قام بالعمل البطولي العظيم فهدم الأصنام ليس بتصرف انفعالي عاطفي ولكن بحكمة تتجلى في تعليقه للمعول على رأس كبيرهم ، لم يكن  شاباً صغيراً في مقتبل العمر ...  فالنص القرآني يقول ( قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم ) ...

 

وفي سورة الكهف غير الله سبحانه وتعالى نواميس الكون من أجل مجموعة من الشباب المؤمن فيقول تبارك وتعالى ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه ذلك من آيات الله من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) .... ونتسائل كم هي أعمارهم ومن هم أصحاب الكهف؟ .... يجيب القرآن : ( نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) ... وفتية تعني أنهم كانوا من الشباب ، ذكرهم الله في القرآن ليضرب لنا مثلاً عن الشباب المعتصم بعقيدته ومالهم من منزلة عظيمة عند الله  ...

 

 

 

واليوم نشاهد شبابنا واهتماماتهم و قلوبنا تحترق على شاب يعتبر همه الأول والأخير الوصول إلى قلب فتاة وملاحقتها وإقامة علاقة معها ....

 

وفتاة تسهر الليالي ليس لقيام الليل وإحياءه بالصلاة والقرآن ولكن لتتحدث بالهاتف مع رجل غريب بعيداً عن أنظار الأهل .

 

وأم تترك الأبناء ليربيهم غيرها وتخرج لتلهو.

 

وأب يترك منزله ليجالس أصدقاءه أو لينشغل بجمع المال وينسى أسرته.

 

ويضيع الأطفال ...  ويضيع البيت .... ويخرج جيل  آخر ، تُحاسب أنت عنه يوم القيامة أيها الأب ، وتحاسبي  أنتِ عنه يوم القيامة أيتها الأم.

 

فهل يمكن أن نكون من أمة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ونقترف كل هذا؟

 

كيف ولماذا؟

 

سنسرد بعض المسببات في الجزء التالي.

 

 

 

الجزء الثاني ( ماهي مشاكل الشباب الأساسية )

 

حاولت أن أحصي  جميع المشاكل التي يعاني منها الشباب فوجدت أنها كثيرة وباجتهاد شخصي قد يكون به بعض الخطأ حصرتها في ( 4 ) مشاكل نفسية يفتقدها الشباب وسيكونوا محور حديثنا وهم :

 

1 – عدم وضوح الهدف ( وهو وصف مهذب ومخفف لأن الحقيقة هي عدم وجود الهدف أو تفاهته ان وجد ) ...  

 

2 – ضعف الإيمان بالله.

 

الصلاة نصليها لكن هل تزيدنا قرباً من الله الذي يقول في كتابه الكريم ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً ) .... فوجه السؤال إلى نفسك هل الصلاة تزيدك في كل مرة إيماناً وقرباً من الله ؟ .... هذه المشكلة تتلخص في أن الشباب لا يعرف حلاوة الإيمان والإحساب بحب الله .... قد يكون الشاب جرب حلاوة الدنيا وحلاوة التعلق بفتاة واستمتع بلحظات عابرة  لكن القرب من الله أغلى بكثير من متع الدنيا التي لاتسوى دمعة تذرفها من خشية الله ....

 

3 – ضعف الإنتماء لهذه الأمة.

 

 

 

4 – ضعف الثقة بالنفس.

 

 

 

الهدف

 

ـ ونعود للنقطة الأولى وهي ( الهدف ) فقد تسأل شاباً عن هدفه في الحياة ويجيبك لا أعرف أو قد يوجد الهدف ولكنه ليس ذات قيمة كأن يقول الشاب أن هدفه هو فوز المنتخب أو فريقه المفضل بالكأس .... أو تقول الفتاة هدفي في الحياة أن أتزوج فلان من الناس .... وكل هذه أمنيات لا ترتقي لمرتبة الأهداف التي يعتد بها وترسم ملامح مستقبلك ومستقبل أمتك.

 

ولنبدأ بأن يوجه كلٌ منا هذه الأسئلة لنفسه : هل لديك ( أهداف طموحة ) مثل الجنة والفردوس الأعلى وإنجاب أبناء ناجحين في الحياة موصولين بالله رافعين راية الإسلام ، أو اختراع شيء يخدم بلدك ودينك ، أو الزواج من فتاة تعينك على طاعة الله لتبني بيت مؤمن ... هذه أهداف من الممكن أن نطلق عليها ( أهداف طموحة ).

 

أما ( الأهداف الرديئة ) فهي أهداف كلها رذيلة ومعاصي وأمور يتمناها الشباب ويجعلونها محور حياتهم ومركز تفكيرهم وانشغالهم فتؤدي بهم إلى الضياع ....  وستسأل عنه يوم القيامة ، يقول ابن القيم :" كل نفس وكل عمل يخرج في الدنيا في غير مرضاة الله سيخرج يوم القيامة حسرة وندامة".

 

وأما ( الأهداف الطينية ) ... ليست رديئة ولاطموحة فهي مرتبطة بالأرض فقط وهي ليست سيئة لكنها ليست كافية.

 

 

 

لندرك أيضاً أهمية تحديد الهدف لدى الشعوب المتقدمة ، هناك معلومة تقول أن الأطفال في أمريكا في عدد من المدارس الناجحة منذ سن الثامنة لديهم حصة أسبوعية تسمى ( تحديد أهداف الحياة ) وهذا هو سبب نجاحهم في الدنيا .... فسنبقى  متأخرين سنوات عديدة حتى يظهر بين شبابنا من يملك أهداف واضحة وأسمى من أهدافهم.

 

لماذا خلقك الله

 

سأضع سؤالاً يساعدنا على معرفة الهدف : لماذا خلقك الله؟

المفكرون والفلاسفة من قديم الزمان يسألوان أنفسهم هذا السؤال .... لماذا خُلقنا؟ ... ولننظر إلى الإجابات التي توصلوا لها ورد القرآن عليها ...

هذه أمثلة من أجيال متباعدة عن بعضها في الزمن :

 

أفلاطون ( فيلسوف ) : يقول ، ( الخالق خلق الكون ثم نسيه ) ... و يبرر ، ( لهذا تحدث الحروب والمشاكل بين البشر ) .... فيرد القرآن بحزم ( وماكان ربك نسياً ) فالله يعلم نقطة المطر التي تتنزل من السماء بين ملايين القطرات يعلم إلى أين ستجري ومن سيشربها .... إذن نقول " كاذب يا أفلاطون ".

 

كارل ماركس : يقول " الخالق أراد أن يلهو ويلعب " ويرد عليه القرآن ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون فتعالى الله الملك الحق ) ....

 

ويخرج شاعر مثل ( إيليا أبو ماضي ) ويؤلف قصيدة يسميها قصيدة الطلاسم تقول ( جئت لا أعلم من أين ... ولكني أتيت .... وقد أبصرت أمامي طريقاً فمشيت .... وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت .... كيف جئت لست أدري .... أين أذهب لست أدري ) .... وإلى آخره من التخبط الذي يكشف حالة الضياع التي يعيشها الإنسان عندما لايدرك الهدف من وجوده.

 
 

أما اليوم لو خرجنا إلى الشارع وسألنا كل من يقابلنا ( لماذا خلقك الله؟) ستأتي الإجابة بتلقائية بذكر الآية الكريمة :" وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .... ولكن ماذا نفهم منها ؟ .... هل المقصود أن تصلي طوال اليوم ولا تفعل شيء آخر حتى تحقق هذا المعنى لوجودك؟

 

لايعبدون هنا تعني ( يعرفون ) ... قال الله تعالى ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) .... وقد تكون تعلم ذلك لكن يجب أن تشعر به أيضاً وتوثق علاقتك بماعرفت وتجعل رضاء الله المحور الذي تدور حوله.

 

 

 

بالنية  تتحول العادات إلى عبادات

 

 

فمن الضروري  أن تعيش حياتك وتمارس عملك ولكن وأنت تراقب الله سبحانه وتعالى ( ستنجح وتذاكر وتمارس الرياضة وتحرص على الزواج وتكسب المال ) لكن الهدف والتفكير أثناء عمل كل ذلك منصب على إرضاء الله في كل خطوة .... تمارس حياتك بشكل طبيعي مع تحويل النية لتصبح من أجل إرضاء الله .... بمعنى أنكِ أيتها الفتاة  تريدين إنجاب الأطفال  فلو سُئِلتِ لماذا؟...قد تكون إجابتك :" لكي ألاعبهم وأفرح بهم ويكونوا عوناً لي في الكبر " ... هذا جيد ولكن أنت بهذه النية لم تحقق الآية ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .... فماذا يضيرك لو غيرت نيتك وأضفتِ إلى ما ذكرتِ أنك تريدين الذرية الصالحة حتى تربيهم على عبادة الله ويخرج من رحمك أيتها المرأة نبته تسجد لوجه الله سبحانه وتعالى ويكبر الطفل ويقوم الأب والأم على تعليمه بما يعود على أمته ومجتمعه بالفائدة ، إذا كانت هذه نيتك تصبح كل دقيقة في تربية أطفالك عبادة ..

 

تريد أن يصبح لك مال ... لماذا؟... قد يجيبني أحدكم حتى أستمتع وأسد حوائجي و أتخلص من القلق والحاجة إلى الآخرين .... وهذا هدف مباح لكنك لم تحقق به العبودية .... فتستطيع أن تنوي أنك تريد الستر والمال لكي تحيا حياة كريمة ولايشغلك القلق على أحوالك عن عبادة الله ، ولكي تستخدم مالك الكثير في عمل الخير والإنفاق والمساعدة  وتدفع الصدقات .... فلو أصبحت هذه نيتك يكون كل قرش يضاف إلى رصيدك حسنات وعبودية.

 

تريد أن ترتدي أفضل الملابس وتركب السيارات الفاخرة ... كيف تحقق مع هذه الرغبة العبودية ؟ ... تستطيع أن تحقق ذلك على أن تكون نيتك  أن تثبت للعالم أنك من الممكن أن تكون متديناً وموصولاً بالله ومظهرك طيب ووجهك مبتسم لا ينفر الناس .... وتقول هذه سيارتي الفاخرة بمجرد أن أسمع الآذان أتركها بجانب المسجد وأدخل ليسجد وجهي لله .... هنا تصبح وجاهتك عبودية لله سبحانه وتعالى ..

 

تريد أن تمارس الرياضة فكيف تصبح عبادة؟ ... ألست شاباً بداخلك طاقة وهذه الطاقة من الممكن أن تخرج في معصية لو لم تفرغها في الرياضة .... هكذا تحقق العبادة.

 

تتعلم .... لماذا؟ .... هل لأن العالم يسير هكذا ؟ .... لا ، ولكن لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول :" من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة " ... وأنت طالب للجنة التي تلتمسها بعلمك وعملك.

فهل من الصعب أن تجلس الآن مع نفسك وتقول هدفي في الحياة هو إرضاء الله وعزة أمتي وعزة الإسلام وتدرج الأعمال التي تصلح لهذه النية وتستبعد الأهداف والأعمال التي لا تتوافق معها ؟...

 

تطبيقات عملية

تريد أن تصبح مؤمناً متديناً وترغب في أن تأخذ بأيدي الناس للإسلام والإلتزام ولاتعود إلى المعصية وتثبت ؟ ... خذ بهذه الوصفة لتثبيت الإيمان وزيادته :

وسائل  زيادة الإيمان    

المرحلة الأولى :

1 ) حافظ على خمسة أشياء لمدة 6 أشهر وستجد أنك قفزت قفزة للأمام باذن الله

أولاً : الصلاة في أول الوقت.

ثانياً : ذكر الله كل يوم ولو دقائق ( استغفار وتسبيح وحمد وتكبير ).

ثالثاً : الدعاء كل يوم.

رابعاً : قراءة القرآن كل يوم ولو صفحة.

خامساً : مصاحباً شخص متدين.

 

المرحلة الثانية :

2 ) الصلاة في المسجد ويمكنك أن تبدأ بأسهل الفروض ثم الذي يليه إلى أن تتمكن من صلاة جميع الفروض في المسجد بمافيها الفجر .... أما السيدات فتحاول أن تكون صلاتها في جماعة من أهل بيتها .

 

المرحلة الثالثة :

3 ) احفظ جزء من القرآن ثم جزئان ثم ثلاثة واقرأ تفسيرهم وصلي بهم قيام الليل وليس بالضرورة أن يكون قيام الليل في الثلث الأخير بل يمكنك القيام في أي وقت من بعد صلاة العشاء وقبل نومك.

 

المرحلة الرابعة :

4 ) اجعل اقرب الناس وأحبهم إليك من الأشخاص المؤمنين الموصولين بالله وفكروا بتقديم شيء للإسلام من خلال عمل خيري أو تطوعي أو دعوي .... واشتغلوا بحضور مجالس العلم واقتناء الأشرطة الدعوية ... المهم تقوم بشيء لدينك.

 

إذا وصلت للمرحلة الرابعة سيصبح الإسلام في دمك ومن الصعب أن تعود بعدها إلى المعصية ... وسيملأ الحب علاقتك مع الله سبحانه وتعالى ... فانظر كيف يحبك الله  .... يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل ... يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل .... فينادي جبريل بأهل السماء يا أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ).

 

الإنتماء للأمة

الإسلام لحمك ودمائك التي تجري في عروقك .... سُئِل سيدنا سلمان الفارسي " من أبوك " .... فقال " أبي الإسلام لا أب لي سواه " .... فسمعه سيدنا عمر بن الخطاب فقال " وأنا أخو سلمان " ..... هكذا كان الإنتماء للدين بالنسبة لهم.

و يقول ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه :" نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله " ....

ولنا في التاريخ عظه وتوجيه إلى خطورة أحوال شبابنا اليوم على مستقبل الأمة بافتقادهم للإنتماء لدينهم و بانتمائهم لحضارات أخرى  .... فالتتار مكثوا في بلاد المسلمين حوالي 100 سنة .... وفي بداية القرن الحالي تعرضت بلاد المسلمين لما يشبه احتلال التتار .... لكن هناك فرق واحد يجب أن نتوقف للتفكير فيه ... وهو أن التتار احتلوا بلادنا ونحن نكرههم فلم يكن لهم أي تأثير على أحوال الأمة الإسلامية ولم ينجرف في طريقهم أحد .... أما في القرن الحالي احتلتنا مظاهر أعداء الإسلام  ونحن نحبها وشبابنا منبهر بهم فنجحوا بعمل شيئين :

1 ) مسخ الشباب وتضييع هويتهم.

2 ) العمل على مسح تاريخهم الإسلامي وحضارتهم من ذاكرتهم.

 

الملك الأسد .... أضحك البعض ، وأبكاني 

 

ولعل البعض منكم قد شاهد الفيلم الكرتوني الشهير للأطفال ( الملك الأسد ) خاصة بعد ترجمته للعربية وقد تكون ضحكت مما يدور فيه من أحداث ... لكني بكيت بحرقة وأنا أشاهده لأنني شعرت أننا المعنيين بهذه القصة ... نحن من حصل معه كل ما يدور في أحداث الفيلم ..... فالشبل  كان أبوه ملك الغابة العظيم الذي ملأ الأرض عدلاً .... لكن الشبل ابتعد عن والده وتربى بين المعيز والخنازير .... إلى أن جاء من يذكره  أنه أسد وأنه يجب أن يستعيد هويته وينتمي إلى سلالته الحقيقية القوية ... فتدرب إلى أن أصبح أسداً من جديد ....

هذه هي قصة أمة جدودها وضعوا أحجار الأساس لأعظم حضارة إنسانية ... وأبنائها نشئوا في ظل حضارة أخرى انبهروا بها وتطبعوا بطباعها وفقدوا ذاكرتهم التاريخية لتندثر  بداخلهم تلك القوة والعزة والإنتماء إلى حضارتهم وينساقوا وراء بريق حضارات أخرى فتنتج نماذج ممسوخة ضعيفة لا هوية لها ولا أثر.

فإذا أردت أن تستعيد هويتك ارجع إلى سيرة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وإلى سيرة الصحابة وإلى تاريخ أمتك عندها ستتذكر من أنت وكيف يجب أن تكون.

 

ضعف الثقة بالنفس

في أغلب الأحيان تكون أسباب ضعف الثقة بالنفس متعلقة بالتربية التي يتلاقاها الأبناء بالدلال الشديد أو الإحباطات المتتالية .... ولكن ان شعرت بذلك جرب أولاً  أن تنجح مرة واحدة .... ولو في عمل بسيط وستجد أن الثقة بدأت تنبعث من جديد .... ثم حاول أن تستمع لنماذج وقصص الناجحين لتعرف طرق تحقيق النجاح وتسير فيها ... واتخذ قرارك بالإعتماد على نفسك وبناء حياتك دون الإعتماد على أموال الأهل ... هذه الأمور ستساعدك على الثقة بنفسك وبقدراتك وتذكر أن الأمل بغد أفضل ينبعث دائماً بعد لحظات المحن فلا تجعلها تحبط من همتك.

 

خطوات الشيطان

للشيطان وسائل عديده وحيل متنوعه في الايقاع بالبشر‏..‏ والانتباه لمكائده يعد الخطوه الاولي للتغلب عليه‏ ..

فالشيطان ماذا يريد لك؟ ... إنه يريد أن يدخلك في قعر جهنم .... فإذا لم تكن بهذا السوء سيعمل على ادخالك قلب جهنم .... فإذا نجوت يريد لك جهنم فقط .... وان كنت أفضل من ذلك لايريدك أن تدخل الجنة فتقف مع أصحاب الأعراف بين الجنة والنار .... ولو كان لديك أعمال صالحة لايريدك أن تدخل الفردوس الأعلى .... فانظر ماذا يفعل :

الخطوه الاولي‏:‏ يقول لك الشيطان اكفر بالله وبدينه وبلقائه‏,‏ فان تخلص منك في هذه الخطوه‏,‏ بردت نار عداوته واستراح منك‏,‏ غير انني علي يقين بان هذه الخطوة لا يقدر عليها الشيطان لأن الدين يجري في دمائنا مجري الدم‏,‏ لذلك سينتقل بك الشيطان الي الخطوه الثانيه‏.‏
الخطوه الثانية‏:‏ سيقول لك اشرك مع الله غيره‏,‏ ويمكنك ان تنجو من هذه الخطوه بشيئ بسيط وهو المحافظه على الفرائض خاصة الصلوات الخمس والتزام سنه النبي‏,‏ فان الحفاظ علي الصلوات الخمس دليل انك تقدم رضا الله علي ما سواه‏,‏ والتزام السنه دليل على انك تطيع الله ليس وفقا لهواك الشخصي‏,‏ وانما وفقا لما جاء به النبي هنا سينتقل الشيطان الي الخطوه الثالثه‏.‏
الخطوه الثالثة‏:‏ يقول لك افعل الكبائر مثل ترك الصلاة,‏ عقوق الوالدين‏,‏ الزنا‏,‏ شرب الخمر‏,‏ المخدرات‏,‏ وتنجو من ذلك بان تبتعد عن كل مكان أو صديق يأخذ بيدك إلي هذه المنكرات وتتوب لله فورا‏.‏
الخطوه الرابعة‏:‏ يزين لك الصغائر‏,‏ فيقول لك مادامت تركت الكبائر فانت افضل من الالاف غيرك من الشباب‏,‏ والله غفور رحيم‏,‏ فلا باس اذن من المعاصي الصغيره‏,‏ فيكون مرتكب الكبيرة النادم الخائف احسن منك حالا‏,‏ لان الاصرار على الصغيره يحولها الي كبيرة‏,‏ وتنجو من هذه المكيدة بدوام الاستغفار‏,‏ والاكثار من الحسنات‏.‏
الخطوه الخامسة‏:‏ يعمل علي إضاعه وقتك في الامور المباحه التي ليست حراما‏,‏ بان يشغلك طوال النهار في حل الكلمات المتقاطعه او الجلوس الي المقاهي طوال الليل‏,‏ لان الشيطان عندما اكتشف انك لا ترتكب المعاصي خاف ان تستغل وقتك في فعل الحسنات فقرر ان يشغلك بالمباح بدلا من طاعه الله‏,‏ وتتجنب ذلك بمعرفه قيمه الوقت‏,‏ والطاعات‏,‏ ولكن الشيطان لم يياس حتي الان فياخذك إلي الخطوة السادسة‏.‏
الخطوه السادسة‏:‏ يشغلك بالاقل أهميه في الاسلام عن الاكثر أهميه‏,‏ فالاسلام درجات‏,‏ يقول النبي‏:‏ الايمان بضع وستون شعبه اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطه الاذي عن الطريق فياتيك الشيطان ويشغلك باماطه الاذي عن الطريق ويجعلها قضيه حياتك عما هو اهم‏..‏ وهكذا‏,‏ حتي تجد نفسك مشغولا بسفاسف الامور‏,‏ يقول النبي ان الله يحب معالي الامور ولا يحب سفاسفها‏,‏ وتنجو من هذه الخطوه بمعرفه اولويات هذا الدين‏,‏ وتقدير الاهم‏,‏ وبان نسال العلمائ ونقرا في كتب الدين عندها لا يجد الشيطان امامه سوي الخطوة السابعة‏,‏ وهي مكيدة المكائد بان يسلط عليك الناس‏,‏ يسخرون منك ويهزاون بك لتدينك‏,‏ وهو بذلك يفعل اخر ما في وسعه‏,‏ لصدك عما وصلت اليه‏,‏ وتنجو من هذه الخطوه الاخيره بالا تخجل من تدينك بل تفخر به‏,‏ ولا تحرج من دينك‏,‏ يقول الله تعالي عن هذه المرحله فلا يكن في صدرك حرج منه‏.‏
والان‏..‏ اسال نفسك‏:‏ في اي خطوه تخلص منك الشيطان؟‏!‏ اذا كانت الخطوه الثالثه ـ مثلا ـ فقد تخلص منك بسرعه‏..‏ اما اذا وصلت معه الي الخامسه والسادسه والسابعه فانت صاحب طموح وعقيدة.*‏

 

برنامج يومي للشباب

هذا البرنامج اليومي وضعناه بشكل مبسط يساعدك على الإلتزام بممارسات وعادات يومية جيدة ساعدت العديد من الشباب على تغيير نمط حياتهم .... وهو كالتالي :

ـ الإستيقاظ على صلاة الفجر وقراءة الأذكار والأدعية ثم من الممكن أن تنام على أن تستيقظ قبل التاسعة فتذهب إلى عملك أو مدرستك أو ان كانت فترة اجازة تحاول أن تتعلم شيء .... فمابين الساعة التاسعة والثانية ظهراً يعتبر وقت الإنتاج في العالم ولابد أن تستثمره في عمل نافع ولاتهدره في النوم أو التسلية .... أما الفتاة فان لم تكن تدرس ولاتعمل فلتحاول تعلم الطبخ أو تتعلم كيف تتعامل مع الحاسب الآلي و الإنترنت والبحث والمعرفة حتى تكون مطلعة على العالم ...

ـ بعد صلاة العصر حاول أن تمارس أي نوع من الرياضة يناسبك واحرص على قوتك ورشاقتك فهكذا كانوا الصحابة رضي الله عنه وهكذا كان رسولك الكريم صلى الله عليه وسلم يتسلق الجبال ويشارك في المعارك ويقطع المسافات البعيدة على أقدامه مع تقدم سنه ... بينما شبابنا اليوم تنقطع أنفاسهم من السير أمتار قليلة والبعض أصابته التخمة التي تعيق عن الحركة وتثقل عن العبادة فابدأ باستعادة نشاطك وقوتك بممارسة الرياضة.

ـ من المغرب إلى العشاء حاول أن تقوم بشيء لدينك فالصلاة والصوم وغيرهما من العبادات هذه لك وحدك ...  لكنك ستسأل أيضاً يوم القيامة عن ماقدمته لدينك ولنشره ولرفع رايته والذود عنه .... وستلتقي بالصحابة والشهداء الذين تقطعت أجسادهم في سبيل هذا الدين والدعوة إليه .... وأنت مثلهم  تنتمي إلى نفس الدين  والأمة فابحث عن طريقة تقدم بها شيء للإسلام .... وبالنية الخالصة ييسر لك الله أبواب كثيرة تخدم بها الإسلام تتوافق مع قدراتك.

ـ بعد العشاء لابأس من الإجتماع بأصدقائك والتزاور والتواصل وقضاء وقت طيب في المباح.