في أضخم تجمع طلابي ثقافي

الجامعات السعودية تحصد 5 من أصل 8 من جوائز مهرجان المسرح الطلابي

رباب أحمد_البحرين
صور وفيديو

حصدت الجامعات السعودية المشاركة في مهرجان المسرح الطلابي الخليجي الثاني ، خمس من جوائز المهرجان الثمانية. إذ خطفت جائزة التأليف المسرحي الطلابي ريم المطيري عن مسرحية «جنون كامل الدسم» التي قدمها فريق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بينما فاز فهد الحارثي من جامعة الطائف السعودية على جائز التأليف المسرحية التقديرية عن مسرحيته «عصف». وحصلت المسرحية نفسها على جائزة أفضل سونوغرافيا.
وفيما يتعلق بالتمثيل، فقد حصل على جائزة التمثيل الأولى الطالب شجاع القطاني عن دور القاضي في مسرحية «مجلس العدل» التي قدمها فريق جامعة الملك سعود السعودية، وحاز جائزة التمثيل الثانية الطالب حسين العامر عن دوره الرجل الثاني مبتور القدم في مسرحية «جنون كامل الدسم» التي قدمها فريق جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
وحصلت جامعة البحرين على جائزة أفضل إخراج مسرحي، عن مسرحيتها «صفحة 8» التي ألفها وأخرجها الفنان إبراهيم خلفان. وخطفت مسرحية جامعة قطر «شباب ولكن» جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل التي ألفها وأخرجها الفنان القطري أحمد المفتاح بالإضافة إلى الجائزة التقديرية للأداء الجماعي. وفاز بجائزة التمثيل الثالثة الطالب أحمد العويلي عن دور الرجل في مسرحية «ستارة» التي قدمتها كليات العلوم التطبيقية في سلطنة عمان.
وكان مهرجان المسرح الطلابي الخليجي الثاني لجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون الخليجي، قد انطلق يوم الأحد الماضي و احتضنت نسخته هذه المرة جامعة البحرين. واحتفي المهرجان  بالمسرح أبو الفنون وأولها من خلال 15 عرض مسرحي مقدم من الجامعات الخمس عشر المشاركة، وندوات تطبيقية في فنون المسرح . واستمر المهرجان حتى الخميس 25 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ووصفه المنظمون بأضخم تجمع طلابي ثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي، من حيث عدد العروض المشاركة. 
مهرجان هذا المرة يأتي في البحرين، البلد الخليجي الرائد في عالم المسرح ، بدأ هذا في العام 1919 مع العروض المسرحية الممثلة في المدرسة النظامية الخليجية الأولى أيضاً بالبحرين، وهي مدرسة الهداية الخليفية.
ويأتي المهرجان الثاني برعاية من وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، والتي أكدت على أن الفعاليات الثقافية الخليجية المتنوعة أثبتت للعالم أن شعوب الخليج ليست شعوباً نفطية مترفة، بل شعوبٌ قادرةٌ على المشاركة في صناعة المستقبل. وأشارت خليفة في كلمتها التي ألقتها خلال حفل افتتاح المهرجان يوم الأحد أهمية العمل على حمل اسم منطقة الخليج العربي إلى كل العالم، من خلال الأدوات الثقافية التي حققت وستحقق الكثير لبلدان المنطقة

 

جنون كامل الدسم

وتتنوع العروض المسرحية المقدمة في فحوى ما تقدم بالمهرجان الطلابي الخليجي الثاني، لكنها تدور في ذات القالب، حيث تدور أحداث مسرحية "جنون كامل الدسم" التي قدمتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعرضت في اليوم الثاني من المهرجان، واكتظ الحضور من وفود الجامعات المشاركة والطلبة إلى جانب لجنة التقييم بالمهرجان، لمتابعة "الجنون" الذي أخرجه محمد الحلال، وألفته الطالبة ريم المطيري.
يقول محمد الحلال:  "جنون كامل الدسم" عرض إنساني، سياسي واجتماعي يعرض صراع في غاية الشراسة بين أخوين من أبوين مختلفين، على نتاج الأرض التي يحرثون، ويشير إلى عدد من القضايا المجتمعية مثل إنفلات الضوابط الإخلاقية " 
اختتمت المسرحية صراع الأخوين بمشهد يظهر فيه شخصيات أجنبية، تحتفل بتقاسم جثثهم، يقول محمد الحلال في تصريح خاص إلى "عربيات" في هذا إشارة إلى أن الصراعات القائمة في المجتمع العربي، المستفيد منها هم الأجانب. 
ويصف الحلال العرض بالواضح والمباشر، ويركنه في إطار "المدرسة التجريبية" في المسرح، ولا يحبذ الحلال الحاصل على عدد من الجوائز في الإخراج والنص كثرة الوضوح في المسرح، لأن الأخير يفسد العمل المسرحي، وفق الحلال.    
وتعد "جنون كامل الدسم" العرض الرابع إلى الحلال في البحرين، إذ كانت له مشاركات عدة من بينها المشاركة بعرض في ملتقى الوعد الثقافي بعنوان "حكايات مشفرة" في العام 2008، وهي المسرحية التي قال الحلال بأنها المسرحية الأولى التي تمثل فيها فتيات من السعودية.   
 

وبدوره، يقول الشاب البحريني عبدالله يوسف _أحد جمهور المسرحية_ بأن المسرحية "بدأت بحركات استعراضية"، ولكن مع ظهور البطل _والذي أدى دوره الطالب حسين العامر_ بدأت معالم المسرحية تتضح. 
ويشير يوسف لـ "عربيات" إلى أن المسرحية تتحدث عن واقع نعيشه، وهو التراجع للوراء، هذا ما اتضح من خلال الملابس البدائية التي يرتديها الممثلين _والبالغ عددهم 10. 
وأشاد يوسف المتابع للعروض السعودية بها، وبين "المسرح السعودي تطور كثيرا في المواضيع التي يطرحها، فأخذ يتناول مواضيع كانت حساسه في السابق، وتطور في مستوى الأداء كثيرا". 
وأكدت الشابة البحرينية هديل كمال الدين على المسرحية توضح فكرة أن المصالح البشرية تطغى على العلاقات الإنسانية، وتكون الهدف الأول في تحركات الإنسان. هديل الحاصلة على جائزة أفضل ممثلة مسرحية في 2010 في مسابقة وزارة الإعلام البحرينية السنوية للمسرح ، بينت في حديثها مع "عربيات" بأن "جنون كامل الدسم" يطرح فكرته بشكل واضح.

 

"صفحة 8" البحرينية

وقدمت جامعة البحرين "صفحة 8"، التي تطرح العديد من المواضيع الاجتماعية الظاهرة على سطح مجتمعاتنا العربية والخليجية وخصوصاً تلك التي تلامس الإنسان العربي الخليجي. يقول مساعد مخرج "صفحة 8" صادق الشعباني لـ "عربيات" بأن المسرحية تتحدث عن الأمور والقضايا اللامتناهية  في المجتمعات العربية من خلال 8 مشاهد، لمدة 50 دقيقية. وأوضح الشعباني بأن التعليم والمتقاعدين هي من بين القضايا التي تطرحها المسرحية.

 هذا وقد كانت جامعة البحرين قد حصدت جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل في نص ‘الزمن ليس هنا‘ في الدورة الأولى للمهرجان التي عقدت قبل ثلاثة أعوام بدولة الكويت.

  "حالي .. حالك"، المقدمة من جامعة الملك عبدالعزيز حول جندي أصيب برصاصة في رأسه أفقدته الوعي طوال ستين سنة ، وعندما بدأ يعود إلى وعيه تتقدم شركات عالمية لشراء الرصاصة بمبالغ خيالية ولكن إخراج الرصاصة سيعرض الجندي للموت، وتطرح مشاهد المسرحية سؤالها الجوهري "هل يبيع أحفاده الرصاصة؟".

أما جامعة الطائف فقد كان عرضها "عصف"، والذي يدور حول مجموعة تدور بينهم عدة مداخلات نفسية واجتماعية وذهنية وهم في طريقهم للوصول إلى الهدف المرجو من رحلتهم.

 بينما تقدم"اللحاد " لجامعة الملك فيصل حكاية مدينة تغوص شيئاً فشيئاً تحت الأرض بسكانها وبيوتها وشوارعها، حيث أضطر الناس إلى حفر الأنفاق للخروج منها والدخول إليها. أما المقبرة القديمة فهي الجزء الوحيد من المدينة الذي لم يغص في باطن الأرض، وعلى شواهد القبور يقيم رسام معرضه السنوي فيلتقي بحارس المقبرة ( اللحاد) وتحدث بينهما حوارات حول الفن والسلطة والحرية، وفي النهاية  يغري اللحاد الرسام بالتمدد في أحد القبور ليدفنه تحت ركام لوحاته.
 وتتساءل مسرحية جامعة الإمارات "لمن نتكلم؟"، والتي تدور أحداثها حول مجموعة يرسلون لحفر بئر و لكنهم لا يعرفون المكان،  مختلفون وفي أماكن متنوعة، تنشب خلافات بينهم بسبب العزلة في المكان و تنعكس على الشخصيات، رجل يكره الخيانة ، فيخون ، رجل خائف في المطاردة وآخر يبحث عن أبوته المفقودة، عن أي ابن، ورابع كذاب.

 كما تشتتمل عروض المهرجان على مسرحية"مجلس العدل" التي تقدمها جامعة الملك سعود، و"المحاكمة" لجامعة تبوك، ورحلـــة الألــف ميــل إلى "جامعة السلطان قابوس"، أما مسرحية جامعة الإمام محمد بن سعود فتطالب في مسرحيتها بـ "التشخيص أولاً"، وتشارك جامعة القصيم بمسرحية "البرواز"،  و "شباب و لكن .." لجامعة قطر. و مسرحية "ستارة" لكليــات العلــوم التطبيقيــة / عمــان، بينما تقدم جامعة جازان مسرحية بعنوان "أنت لست غارا"، و "مرآة الكرسي" لجامعة الكويت.