حماية الأرواح والممتلكات بالحملة الوطنية للسلامة

العلمي: تأسيس الحملة وراءه حس وطني وواجب إنساني

صور وفيديو

يأخذ البعض دور المشاهد في الأحداث الجارية حوله، بينما لا يرضى البعض الآخر بأن يكون شاهد إثبات أو نفي إنما صاحب الدور الرئيس عله يغير من مجريات الأمور، هكذا يمكن اختصار الأسباب التي كانت وراء إنشاء الحملة الوطنية للسلامة، فمع حادثة حريق مدرسة "براعم الوطن" في جدة، والتي سلطت الضوء على عدد من القضايا كافتقار المباني والمدارس لأقل شروط السلامة، بادر الباحث الاقتصادي والكاتب الأستاذ عبد الله العلمي، إلى إنشاء حملة تطوعية تقوم بتثقيف وتوعية المجتمع، والتعاون مع الجهات المعنية فيما يتعلق بالدور الرقابي.
في البداية يقول  لـ عربيات الأستاذ عبد الله العلمي عن أهداف الحملة: " تهدف الحملة إلى حث المسئولين والعمل معهم على وضع وتطبيق حلول عملية جادة لحماية الأرواح ولسلامة المنشآت، وتتركز الحملة على تأسيس رابط تعاوني عملي جاد ومستمر بين المديرية العامة للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية، بصفتها المسئولة عن سلامة المرافق من مدارس وغيرها وبين الجهات المعنية الأخرى".

ولتحقيق الأهداف المنشودة تسعى الحملة  لسد الفجوة بين الجهات الحكومية المختلفة وحاجات المواطنين هذا ما أكده العلمي موضحاً: "تسعى الحملة لسد الفجوة وللمشاركة الفعالة مع عدة جهات حكومية وأهلية مثل الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية، والمديرية العامة للدفاع المدني، وأمانة الدمام، والهلال الأحمر السعودي، وشركة أرامكو السعودية، وإدارة التعليم، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية مجتمعين على تفعيل أساليب السلامة في المنشآت وخاصة المدارس والكليات والمحلات التجارية، كذلك ستستعين الحملة بخبرات الأدلة الجنائية وشرطة المنطقة لتحقيق الهدف المنشود.

في الغالب، تظل الحملات حبراً على ورق، أو فكرة غير قابلة للتنفيذ إن لم تجد مسئولاً يدعمها، وهذا ما سعت له الحملة حيث قال رئيسها: "لن تنجح هذه الحملة بدون الدعم المعنوي من أعلى سلطة تنفيذية في المنطقة الشرقية، ونسعى الآن للحصول على موافقة سمو أمير المنطقة الشرقية لبدء عقد الاجتماعات الأولية مع الجهات المختصة وذلك للاتفاق على أهداف ورسالة واستراتيجيات الحملة قريباً إن شاء الله، ولا شك أن هناك من يدعم الحملة من منطلق المسؤولية الاجتماعية، وسنعمل مع الآخرين لحثهم على تحمل مسؤولياتهم تجاه الوطن بكل ما نملك من وسائل قانونية وإعلامية".

وعن آلية العمل في الوقت الحاضر يقول: "نسعى لعقد اجتماعات دورية لمتابعة تقارير لجان الدفاع المدني، وخاصة التقارير التي كشفت العيوب الإنشائية، وأخرى تتعلق بالكهرباء ووسائل السلامة وضيق الطرق المؤدية للمباني المدرسية الحكومية والأهلية المستأجرة وتوجيه من يلزم بسرعة إصلاحها.
كذلك تسعى الحملة لنشر الوعي في المدارس والكليات الحكومية والأهلية على حد سواء للتأكد من عدم وجود تجاوزات في معايير السلامة وخاصة مخارج الطوارئ، والمراوح، وكشافات الإنارة، والأسلاك والأفياش الكهربائية، وعلب ولوحات التوزيع، والسياج الحديدي على النوافذ والبوابات، واسطوانات الغاز، وأجهزة التكييف والبرادات الكهربائية.
من الهام أيضاً أن تلتزم هذه المنشآت بتركيب أنظمة اكتشاف الدخان ومكافحة الحرائق وصيانتها دورياً، فهذه حملة وطنية ولابد لكل الجهات المعنية من التعاون لحماية الأرواح والممتلكات قبل حدوث الكوارث".
 
بالعلاقة بين رد الفعل العاطفي والحس الوطني والواجب الإنساني كان ميلاد الحملة هذا ما يشير له العلمي موضحاً: "الحملة انطلقت من منطلق حس وطني وواجب إنساني وليس فقط عاطفي. نسعى لبدء حملات توعوية مكثفة عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية للتبليغ عن المخالفات في معايير السلامة في المنشآت ليتم التعامل معها بالتعاون مع الجهة المختصة، فالوضع لا يحتمل التخاذل أو التأخر عن القيام بمسؤولياتنا مجتمعين اتجاه الوطن والمواطن".
وينفي العلمي اقتصار دور الحملة على التثقيف والتوعية فقط مضيفاً: "مازلنا بصدد العمل على رسم استراتيجيات الحملة والتي ستشمل التوعية الإعلامية والرقابية بالتعاون مع الجهات المختصة".

هذا وقد أشار الأستاذ عبد الله العلمي بأن فكرة المبادرة في سبيلها للتطبيق في مدينة جدة بعد أن قام الكاتب الصحفي الأستاذ جمال بنون بتبني تنفيذها، وهناك سعى لوجود مثل هذه الحملة في جميع مناطق المملكة.

يذكر أن ميلاد الحملة الوطنية للسلامة جاءت  بعد حادثة حريق مدرسة براعم الوطن بجدة والتي كانت السبب في وفاة 3 معلمات وإصابة 42 معلمة وطالبة ومسعفين.
هذا وكشفت التحقيقات أن الحريق نتج عن إشعال خمس طالبات - من المرحلة المتوسطة- النار في بعض الصحف الموجودة بقبو المدرسة بهدف تجربة جهاز الإنذار.