السيرة النبوية تلبي حاجيات الطفل النفسية حين يشعر أن له ماض عريق

لقاء مع مؤلف سلسلة تاريخ الإسلام المصورة للأطفال

عربيات : عبدالواحد أستيتو
صور وفيديو

صدرت مؤخرا سلسلة تاريخ الإسلام المصورة للأطفال بالمغرب في طبعة جديدة و بأثمنة جديدة، و قد اعتبرت هذه السلسلة حين صدرت منذ سنوات سابقة في حد ذاتها و الآن و هي تعاود الصدور في حلة أبهى و بأثمنة مناسبة نسبيا ، كان لا بد لنا أن نكون هنا كي نحاور و نسائل مؤلفيها حول إصدارهما.

بطاقة تعريفية للأستاذين :

·        عبد العزيز اشبابو ( مؤلف السلسلة)

·        محمد بنمسعود ( رسام السلسلة)

أ.عبد العزيز اشبابو : من مواليد مدينة طنجة المغربية سنة 1959، حفظ القرآن كاملا على يد والده الفقيه. التحق بالمدرسة العصرية سنة 1972، حاصل على الباكالوريا في العلوم التجريبية و البكالوريا في الآداب العصرية و الإجازة العليا في أصول الدين و يعد حاليا للدكتوراة.. عمل لسنوات بميدان التعليم و يرأس حالياجماعة قروية بنفس المدينة.

أ.محمد بنمسعود : من مواليد 1951 ، عمل أستاذا للفنون التشكيلية  ثم اشتغل أستاذا بالمدرسة الإقليمية و مركز تكوين المعلمين. كما شارك في اللجنة الوطنية لتأليف الكتاب المدرسي في مادة التربية الفنية، و أعد مجموعة من الكتب و وسائل الإيضاح لرجال التعليم و التلاميذ، و يعمل حاليا أستاذا بالمركز التربوي الجهوي بمدينة طنجة المغربية.

* الأستاذ اشبابو ، ما هو الدافع الأساسي للكتابة للأطفال ؟

بسم الله الرحمن الرحيم .. لقد جاءت فكرة الكتابة للأطفال من عملنا بالتعليم و كان هذا سنة 1985 ، عندما كنت طالبا بمركز تكوين المعلمين حيث التقيت الأستاذ محمد بنمسعود الذي كان أستاذي في مادة الفنون التشكيلية، و كانت الفكرة مشتركة، إلا أننا لم نحدد وقتها موضوع الكتابة و ظللنا في البحث لمدة سنتين إلى أن استقر رأينا على الكتابة في موضوع السيرة  النبوية الشريفة.

* لماذا موضوع السيرة النبوية بالذات مع أن المكتبات تزخر بالعديد من القصص التي تهتم بهذا الموضوع ؟

عبد العزيز اشبابو : فعلا ، المكتبات متخمة بكتب السيرة النبوية للأطفال و هي كتب جيدة بحيث كتبت بحروف بارزة و واضحة و مشكولة في غالب الأحيان، إلا أن كل هذا لم يشفع لها عند الأطفال ما دامت الصورة و الرسوم غائبة، و حتى تلك التي تحتوي على رسوم فإن الرسوم بها قليلة و تفتقد الجمالية.

 

* هل تظنون أن قصص السيرة النبوية المصورة ستجلب الأطفال أكثر ؟

عبد العزيز اشبابو : إنها تجلبهم بالفعل، فقبل أن نؤلف هذا  النوع من القصص، قمت بدراسة على عينة من الأطفال تختلف مستوياتهم الاجتماعية، لمعرفة أي نوع من القصص يفضلونه ، و طرحت عليهم عددا من الأسئلة كان من جملتها : " من هو رسولنا ؟ " و كانت نسبة الإجابات الصحيحة ضعيفة.أما سؤال : " أذكر أسماء بعض الصحابة"  فكانت الإجابات الصحيحة عنه لا تتعدى نسبة ( 6 % ). في حين كانت نسبة الإجابة الصائبة على سؤال " أذكر بعض أبطال و شخصيات الرسوم المتحركة و القصص؟ " هي 100 %.

كما قمت بعرض مجموعة من الكتب و المجلات و القصص عليهم ليقتنوا منها ما شاؤوا فكانت النسب كالآتي :

ü      اقتناء الكتب غير المصورة      ( 28.09 % )

ü      مجلات الأطفال                   ( 43.80 % )

ü      القصص المصورة                 ( 89 % )

* هذه النسب إن دلت على شيء فإنما تدل على إقبال الأطفال على القصص المصورة. فما السبب وراء هذا الإقبال ؟

محمد بنمسعود : بسم الله الرحمن الرحيم .. الطفل بطبيعته ميال إلى الصورة الجميلة و الألوان الجذابة، و يزداد الطفل انجذابا إلى القصة كلما كانت على شكل الشريط المرسوم، و هو ما أكدته الدراسة الميدانية الفارطة الذكر.

* على ذكر الشريط المرسوم، هلا تفضلتم بإعطائنا نظرة و لو موجزة عنه ؟

محمد بنمسعود : في الواقع ، الشريط المرسوم هو عبارة عن مجموعة رسوم متسلسلة داخل أشكال هندسية معينة توضع في أشرطة أفقية على صفحة. هذه الأشرطة يختلف عددها حسب مضمون القصة التي تحولت إلى رسوم. في غالب الأحيان يتراوح عدد الأشرطة داخل صفحة واحدة من ثلاثة إلى خمسة، أما تقنية إعداد الشريط المرسوم فهي تتطلب أن يكون للرسام إلمام بالعمل السينمائي من حيث تصور المشاهد و حركة الكاميرا و الزوايا التي يؤخذ منها المشهد. أما بالنسبة للشريط المرسوم الذي قمت بإعداده للسلسلة لمدة ثمان سنوات ( بعد أن قام صديقي و أخي بكتابة القصة و السيناريو) فهو عبارة عن قصة تحكي السيرة النبوية العطرة، و هي موجهة في الأصل إلى أطفال المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

 

* ماذا يمكن أن تقولوا عن الأهداف المتوخاة من وراء هذه السلسلة ؟

عبد العزيز اشبابو : السيرة النبوية هي قبل كل شيء تاريخ، و من أهداف تدريس التاريخ بناء الأمة و المحافظة على هويتها و شخصيتها ،و السيرة النبوية هي الإسلام مطبق على أرض الواقع، و دراستها هي دراسة الإسلام من كل جوانبه، و عليه يكون تدريسها للأطفال من أولى الأولويات.

كما أن من أهداف السيرة النبوية للأطفال تلبية حاجيات الطفل النفسية كالحاجة إلى السينما، حيث يشعر أن له ماض عريق، و له حضارة سادت الدنيا… و الحاجة إلى الدين، الذي هو من أبرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية، و السيرة النبوية تركز على المعتقدات الدينية الإسلامية أولا ، و تزخر بالمواقف التي تقدم الشعائر الدينية حية على أرض الواقع، ثم الحاجة إلى التماهي بالبطولات بحيث يصبح للطفل نماذج من الأبطال يحاول تقليدها و التخلق بأخلاقها، و هؤلاء الأبطال أبطال حقيقيون و من أحسن الناس تمسكا بالإسلام، و هذا يحفظه من التماهي بأبطال القصص الغربية الخرافية و يجعله يشعر بالتواصل مع تاريخه. كما أن السيرة النبوية تحقق لأطفالنا الأمن الثقافي في وجه الغزو الاستعماري الغربي الذي يضع لأطفالنا السم في الدسم.

* ألا ترون أن ثمن السلسلة لازال مرتفعا رغم بعض التخفيض الطفيف الذي طرأ على الطبعة الجديدة؟

محمد بنمسعود : نحن عندما نقول الثمن المرتفع نقارن ثمن هذه القصة بقصص أخرى غير مصورة، فالقصة المصورة و الملونة خصوصا تكلفتها مرتفعة. أما إذا قارناها بقصص أخرى فرنسية نجدها في أسواقنا فإن بعض  الآباء يتهافتون عليها رغم ثمنها الذي يفوق ثمن هذه السلسلة بكثير و رغم الفرق الشاسع في الفوائد المرجوة من كلا النوعين.

* ماذا عن وصول السلسلة إلى دول أخرى ؟

عبد العزيز اشبابو :هذا المشروع في طريق الإنجاز، إلا أن كثيرا من العراقيل تعترضه كمشكل النقل ذو التكلفة المرتفعة . لكننا نرجو أن ننجح في حله في القريب العاجل.

* سؤال أخير، هل هناك فكرة إصدار سلسلات أخرى ، ما نوعها ؟

عبد العزيز اشبابو : جهودنا الآن منكبة على إتمام سلسلة السيرة النبوية، و طبعا في نيتنا إتباع السيرة بسلسلة الخلفاء الراشدين و بمجموعات أخرى كلها تدخل في إطار تاريخ الإسلام.