الخيوط لغة للتعبير وتصوير الجمال

الأستاذة / ليلى بدر

عربيات- جدة- رانية سلامة

لماذا لا نرى معارض للنسيج بكثرة كماهو حال المعارض  الفنية الأخرى؟

اعتبارا أن النسيج كان في قديم الزمان أسلوب نفعي و استخداماته كانت مقصورة على حاجة البدو كمسكن لهم وأغراض منزلية أخرى ، فدرجوا على تناول الأشياء من زوايا النفعية المحدودة التي قد لا يرى فيها جمالاً فهو يرى المسكن ( الخيمة ) ليسكن فيها ، ولكن عندما يبحث عن شكلها ولونها وملامس سطوحها ويعجب هيئتها فإن إعجابه وسروره في هذه اللحظة يؤدىله وظيفة الاستمتاع .وبسبب عدم الإهتمام بالجانب الجمالي في هذا الفن لم يتجه له إلا القلة من الفنانين الذين اعتبروا الخيوط لغة التعبير بأعمال فنية مبهرة كما يعتبر عدد آخر منهم أن الريشة واللون لغة فن التصوير.

 

ما هي الغرزة النسيجية المفضلة لديك ؟

الغرزة المفضلة لدى هي ( النسيج الوبري ) لأنة يتميز عن الأنسجة  العادية بوجود بروز  على سطح المنسوج على هيئة حلقات ثم تقص هذه الحلقات لتعطي وبرة مقطوعة أو تبقى كما هي للحفاظ على ارتفاع الحلقات متساوية الأطوال.

كيف تقيِّمين الفنانة السعودية ؟

الفنانة السعودية لها عدة اتجاهات إبداعية متنوعة وهي في حالة تطور ونمو مستمر وقد كان لها الأئر البالغ في إقامة المعارض المتوالية بتشجيع من مراكز الفنون التشكيلية وإتاحة الفرصة لتقبل القيم الجديدة  وتذوق معاير متطورة ، والتجريب بخامات متنوعة بإستخاد أساليب مختلفة . إلى جانب ذلك تتميز برؤية العالم والطبيعة بوجه نظر جديدة ،و بشكل مغاير للنظرة ذات الطابع التقليدي الثابت للمرئيات . مما منح الفنانة السعودية روح الابتكار والعقلية النامية التمجددة بالأسلوب الفني المعاصر والبحث عن كل جديد يساير أذواقهن .

لكل فنان لون بجذبة ويميل إليه في اغلب أعماله ، فما هو اللون الذي تنتمي إلية  (ليلى بدر )؟

 اللون الذي يعجبني ويشد انتباهي من أول وهلة هو اللون ( البرتقالي الفاتح ) ولا أستطيع  مقاومته .

ما لون الجمال بنظرك ؟

هو لون الجمال المستمد من القيم الجمالية التي ندركها ولكن هذه القيم تختلف في درجاتها ، فكل ما تحسه من مشاعر عندما ندرك السطوح والألوان والأنغام يمثل أول مرحلة من الجمال الذي يتضمنه السطح الجمالي ، ولكن عندما نتغلغل في العلاقات ندرك قيمة جمالية أعمق .

هل تعتقدين أن (الفن في الحياة) أم (الحياة في الفن)..ولماذا ؟

(الفن في الحياة) لأن الحياة مليئة بالاتجاهات  العديدة ، والإنسان هو الذي يضفي الفن على كل إتجاة من اتجاهات الحياة ، سواء في أسلوب التعامل مع الناس أو مع الأشياء التي حوله ، في السلوك ، في النجاح في العمل ، في كيفية رؤيته للطبيعة من الزاوية الفنية ويلتهم من أعماقها الفن الأصيل بمختلف ألوانه ليعكس ذلك على حياة الإنسان اليومية .

ما هو القاموس الذي تستمد منه ليلى بدر فنونها ؟

الألوان من الطبيعة، والزخارف من الفنون النسيجية البدوية  التقليدية .

نحن في عصر الإنترنت فهل كان لإنترنت دورا في حياتك ، وهل تعتقدين أنه يخدم الفن بأي شكل ؟

بصراحة لم استخدام الإنترنت في مجالات واسعة سوى التعرف على الجامعات ومعاهد اللغة في الولايات المتحدة الأمريكية . ولكن الإنترنت  في اعتقادي هو الشريان الذي يوصل بين الفنان وجمهوره بصيغة متطورة ، كما يهيء للفنان المبتدىء التعرف على الثقافات الفنية المتطور بصفة مستمرة وعرض أعماله الفنية .

يرى الناس عامة أن أي عمل فني نسيجي يقتصر  على استخدام الألياف الطبيعية (الخيوط ) فما رأي ( ليلى بدر )  كأستاذة في مجال النسيج ؟

أستغل الإنسان في  قديم الزمان الألياف الطبيعية من سعف  النخل والكتان والصوف والحرير والقطن ....ولكن نجد أن العصر الحديث بتكنولوجية قد أعطانا وفرة من الخامات  المتعددة المبتكرة كشرائح الألمنيوم والسيال الزجاجي الرفيع والخيوط المعدنية  والجلد والفراء ،والحبال الصناعية والخشب والمطاط والريش والقواقع والمعادن مثل الأنابيب والأسلاك النحاسية المعدنية ، إلى جانب الألياف الحديثة والتي تأثرت بالتكنولوجيا بكافة أبعادها فأنتجت خيوط مخلوطة بالشعيرات ذات الألوان المتعددة والأشكال والسخانات ذات  الملامس المتعددة ، فاستخدام المنسوجات لم يقف عند حد المنفعة بل عمل على أن يجمع فيها بين المنفعة والجمال الفني الذي ترتاح له العيون ويبعث الإعجاب في النفوس .

هل المحافظة على التراث يمكن أن تتحقق  من خلال تكرار العمل الفني المرتبط بالعصر نفسه ؟

كلما أرتبط العمل الفني بالعصر الذي يتم فيه يزدادالتفاعل معه قوة ومتعة تعزز قيمته، ولكن هذا لايعني الاستمرار على منوال التكرار.فقد ظهرت في عصرنا كشوف عملية كثيرة أثرت على المبتكرات الفنية وليس من المعقول في عصر علمي أن يشغل الفنانون أنفسهم  بما كان يشغل أجدادهم من موضوعات أو أساليب تعبير .بل ذلك يحتم تغيرها في العصر الحاضر عن طريق ربط الأصالة بالحداثة في أسلوب والتعبير .

من وجهة نظرك ماهي طريقة الحفاظ على التراث النسيجي  ؟

التراث النسيجي تراث قومي يجب الحفاظ علية ، وعلى الإنسان العربي أن يبذل كل جهده للمحافظة على تراثه وترسيخ ماضية وذلك بتكوين طرق جديدة للتواصل و الإبداع في هذا الفن ،عن طريق تدريس مادة النسيج في مجال التربية الفنية من قبل أساتذة مدربين من خلال دورات وندوات في فنون النسيج بإبكار أشكال ونماذج جديدة تتوائم واحتياجات العصر .

كيف يلعب التراث دورة في الفن  ؟

إن المشكلات الفنية التي يواجهها الصغار في المدارس ليست معزولة عن المشكلات التي عالجها كبار الفنانين عبر التاريخ ولذلك من البديهي أن يطلع الصغار على إنتاج السلف وعندئذ يستطيع النشئ أن يتشرب من إنتاج السلف ما يمكن أن يرتفع بمستوى أدائه وحينما يستفيد على هذا النحو من التراث يؤقلم الماضي بما يتناسب مع الحاضر .

لو امتلكت ( ليلى بدر ) العالم ليوم ، ماذا تستطيع أن تفعل ؟

أنظر إلى كل قطعة من العالم بعين  الفنان لأرى ماذا تخفى بين طياتها من أسرار فنية نجهلها إلى وقتنا الحاضر . 

كلمة أخيرة تودين توجيهها؟ولمن هذه الكلمة؟ .....

أنادي المسؤولين للإهتمام بعرض الصور والنماذج كوسائل تعليمية في تدريس مادة النسيج وإقامة معارض داخل أقسام التربية الفنية سواء بالجامعة أو الكليات أو الرئاسة العامة لتعليم البنات ، تضم نماذج لأعمال فنية معاصرة لتنمية الرؤية البصرية لدى الطالبات مما يؤدي إلى إتاحة الفرصة للطالبات  لإنتاج نسيجيات مبتكرة بأساليب تقنية متطورة تتلاءم مع تكنولوجيا العصر في مجال التربية الفنية .