أنا الآن في مرحلة الغوص في بحور الفن الحديث والتجريد

الفنانة السعودية فاطمة عمران

عربيات-جدة- عائشة عزيز ضياء

عندما تجتمع الموهبة مع الثقافة والدراسة ينتج عنها الإبداع الحقيقي الذي يسرق اهتمام كل من يمر به، وهذه هي ضيفتنا الفنانة فاطمة عمران التي لا تملك الا التوقف طويلاً أمام أعمالها لتتأملها باعجاب... وان تحدثت تدرك عندها أنك أمام فكر وعقل وثقافة... فلاعجب اذن ان يخرج من بين أناملها الإبداع.

متى بدأت موهبة الفنانة فاطمة عمران بالظهور؟
بدأت الموهبة منذ الطفولة بالرسم وحب الخطوط بأنواعها وكان لتشجيع الوالد رحمه الله دور كبير في تنمية هذه الموهبة بالإضافة إلى أن الوالد كان خطاطاً رائعاً برغم مشاغله الإدارية الكبيرة.والذي ساهم أكثر في صقلها وتطويرها هو تخصصي في المرحلة الجامعية في الفنون الإسلامية التربوية واجتهاداتي الشخصية في البحث والإطلاع والتجارب.

إلى أي مدرسة من مدارس الفن التشكيلي تميل أعمالك؟
من الطبيعي أن ينتقل الفنان بين العديد من المدارس الفنية والإتجاهات الحديثة في الفنون والآن أنا في مرحلة الغوص في بحور الفن الحديث وفلسفته.

لابد أنك تتابعين المعارض والأعمال الفنية فهل هناك أسماء معينة يعجبك أسلوبها في الفن التشكيلي؟
أعجب بكل فنان يحاول وينجح في تقديم عمل مميز ومبدع ويتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة،وتشدني أعمال وجية نحلة،نجا مهداوي،طه صبان،عبدالعزيز عاشور،أحمد نوار،بكر شيخون....وكثير غيرهم.

مارأيك في الفن التشكيلي اليوم؟
الفن التشكيلي اليوم في المملكة العربية السعودية يتقدم بخطوات قوية وثابتة لا مجال للتراجع فيها...وبالرغم من عدم وجود أكاديميات للفنون كسائر الدول الأخرىإلا أن الفنان التشكيلي السعودي أثبت وجوده وتميزه ونجاحه على كافة الأصعدة الثقافية الفنية ماعدا النقد الفني فلازلنا بحاجة لنقاد فنيين على مستوى عالي من الخبرة والإطلاع والموضوعية...أما في الوطن العربي نجد أن الفنون بمدارسها المتنوعة مزدهرة لكن الفن الغالب هو الفن السياسي والذي يخدم القضايا السياسية ويدافع عن حقوق الشعوب كقضية فلسطين المحتلة نجد هنا أن الفنان العربي تمكن من اثارة الرأي العام العالمي بطرحها في أعماله وهذا ما لم يفعله أي فن آخر....وأنا هنا لا أقسم الفنون حسب تاريخها وأصولها وإنما حسب الفن الذي يفرض نفسه أكثر.

من وجهة نظرك كيف يمكن أن تكون لنا حضارة فنية في السعودية أو الوطن العربي بشكل عام؟
لايمكن أن تكون لنا حضارة فنية سعودية إلا اذا تمسكنا بتراثنا العريق وحافظنا على هويتنا العربية السعودية وأبقينا على أصالتنا وماضينا وعلمنا أبنائنا ماتعلمناه من آبائنا،بداية من لهجاتنا المحلية لكل منطقة ونهاية بعاداتنا وتقاليدنا وممارستها فعلياً وتطبيقها لنرسخ الإحساس بالإنتماء لدى أبنائنا والذي يولد بدوره الإحساس بالفخر والعزة بالهوية وينعكس تلقائياً على فنوننا التي تشكل حضارتنا،وهذا الشيء ينطبق أيضاً على بقية الدول العربية فعلى سبيل المثال نجد بعض الدول الإسلامية والعربية لا يعرف أغلب سكانها الشهور الهجرية وهذا بالطبع من آثار الإستعمار الذي انجرف وراءه البعض ونجا من تمسك بعروبته وهويته المسلمة.

الفنانة فاطمة عمران ذكرتٍ انك من اتباع المدرسة الحديثة في الفن التشكيلي فمتى بدأت بالتوجه لها واستخدام خاماتها؟
من خلال دراساتي العليا في مرحلة الماجستير تعمقت كثيراً في المنهج التجريبي وفلسفته ولازلت في مرحلة البحث والتجريب ففيهما أجد عالم الفن رحب واسع تربطه علاقة حميمة بالطبيعة الفطرية وما بها من اعجاز.

اذن ماهي فلسفتك الخاصة في التعبير؟
لكل فنان فلسفة خاصة في التعبير عما بداخله، وما بداخلي هو اصراري على اثبات الصلة العميقة بين الفنون الحديثة والطبيعة الفطرية... ولذلك لا أقوم بشرح أعمالي الا بعد أن اسأل المتلقي عن انطباعه أولاً ثم أقوم بالشرح بعدها للتوضيح.

متى تشعرين ان العمل الفني انتهى؟ومتى تتكون عندك الرغبة لبداية عمل جديد؟
نهاية أي عمل لدي تكون دائماً فجائية حيث تتصلب يدي وتتشتت أفكاري ولا أستطيع ان أتقدم خطوة واحدة عندها اعرف ان اللوحة انتهت واتركها لفترة أسبوع ثم أعود لأراها لإضافة بعض الرتوش أو عملية (فينيشينج)... أما بداية عمل جديد والرغبة بعمل لوحة تتكون لدي وانا في قمة انشغالي بأعمال أخرى لا علاقة لها بالفن ولكن اعرف ان عقلي الباطن في مرحلة حوار وصراع  مع موضوعات أو مواقف مررت بها منذ فترة وسكنت بداخلي...عندها تظهر الفكرة فجأة وأسارع بتدوينها على أي شيء أجده أمامي (ورقة ،علبة مناديل، قصاصة من مجلة أو جريدة).

هل لك ان تحدثينا عن المراحل التي مررت بها في مشوارك؟
بدأت بالرسم والزخرفةوالخطوط العربية، ثم تناولت الطرق على النحاس والمعادن.. وكانت الموضوعات زخرفية.. اسلامية... وبعدها تناولت التراث الإسلامي وتطوير عناصره ووحداته الزخرفية بالطباعة والجرافيكس والألوان المائية...وأنا الآن في مرحلة الغوص في بحور الفن الحديث والتجريدية والإنطباعية.

للألوان دور كبير في التعبير فهل هناك ألوان محددة تميل الفنانة فاطمة عمران لإستخدامها في أعمالها أو في حياتها بشكل عام؟
في حياتي أحب اللون الأبيض فهو من أقوى الألوان وأكثرها سحراً...ولكن في أعمالي أميل للألوان المتضادة أكثر لقوة تأثيرها.. والألوان بشكل عام تعبر عن حالتي النفسية... فعندما أكون هادة أجد نفسي قد استخدمت اللون الأزرق والأبيض وعندما أكون متوترة أجد نفسي مع اللون الأصفر والأخضر والأسود.

ماذا تعني هذه الكلمات للفنانة:

1) ناقدك الذي تهتمين برأيه: نجاح عملي واستمرار الإتجاه الذي أطرحه.

2) الرجل: يعني لي ثلاثة، الأول والدي رحمه الله وذكراه الدائمة،الثاني زوجي ومساندته لي في كل كبيرة وصغيرة فهو حبي وسندي، والثالث أخوتي حفظهم الله جميعاً) غير ذلك لاتعني لي شيء.

3) المرأة: الأنوثة ، الذكاء ، الحنان.

4) فاطمة الأم: الصداقة ، الحزم ، الإحسان.

5) فاطمة الزوجة: المودة، الصداقة ، التضحية.

6) الفن: الإحساس بالجمال والمحافظة عليه.

7) النقد: مفقود مفقود مفقود ياولدي (مع الإعتذار لعبدالحليم).

ماهي الكلمة أو النصيحة التي توجهها الفنانة فاطمة عمران للمرأة بشكل عام وللفنانة بشكل خاص؟
نصيحتي للمرأة بقدر ما تثبتي شخصيتك وتميزك بقدر ما تحافظي على علاقاتك في العمل والمنزل.وبقدر ما تجيدي لغة الحوار والثقافة الواسعة والإهتمامات المشتركة بينك وبين شريك حياتك بقدر ماتهنئي بحياة سعيدة هادئة. أما نصيحتي للفنانة اقرأي ثم اقرأي وبعدها ارسمي فالفن فكر قبل أي شيء آخر.

ماذا عن علاقتك بالحاسب والإنترنت؟
علاقتي بالحاسب ممتازة والحمدلله أتصفح الإنترنت يومياً....وأهنئكم على مجلتكم عربيات التي أتمنى استمراريتها وتميزها.

أخيراً،هل لديك أي خطط مستقبلية؟
أخطط بإذن الله لإقامة معرضي الشخصي الأول المواكب لمناقشة  رسالة الماجستير التي أعمل عليها الآن.

                                  لمشاهدة معرض الفنانة فاطمة عمران

السيرة الذاتية للفنانة

الدراسات
ـ بكالوريوس (فنون اسلامية) من جامعة الملك عبدالعزيز كلية الإقتصاد المنزلي عام 1407هـ.
ـ دراسات عليا- المرحلة النهائية تخصص رسم وتصوير.
ـ معيدة بقسم الفنون الإسلامية التربوية بكلية الإقتصاد المنزلي.
ـ دراسات خاصة ومكثفة في (فن الطرق على النحاس).
ـ دورات مكثفة في الحاسب الآلي والإنترنت.
ـ دورة في (طرق الكتابة العلمية).
ـ دورة (كيف تكتشف القدرات الإبداعية).
 
بدأت الموهبة منذ الطفولة بالرسم وحب الخطوط بأنواعها وكان لتشجيع الوالد رحمه الله دور كبير في تنمية هذه الموهبة بالإضافة إلى أن الوالد كان خطاطاً رائعاً برغم مشاغله الإدارية الكبيرة.والذي ساهم أكثر في صقلها وتطويرها هو تخصصي في المرحلة الجامعية في الفنون الإسلامية التربوية واجتهاداتي الشخصية في البحث والإطلاع والتجارب.
 
 
المعارض والجوائز
ـشاركت الفنانة في حوالي 40 معرض داخل المملكة وخارجها وحصلت على عدد من الجوائز على مشاركاتها منها:
ـ جائزة تقديرية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ـ الجائزة الأولى في مسابقة الفنون في السنة الدولية للشباب.
ـ الميدالية الذهبية عن المشاركة في المعرض الدوري الأول لدول مجلس التعاون الخليجي عام1409هـ.
ـ جائزة أولى من مركز الباروم في مهرجان البحر عام 1412هـ.
ـ درع تكريم من المركز السعودي للفنون التشكيلية.
ـ ميدالية ذهبية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.