رضعت الفن وفتحت عيني في مرسم والدتي

الفنانة التشكيلية شاليمار شربتلي نعيش عصراً حجرياً على مستوى المشاعر والأحاسيس

خالد المحاميد
صور وفيديو
[title][title][title][title]

بالكاد يعرف القراء ( شاليمار شربتلي ) الحقيقية ، ذلك ان الصحافة السهلة والمجلات الملونة كانت معنية فقط بتقديمها كفنانة عادية وأيضا بوصفها امرأة تزين باسمها صفحاتها وساعدت هي نفسها على تكريس هذه الصورة هن خلال كتاباتها الوجدانية وإجاباتها الصحافية على الأسئلة الباردة والعادية ... لكن المفاجأة كانت في اكتشافنا أن هناك  أكثر من ( شاليمار ) أخرى غير تلك التي تطل علينا في المقابلات السريعة والكتابات السريعة وان بالامكان أن تتعدد الفنانة نفسها بالقدر نفسه الذي ترتقي فيها ثقافة محاورها

" عربيات "  سألت الفنانة السعودية عن هذه الظاهرة كيف يمكن للفنانة أن تكون مثقفة من دون أن نرى ذلك في كتاباتها ومقابلاتها؟

فأجابت شربتلي ... ليس من الضروري أن يستعرض الشخص في كل مقابلة وكل مقال ، فأنا أكتب مقالة وجدانية ، ولا مجال هنا لعكس ثقافتي كما أنني بدون مبالغة لدي العشرات من الرسائل والفاكسات كلها تطالب بمواعيد لا جراء مقابلات وبعضهم تبرع وكتب أسئلة جاهزة ، وأنا أتخير أحيانا ولكن ما لذي أفعله إذا كانت الأسئلة على قدر سائليها والشيء الآخر هو أنني لو فكرت بكتابة مقالات ذات طابع معرفي  فانني لن أجد الوقت لذلك وأكون كاذبة لو قلت انه بإمكاني أن أكتب  بجدية وأرسم وأحضر رسالة الدكتوراه في آن واحد.

هل لك ماض قديم مع الرسم؟

يعود اهتمامي في الرسم إلى سني حياتي الأولى ، فوالدتي خريجة كلية الفنون الجميلة ، وحين زال غبش الوجود عن عيني فتحتهما لأجد نفسي في مرسم ، ومازال لدي من ذلك العالم لوحة وأنا في الثالثة من عمري ، وكان الرسم هو وسيلتي الوحيدة التي أعبر فيها عن آلامي وأفراحي ،  فحين كنت أتألم أهرول وأنا مغمضة العينين باحثة عن باب المرسم لأفرغ عذاباتي هناك على ورق الرسم ... في تلك الفترة كنت أرسم والدتي كوردة ، فحضورها كان يبعث في هذا الاحساس الجميل بالحياة ، وهي ليست مبالغة شكلية فهي ناعمة ورقيقة وحضورها كان يعطر مناخاتي الفنية ..

أنت تعتقدين بأن الفن لا يضمر هدفا متفقة في ذلك مع " كانت " و" هربرت سبنسر " ، أليست العواطف المخبوءة في لوحاتك هي مضمر نفعي ؟ أليس هناك ترفاً في الفن ؟

ان جميع النظريات النقدية قد تكون أمبريقية وقد لا تكون ، نحن في عصر كل النظريات فيه كانت أمبريقية ، وجميع العلوم الإنسانية قد تؤدي أو لا تؤدي إلى شيء ، وكما تعرف هناك ما يدعى جمال القبح فهل القبح نافع؟!! .... كما ان هناك في الطبيعة ترف شديد فورقة الشجر قد نجد فيها كل تدرجات الأخضر فهل تقصد الطبيعة هدفاً؟ ربما ، ولكن ما نفع ذلك لنا ونحن نتأمل جمالها كما ترى ليس كل جميل يجب أن يكون نافعا بالضرورة ...

مع استثناءات قليلة أحياناً نشعر بالخيبة ونحن نقرأ مقابلة لفنانة ، فهل هناك ثمة عداء بين الفنانات التشكيليات وبين الثقافة؟

لا تختلف الفنانة التشكيلية عن الفنان التشكيلي فالانسان هو الانسان والفرق بين الفنان وغيره من الناس هو فقط قدرتة على الاستقبال بحساسية أكبر وانفعال أشد ولكن سلوكه وتصرفاتة تشبه تصرفات أي إنسان آخر ... ان الثقافة ضرورية لكل انسان .... والموهبة إذا لم تدعم بالثقافة فانها لا تستطيع أن تقدم الكثير خاصة في بيئة  المرأة السعودية ولكن يجب ان ننتبه الى أن هناك انفصالا بين الثقافة والموهبة ، ومع ذلك أين هي الفنانة التي قدمت تجربة مهمة من دون خلفية ثقافية؟! .... دعني أكون صريحة في هذا الجانب فأنا منذ عشر سنوات لم أتواجد في مجتمع فني نسائي فعلاقة الفنانات السعوديات ببعضهن سيئة تفتقر إلى الاهتمام والترابط وثقافتهن من غير تعميم هي دون المطلوب ... فحين يكون الانسان مثقفا يحترم حضور الأخر وميوله ورغباته وانتمائه الفنى ...  وقلة الثقافة تحفز عن الانسان النوازع العدوانية ، ولذلك نجد في الوسط النسائي تراشقات ( فلانة تقول أعمال فلانة رديئة ، وفلانة قالت أعمال فلانة أكثر رداءة ) النميمة موجودة بقوة ولايخلو منها مجتمع الرجال أيضاً

هناك حضور قوي في أعمالك الأخيرة لتأزم العلاقة بين الرجل والمرأة ، كيف تريدين منا أن نقرأ ملامح هذة الأزمة؟

الأزمة في الواقع هي أزمة عالمية ونحن شهود عليها ، وهي بالمناسبة أزمة شديدة الوطأة خاصة في عالمنا العربي ... فالتحولات السريعة أحدثت ارتباكاً في العلاقة بين الرجل والمرأة وفي نظرة كل منهما الى الآخر .... وفي واقع الأمر نحن نعيش عصراً حجرياً على مستوى المشاعر والأحاسيس ، والإنسان وهو كائن اجتماعي فقد هذة الكينونة اذ لم يعد رفيقاً محباً ورقيقاً .... وحنينا إلى انسان مثالي يكرس خيباتنا حين نكتشف أنه لا يوجد مثل هذا الانسان ، وهكذا انعدمت علاقات السلام بين الانسان ... ولذلك ستجد في أعمالي الأخيرة أن العلاقة بين الرجل والمرأة ليست علاقة عاطفية بل هي علاقة حيرة وتساؤل

هل أنت فنانة سريالية على الرغم من خطوطك الأكثر قرباً إلى التجريدية    والاشارات اللونية ذات الطابع التأثيري؟

من المفترض أنني سريالية فأنا أرسم في ظل هذه المدرسة على الرغم من أنة لايمكن الإدعاء بأن أي عمل يخلوا من تاثيرات المدارس الأخرى ... وهذا يقودني إلى القول بأن لي أسلوبي الخاص وهذه مدرستي الخاصة ولا أريد أن أعرف إلى أي مدرسة والى أي مذهب فني أنتمي .

ماهو المعرض الذي تنوين إقامته؟

سأعرض تجربتي كاملة منذ أول عمل نفذته وأنا في سن الثالثة حتى أخر لطخة لون قمت بها سيكون هذا مثيراً ويشبع إحساسي بالتجربة.