جدل حول مفردات الحقوق والحرية

يوم المرأة العالمي برؤية ضيفات كلية دار الحكمة الأهلية بجدة

عربيات : خاص - ريم محمد
صور وفيديو

بمناسبة يوم المرأة العالمي أقامت كلية دار الحكمة الأهلية بجدة منتدى " المرأة التي تعمل على تأسيس الاستقرار والتطور الاجتماعي من خلال الأعمال الخيرية " الذي يعد الثاني من نوعه حيث أقامت الكلية منتداها الأول الذي احتفى بيوم المرأة في العام المنصرم تحت عنوان " كفاح المرأة عبر البلاد ".


وقد افتتحت الدكتورة سهير قرشي عميدة كلية دار الحكمة المنتدى بكلمة رحبت فيها بالضيفات والحضور وأشارت فيها إلى أهداف المنتدى الذي يستعرض خبرات وإنجازات حققتها نساء من مختلف دول العالم حرصن على توطيد الاستقرار والتطور من خلال الأعمال الخيرية، متطلعة إلى أن يسهم اللقاء في إدراك أهمية العمل في هذا المجال وترجمة الأفكار إلى حقائق فعلية .



كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود بن عبدالعزيز، رئيسة الجمعية الفيصلية الخيرية بجدة


بناتنا العزيزات...

أخواتي العزيزات...

الحضور الكريم ...

يشرفني أن أتحدث إلى طالباتنا في مؤسسة أكاديمية سعودية تعد معملاً لتشكيل الفكر الذي سيسهم تدريجياً في صياغة الرأي العام الذي نتأمل منه – إن تم إعداده جيدا- في بناء دولة إسلامية عظيمة.

كنت أتمنى أن أتحدث إليكم بلغتنا الأم ولكن لأن ما سأطرحه اليوم سيكون موجه لحضور متنوع كبير قد لا يتقن العربية ولم أشأ أن أكلف المؤسسة فوق طاقتها من توفير الترجمة الفورية ارتأيت أن تكون كلمتي باللغة الإنجليزية تقديراً للحضور الكرام.

أشعر بمسؤولية كبيرة وأنا أتحدث نيابة عن أخواتي وبناتي وبلدي في هذا الوقت الحرج الذي تداعت فيه علينا الأمم كما لم يحدث من قبل في تاريخ الأمة العربية والإسلامية؛ فما نواجهه ونشاهده من تغيير مفروض علينا من قبل مهندسي النظام العالمي الجديد أو لنقل( الفوضى العالمية الجديدة) من خلال اختراق مجتمعاتنا والعبث بقيمنا وتراثنا ومعتقداتنا وحقنا في التطور الطبيعي وبالتالي حقنا في تقرير مصيرنا كأمة مستقلة ذات إرادة.

ألقى هذا التغيير المفاجئ والغير متوقع بظلاله على مجتمعنا بكافة فئاته وأطيافه ليشتت تركيزنا ويهدر طاقاتنا ويسلبنا حق صياغة مستقبلنا ويخلق حولنا مناخ مشحون بعدم الاستقرار والفوضى ذلك لأن هذا التغيير لم يكن بإرادتنا أو بمبادرتنا وليس وفقاً لتطلعاتنا واحتياجاتنا؛ وهكذا تعاظم العبء وامتلئ الطريق بالعوائق.

الأمة الإسلامية أمة ذات حضارة تاريخية فاعلة أسهمت بشكل أساسي في كثير من الحضارات على مر العصور خصوصا الحضارة الغربية ذات الهيمنة اليوم وقد استفاد المسلمون الأوائل من عدة حضارات فتأثروا وأثروا ولكنهم لم يضيعوا هويتهم ومنهجهم ولم يتخلوا عن سيادتهم واستقلالهم، ونحن اليوم نحمل هذا الإرث الحضاري في وجداننا كشعوب وإن كانت هيكلية الدول الإسلامية في الغالب حديثة نسبيا بالمفهوم الحديث.

ما أود الإشارة إليه هو أن الاستفادة من ما تحمله أي حضارة يجب أن يكون عن وعي و إرادة وأن يتم بأسلوب انتقائي حذر، هذا لأن أي مبادرات أو ضغوط أجنبية للتغيير تعتبر تدخلا سافراً في حق المجتمعات الإنسانية لأنها تخلق مناخ من عدم الاستقرار وسيكون مصيرها الحتمي الفشل لأنها لا تتفق مع المعتقدات والموروثات الثقافية وبالتالي ليست جديرة برضا الناس ولا ثقتهم.

حقوق المرأة في العالم الإسلامي أضحت، مؤخرا، الشغل الشاغل للأمم المتحدة ويتم تصعيدها إعلاميا بصورة ملحوظة حيث تعد ورقة ضغط تستخدمها القوى الأجنبية والمنظمات الدولية بحجتي الإصلاح والديمقراطية؛ وهنا – أجد أنه لا بد من التأكيد على أن – المجتمعات الإسلامية قد انحرفت عن المسار القويم الذي وضعه الإسلام لحقوق المرأة وواجباتها تماما كما انحرفوا عنه في كافة مناحي حياتهم.

ثمة فجوة عميقة بين ما يؤمن به المسلمون وبين تطبيقهم له، وقد أخذت هذه الفجوة بالاتساع خلال قرون وقد بلغت مداها في الخمسينات من القرن الماضي بعد حركات الاستقلال عن الاستعمار الأجنبي بعرض العالم الإسلامي من مراكش إلى بنغلادش، ذلك لأن إرادة الشعوب دحرت الاحتلال العسكري ولكن ما استطاعت القيادات ولا قوى المثقفين من التحرر من (عقدة الأدنى) التي غرسها المستعمر في ثقافتهم فلم يقدموا أو يتبنوا مشروعاً نهضوياً إسلامياً بل ظلوا حبيسي الفكر الأجنبي والمشروع الأجنبي فنادوا به و روجوا له ودعموه؛ وبالرغم من فشله في إحياء أمتنا أو رد اعتبارها ومكانتها على المستوى العالمي لا زلنا نجد من يتشدق به إلى الآن ويدافع عنه وينتهز كل غيبوبة اجتماعية لتمريره دون أن يعوا حقيقة أن الاحتلال العسكري ولى لزمن واستبدله المستعمر بالاحتلال الثقافي مؤقتاً مسخراً طاقاتهم ومواردهم في هذه العملية المعقدة من استئصال ثقافة حية في الوجدان لتذويب أمتهم وبالتالي تهيئتها للانقراض.

إن تبني معتقدات وأفكار أجنبية له تبعات كارثية على العالم الإسلامي، هذا لأن الإسلام ليس ممارسات روحية فحسب بل هو منهج حياة متكامل يشمل المعاملات والعبادات والعلاقات على مستوى الأفراد والجماعات، كان تجاهل شمولية الإسلام وممارسة الانتقائية و الحصر عليه هو السبب الرئيسي في التخلف الحضاري والتفكك الاجتماعي والتبعية السياسية والإفلاس العلمي والركود الثقافي.

إن أي محاولة للإصلاح الشامل والمتكامل في العالم الإسلامي يجب أن تنصب في إعادة الفروع إلى الأصول، وفي رأب الصدع، وفي تقريب الممارسات للمعتقدات إلى حد التطابق، لا في تعميق الفجوة وتغييب المعتقد وفصل الدين؛ إن المشكلة الحقيقة هي انفصالنا عن حقيقة الإسلام وروحه وليست في ارتباطنا الوثيق به) على الغرب أن يدرك الغرب هذه الحقائق و الأبعاد عندما يتعامل مع مجتمعنا، يجب أن يدرك أن الإسلام رسالة سلام وحرية واستقلال ليس لنا فحسب إنما للعالمين.

أشرت في مقدمتي لعدة عوامل وخلفيات سياسية واقتصادية واجتماعية لما لها من أثر مباشر على الاستقرار والتنمية وبالتالي العمل الاجتماعي ذلك أن الاستقرار يعد عصب التنمية والعمل الاجتماعي هو أكثر أدوات التنمية تطوراً وكفاءة وقد وطن الإسلام هذه المفاهيم وقننها ودعا إليها على مستوى الأفراد والمجتمعات وقد تأثرت تأثراً مباشراً بعد الحادي عشر من سبتمبر و تداعياته على مستوى العالم لأنه وصم العالم الإسلامي عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصا بفرية الإرهاب فوقعنا في فخ التبرير والدفاع عن أنفسنا وعاجلتنا الضربات الواحدة تلو الأخرى من أفغانستان إلى العراق إلى جرح لازال ينزف في فلسطين، أصبحت أمتنا بمقدراتها ومواردها على خط النار تعاني من الهجمات الإعلامية والاقتصادية والعسكرية ومن الاختراق الاجتماعي والثقافي وكان للعمل الخيري النصيب الأوفر من تلك الضربات ففرضت الوصاية الأجنبية عليه وجففت موارده وتقلصت أدواره وحجمت إمكاناته.

تمتعنا في مؤسستنا الخيرية، على مدى العقود الأربعة الماضية، بثقة المجتمع والدولة على حد سواء حيث كانت مهمتنا التمكين بمنظور شامل، تمكين يسعى لمحورة دور المرأة في الأسرة التي تعد النواة الأساسية في بناء المجتمع و هدفنا أن نعزز الروابط للحد من التفكك والفوضى؛ كانت برامجنا ومشاريعنا مصممة وفق أولوياتنا لتعالج مشاكلنا برؤية إسلامية وعربية، أما الآن فإن الانفتاح المفروض على العمل الاجتماعي في المنطقة يحتم علينا التعاون مع منظمات أهلية أجنبية ودولية لها برامجها وأهدافها المعلنة والغير معلنة بخلفيات مغايرة لنا وأولويات ليست بالضرورة كأولوياتنا.

يوم المرأة العالمي انطلق علم 1908 من كوبنهاجن بالدنمرك وطالبت النساء فيه بالخير العام والمساواة بينهن وبين الرجال من حيث الأجور، وحق التملك، وحق التصويت ونحن كفل لنا الإسلام هذه الحقوق وأكثر منذ 14 قرن ونيف لا على أساس المساواة فحسب إنما على ميزان العدل والفضل فأجر العمل للمرأة مساو للرجل إن لم يفوق على قاعدة (الجزاء من جنس العمل) ولها حق التملك (للنساء نصيب مما اكتسبن وللرجال نصيب) ولها حق التصويت والانتخاب (مبايعة النبي والصحابة) ولها حق النفقة كابنة وزوجة وأخت وأم ولها حق الاحتفاظ باسمها بعد الزواج ولها حق الخلع ولها حق التعلم ولها حق العمل.

هدفنا ومهمتنا تنصب في عملية تمكين الأسرة وأفرادها من نساء وأطفال على وجه الخصوص عن طريق التعليم والتدريب والتوظيف والنصح والإرشاد القانوني؛ تلك الخبرات والمهارات التي اكتسبناها على مر العقود لم يتم الاستفادة منها حيث تم الاستعاضة عن هذا الدور بمراكز التدريب الممولة والمدعومة من قبل المنظمات الغير حكومية ببرامجها المعلنة والغير معلنة بهدف التغيير دون الأخذ بعين الاعتبار قيمنا ومعتقداتنا واحتياجاتنا وتجاربنا.

وبالرغم من أن أولوياتنا تختلف في جوهرها وطبيعتها عن أولويات النساء في الغرب إلا أن معظم الدول الإسلامية لم تفعل قوانين الحقوق والواجبات وفق النظم الإسلامية بل استوردت وتبنت مطالب المرأة في الغرب وعممتها على مجتمعات مسلمة حفظ الإسلام حقوق أفرادها.

الخيارات أمامنا محدودة، فإما أن نقف معا كأمة واحدة رجالاً ونساءً ونستمد قوتنا من تعاليم الإسلام لنبني مستقبلنا مسلحين بالثقة بالله والإيمان بأنفسنا وبالعلم والعمل والتعاون في سبيل حلم مشترك ومصير موحد؛ أو أن نضيع قيمنا ونجمد معتقدنا ونهدر طاقاتنا فيسهل تفتيتنا والسيطرة علينا.

في يوم المرأة العالمي، أدعوكم لنقف كنساء مسلمات في مقدمة الصفوف أمام العالم كحصن منيع لندافع عن أنفسنا ونحمي مقدراتنا وموروثاتنا حتى يذكرنا ونسعى لتخليد مسيرتنا تيمناً بالنساء الأوائل وفي مقدمتهن أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، عندها فقط سيصبح بامكاننا ان نحتفل بيومنا الخاص للمرأة .


كلمة السيدة رغدة الصالح من القنصلية الأردنية

استعرضت السيدة رغدة الصالح من القنصلية الأردنية بجدة إحصائيات تتعلق بالمرأة الأردنية توضح أن المرأة تشكل 48% من إجمالي سكان الأردن كما تكشف عن انخفاض معدلات الأمية لدى النساء من 48% في عام 1979م إلى 14،9% في عام 2003م ومنوهة إلى أنه بالرغم من ذلك تعتبر نسبة الأمية لدى النساء تفوق نسبة الأمية لدى الرجال بثلاث أضعاف...

من جهة أخرى تحدثت عن العقبات التي تحول دون استمرار الفتاة في التعليم حتى المرحلة الثانوية لأسباب اقتصادية مثل البحث عن العمل لمساعدة الأسر أو الزواج أو التحول للتدريب المهني ... أما على صعيد التعليم العالي فيساوي انتساب الإناث تقريباً الذكور في الجامعات والكليات الأهلية .
وعن المنظمات الخيرية أكدت السيدة/ رغدة أن هذا المجال يعد من أول مجالات العمل التي طرقتها المرأة الأردنية بمساهمات ومبادرات فردية إلى أن انضوت تحت مظلة وزارة الرعاية الاجتماعية الأردنية... وتشير إلى أن المنظمة الخيرية تحولت إلى الإنتاج بتقديم حلول لحالة الفقر والمشاكل الاقتصادية، مؤكدة أنها قد حققت للمرأة مكاسب من أهمها إقرار قوانين لصالحها مثل: حماية المرأة العاملة ( الاعتراف بإجازة الأمومة والمساواة في العمل والترفية ) ، إعطاء المرأة حق التصويت والترشيح ، الحق بالتعليم ، حق الطلاق وفقاً للشريعة... كما أشادت بتعيين ثلاث سيدات في الحكومة وسبعة قي البرلمان... ونادت المنظمات النسائية أن تتحول من العمل الخيري إلى مفهوم أوسع لرفع الإدراك وإنشاء برامج تدريبية تساعد المرأة على معرفة حقوقها.



كلمة السيدة إيمان كسكس من القنصلية اللبنانية بجدة

تحدثت السيدة إيمان كسكس من القنصلية اللبنانية بجدة عن أهمية التطوع والتبرع في الإسلام مستشهدة بنموذج ومسيرة الرئيس ( رفيق الحريري ) رحمه الله ومعتبرة إياه مثالاً حياً للإنسان الباني للحضارة التي هدمتها الحروب ونموذج للتطوع والتبرع للخير بالإضافة لاهتمامه بالتعليم الذي اعتبره سلاح الطفل والمرأة والرجل لبناء المجتمع... وتطرقت إلى دور المرأة في المجتمع بداية بمنزلها ودورها في التنشئة إلى إنجازاتها في مختلف المجالات...

كما تحدثت عن تجربة لامرأة عراقية تدعى ( زينب شلبي ) أسست منظمة نسائية تقدم المساعدات والعون للنساء في المناطق المنكوبة وخصصت ثلث ميزانيتها لإنشاء مشروع بعنوان ( من أخت لأخت ) وهو مشروع عالمي لمساندة النساء في مختلف البلاد المتضررة من الحروب لشراء الطعام وتسديد تكاليف التعليم للأطفال وتتبرع النساء المشاركات في هذا المشروع بـ 27دولار أمريكي شهرياً كما يتبادلن الرسائل الداعمة حيث تم تبادل حوالي 44000 رسالة في هذا السياق بين النساء من مختلف دول العالم حتى تاريخه .
وأكدت على قدرة المرأة بطبيعتها المحبة على تبديل واقع الحرب إلى سلم من خلال العمل الخيري وبأفكار مبدعة ومتطورة .



كلمة السيدة خريزة أشرف، حرم قنصل بنجلاديش

تحدثت عن اتساع مجالات عمل المرأة البنجلاديشية بعد أن كان مركزاً في القرى على الرعي والحصد وتربية الدواجن ومنحصراً في المدن على الأعمال المنزلية حيث شهد عام 1980م نقلة في مجالات عمل المرأة بمبادرات من القطاع الخاص والعام لتنخرط بالعمل في التعليم والاقتصاد والأعمال الاجتماعية والخيرية .



كلمة القنصل البريطانية بجدة السيدة كارما إليوت

أكدت أن إسهام المرأة في العمل التطوعي والخيري يدل على إدراكها بواجبها نحو الوطن واستيعابها للمواطنة الحقة... وتطرقت إلى تجربتها بعد إتمام دراستها حيث كان يفرض على الطالبة الالتحاق بعمل تطوعي لمدة عام كامل شعرت خلاله بأن هذا العمل قد غير مجرى حياتها ومنحها التواصل الإنساني مع المحتاجين وأضفى كل كل من مارسه التواضع والوعي بأهمية العمل الخيري.

وأشادت باهتمام المملكة بهذا المجال مؤكدة أن العمل الخيري في المملكة العربية السعودية له تاريخ طويل مثل نظيره في المملكة المتحدة.


كلمة القنصل الأمريكية بجدة السيدة جينا أبيركرومبي

 

 

استعرضت السيدة جينا المكاسب التي حققتها المرأة العربية في السنوات الأخيرة مشيدة بتجارب قطر والبحرين، كما تطرقت إلى الجهود الأمريكية في دعم المرأة العراقية في مجال التعليم والعمل والتمكين من حقوقها... وأشارت إلى أن المرأة في الشرق الأوسط والدول المحافظة تواجه تحديات كبيرة في مجال العمل...

عن الفرص المتاحة لعمل المرأة السعودية ذكرت القنصل الأمريكية أن أغلبها فرص مهدرة وأن المرأة السعودية لايزال دورها ضعيف في الحياة العامة وهذا ينعكس على المجتمع بشكل عام.


مقتطفات من أسئلة الحضور

الأستاذة ميساء الصبيحي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجهت سؤالها للقنصل الأمريكي حول إشارتها إلى ضعف مشاركة المرأة السعودية في الحياة العامة متسائلة إذا ماكانت تقصد أن ذلك أدى إلى ضعف المجتمع، واستدركت بالسؤال عن آلية المشاركة النسائية التي تؤدي بالضرورة إلى قوة المجتمع... كما وجهت استفساراً للأميرة فهدة بن سعود عن إمكانية مشاركة الشابات في العمل التطوعي والخيري في الجمعيات النسائية .

ـ وقد أجابت القنصل الأمريكية بأنها لم تقصد أن المرأة هي التي أضعفت المجتمع ولكن مشاركتها تساعد بالتأكيد على التقدم والتنمية الشاملة.

ـ وعلقت صاحبة السمو الأميرة فهدة بنت سعود في معرض ردها على كلمة القنصل الأمريكية مؤكدة بأن المرأة السعودية متواجدة في الحياة العامة ولها بصمات واضحة على المجتمع كما أنها قد حققت إنجازات عديدة في مختلف المجالات على مر العقود الماضية ولايعيبها أن الأضواء لم تكن مسلطة عليها لرصد إنجازاتها أو أنها لاترغب بتلك الأضواء وتفضل أن يتحدث عملها عنها.... وأضافت بقولها لو نظرنا إلى عمل المرأة السعودية على سبيل المثال في الجمعيات الخيرية سنجد أنها تعمل في هذا المجال منذ 50سنة ولدينا عدد كبير جداً من الشخصيات النسائية المثقفة والحاصلة على درجات علمية في مختلف المجالات، واستدركت، بأنه قد لايكون العدد كافياً اليوم لكنه يتطور تطور طبيعي مع الوقت... ونوهت إلى أن المجتمع السعودي ينظر للمرأة كجزء لا يتجزأ من الأسرة ومن هذا المنطلق لانريد في طريقنا إلى التقدم والتنمية أن تصبح المرأة عنصراً فعالاً منفصلاً عن الأسرة أو متصارعاً مع الرجل فالتكامل والأوليات هي ما يحكم خطوات المرأة السعودية ليستقيم المجتمع.
وفيما يتعلق بمشاركة شريحة الشباب أبدت الأميرة فهده ترحيبها بذلك مؤكدة أن الجمعية تهتم كثيراً بمشاركة هذه الشريحة وتوفر لمشاركتها وأفكارها مساحة واسعة... ودعت المدارس والجامعات والكليات إلى التعرف على البرامج والأنشطة التي تقدمها الجمعية وزيارة المراكز التابعة لها مثل مركز التوحد.

وفي مداخلة أخرى أبدت الأستاذة أمال نياز من كلية عفت الأهلية للبنات تحفظاتها على مايحاول أن يفرضه العالم على المرأة العربية والسعودية من وصاية فيما يتعلق بالحقوق وأكدت أن أغلب الجهود التي تحمل شعار تمكين المرأة من حقوقها وتطوير مشاركتها في المجتمع تفتقد إلى استيعاب واحترام الخصوصية الثقافية لكل مجتمع... وأضافت أنها قد أمضت سنوات طويلة في الغرب وتعرفت على المرأة هناك ولمست أن هناك اختلافات بينها وبين المرأة السعودية هذه الاختلافات تفرض على من يود أن يساعد المرأة أن ينظر لها من خلال العدسات التي ترى بها هذه المرأة العالم من حولها وهذه العدسات مرتبطة بالإرث الحضاري والثقافي معتبرة أنه لايمكن قياس وتطبيق كل النظريات والتجارب برؤية واحدة تهمش هذه الاختلافات.
ـ علقت السيدة إيمان كسكس على المداخلة مؤكدة على أهمية الحوار بين الثقافات للتوصل إلى الأهداف المشتركة مشيرة إلى أن التغيير الإيجابي هو مايتحقق عن طريق الحوار وليس الإرغام.
ـ فيما سجلت القنصل الأمريكية رأيها بتأكيدها على أن بعض الحقوق تتسم بطابع العالمية فتشترك النساء في كل مكان فيها وهذا هو الإطار الذي نعمل عليه غالباً .
ـ وعلقت سمو الأميرة فهدة بنت سعود على ماذكرته القنصل الأمريكية موضحة أن العالم العربي والإسلامي بدأ يفقد ثقته في مجهودات حقوق الإنسان العالمية لكثرة ماشهد من انتهاكات... وتسائلت كيف بإمكان هذه الشعارات أن تستعيد مصداقيتها؟ مشيرة إلى أن المرأة العربية التي شاهدت شقيقتها في العراق أو فلسطين تنتهك حقوقها وكرامتها تحت شعارات مختلفة يصعب أن تثق في أن نفس الشعارات ستحقق لها نقلة نحو الأفضل... وأكدت أن ما تحتاجه المرأة فعلياً هو تفعيل القوانين الإسلامية التي تحفظ لها جميع حقوقها في التعليم والعمل والذمة المالية.

واستدركت مجدداً الأستاذة أمال نياز مداخلتها حيث تطرقت إلى المفردات الشائعة مثل المساواة والحقوق والاستقلالية والتي تختلف مفاهيمها من ثقافة لأخرى مطالبة بأن يبحث من يطرحها عن معناها لدى المجتمع الذي يخاطبه... واختتمت مداخلتها بأمنيتها أن لاتخالف الدول التي تتبنى الديمقراطية والحرية شعاراتها فتفرض بدكتاتورية على العالم أجمع أن يتبنى النظر إلى الأمور بطريقة محددة قد لاتتناسب مع طبيعته.

وقد وجهت الدكتورة/ سهيرقرشي الدعوة للآنسة/ أمل الجبرين للحديث عن تجربتها في العمل التطوعي حيث ذكرت الجبرين أنها بعد أن خاضت تجربة العمل في كلية ( دار الحكمة ) اختارت أن تتفرغ لإدارة أعمال والدها ثم بدأت تلمس وجود مساحات واسعة للعمل الاجتماعي فأسست مع مجموعة من زميلاتها مجموعة ( وطنيات ) الهادفة إلى دعم وإبراز الإبداعات الشابة، كما اتجهت إلى تكثيف نشاطها في العمل التطوعي من خلال الجمعيات الخيرية مؤكدة أن اتضاح الرؤية واستنادها إلى إيمان عميق بمفاهيم تعد من ثوابتنا قبل القيام بأي عمل هو ما يحقق على المدى البعيد الاستقرار الاقتصادي والنفسي والروحي .

وفي سؤال موجه للقنصل البريطانية عن الخطوات التي أسهمت بها بلادها في دعم المرأة البريطانية وعن المكاسب التي تحققت لها تحديداً في مجال العمل.
أجابت السيدة كارما إليوت أن المرأة البريطانية قد حققت الكثير خلال العقود الماضية وحصلت على بعض حقوقها، وأضافت أن المرأة البريطانية اليوم تمكنت من العمل في مجالات كانت مناطة بالرجل فقط ولكنها مع ذلك لاتستطيع أن تدعي أن المرأة في بلدها قد حصلت على مساواة كاملة مع الرجل حيث ذكرت بأن المرأة غالباً تحصل على عائد أقل من الرجل الذي يتقلد نفس وظيفتها في نفس مقر العمل، وأنه في بعض الوظائف التي تتطلب أن لايكون شاغرها متزوجاً يستثنى في الكثير من الأحيان الرجل بينما يتم فصل المرأة واستبعادها.

هذا وقد اختتمت الدكتورة سهير قرشي اللقاء الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات بشكرها للحضور وتقديمها الهدايا التذكارية لضيفات المنتدى، مثمنة تجاربهم في مجال العمل الخيري ومثنية على النقاش والمقترحات التي وردت ومؤكدة على ترحيبها بدعوة صاحبة السمو الأميرة/ فهدة بنت سعود لإقامة جولة ميدانية لطالبات الكلية في الجمعية الفيصلية الخيرية بجدة.