....

أول وثائقي عربي يتناول أزمة الرسومات المسيئة للرسول الكريم والعلاقات التاريخية بين آسكندناڤيا والعالم الإسلامي

عربيات - خاص

أنقذوا الجسر هو العنوان الذي اختاره محمد قرايم، مخرج ومنتج مستقل مقيم بالمملكة المغربية، لفيلمه الجديد من ثلاثين دقيقة الذي يحكي عن التاريخ المجيد للعلاقات بين العالم الإسلامي والحضارة الاسكندينافية ويعالج واقع هذه العلاقات في الحاضر، خصوصا بعد الأزمة الكبيرة التي وقعت سنة 2005 جراء نشر الرسومات المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من طرف جريدة دنماركية مشهورة.

أنقذوا الجسر هو أول عمل عربي ذو طابع عالمي يتحدث عن العلاقات بين آسكندناڤيا والعالم الإسلامي ويشجع على تجاوز أزمة الرسومات من خلال الحوار البناء، تماما كما دعت إليه كل المؤتمرات الرسمية والعلمائية التي نظمت بعد أزمة الرسومات كمؤتمر تحالف الحضارات ومؤتمرات النصرة التي أطلقها فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي.يقدم الفيلم نبذة تاريخية عن بدايات اللقاء بين المسلمين وشعب الفيكينغ وذلك من خلال قصص لأسفار قام بها مكتشفون و تجار من الجانبين كأحمد ابن فضلان من الجانب الإسلامي وكارستن نبور من الجانب الاسكندنافي. يتميز الوثائقي بشهادات لعلماء اسكندنافين وهم مؤرخ وعالم آثار مهتمون كثيرا بالحضارة الإسلامية وتأثيرها الكبير على حياة الإسكندنافين، خصوصا خلال العصر الأندلسي وعصر المماليك ثم العثمانيين، حيث يشير هؤلاء إلى المستوى العلمي والأكاديمي والثقافي الكبير الذي وصلته الحضارة الإسلامية خلال هذه الحقبة بفضل الجامعات والمدارس وأيضا المعالم العمرانية المتواجدة في شمال إفريقيا وفي اسبانيا وتركيا والشرق الأوسط وإيران.عبر هذه الشهادات المهمة التي تؤكد على الدور الريادي للمسلمين وتأثيرهم في نهضة الأمم، خصوصا في اسكندنافيا، يقوم المخرج بتبني نظرية حوار الحضارات التي تبقى صمام الأمان ضد كل خطابات التطرف والعنصرية والإلغاء الحضاري.في الجزء الثاني، يعالج الفيلم أزمة الرسومات المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وتداعياتها السلبية على العلاقات بين المسلمين والاسكندنافيين، خصوصا بين الدانمارك والجالية المسلمة المقيمة فيه. يقدم هذا الجزء تجربة مميزة لمجموعة من الدنماركين والمسلمين الذين سعوا إلى تطويق آثار الأزمة بفضل نشاط جمعوي وإعلامي وسياسي يهدف من جهة إلى تشجيع الحوار الإعلامي البناء بين الطرفين والتأكيد على حقوق الأقليات في المجتمع الدنماركي، ومن جهة أخرى إلى السعي السياسي من أجل تبني قانون أوروبي يحضر انتهاك المقدسات كالذات الإلهية والرسل (كل الرسل) والكتب السماوية.في هذا الجزء أيضا، يتم تبني نظرية حوار الحضارات التي تبقى الوسيلة الناجعة لضمان عدم تكرار أزمة كبيرة وخطيرة كأزمة الرسومات المسيئة.في سياق آخر، "أنقذوا الجسر" هو إنتاج مستقل من ثلاث نسخ "عربية، إنجليزية، فرنسية" وترجمتين "سويدية وألمانية".على مستوى التوزيع، يتطلع المخرج والجهة المنتجة إلى بث الفيلم في أكبر عدد من القنوات الإسلامية والعربية وذلك لتحقيق الهدف المرجو منه وهو إيصال فكرة مفادها أن المسلمين هم أهل حضارة رائدة في العالم وأهل حوار وأنهم أكثر المتسامحين في العالم. لكن تسامحهم لا يعني التخلي عن مقدساتهم و من بينها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.