والشرق الأوسط يبدي إهتماماً واضحاً

صناعة الطاقة الشمسية: منصة إنطلاق نحو الانتعاش الاقتصادي العالمي

عربيات - دبي
صور وفيديو

بعد الانتكاسة التي سببتها الأزمة الاقتصادية العالمية، فإن قطاع الأعمال في مجال الطاقة الشمسية سوف يستجمع قوته مرة أخرى في وقت مبكر من العام القادم، جاء ذلك في آخر تقرير نشره بنك ساراسين مؤخراً حول أبحاث الأستدامة، تحت عنوان "صناعة الطاقة الشمسية 2009: براعم الانتعاش الأولى". وقد اشار التقرير أنه من المتوقع أن تصل نسبة نمو وحدات الطاقة الشمسية "الفولطا ضوئية" في السوق العالمية إلى 46% في العام 2010. وقد أبدت الحكومات والشركات في منطقة الشرق الأوسط إهتماماً متزايداً بتوليد الطاقة الشمسية بعد النفط. وهذا ماتجلى واضحاً من خلال بعض المبادرات الأخيرة في المنطقة مثل استضافة أبوظبي لمقر "إيرينا" فضلاً عن مبادرة مصدر وتوجه منطقة الشرق الأوسط نحو الطاقة الشمسية.

إمكانيات نمو كبيرة ومدينة "مصدر" أبرز مثال على ذلك:

تشكل منطقة الشرق الأوسط نظراً لتوفر كمية كبيرة من أشعة الشمس، المكان المثالي للحصول على الطاقة الشمسية. وهذا يجعل من الشرق الأوسط منطقة جاذبة علاوة إلى التكلفة التنافسية للمنشأت الكهروضوئية بسبب ارتفاع الطلب على الطاقة الكهربائية من مكيفات الهواء وتحلية المياه وفي هذا الإطار توقع أحدث تقرير صادر عن بنك ساراسين أن يتجاوز معدل النمو السنوي الـ50% خلال السنوات الخمس القادمة. وسيشكل مشروع "مصدر" رأس الحربة لهذا التطور الجديد، حيث ستكون أول مدينة تتبنى بالكامل التقنيات النظيفة الخالية من النفايات والكربون وتعتمد كلياً على مصادر الطاقة المتجددة لاسيما الطاقة الشمسية. تسعى هذه المدينة الجديدة الى ان تصبح مركزا عالميا للابتكار والبحث وتطوير المنتجات في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيات المستدامة.

موجز لأبرز ثلاث تقنيات في الطاقة الشمسية


- وحدات الطاقة الشمسية (الفولطا ضوئية): توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية. إن تسليط شعاع من الضوء على الخلايا الشمسية التي غالباً ماتكون مصنوعة من السيليكون، يولد شحنات موجبة وسالبة (تأثير كهروضوئي) فيتولد تيار كهربائي يمكن استخدامه لشحن البطارية أو تغذية الشبكة العامة.
- وحدات تجميع الطاقة الشمسية: يستخدم نظام الطاقة الشمسية الحرارية أو التسخين بالطاقة الشمسية، طاقة الشمس بطريقة بسيطة نسبياً ولكنها ذات كفاءة عالية. تسخن الألواح السوداء الماصة المغلفة الموجودة في وحدات تجميع الطاقة الشمسية بفضل أشعة الشمس ثم يتم جمع هذه الحرارة بوسيلة تخزين، بعد ذلك يجري ادخالها في السخانات أو نظام التدفئة المنزلية.
- تركيز الطاقة الشمسية: تستفيد منشآت تركيز الطاقة الشمسية من الحرارة المحولة من أشعة الشمس بتوليد الطاقة الكهربائية. تستخدم المرايا لتركيز أشعة الشمس ويتم نقل الطاقة الحرارية الناتجة إلى دورة البخار عند درجة حرارة تفوق 100 درجة مئوية، وكما هو الحال في محطات الطاقة التقليدية حيث يستخدم البخار لتوليد طاقة تكفي لتشغيل توربين توليد الكهرباء.

تركيز الطاقة الشمسية هي تكنولوجيا مثالية لمنطقة الشرق الأوسط: ينبغي انشاء تكنولوجيا تركيز الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط، على دعم مشروع الصحراء بناء على مبادرة من قبل باحثي المناخ الألمان ونادي روما. وتكفي منطقة صحراوية تبلغ مساحتها 360 كيلو متر مربع لسد احتياجات العالم بأسره من الكهرباء، وليست هذه المساحة إلا 0.5% من مجمل المساحة الصحراوية على كوكب الأرض. ويجري الآن وضع خطة لانشاء تكنولوجيا تركيز الطاقة الشمسية في الصحراء الكبرى لتغطية أكثر من 15% من الطاقة الكهربائية في الشرق الأوسط ودول حوض البحر المتوسط وأوروبا بحلول العام 2050. وهذا المشروع يتطلب استثمارات بقيمة 400 مليار يورو.

وقد حدد بنك ساراسين الاستدامة في مجال الأعمال التجارية على أنها مسؤولية اجتماعية في انتاج السلع والخدمات والاستفادة من كفاءة الموارد بأقصى قدر ممكن في وسائل الانتاج مع درجة منخفضة من الصراع.

وتبلغ الطاقة الانتاجية لتركيز الطاقة الشمسية حالياً خلال العام (2009) 485 ميغاواط هذا وسيضاف إلى الشبكة على اساس عالمي415 ميغاواط أخرى. وكان اطلاق المنشآت الأولى مبشراُ بمستقبل واعد ً. وتشير توقعات ساراسين أن حجم النمو السنوي للمنشآت المثبتة حديثاً حتى العام 2020 سيبلغ 20% أي أن إجمالي القدرة المثبتة حتى ذلك العام ستصل إلى 31.6 غيغاواط.

العام 2010 يبشر بمستقبل مشرق:


تشكل صناعة الطاقة الكهروضوئية واحدة من أهم عوامل الانتعاش الاقتصادي وذلك بسبب وفورات التكاليف وانخفاض الأسعار وتحسين الكفاءة وتوسيع قنوات التسويق. ومن المتوقع أن يصل معدل نمو الطاقة الفولطاضوئية في السوق العالمية، خلال العام 2010 إلى 46% . أي مايعادل قدرة المنشآت الفولطاضوئية المثبتة حديثاً والتي تبلغ 8.5 غيغاواط. وستصل معدلات النمو السنوي حتى العام 2012 إلى مابين 45 و50%. كما أنه من المتوقع أن تحقق الأسواق غير الأوروبية أعلى من معدلات النمو، فستحقق الصين مثلاً 130% أما الهند والولايات المتحدة فسيصل معدل النمو السنوي إلى 100%. وتكمن إحدى ضمانات استقرار النمو في الحقيقة القائلة أن هناك لايقل عن عشرة أسواق فولطاضوئية جديدة يقدر حجمها بـ 500 ميغاواط، ستنضم إلى الأسواق الرائدة خلال العامين القادمين. وهذا سوف يساعد الطاقة الشمسية على إعفاء نفسها من برامج دعم الدول وفي الوقت نفسه سيتم بسرعة تحقيق تكافؤ الشبكة. لذلك وبناءاً على المقدمات الاقتصادية والتوقعات المؤاتية والمرتبطة بالصناعة الفولطاضوئية، فإن بنك ساراسين يتوقع توسع حجم السوق العالمية إلى 155 غيغاواط بحلول العام 2020. إن هذه التوقعات على المدى الطويل هي أكثر تفاؤلاً بقليل من السيناريو السياسي الذي طرحته الرابطة الأوروبية لصناعة الفولطاضوئية (EPIA) وهذا التوقع لايستند إلى احتمال الحصول على المزيد من الدعم السياسي بقدر ما يستند إلى الحجج الاقتصادية المتنامية لصالح الطاقة الشمسية. في المقابل تلقى منشآت تركيز الطاقة الشمسية بدورها مزيداً من الدفع من خلال تنفيذ مشاريع واسعة النطاق مثل مشروع الصحراء
(ديزرتك) في الصحراء الكبرى. بالإضافة إلى ذلك استمرار توسيع لامركزية توليد الطاقة الشمسية في أوروبا الوسطى إلى جانب أنظمة الفولطاضوئية المستقلة في بلدان الجنوب. وبناءاً على ماتقدم فقد ساهمت كل تكنولوجيات الطاقة الشمسية ووحدات تجميع الطاقة الشمسية مساهمة كبيرة في مجال الطاقة خلال السنوات الأخيرة.