معترفاً بسر نجاحه

المستشار المالي السيد بورغ: التمسك بالقيم العليا من أهم أسس النجاح في عالم المال والأعمال

رشيد فيلالي - الجزائر
صور وفيديو

 

يرى أن التمسك بالقيم العليا من أهم أسس النجاح في عالم المال والأعمال، المستشار المالي اللامع السيد بوب بورغ والمطلوب كإستشاري لأكثر من 500 مؤسسة عالمية، ومؤلف الكتاب الأكثر انتشاراً The Go-Giver -الذي حقق أعلى المبيعات وترجم حتى الآن إلى أكثر من 19 لغة- يؤكد من خلال عربيات على أن المال لا يصنع السعادة قدر ما يوفر الخيارات المتعددة، متطرقاً لجملة من القضايا والتي تتعلق بالمال والأعمال.

السيد بوب بورغ لقد تميز كتابك الناجح الذي ألفته بالاشتراك مع جون ديفيد مان والمعنون The Go-Giverبطرح أفكار ومقاربات ذكية ضمن مجال المال والأعمال برأيك هل يمكن تطبيق مثل هذه الطروحات على أرض الواقع؟
بالطبع سيدي، فكل القوانين و المبادئ التي ناقشناها أنا وجون ديفيد مان في الكتاب المذكور هي في الحقيقة قد تم توظيفها من طرف أشخاص ناجحين وذلك منذ الشروع في ممارسة  نظام التجارة الحرة، بمعنى أننا لم نضف جديدا في هذا الكتاب اللهم إلا الطريقة المبتكرة التي قدمت بها هذه الأفكار وهي طريقة السرد، وقد أسعدنا كثيراً بالصدى الذي وصل إليه الكتاب والذي أكد من خلاله الكثير على تأثرهم البالغ بتلك الأفكار التي احتواها الكتاب وشروعهم في تجسيدها على أرض الواقع مما حقق لهم ذلك فيما بعد تغييرات ونتائج ناجحة على المستويين المهني والشخصي معاً، الأمر الذي شجعنا على إضافة تلك النجاحات في الجزء الثاني من الكتاب.

الدكتور محمد يونس رجل عظيم

ضمن هذا السياق ما رأيكم في تجربة الدكتور محمد يونس من بنغلاديش الحاصل على جائزة نوبل في السلام عام 2006؟
 الدكتور محمد يونس يعد في رأي بطلاً حقيقياً، وكتابه الذي يسرد تجربته هو من أغلى وأهم الكتب التي أحتفظ بها في مكتبتي الخاصة، فهذا الرجل لا يملك فقط قلباً طيباً ورحيماً، لكنه بالإضافة إلى ذلك تمكن من إيجاد وسيلة مثالية لتوفير أدنى رأس مال لمساعدة الناس على أن يصبحوا رجال أعمال ولهم أرصدة هامة في السوق، وبهذه الطريقة يحققون استقلالهم الذاتي حيال الآخرين، فضلاً عن خلق نموذج إيجابي للأبناء لكي  يصبحوا رجال أعمال في المستقبل و بفضلهم  ينتعش السوق وتتحرك العجلة الاقتصادية، في المحصلة إنه رجل عظيم!

هل فعلاً المال لا يصنع السعادة ؟
في تصوري لا المال ولا الفقر يصنعان السعادة، لكن المال يمنح صاحبه مزيداً من الاختيارات مقارنة بالذي لا يملك المقدار الكافي من المال.

أنت رجل ذكي وناجح ما هي مصادر إلهامك من الأفكار؟، وما هو سر نجاحك؟
أشكرك على إطرائك اللطيف جداً،  لقد كنت محظوظاً لكوني ابن والدين طيبين وعطوفين، وكانا قادرين على  تشكيل سلوكي وفق موديلهم الشخصي، بالإضافة إلى ذلك كنت محظوظا جداً بوجود أساتذة عظام أمامي ممن أستطيع التعلم منهم والاحتذاء بأسباب نجاحهم قبل أن أصبح في مستوى تطبيقها فيما بعد.

تعمل كمستشار لعدد من المؤسسات، والشخصيات العالمية - من بينها حسب علمي أحد الرؤساء السابقين للولايات المتحدة-، ترى من يستشير السيد بوب للحصول على أفكاره المتميزة ؟
في الحقيقة أنا لم أعمل مستشاراً أبدا لرئيس أمريكي، لكن سبق لي المشاركة في نفس المؤتمر الذي شارك فيه رئيس أمريكي سابق، وبخصوص المستشارين الذين أستلهم منهم أفكاري فهم عبارة عن معادلات تأتي كحصيلة لمجموعة من الأشخاص والكتب التي قرأتها.
ومن بين الجوانب التي أحبها بشأن الكتب هي كوننا نستطيع أن نتعلم الكثير من الحكمة من طرف أشخاص لم يكن لنا الحظ في ملاقاتهم، وهذا النوع من الهبات يثيرني ويفاجئني باستمرار.

التمسك بالقيم العليا من أهم أسس النجاح في عالم المال والأعمال

ما الذي تعكف على قراءته هذه الأيام وما هو الكتاب الذي أثر فيك بقوة؟
من عادتي أن أطالع مجموعة من الكتب في وقت واحد، وهي ذات مواضيع مختلفة على غرار كتب التنمية البشرية، الكتب السياسية، كتب التسويق، الروحانيات، فهذه هي أهم أنواع الكتب التي تعودت على قراءتها، ومنذ عدة سنوات لم أقرأ رواية لكن عندما أفعل ذلك فإنني في كثير من الأحيان أتأثر بقوة بما أقرأ من هذه الروايات.

يقال بأن عالم الأعمال لا يعرف القيم الأخلاقية التقليدية، هل هذا صحيح؟
أتصور بأنك حين تتكلم عن "القيم الأخلاقية التقليدية" فأنت تقصد بكلامك  الصدق والنزاهة والرحمة..الخ، فإذا كانت هذه هي الحالة المقصودة فإني أتصور بأنها تختصر في القول: بأن عالم الأعمال يتألف من أفراد، وعليه ثمة العديد من هؤلاء من يعيش في حياته وأعماله وفق تلك القيم العليا لكن هناك أيضا الكثيرين ممن لا ينتهجون نفس الطريق، وقد وجدنا أنا وجون أن الغالبية الساحقة من رجال الأعمال الناجحين هم مِن من يحترمون القيم العليا، ومع ذلك فإنهم غير مذكورين لكون قصصهم غير مثيرة (بكلمة أخرى، قصصهم ليست جذابة !) مثلما هو حال رجال الأعمال الناجحين المتورطين في الفساد.

كلمة أخيرة:
أتمنى للجميع في كل أنحاء العالم أن يعيشوا في سلام وازدهار، شكرا جزيلا!

لمتابعة محاضرات السيد بوب بورغ