د. محمد يوسف: حواء يمكنها أن تتفوق على الرجل

حواء قادمة فى عالم الأعمال

عربيات : القاهرة - ممدوح الصغير

فى السنوات الأخيرة  دخلت حواء العربية عالم الأعمال وبدأت في تقلد  المناصب الإدارية وقيادة  مشاريع عديدة ناجحة تخدم مجتمعها ... وتفاوتت الأصوات ما بين المؤيد والمتخوف والرافض لمغامرة المرأة في عمل خاص وتحولها إلى (( سيدة أعمال )) تنافس الرجل وتتفوق عليه في بعض الأحيان في المجالات التي تتفق مع طبيعتها وتتوجه لبنات جنسها ....

ونطرح سؤالنا اليوم هل تنجح حواء في مهمة (( سيدة الأعمال )) وصنع القرار وعقد الصفقات ؟

 

يتحدث د· محمد يوسف مدير مركز البحوث التجارية بجامعة القاهرة بقول: " حواء من الممكن أن تنجح في أن تكون سيدة اعمال ... اذا كان المنتج الذي تديره عبارة عن شركات مستحضرات التجميل وشركات الاودية والملابس والتعليم ... اي مشروعات تخاطب عقلية المستهلك او المستخدم ، هذه الأعمال يمكن لحواء أن تنجح فيها بكفاءة شديدة إلى جانب انها بشكل عام اكثر نجاحاً من الرجل فى دنيا التسويق ... أما في بقية أوجه الاستثمار والصناعة فالعكس صحيح  والرجل يتفوق فى ادارة المشروعات والمقاولات مثلاً  لأن هناك عناصر تتحكم فى نسب النجاح منها مكونات وطبيعة الشخصية ..."

 

ويضيف د. محمد يوسف " اتخاذ القرار فى عالم المال والادارة ليس فيه فوارق بين حواء وادم ... لأن هناك معايير تحكمه وتتطلب انتقاء الوقت المناسب لصدور القرار فقط ... وفي أحيان قد  يقف الحظ بجانب الرجل وأحيان أخرى بجانب المرأة"

 

وعن قلة عدد السيدات اللاتى يخترن الإنخراط في عالم المال فى الوطن العربى .... يقول " قطاع المال و الاعمال صعب من الناحية النفسية وقد يرهق سيدة الاعمال رغم انها تستطيع أن ذلك ليس مستحيل لكنه يتطلب المغامرة وهذه الصفة لاتتوفر في جميع النساء اللاتي يملن إلى الأعمال المضمونة والمحسوبة بشكل جيد ".

 

وعن الروشتة السليمة لنجاح حواء فى عالم المال والأعمال ... يقول :"حواء حتى تنجح فى مهمتها كسيدة اعمال لابد وأن توجد لنفسها منظومة ادارية متكاملة تساعد في اتخاذ القرارات والاعداد لها ويكون فريق العمل هو أحد ادوات نجاحها ... إلى جانب الثقة بالنفس والتي من الممكن أن تكون نقطة هامة لإختراق مجالات جديدة والتفوق فيها خاصة اذا كانت تملك خلفية جيدة عن العمل الذي تقوم به  .... واثبتت التجارب ان حواء نجحت بامتياز فى ادارة مشروعات استثمارية كبرى مثل التعليم و الجامعات  الخاصة .... أما في التسويق فكونها تعرف ذوق المستهلك الأول في المجتمع (( المرأة )) فتجدها الأقدر على تقديم السلع المطلوبة واختيارها بشكل أفضل من الرجل .... وقد اثبتت المرأة فى العديد من التجارب  كفاءة متميزة فى ادارة الاقتصاد السياسى ولكن حتي تحصد المرأة على فرص النجاح لابد لها من العناية الفائقة فى اختيار العناصر المعاونة ".

 

ويضيف د· محمد يوسف مدير مركز البحوث التجارية ان العصر القادم هو عصر النساء ... قائلاً :" حواء تتقدم بقوة فى مجال الأعمال و هذه المقولة  ليست من وحي الخيال ولكنها من معطيات الواقع فمعظم الوظائف التعليمية والإدارية والإقتصادية العليا التي تقلدتها المرأة في المجتمع أبرزت نماذج ناجحة ومتميزة في مجال عملها ".

 

أما الأستاذ الدكتور طريف شوقى وكيل كلية آداب بنى سويف - جامعة القاهرة واستاذ علم النفس يرى انه ليس هناك اى فارق في مكونات عقل الرجل والمرأة من الناحية التشريحية ...

 

ويقول :" اذا اردنا عقد مقارنة هل من الممكن ان تنجح حواء كسيدة أعمال فلابد لنا ان نوضح خطوات العمل و التى تنقسم الى 3 خطوات اولها ، التسويق ... ونعتقد ان المرأة فى بعض المشروعات ممكن أن تتفوق على الرجل اذا كانت تدير مصانع للملابس او للعطور او أى شىء يكون فيه ذوق لان المرأة العربية بحكم انها مسئولة عن مطالب الاسرة كلها تكون كفتها فى فهم متطلبات الآخرين أرجح  من الرجال ... لكنها تحتاج فقط إلى منظومة تساعدها وتقف معها لتحقيق النجاح ... ثانياً ، التمويل وهو يعتمد على وجود رأسمال جيد ... ثالثاً التخطيط و هو أهم العناصر ... واعتقد ان المرأة والرجل ممكن أن تكون عناصر النجاح قريبة بينهما فى التخطيط الذى يعتمد على وجود معلومات مع الشخص الذى سوف يتولى ادارة وتخطيط واتخاذ قرار للشركة او المنشأة الصناعية".

 

ويضيف د. طريف " صنع القرار سمة من سمات رجل الأعمال الناجح ، وهو يتوقف على المعلومات التي تتوفر والشخص الذى يجيد صنع واتخاذ قرار يخدم بالتأكيد الثقافة الابداعية لأنه من خلال كم من المعلومات يستطيع  ان يصنع قراراً يخدم شركته وتكون المرأة هى الأكثر اهتماماً بجمع المعلومات عادة بدقة فهى تهتم بالتفاصيل الصغير منها والكبير".

 

كما يؤكد د. طريف أنه من الظلم ان نحكم على نجاح تجربة سيدات الأعمال في الوقت الحالي  لأن الحقبة الزمنية التى دخلت فيها المرأة عالم المال والاعمال تعد قليلة ... و من الظلم ان تقارن الآن بين نجاحها ونجاح الرجل خاصة أنها تواجه اتجاهات سلبية من تعصب بعض الأشخاص الذين لا يتقبلوا  احياناً قرارات من المرأة مع انها قد تكون صحيحة ولكن التعصب وعدم الاستيعاب  يعرقلان عملها ... ويضيف :" العصر الحديث يتطلب منا ان نتفهم الفكر والقرار دون النظر إلى صاحبه وجنسه  ففي  قضايا التنمية على سبيل المثال  لايقال فيها هذا مشروع رجل او امرأة بل نقول المشروع والقرار سوف يحقق فائدة للمجتمع ."

 

ويضيف ان الاسلام في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء كان يهتم بمشورة ورأي المرأة ففى صلح الحديبية اتخذ الرسول قراراً بناء على رأى من زوجته ام سلمة ... حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم الحديبية أن ينحروا هديهم ويحلقوا رؤوسهم، ليعودوا إلى المدينة، فتبرم الأصحاب بهذا، ولم يشاؤوا أن يعودوا دون دخول مكة، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمته وهو يقول: «هلك أصحابي»، فأشارت عليه أم سلمة فقالت: يا رسول الله، لِمَ لا تبدأ فتحلق رأسك وتنحر هديك، فإذا رأوك فعلت ذلك اتبعوك.. فعمل بما أشارت عليه، ولما رأى الأصحاب فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامهم، ندموا على تقصيرهم وبادروا فحلقوا رؤوسهم ونحروا هديهم، حتى قيل: لقد كاد يقتل بعضهم بعضاً، لاستعجالهم ومبادرتهم .... وهذا يشير إلى الدور القيادي التي كانت تقوم به المرأة في صنع القرار .

 

ويتهم د. طريف العالم الغربي بأنه وراء حركات الانقسام فى الوطن العربى و التى نشهدها بوجود جمعيات من أجل دعم المرأة أو تحريرها ، قائلاً :"المرأة العربية ليست بحاجة لإستهلاك طاقاتها ووقتها في مثل هذه القضايا ، فهي لن تثبت نفسها وتحصل على حقوقها إلا بعملها المباشر ونجاحها فيه بدلاً من تشتيت مجهوداتها في قضايا مفتعلة لها أغراض تعرقل مسيرتها ولاتدعمها بأي حال من الأحوال ".