تصريحات لخبراء الاقتصاد السعودي تدعو إلى الشفافية وتؤكد على قوة سوق الأسهم

خاص - عربيات

أستطلع الفريق الصحفي في مجلة عربيات آراء مجموعة من الاقتصاديين السعوديين المرموقين حول اسباب وتداعيات الهبوط الكبير الذي تعرضت له سوق الاسهم السعودية يوم الاثنين الماضي 15/9/2003 وذلك للوصول الى صيغة واضحة لما يجري في هذه السوق التي تشهد يوماً بعد يوم تطورات واحداث متتابعة.

الخبير الاقتصادي حسين شبكشي : نطلع إلى المزيد من الشفافية

 السوق السعودي مر بمرحلة حرجة تمثلت بهبوط شديد لقيمة الأسهم وحار المحللون في تقييم أسباب ذلك وواقع الأمر وببساطة شديدة للغاية أن أسباب صعود الأسهم أساساً كانت غير مفهومة أو مقبولة أو مبررة ، فالتفسير المبسط الذي قدم وهو أن مبالغ هائلة أتت من الخارج باحثة عن ملاذ آمن وفرص استثمارية لها هو تسطيح وتبسيط غير مقبول لأمر كهذا وبالتالي أي تفسير لأسباب الهبوط سيكون منقوصاً . الأمر في المقام الأول هو دليل على أن سوق الأسهم السعودية ( حاله كحال أسواق نائشة أخرى ) لايزال في حالة لاوعي ولانضوج كافية تسببت في صدمات كتلك مع العلم أن بعض الأسواق الكبرى لاتسلم من صدمات كهذه ، إلا أن السوق المحلية ستمر بمراحل أخرى مشابهة حتى تجبر على شفافية أكبر ومساءلة أعظم. فلاتزال هناك الكثير من الأمور الغير واضحة والمريبة والعديد من التجاوزات الخفية وتضارب المصالح المسموح بحدوثه دون معاقبة وبالتالي هذا يضعف من مستوى السوق ويقلل من جديته ومصداقيته . وهناك سبب آخر لم يعلن عنه بوضوح للآن هو لجوء العديد من مديري الأموال الخيرية بالسوق السعودي إلى الأسهم والعقار لتنمية تلك الأموال بعد أن حوصروا في جهات أخرى . فرأينا الصعود الكبير لقطاعات كبيرة من الأسهم بنسب عالية باستثناء قطاع البنوك التي كانت تلك الفئة تبتعد عن التعامل معه .

ولكن لو أردنا التفسير المحدد لما حدث مؤخراً في السوق السعودي فيمكننا القول أن التدهور حصل بسبب رعونة الاستثمار والتفكير في أرباح قصيرة الأجل لها علاقة بفترات محددة موسمية ( كمصاريف الصيف والمدارس ) بالنسبة لصغار المستثمرين تحديداً وبالتالي الخروج من السوق في " حالة " معينة وذلك لظرف احتياج سيولة بدلاً من الاستمرار على المدى البعيد والايمان بالتصاعد المتطرد للسوق في القطاعات الثابتة والقوية .

والدرس المستفاد من هذه الواقعة ان الاستثمار في سوق الأسهم السعودي بحاجة لمراجعة أدق : المستثمر بحاجة لوعي ورؤية والقطاع المسؤول عن السوق بحاجة لتطوير ومهنية أفضل ولعل هذه الصدمة تكون أول خطوات ذلك .

 

الدكتور / عبدالعزيز الدخيل " رئيس المركز الاستشاري للاستثمار والتمويل " : أعمدة السوق لاتزال مسنودة وقوية وبعيدة عن الإنهيار

ماحصل كان نوع من التصحيح الوارد والسوق كان مهيأ لذلك ... فمثل هذه التغيرات سنراها دائماً لأن السوق لايسير بخط مستقيم ويتفاعل مع الأحداث الإقتصادية والسياسية ... و لكن المشكلة أن البعض تختلط لديه التفسيرات فيعتبر ما حصل انهيار والواقع أنه يوجد فارق كبير بين التصحيح والانهيار فأعمدة السوق لاتزال مسنودة وقوية وبعيدة كل البعد عن الإنهيار.

من جهة أخرى ، قد تؤثر في بعض الأحيان الشائعات وبعض محاولات التأثير على ارتفاع أو هبوط الأسهم على السوق لكن العارفين وكبار المساهمين يدركون أنها حالات عابرة والكثير منهم يشتري في هذا الوقت أو ينتظر ولايبيع .... أما الضحايا غالباً فهم صغار المساهمين الذين يتضرروا ويتسرعوا بالبيع بخسارة لظروف مالية لا تحتمل المغامرة أو لقراءة سطحية خاطئة لسوق الأسهم لاترتكز على حسابات دقيقة.

 

الدكتورة / ناهد طاهر " المستشارة الإقتصادية بالبنك الأهلي التجاري " : الارتفاع كان لا بد وأن يتبعه تصحيح

الارتفاع في مؤشر سوق الاسهم منذ بداية هذا العام كان بنسبة 78% وهو ارتفاع كبير جداً يعود السبب فيه الى عاملين هما : خصصة جزء من شركة الاتصالات وتحقيقها لمعدلات أرباح عالية ، بالاضافة إلى الأرباح المرتفعه للشركات المساهمة الاخرى مثل سابك ... أي أن الارتفاع في المؤشر كان مبني على أساس اقتصادي سليم مقارنة بالمعايير الاقتصادية العالمية و هذا الارتفاع لم يكن مبني على أسس المضاربة في سوق الاسهم إلا بشكل بسيط وخلال الفترة الاخيرة بالذات ، مما كان لابد أن يتبعه نوع من التصحيح مثله مثل أي سوق أسهم عالمي ... إلا انني اتوقع أن لايستمر هذا التصحيح لفترة طويلة ولن يكون بشكل انخفاض حاد في أسعار الاسهم لانه كما ذكرت سابقاً الارتفاع مبني على أسس اقتصادية وارتفاع أرباح الشركات ... وهذا ما تدلل عليه النتائج المالية لكبرى الشركات.

وعن التقارير التي سبقت هذا الهبوط تقول الدكتورة ناهد طاهر : التقارير التي نشرت ربما كانت نوع من الدفع لعدم المبالغة في رفع أسعار الاسهم حتى لايحدث تصحيح سريع يؤدي إلى انهيار الأسهم والتنبه إلى ضرورة خفض الأسعار قليلاً وعدم المضاربة على الاسهم لرفع أسعارها بشكل غير عقلاني