اليوم الثاني
ترأس الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان الجلسة الإفتتاحية لفعاليات اليوم الثاني من أيام منتدى جدة الإقتصادي لعام 2001م،حيث إستعرض في كلمته النموذج الأوروبي في إعتماد الإقتصاد الحديث على المعرفة والمعلومات.وأشاد في هذا الصدد بالتجربة الأوروبية الخاصة بالوحدة الإقتصادية وإستحداث عملة أوربية موحدة (اليورو) التي إعتبرها من أهم مقومات إقتصاد أوروبا الحديث ، مشيراً إلى أن اليورو سوف يصبح العملة الرئيسية لحوالي 11 دولة أوروبية إعتباراً من نهاية العام الحالي.
وفيما يتعلق برؤيتة للعولمة قال ديستان "نحن لا نتفق مع من يرى أن العولمة تعني إنفراد لاعب فقط بمقدرات الأمور على الساحة العالمية.بل أن العولمة حسبما نراها هي وجود أرض مشتركة تضم مجموعة منت اللاعبين ، لكل لاعب منهم دوره وهويته وثقافته ودينه وعلى كل لاعب من هؤلاء أيضاً أن يدرك قواعد اللعبة والمبادئ التي تقوم عليها وعلى شخصية وسلوك الأطراف الأخرى للوصول إلى تفاهم كامل حول كل الأمور.
وحول المستقبل المتوقع للإتحاج الأوربي،قال ديستان "أننا نمر بمرحلة إستقطاب بين إتجاهين متضادين ، أولهما يدعو إلى الوحدة والإندماج ، والإتجاه الثاني يدعو إلى التوسع وزيادة عدد الأعضاء ضمن الإتحاد". وأضاف أن قوة الدور الأوربي في المشاركة في عملية السلام بالشرق الأوسط تتطلب إجراءات أكثر فعالية ومن ثم فمن الضروري إطلاق مبادرات جديدة بعد إتمام عملية الإندماج الأوروبي .
ومن جهة ثانية أشاد ديستان بالتحربة السعودية ، وبما حققته المملكة خلال الثلاثين عاماً الماضية كما شدد على أهمية وثقل حجم الدور السعودي على الساحة الدولية،ودعا إلى تطوير الحوار العربي الأوروبية.وذكر أن فرنسا قامت ومازالت تطلع بدور مهم في تفعيل العلاقات الأوربية العربية وأوضح في هذا الصدد دور بلاده في تعزيز التعاون الثقافي والحضاري مع الدول العربية والمتمثل في عدة مبادرات منها معهد العالم العربي في باريس.كما أشار إلى دور بلاده في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط.وحذر ديستان من تجاهل الدور العربي على الساحة الدولية ، وقال أن هذا الدور قادم بقوة في المستقبل.
وفي الجلسة الثانية من جلسات اليوم الثاني تحدث البروفيسور ليستر ثورو،إستاذ الإدارة والإقتصاد في معهد MIT الأمريكي،حول التقدم التكنولوجي وثورة الإتصالات التي يشهدها العالم حالياً،وما أفرزته هذه الثورة من توابع وتأثيرات على الإقتصاد العالمي.وطالب بروفيسور ثورو دول العالم النامية بضرورة تطوير مرافق البنية الأساسية اللازمة للتعليم والتقدم التكنولوجي ومن ثم تهيئة المناخ الملائم لإجتذاب الإستثمارات الأجنبية.وأضاف أن رؤوس الأموال الأجنبية تفكر بطريقة منطقية قبل الإستثمار في دولة ما، مدللاً على ذلك بظهور الشركات العملاقة وإزدهار الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان،حيث التقدم التكنولوجي والبنية الأساسية القوية،في حين ما تزال الدول النامية في معظمها دول تعتمد على الزارعة فحسب كما كان الحال عليه قبل 200 عام.
ثم جاء الدور على متحدث آخر وهو السيد غلين أوربان ، الباحث خبير التسويق وتطوير المنتجات الجديدة وعضو هيئة التدريس بمعهد MIT الأمريكي ، والذي تحدث عن واقع ومستقبل تقنية شبكة الإنترنت وكيفية الإستثمار فيها وفي شركات تقنية المعلومات ، وقال أن هذه الشركات حققت المرجو منها بعض الأحيان ولكنها أيضاً خيبت الآمال في أحيان أخرى ولم تحقق الهدف المنشود فيما يتعلق بتحقيق الأرباح لاسيما تلك المواقع المعنية بتقديم المنتجات الصحية والبيئية ، وكذلك فشل الشركات التي تعمل في مجال الشحن والنقل بواسطة الإنترنت . وقال في هذا الإتجاه أن هناك أكثر من 50 شركة قد فشلت في تقديم خدمات من هذا النوع عبر الإنترنت.
ومن جهة أخرى فقد شهد اليوم الثاني من أيام المنتدى إقامة عدداً من المؤتمرات الصحفية التي شارك فيها مجموعة من رجال الإعلام ، حيث تحدث الدكتور هنري عزام ، العضو المنتدب وكبير الإقتصاديين في مجموعة الشرق الأوسط للإستثمار في بيروت عن واقع التجارة الإلكترونية في الوطن العربي ، وكذلك تحدث عن أسواق الأسهم ومعدلات النمو التي حققتها الدول العربية في العالم الماضي ، وما هو مأمول تحقيقه خلال العام الحالي . وقال الدكتور هنري أن معدل النمو قد إرتفع بشكل ملموس في دول الخليج العربي خلال العام بنسبة تراوحت بين 5 – 8% بالإسعار الثابتة . والمتوقع أن يستمر هذا النمو خلال العام الحالي في الصعود ، وعزا ذلك إلى زيادة مداخيل الصناعة النفطية نتيجة إرتفاع السعر العالمي للنفط خلال العام الماضي.
وأشار الدكتور هنري عزام إلى أن نسبة النمو في القطاع الخاص سوف تكون أفضل في عام 2001م من العام الماضي ، بإعتبار أن الموازنات العامة لدول الخليج هي موازنات توسعية مما يضمن توفير سيولة أكبر في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي في العام الحالي.
ومن جهة أخرى قال رجل الأعمال السعودي حسين علي حسين شبكشي ، أن حجم سوق التجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليج قد بلغ 300 مليون دولار خلال العام الماضي ، وأن حجم الزيادة في هذا القطاع سوف يتراوح بين 3 – 5% سنوياً.
ونبه شبكشي ، إلى ضرورة الإهتمام بتطوير مرافق البنية الأساسية ، وإيجاد التشريعات القانونية اللازمة لتوفير بيئة أفضل للتجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي . ودعا إلى ضرورة وجود شركات إتصالات متنافسة حتى يتم إثراء هذا المجال وتوفير أفضل الخدمات بأقل تكلفة.
اليوم الثالث
في اليوم الثالث والأخير من أيام منتدى جدة الإقتصادي لعام 2001م والذي كان قد بدأ أعماله في مدينة جدة يوم السبت الماضي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود ، أمير منطقة مكة المكرمة ، وإستمر لمدة ثلاثة أيام ، حذر الدكتور فواز العلمي الحسني ، وكيل وزارة التجارة للشئون الفنية بالمملكة العربية السعودية ، من خطورة تأخر الدول العربية عن اللحاق بركب التطور التكنولوجي وإستغلاله في قطاع الإقتصاد ، وشدد على ضرورة تفعيل دور التجارة الإلكترونية أو المعرفة المعلوماتية ، لاسيما في ظل التقدم المذهل المستارع في هذا الإتجاه.
وتطرق الدكتور العلمي إلى تاريخ الإتفاقيات الدوليـة التي تم توقيعها في مجال تقنية المعلومات ، وضعف التواجد العربي على الساحة الدولية مؤكداً على أن المملكة العربية السعودية عاقدة العزم على تحديث مرافق البنية الأساسية اللازمة لتطوير تقنية المعلومات والتقنيات الرقمية ، وذلك التشريعات التي تضعها حكومة المملكة العربية السعودية لتيسير سبل الإستفادة من التطور العالمي . وإختتم حديثه بتصورة لمستقبل التجارة الإلكترونية في المملكة وباقي دول المنطقة.
وكان الدكتور فواز قد طرح تساؤلاً حول ماهية أسس تقنية المعلومات والقيم الأساسية للإتصال الحديث ، وأجاب على ذلك بقوله : "هناك إتفاقيتان تم إبرامهما بين 28 دولة من أعضاء منظمة التجارة العالمية وهي إتفاقية (الجات) في عالم 1974م . أما الثانية فهي تطور وإمتداد طبيعي للإتفاقية الأولى وتم توقيعها في عام 1995م . ثم هناك أيضاً إتفاقية تقنية المعلومات متعددة الأطراف التي تم توقعيها من قبل 43 دولة وضمت 214 سلعة من ضمنها الكمبيوتر ، وكل ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات . وتتحكم هذه الدول في حوالي 92% من حجم التجارة العالمية والتي يبلغ مجموعها 700 مليار دولار ، كما أن هناك إتفاقية أخرى تتعلق بالإتصالات ذات القيمة المضافة وهي تتحكم أيضاً في حوالي 96% من السوق العالمي في هذا القطاع.
وحول الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية من أجل التقدم والتطور في هذا المجال . وأضاف الدكتور العلمي:"أن المملكة العربية السعودية إتخذت خطوات مهمة على هذا الصعيد ، حيث حفظت حقوق الإختراع والملكية الفكرية ، كما أزالت العوائق التي تمنع نجاح وتطور تكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى تطوير خدمات البنية الأساسية . بل أن الأمر تعدى ذلك إلى تشكيل لجنة يرأسها وزير التجارة نفسه الدكتور أسامه جعفر فقيه ، وتضم في عضويتها ممثلين عن كافة الأجهزة الحكومية المختلفة ، لبحث ووضع التصورات اللازمة لإيجاد آلية للعمل المنظم والمستمر.
وأهاب الدكتور فواز العلمي بالقطاع الخاص السعودي أن يتحمل دوره ويضطلع بمسئولياته تجاه تطوير القطاع المعلوماتي والتكنولوجي بالمملكة العربية السعودية.
كما تحدث في القسم الثاني من الجلسة الإفتتاحية لليوم الثالث والأخير الدكتور هشام الشريف ، رئيس مجلس إدارة شركة مشاريع تقنية المعلومات في مصر والأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومؤسس مراكز المعلومات ودعم إتخاذ القرار التابعة لمجلس الوزراء المصري ، عن رؤيته للواقع المعاش للدول العربية من حيث إستفادتها من الطفرة التكنولوجية التي يعيشها العالم حالياً ، كما تحدث أيضاً عن رؤيته لمستقبل الدول العربية في ظل التنامي السريع في إنتاج تكنولوجيا المعلومات كما تحدث عن التجربة المصرية في هذا الإتجاه.
وطالب الدكتور الشريف الدول العربية بضرورة التحرك السريع والعمل الجاد من أجل خدمة الأجيال المقبلة . وقال علينا أن نؤسس للثروة في مجتمع يقوم على العلم والمعرفة . وطرح الدكتور هشام الشريف سؤالاً مؤداه متى يمكن للدول العربية أن تنجح في تحقيق ذلك . وأجاب"أعتقد أن ذلك ممكن من خلال ترجمة رؤيتنا إلى حقيقة بما يعكس آمالنا وطموحاتنا وعملياً يكون ذلك من خلال وضع إستراتيجية واضحة ثم ترجمتها إلى مشروعات تجارية لبناء مجتمع المعلومات على مستوى العالم العربي . وتحدث الدكتور هشام الشريف عن التحديات التي يواجهها قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية في الدول العربية فقال:"إن هذه التحديات كثيرة ومنها ما يتعلق بدور الحكومات ومنها ما يتعلق بالمواطن نفسه ولكن علينا أن ندرك أن قيام سوق حرة وإقتصاد قوي لابد أن ينطلق من قاعدة معلوماتية في هذا الجزء من العالم.وبذلك علينا أن نبدأ الحديث عن وجود بنية إدارية وتقنية وإقامة قاعدة للمعلومات بسرعة وبدون إنتظار.
وحول التجربة المصرية التي قادها الدكتور هشام الشريف نفسه ، قال : "لقد تحول الحلم الذي كان يراودنا إلى 1500 مركز معلومات منتشرة في جميع أنحاء مصر مما أدى إلى خلق 45 ألف وظيفة عمل جديدة.
كما شهد اليوم الأخير من المنتدى العديد من المؤتمرات الصحفية التي كانت أشبه بالحلقات النقاشية وورش العمل . حيث تحدث في هذه المؤتمرات العديد من رجال الأعمال السعوديين والمشاركين في المنتدى.ومن بينهم رجل الأعمال السعودي محمد الخريجي ، الذي قال أن هذا المنتدى يخاطب جميع شرائح مجتمع الأعمال وليس للنخبة فقط كما يرى البعض . ونبه الخريجي إلى ضرورة قيام القطاع الخاص السعودي بمبادرات فردية وجماعية من أجل النهوض بقطاع التقنية والمعلومات . فيما ركز المصرفي السعودي المعروف سعود الصبان مساعد مدير عام البنك الأهلي التجاري السعودي ، على دور التعليم في بناء مستقبل الأمم وقال في هذا الصدد : "بدون التعليم لا مستقبل لأي أمه وبدونه أيضاً تسير كافة الإستثمارات على غير هذا بل تضل طريقها ولذلك فإنني أعتقد أن بناء الإنسان يأتي قبل البنية التحتية رغم أهمية الأخيرة بل بدون التعليم تتوقف المسيرة.
وفي نفس الإتجاه أكد رجل الأعمال عبدالآله كعكي أن القطاع الخاص السعودي لن يتأخر في الدخول على الإستثمار في المعلوماتية ولاسيما بعد أن قامت الحكومة بتوفير مرافق البنية الأساسية والتشريعات والقوانين اللازمة.
كلمة المستشار الألماني السابق د.هيلموت كول
تحدث المستشار الألماني السابق د.هيلموت كول خلال ترؤسه للجلسة الأولى في منتدى جدة الاقتصادي العالمي الثاني عن التجربة الألمانية في النهوض الاقتصادي ومن ثم تطرق إلى الوحدة الأوربية منذ بدايتها وحتى ظهور العملة الأوربية الموحدة"اليورو"وتطرق في ذلك إلى الصعوبات التي واجهت الدول الأوربية وشرح كيف تغلبت هذه الدول على تلك المشاكل كما تناول كول التجربة السعودية في مجال التنمية الاقتصادية وأشاد بما تحقق على ارض المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
ومن خلال حديثة عن التجربة اليابانية قال كول:"أن ألمانيا ليست غنية بالمواد الطبيعية ومع ذلك استطاعت ان تقاوم هذا العجز في الموارد الطبيعية من خلال العمل المتواصل والجهد الشاق مع التخلص من البيروقراطية وإزالة الحواجز".
وذكر كول أن بلادة استفادت من خبراتها السابقة والتي زادت من التوحيد ولاسيما فيما يعرف بالخصخصة وقد أدي هذا إلى ازدهار المشروعات الخاصة وخصوصا المشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تتوقت في ألمانيا بصورة افضل مما هو علية الحال في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يتعلق بالعملة الأوروبية الموحدة "اليورو"والتي وقف خلفها هليمون كول بشده حتى رأت النور قال المستشار الألماني السابق كول ان اليورو سوف يكون العملة الوحيدة للتعامل من كافة أنحاء أوروبا بعد10سنوات من الآن بما في ذلك بريطانيا نفسها التي كانت ضد هذه العملة حتى وقت قريب كما أن اليورو سوف يكون منافسا للدولار في كافة إنحاء العالم وزاد كول في القول ان اليورو سوف يكون بمثابة الضمان للسلام في أوروبا وبذلك لن تتكرر الحروب في أوروبا مستقبلا بسبب العملة الموحدة وأشار في هذا الصدد إلى ضرورة قيام الوحدة الأوربية بل إلى السعي من اجل ظهور عملة عربية موحدة بقدر الإمكان واستدرك كول قائلا نعم أن الوحدة تكون على حساب السيادة الوطنية ولكن في المقابل تحقق مكاسب مهمة جدا.
وحول علاقة الاتحاد الأوروبي بدول مجلس التعاون الخليجي بصفة خاصة وبالمنطقة العربية بصفة دائمة قال كول أن العلاقات بين الجانبين قديمة وتاريخية ونسعى إلى توطيدها بل ونريد من دول المنطقة أن تهتم بتصقيل علاقتها مع الدول الأوروبية حتى يتحقق التكامل والتوازن في العلاقة واشاد في هذا الصدد بالدور السعودي من استقرار هذه المنطقة من العالم ودعا المملكة العربية السعودية إلى ظرورة الاهتمام بالتعليم والتدريب للشباب السعودي موضحا ان أكثرية المجتمع السعودي من الشباب ولذلك لابد من الاهتمام بهذه الشريحة من العمالة الوطنية التى سوف تتولى زمام العمل مستقبلا ونوه بالإنجازات التى حققتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية وقال أن تحقق في المملكة الـ 30 عاما الأخيرة يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل واعترف كول أن أوروبا أخطأت كثيرا في تعامها مع الدول العربية في الماضي ودعما الى التجاوز عن هذه المرحلة بالنظر إلى المستقبل وأضاف في هذا الصدد : لقد سبق ان ناقشت وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بشأن إقامة مشروع مشروك في المنطقة العربية على غرار مشروع مرشال للتنمية وفي اعتقادي أن هذا المشروع سوف يبدأ القيام به عقب التوصل إلى تسوية شاملة في منطقة الشرق الأوسط.
وحول خطورة الأسلحة النووية في العالم قال كول أن الأسلحة النووية كانت تمثل إحدى عوامل التوازن والاستقرار في فترة الحرب الباردة والتي انتهت فعلا في العام 1990م ولكن نبه كول إلى خطورة انتشار هذه الأسلحة في الوقت الحالي ومن ثم دعا إلى ضرورة إزالة أسلحة الدمار الشامل من جميع الدول.
وحول رؤيته لمستقبل السلام في منطقة الشرق الأوسط في ظل المعطيات قال كول إن أوروبا سوف تلعب دوراً كبيراً في عملية السلام في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة وخصوصا أن الاتحاد الأوربي مرتبط كثيرا بدول المنطقة.
وحذر كول من خطورة عدم التوصل إلى السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط وقال إذا لم يحقق السلام في هذه المنطقة سوف ينهار السلام العالمي.
كلمة فخامة الرئيس فاليرى جسيكار ديستان الرئيس الأسبق
أشاد الرئيس الفرنسي السابق فاليرى جسيكار ديستان بالتطور المذهل الذي حققته المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية وقال أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه مدينة جدة: " لقد أصبحت المملكة العربية السعودية دولة في النواحي المختلفة على طريقتها الخاصة واختلفت كثيرا عن ما كانت عليه قبل 35 عاما" وأضاف ديستان "لقد تعلمت شخصيا من مفردات هذه التجربة السعودية الرائدة في مجالات التعليم والاقتصاد وغير ذلك" ودعا الرئيس الفرنسي السابق الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة الاستثمار في المملكة العربية السعودية وقال في هذا الصدد : " يجب على الاتحاد الأوروبي أن يستثمر هنا في المملكة العربية السعودية بل عليه – الاتحاد – أن يعدو استثماراتها في هذا المناخ سواء استثمارات اقتصادية أو ثقافية أو سياسية.." جاء ذلك في افتتاح فعاليات اليوم الثاني من أيام منتدى جدة الاقتصادي والذي يستمر ثلاثة أيام.
وشدد ديستمان على أهمية الدور السعودي والعربي على الساحة الدولية ومن التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي بصفة خاصة وأكد على ان القرب الجغرافي والتواصل التاريخي يدعمان التوجه نحو التقارب بين الدول العربية وأوروبا وقال في هذا الصدد:"علينا أن نطور الحوار المشترك وعلى الاتحاد الأوربي آلا يتجاهل الدور العربي المقبل على الساحة الدولية"وذكر ديستان ان فرنسا قامت ومازالت بدور مهم في تفصيل العلاقات الأوربية – العربية واوضح في هذا الصدد دور بلادة في تعزيز التعاون الثقافي والحضاري ويمثله معهد العالم العربي في باريس من هذا الاتجاة وكذلك دور بلادة من دعم السلام العادل والسلام في منطقة الشرق الاوسط.
كما أشاد ديستان بدور الحضارة العربية في تقدم اوروبا عبر العصور المختلفة وقال في هذا الصدد " ان للعرب حضارة عريقة تعلمنا منها عبر العصور المختلفة وبذلك فان التعلم حالفا لا يأتى من اورةبا او الغرب فقط بل يأتي من الشرق أيضا ولولا الحروف العربية التي استخدمتها اوروبا بدلا من الحروف الرومانية ما كان لنا ان نستخدم تكنولوجيا العصر المتمثلة في الكمبيوتر الذي يعد تطوراً جاء بعد استخدام الحروف العربية.
وحول ما يستطيع ان يقدمه ديستان من نصيحة للمملكة العربية السعودية والدول العربية نحو التكامل الذي طبقته اوروبا قال الرئيس الفرنسي الاسبق في هذا الصدد:"علينا ان نتوخى الحذر في تقديم مثل هذه النصيحة نظراً للاختلافات بين الاتحاد الاوروبي والدول العربية من حيث أوجه الالتقاء والاختلاف ولكن المنطقة العربية اكثر حظا من الدول الاوروبية نظرا لتوفير عوامل الانفاق والتقارب فالدول العربية تتمتع بلغة واحدة عكس ما هو علية الحال في اوروبا ولكن نصيحتي لكم ان تكون البداية بين الدول العربية من خلال التبادل التجاري مع ازالة العقبات في مدة تصل الى خمس سنوات على ان يكون ذلك تدريجيا على ان تكون العملة الموحدة في المرحلة الثانية بعد التوسع في التبادل التجاري وليس العكس بل ان على المنطقة العربية ان تفكر في ايجاد النظام المالي المناسب قبل انشاء العملة الموحدة.
وطالب ديستان شركات القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية وفي كافة دول العالم ان تقوم بدورها المطلوب نحو توظيف الايدي العاملة كما شدد على ضرورة ان تلتزم هذه الشركات بالضوابط الاجتماعية ومراعاه الظروف الانسانية عند فصل العاملين فيها بل طالب هذه الشركات ان يكون فصل العالمين في ضيق الحدود ووفقا لسياسة واضحة من بداية التوظيف وقال:"يجب على هذه الشركات الا تقدم على توظيف عمالة زائدة وغير مطلوبة حتى لا تضغطة الى فعلها بعد ذلك".
وحول تمدد الاتحاد الاوربي شرقا نحو دول اوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفيتي السابق وعدم الاكتراث بالدول العربية القريبة جغرافيا من اوروبا اعترف ديستان بذلك وقال ان دول الاتحاد الاوروبي تقع بين توجين مختلفين احدهما يتمثل في التوسع شرقا والثاني نحو الاندماج والتكامل.." وطالب ديستان الجانبين العرب واوروبا بضرورة ايجاد نمطا قويا من التعامل".
وحول التجربة الفرنسية تحديد والاوروبية عموما بشأن التطور المواكب للمعلومات والاقتصاد الحديث شرح ديستان التصور الاوروبي والفرنسي وقال في هذا الصدد: "اننا ضد من يرى ان العولمة تعنى وجود لاعب واحد على الساحة الدولية في ادارة الاقتصاد العالمي بل تعنى العولمة - وهذه ما سناشدو الان – ان العولمة تعنى وجود ساحة واحدة ولكن عليها مجموعة من اللاعبين لكل لاعب منهم دورة وهويته وثقافتة ودينة وعلى كل لاعب من هؤلاء ايضا ان يعرف قواعد اللعبة والمبادى التي تقوم عليها وعلى شخصية وسلوك الاخر الذي يلعب امامة".
وفيما يتعلق بتحديث الاقتصاد الأوروبي قال ديستان :"أن الاقتصاد الأوروبي دخل هذه المرحلة بالتدريج وبلغ ذروته بعد صدور العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) وساعد على ذلك اتساع هذا السوق وكثرة عدد سكانه وتنوع منتجاته ونمط استهلاكه وعلى الآخرين أن يدركوا ان هذا السوق سوف يكون مفتوحا اكثر من ذي قبل وسوف يدرا بطريقة فيدرالية من جانب مؤسسات دائمة بل سوف يكون الاتحاد الأوروبي مؤسسة واحدة تضم عدة دول مختلفة وتكون القرارات لأغلبية في هذه المؤسسة ولذلك فأننا نفهم أن المنافسة سوف تكون متجاذبة نحو تقليل التكلفة......!!؟!
بل سوف يتسع نطاق هذا العملة بما يواكب سرعة النمو في أوروبا كما سوف تزداد قيمة اليورو مع زيادة ميزان المدفوعات وهذا من شأنه ان يعمل على سهولة وزيادة حجم التبادلات التجارية والمالية."
وانتقل الرئيس الفرنسي الاسبق ديستان الى السلوك السياسي المقبل لدول الاتحاد الاوروبي فقال:" اننا نمر بمرحلة استقطاب بين اتجاهين متضاربين الاول باتجاه الاندماج والتكامل وبذلك نكون متضادين الأول باتجاه الاندماج والتكامل وبذلك نكون مؤسسة فيدرالية والاتجاه الاخر هو زيادة عدد الدول الاعضاء وهذا قد يعود الى عدم الانسجام بين الدول نتيجة للتنوع الثقافي والاقتصادي".
وحول ضعف الدور الاوروبي في عملية قال ديستان:"أن قوة الدور الاوربي في المشاركة في عملية السلام في الشرق الاوسط تتطلب اجراءات محددة ومع ذلك فان الاندماج الاوروبي سوف يقود في النهاية الى دةر أكثر فعالية وهذا ما يتطلب اطلاق مبادات سلام جديدة.
وبشان استخدام دول الاتحاد الأوروبي لما يسمى القائم على المعلومات والمعرفة قال ديستان:"أن جميع الحكومات الاوروبية تشجع الاقتصاد القائم على المعرفة والتعليم والتدريب المهني ولاسيما التدريب الذي تقدمة الشركات للعاملين فيها وهنا يبرز الدور المهم للقطاع الخاص مقابل تراجع الحكومات المركزية تجاه التدريب وهنا تأمل أن تتطور المنطقة العربية لتواكب المعطيات الحديثة في التعليم والتدريب وفي ممارسة الاقتصاد القائم على المعرفة حتى تنشأ علاقة ثنائية بين الدول العربية والدول الاوربية تقوم على الثقة والتقدير والصداقة وأنا شخصيا حاولت القيام بهذا الدور خلال عملي في الحياة العامة.