الرحلات الصعبة هي التي تترك أثراً فينا

وهيب السعيد أحد المسئولين عن فريق الروّاد للمشي

هديل عرجة - سوريا
صور وفيديو
[title][title][title][title]

"على المحبّة التقينا، وفي دروب الوطن مشينا"، بهذه الكلمات عرّف فريق الروّاد للمشي والرحالة عن أنفسهم، فهم مجموعة من الأصدقاء جمعتهم رغبتهم بالتعرّف على بلدهم أكثر.
تأسس فريق الرحالة السوري الذي ينتمي للاتحاد العربي السوري للرياضة منذ عام 2002، قام خلالها برحلات طالت معظم المناطق  بسورية، وللوقوف أكثرعند تفاصيل نشاطات الرواد للمشي والرحالة،  "عربيات" التقت السيد وهيب السعيد أحد المسئولين في هذا الفريق.


ما أكثر ما يميّز فريق الرواد للمشي والرحالة؟
تتميز مجموعتنا بعكسها أطياف مجتمعنا كله، فالفريق يضمّ مجموعة من الأصدقاء من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية والانتماءات الدينية والمذهبية، بالإضافة إلى أن هذه المجموعة تمتاز بروح العمل الجماعي والتعاون بالإضافة للخبرة الناتجة عن المدة الطويلة لممارسة هواية المشي.

ما هي التحضيرات التي تقومون بها لتفادي حالات الطارئة التي قد تواجهكم خلال الرحلات؟
نحن حريصون كل الحرص على تفادي أي مخاطر محتملة خلال الرحلات، وذلك من خلال التأكيد على نوعية الألبسة والمعدات الواجب اصطحابها، والأحذية المناسبة، بالإضافة إلى أننا نصطحب معنا حقيبة طبية، ويرافقنا في الرحلات أطباء وصيادلة وممرضين، وبالتالي أقول وبكل فخر منذ إنشاء الفريق وخلال تنظيمنا لأكثر من 243 نشاط لم تواجهنا أية مشاكل تذكر.


لكي تحب بلادك تعرف على تفاصيلها

خلال رحلاتكم الكثيرة، ما هي أكثر المناطق جمالاً في سورية؟
سوريه جميلة بكل زاوية من زواياها ونحن نرى الجمال الكامن بكل بقعة منها، ونؤمن بأنه كي تحب بلادك أكثر يجب أن تتعرف على كافة تفاصيلها.

ما هي أنواع الرحلات التي تقومون بتنظيمها؟
يتم تنظيم مسيرة كل 14 يوم "بغض النظر عن الجو السائد"، وتتنوع هذه المسيرات حسب حالة الطقس والفترة الزمنية المختارة، فمن الممكن أن تقتصر الرحلة على يوم واحد كما يمكن أن تمتد لعدة أيام مما يتطلب إعداد مخيمات، ويمكن إيجاز أشكال المسيرات على الشكل التالي "البادية، قاهر الجبال، مخيم شتوي، مخيم بحر، مسير عائلي، وغير ذلك".

ما هي شروط الانتساب لمجموعتكم؟
لابد من امتلاك الحد الأدنى من اللياقة الجسمية، لأننا في نهاية الأمر فريق رياضي، بالإضافة إلى أنّه يجب امتلاك المعدات الأساسية "الجعبة، الحذاء المريح، الألبسة المناسبة بمعدات التخييم".


نعمل بروح الفريق الواحد، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة أهم أهدافنا

ما هي أهم المبادئ التي تركزون عليها في عملكم؟
التعاون والعمل الجماعي، واحترام الاختلاف وقبول الآخر كما هو، بالإضافة إلى الحرص على المشاركات الوطنية والثقافية والبيئية المختلفة.


ما يلفت للانتباه، هو مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة بنشاطاتكم، ماذا تطلعنا عن هذه النقطة؟
من أهم أهداف الفريق دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، وعندما تتوفر إمكانية إشراكهم بأي نشاط للفريق لا نتوانى عن ذلك، وخاصة في المسيرات البسيطة، أو بالنشاطات البيئية التي ننظمها، "حملات خليها خضرا – لنغسل التعب عن بردى"، على سبيل المثال.

لا يقتصر نشاطكم على الجانب الترفيهي، بل تقومون أيضاً بنشاط علمي كدراسة الطبيعة، كيف يتم التحضير لهذا النشاط؟
يهتمّ الفريق بشكل كبير بالوضع البيئي، لذلك قبل القيام بأي مسيرة ندرس المكان والمحاور المختلفة "جغرافياً، بشرياً، زراعياً، اجتماعيا..الخ"، ويتم شرح كل ذلك للمشاركين وفق الإمكانيات، وبالتالي نقدّم المعلومة العلمية حتى نتيح للمشاركين فرصة الاستمتاع الكامل بالمكان الذي يزورونه.

ما هي أكثر الأمور الطبيعية التي أدهشتكم خلال رحلاتكم؟
بصراحة، الطبيعة بعطائها الكبير، فهي تعطي بلا حدود، في الوقت الذي نوليها أقلّ قدر من العناية.


لانعالج المشكلات كأفراد ونتواصل مع الجهات المعنية


في السياق نفسه، ما هي أهم النشاطات البيئية التي كان للفريق مشاركة فيها؟
أطلق الفريق حملة مهمة حملت عنوان "لنغسل التعب عن بردى"، ومن خلالها تمّ الإعلان عن "يوم بردى" الذي تحدد في الجمعة الثانية من تشرين الأول في كلّ عام، وتهدف الحملة إلى التنبيه إلى الحالة المزرية التي وصل إليها نهر بردى، وترتكز الحملة على القيام بتنظيف جزء من النهر، ومتابعة أمور الاهتمام به مع الجهات المعنية.
وأطلق الفريق أيضاً حملة "خليها خضرا"، والهدف منها إعادة الواجهة الخضراء لدمشق، حيث قمنا بالتعاون مع وزارة الزراعة بتشجير أكثر من 3500 شتلة عام 2009، و5000 غرسه عام 2010.
كما قام الفريق بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون البيئة بإطلاق حملة "لا لأكياس النايلون"، وهي لقرع جرس الإنذار حول الخطر البيئي الجسيم الناتج عن الاستعمال المفرط غير المدروس لأكياس النايلون، وهنا أرغب بالإشارة إلى أنّ الفريق أطلق حلاً بديلاً للنايلون عبر توزيعه لأكياس قماش بديلة، وحثّ الجهات المعنية بإصدار قوانين تحدّ من استعمال النايلون والتركيز على التربية البيئية التي تعتبر عماد النضج البيئي.

قمتم بأكثر من 243 رحلة، هل هناك رحلة تركت بصمة مميزّة بأحداثها؟
الرحلات الصعبة هي التي تترك أثرها فينا، وخاصة الرحلات الثلجية، ومن هذه الرحلات رحلة "بلودان- البردان- حلبون" التي قمنا بها منذ عامين، فقد امتازت بطول مسافتها والمشي فوق الثلوج المتراكمة، بالإضافة إلى أنها ترافقت مع جوّ عاصف.

ما هي آمالكم في الأيام القادمة؟
نأمل أن نزور كل سنتمتر من بلدنا الحبيب، وأن تتوّسع رياضة المشي لتشمل كل قرية في الوطن، وأن تعمّ ثقافة التطوع والعمل الجماعي، وأن تنتشر الثقافة البيئية بين كل الشرائح الاجتماعية.